عادل نصار يكتب: مدينة السلام تصنع التاريخ
تاريخ النشر: 11th, October 2025 GMT
حلم أم علم؟ خيال أم واقع؟.. أسئلة تتردد في أذهان كل محب للسلام، لكنها اليوم لم تعد مجرد خيال أو أمنية عابرة، بل أصبحت حقيقة ملموسة تراها الأعين وتلمسها القلوب، فالحقيقة لا تحتاج إلى من يروّج لها، فهي تنطق بذاتها، وتُرى بوضوح في مشهد إنساني كبير تشهده منطقة الشرق الأوسط، بعدما أُعلن رسميًا وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي تجرّع على مدى عامين مرارة القتل والإبادة والتدمير على يد آلة حرب لا تعرف للإنسانية معنى، بقيادة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الآيل للسقوط قريبًا.
إنه إنجاز دبلوماسي جديد يُسجّل لمصر وقيادتها السياسية، إنجاز غير مسبوق تحقق بفضل الجهود المصرية الحثيثة التي نجحت، بمشاركة قطر والولايات المتحدة وتركيا، في التوصل إلى اتفاق حول آليات تنفيذ المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، بعد مفاوضات شاقة استمرت أسابيع طويلة احتضنتها مدينة السلام، شرم الشيخ.
وجاء هذا الاتفاق، الذي أُعلن عنه رسميًا من شرم الشيخ، تتويجًا لدور مصري متوازن قادته القيادة السياسية بحكمة واقتدار، في مسعى حقيقي لحقن دماء الفلسطينيين ووقف آلة الحرب التي أنهكت القطاع وأشعلت المنطقة توترًا.
التحركات المصرية أكدت مجددًا أن القاهرة لا تتعامل مع القضية الفلسطينية كملف سياسي عابر، بل كقضية وجود وأمن قومي عربي، وأنها لا تزال اللاعب الأكثر تأثيرًا في معادلة الشرق الأوسط، القادرة على جمع الأطراف المتنازعة حول طاولة واحدة حين يفشل الآخرون.
وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال دلالة المكان؛ مدينة شرم الشيخ، التي تُعرف عالميًا بـ"مدينة السلام"، الواقعة في قلب شبه جزيرة سيناء، هذه المدينة، التي تحتضن اليوم مفاوضات غزة، تعيد إلى الأذهان مشاهد تاريخية من مسيرة السلام في المنطقة، فقد كانت شاهدة على قمم مصيرية أبرزها قمة السلام عام 1996، التي جمعت الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق شمعون بيريز.
اليوم، تعود شرم الشيخ لتكتب فصلًا جديدًا من فصول السلام، بعد أن تحقق الإعلان الأهم في القرن الحالي، وهو وقف القتل والدمار في غزة،
وفي أعقاب هذا الحدث التاريخي، خرج عضو الحزب الجمهوري الأمريكي مالك فرنسيس ليُطالب بمنح الرئيس عبدالفتاح السيسي جائزة نوبل للسلام، تقديرًا لدوره المحوري في إنجاح المرحلة الأولى من مفاوضات وقف الحرب في قطاع غزة.
قال فرنسيس إن الرئيس السيسي "يستحق الجائزة عن جدارة"، مؤكدًا أن جهوده الدبلوماسية والإنسانية خلال الأشهر الماضية كانت حاسمة في منع تهجير سكان غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى مئات الآلاف من الفلسطينيين المحاصرين.
وأضاف المسؤول الأمريكي أن السيسي "لم يسعَ وراء مكاسب سياسية، بل عمل من أجل السلام الحقيقي"، مشيرًا إلى أن ما أبداه الرئيس المصري من ثبات دبلوماسي، والتزام إنساني، ورؤية استراتيجية واضحة أسهم بشكل مباشر في الوصول إلى لحظة تاريخية غير مسبوقة في مسار الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.
وهكذا، من قلب مدينة السلام، تتجلى صورة مصر التي لا تنحاز إلا للإنسانية، ويهتف العالم اليوم باسمها، معلنًا أن "نوبل السيسي" ليست حلمًا بعيد المنال، بل استحقاقًا حقيقيًا لزعيم جعل من السلام منهجًا ومن الإنسانية طريقًا.
وفي المحصلة، يظل ما تحقق على أرض شرم الشيخ رسالة واضحة للعالم بأن السلام لا يُفرض بالقوة، بل يُصنع بالإرادة والرؤية والقيادة الحكيمة، فقد أثبتت مصر، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن الدبلوماسية الصادقة قادرة على إخماد أعتى الحروب وفتح أبواب الأمل في وجه اليأس.
وبينما تتجه الأنظار إلى “مدينة السلام”، تتردد الأصوات من كل صوب مطالبةً بمنح نوبل السيسي، لا تكريمًا لشخصه فحسب، بل اعترافًا بدور مصر التاريخي في صناعة السلام وحماية الإنسانية في أكثر بقاع العالم اضطرابًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عادل نصار السيسي غزة وقف إطلاق النار اتفاق غزة مدینة السلام عادل نصار شرم الشیخ
إقرأ أيضاً:
بوجاتشار يكتب التاريخ بـ «الانتصار الخامس» في طواف لومبارديا
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةفاز السلوفيني تادي بوجاتشار، دراج فريق الإمارات XRG للدراجات، بسباق «إيل لومبارديا»، مضيفاً صفحة جديدة إلى موسم استثنائي له ولفريقه، حيث أضاف هذا الفوز إلى انتصاراته السابقة في طواف فلاندرز ولييج - باستوني - لييج.
وبتحقيقه فوزه الثالث في سباق من فئة «المونومنت» الكلاسيكي، خلال هذا الموسم، أصبح بوجاتشار ثاني دراج في التاريخ ينجح في الفوز بثلاثة سباقات «مونومنت» في عام واحد، بