السوداني يتابع تنفيذ الخطط الخاصة بالزيارة الأربعينية ويصدر عدة توجيهات
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
شفق نيوز/ عقد رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، اليوم الخميس، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة في مقر قيادة العمليات المشتركة، اجتماعاً موسعاً مع محافظي البصرة وواسط وبابل والنجف وكربلاء، وقادة العمليات والشرطة في العديد من المحافظات، وبحضور نائب قائد العمليات المشتركة، وبمشاركة وزير الداخلية الذي يترأس اللجنة الأمنية العليا للزيارة الأربعينية، المتواجد في كربلاء، ورئيس لجنة النقل وقائم مقام سامراء وقائد محور الحشد الشعبي، وذلك للاطلاع على سير تنفيذ الخطط الأمنية والخدمية المعدة لتأمين الزيارة الأربعينية في مدينة كربلاء بحسب بيان لمكتب السوداني ورد لوكالة شفق نيوز.
وذكر البيان؛ أن السواداني اطلع على الإجراءات المتخذة لتأمين طرق الزائرين المتوجهين سيراً على الأقدام من جميع أنحاء العراق صوب مدينة كربلاء، والتسهيلات المقدمة في المنافذ الحدودية، وكل ما من شأنه أن يساعد في توفير الأجواء الآمنة للزائرين وللمواكب الحسينية المنتشرة على طول المسير، فضلاً عن الاطلاع على الخطط الخدمية في مفاصل الخدمات البلدية والصحية والنقل وغيرها.
وتابع القائد العام للقوات المسلحة، عبر شاشات المراقبة، انتشار القوات الأمنية بمختلف صنوفها في مناطق المسؤولية، والوقوف على احتياجاتها، وكذلك الاطلاع على التسهيلات المقدمة للزائرين القادمين من خارج العراق.
وأشاد بالأجهزة الأمنية، على الجهد الاستثنائي الذي تبذله في سبيل تأمين الزيارة المليونية وانسيابيتها، كما ثمن عالياً جهود العاملين في الدوائر الخدمية، سواء في الوزارات أو المحافظات، وكذلك أشاد سيادته بمستوى التعاون الذي يبديه المواطنون والمواكب الحسينية، والالتزام بالتعليمات والإجراءات لضمان نجاح مراسم الأربعينية.
وأكد السوداني مسؤولية الحكومة الاتحادية، والحكومات المحلية في المحافظات وكل الأجهزة الأمنية والمدنية في تقديم المتطلبات الخدمية والأمنية واللوجستية للأعداد المليونية من الزائرين، من داخل العراق وخارجه، وأشار إلى تواصل عقد الاجتماعات طيلة الأيام القادمة عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة، بالإضافة إلى عقد اجتماع بعد انتهاء الزيارة من أجل تقييم الأعمال المنجزة، وما مطلوب مستقبلاً.
وأوضح أن ما تُقدم من خدمات للزائرين هي حصيلة جهود بذلتها الجهات المعنية والمحافظات التي نفذت مشاريع مهمة أسست لهذه الخدمات، مشيراً إلى مداخل محافظة كربلاء وباقي المشاريع الخدمية الأخرى، التي سهّلت عملية الزيارة وجاءت نتيجة تخطيط مدروس، وافتتاح طرق مهمة جديدة، وسيتم مستقبلاً افتتاح جسور ثابتة وعائمة، كما أشار سيادته للّجنة العليا الدائمية للزيارات المليونية، التي تولّت التخطيط لكل الخدمات والفعاليات، وتنظيم هذه الموارد في الاتجاه الصحيح الذي يحقق الهدف، كما ثمن الجهود التي تبذلها العتبات المقدسة في كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء.
واستكمالاً للتوجيهات والخطط التي تم إعدادها، والعمل الكبير الذي بُذل من قبل كل التشكيلات الأمنية والخدمية، فقد أصدر رئيس مجلس الوزراء عدداً من التوجيهات الواجبة التنفيذ، وهي كالآتي:
1. مراجعة الخطط الأمنية والخدمية والتحقق منها ميدانياً للاطمئنان على تنفيذها وفق ما مخطط لها.
2. المحافظات التي انتهت فيها مراسم الزيارة وسير الزائرين صوب كربلاء المقدسة والتي رفُعت المواكب منها، وخصوصاً محافظات البصرة وذي قار والمثنى، وخلال الأيام القادمة محافظتا الديوانية وواسط، عليها جميعاً تعزيز موارد محافظة كربلاء المقدسة، سواء من القطعات الأمنية أو الموارد الخدمية، مثل عجلات النقل والعجلات الحوضية وكابسات النفايات والماء والثلج وغيرها.
3. على المحافظات التي لديها منافذ حدودية، أن تعطي أسبقية في تعزيز وتنظيم هذه المنافذ، وتوفير عجلات النقل وأيضاً ما يتعلق بالطرق التي تسلكها العجلات وحماية الزائرين وكذلك حملات المرور المهمة.
4. الانسيابية التي شهدتها عملية دخول الزائرين، يفترض ضمانها أيضاً في حال المغادرة، بدءاً من النقل ومروراً بالتسهيلات التي تتعلق بتأشير خروج الزوار.
5.على المحافظات والقيادات الأمنية الاهتمام بسلامة الزائرين واستنفار كل مفارز المرور فيها للحد من حوادث السير.
6.. على قيادة عمليات بغداد استنفار الجهود الأمنية والخدمية، حيث سيشهد يوم غد والأيام التالية زيادة في أعداد الزائرين، وستكون الذروة ابتداءً من يوم 15 لغاية يوم 19 صفر.
7. على قيادة عمليات الأنبار الاستمرار في مسك الصحراء وحدود كربلاء المقدسة، والاستمرار بالعمل الاستباقي في كل المحاور بهذه المنطقة، وأن تكون هناك عمليات تمشيط في مناطق الصحراء المحاذية لحدود كربلاء المقدسة.
8.على قيادتي عمليات بغداد وسامراء والحكومات المحلية فيها وضع خطط مستقلة ومدروسة تتعلق بحشود الزائرين التي ستتوجه اليها بعد انتهاء زيارة الأربعين، مع أهمية التنسيق المثمر والفعال مع العتبات المقدسة.
9. على جميع الجهات المعنية في المنافذ والمطارات تنظيم العمل ومواصلة الجهد ذاته في بداية الزيارة، حيث ستكون هذه الأماكن المحطة الأخيرة للزائرين ويجب التعامل معهم بمسؤولية عالية.
10. يجب على الأجهزة الأمنية والاستخبارية الاستنفار الأمني العالي، فالإرهاب والجماعات المنحرفة يتربصون بهذه المناسبة، وسوف لن يتمكنوا بهمة أجهزتنا الأمنية ويقظتها وتعاون الحشود المليونية من الزائرين الكرام.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي محمد شياع السوداني الأمنیة والخدمیة کربلاء المقدسة
إقرأ أيضاً:
غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
بقلم : سمير السعد ..
في عالمٍ تُثقله الحروب وتغرقه الفواجع، تبرز قصيدة “تهويدة لا تُنيم” للشاعر العراقي غسان حسن محمد كصرخة شعرية تحمل وجع الوطن، وتجسِّد الإنسان العراقي في زمنٍ لم يعد فيه للتهويدات مكان، ولا للطفولة حضنٌ آمن. غسان، ابن العمارة ودجلة والقصب، هو شاعر يكتب بقلبه قبل قلمه، ويغزل قصائده من نسيج الوجع العراقي بأدقّ خيوط الإحساس وأصفى نبرة صدق.
يفتتح الشاعر قصيدته بمشهد يختزل حجم الانهيار الداخلي في صورة جسدية/معمارية رمزية:
“من ربّت على ظهرِ الجسر..،
حتى انفصمت عُراه.”
ليتحوّل الجسر، رمز العبور والحياة، إلى معبر نحو الفقد والانفصال، ولتمتدّ صورة اليُتم على النهر كلحن لا يُفضي إلى الوصول:
“ليمتدَّ اليتمُ على كامل النهرِ،
يعزفُ لحنَ اللاوصول؟!”
هنا لا يتحدث الشاعر عن اليتيم بمعناه الفردي، بل يُحوّله إلى حالة جماعية تسري في جسد المكان، حالة بلد بأكمله يُرَبّى على غياب الآباء، وانقطاع الحكايات.
تدخل الحرب بوصفها شخصية غاشمة، لا تنتظر حتى تهدأ التهويدة، بل تُباغت الزمن وتفتك بالطمأنينة:
“الحرب..،
الحرب..،
(لعلعةٌ..):
كانت أسرعَ من تهويدة الأمِّ لوليدها”
هكذا يضع الشاعر التهويدة، رمز الحنان والرعاية، في مواجهة مباشرة مع صوت الحرب، لنعرف أن النتيجة ستكون فاجعةً لا محالة. ولا عجب حين نسمع عن الوليد الذي لم تمنحه الحياة حتى فرصة البكاء:
“الوليدُ الذي لم يفتر ثغرهُ
عن ابتسام..”
فهو لم يعرف الفجيعة بعد، ولم يلعب، ولم يسمع من أبيه سوى حكاية ناقصة، تُكملها المأساة:
“لم يَعُد أباه باللُعبِ..,
لم يُكمل حكايات وطنٍ..،
على خشبتهِ تزدهرُ المأساة لا غير.!”
في هذا البيت تحديدًا، يكشف غسان عن قدرة شعرية مدهشة على تحويل النعش إلى خشبة مسرح، حيث لا تزدهر إلا المأساة، في تورية درامية تفتك بالقلب.
ثم يأتي المشهد الفاصل، المشهد الذي يُكثّف حضور الغياب:
“عادَ الأبُّ بنعشٍ.. يكّفنهُ (زهرٌ)
لم يكُن على موعدٍ مع الفناء.!”
فالموت لم يكن مُنتظرًا، بل طارئًا، كما هي الحرب دومًا. لقد كان الأب يحلم بزقزقة العصافير، وسنابل تتراقص على وقع الحب:
“كان يمني النفسَ
بأفقٕ من زقزقات.،
وسنابلَ تتهادى على وقع
أغنية حبٍّ..
تعزفها قلوبٌ ولهى!”
بهذا المشهد، يقرّب الشاعر المأساة من القلب، يجعل القارئ يرى الأب لا كمقاتل، بل كعاشق كان يحلم بأغنية، لا بزئير دبابة. حلمُ الأب كُسر، أو بالأدق: أُجهض، على خيط لم يكن فاصلاً، ولا أبيض، بين الليل والنهار:
“حُلم أُجهض على الخيط
الذي لم يكن فاصلاً..،
ولا ابيضَ..
بين ليلٍ ونهار”
لا زمن في الحرب، لا بداية ولا نهاية، ولا فاصل بين حلمٍ وحطام. فالحرب تعيش في الفراغ، وتُشبع نهمها من أجساد الأبناء دون أن ترمش:
“ذلك أن لا مواقيت لحربٍ..
تُشبعُ نهمَ المدافع بالأبناء..”
وفي النهاية، تأتي القفلة العظيمة، القفلة التي تحوّل الحرب من آلة صمّاء إلى كائنٍ لو امتلك عيناً، لبكى، ولابتسم الطفل:
“فلو كانَ للحربِ عينٌ تدمع.،
لأبتسم الوليد!”
ما أوجع هذا البيت! إنه انقلابٌ شعريّ كامل يجعل من التهويدة التي لم تُنِم أيقونةً لفجيعة كاملة، وابتسامة الوليد غاية ما يتمنّاه الشاعر، وكأنّها وحدها قادرة على إنهاء الحرب.
غسان حسن محمد الساعدي ، المولود في بغداد عام 1974، والحاصل على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية، هو عضو فاعل في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق. صدرت له عدة مجموعات شعرية ونقدية منها “بصمة السماء”، و”باي صيف ستلمين المطر”، و”أسفار الوجد”، إضافة إلى كتابه النقدي “الإنصات إلى الجمال”. شاعرٌ واسع الحضور، يكتب بروح مغموسة بجماليات المكان وروح الجنوب العراقي، وينتمي بصدق إلى أرضه وناسها وتاريخها الأدبي والثقافي.
شاعر شفاف، حسن المعشر، لطيف في حضوره، عميق في إحساسه، يدخل القصيدة كمن يدخل الصلاة، ويخرج منها كما يخرج الطفل من حضن أمه، بكاءً وشوقًا وحلمًا. هو ابن العمارة، وابن دجلة، وابن النخيل والبردي، يدخل القلوب دون استئذان، ويترك فيها جُرحاً نديًّا لا يُنسى.
في “تهويدة لا تُنيم”، لا يكتب الساعدي الشعر، بل يعيش فيه. يكتب لا ليواسي، بل ليوقظ. لا ليبكي، بل ليُفكّر. قصيدته هذه، كما حياته الشعرية، تُعلن أن الشعر ما يزال قادراً على فضح الحرب، وردّ الضمير إلى مكانه، لعلّ الوليد يبتسم أخيرًا.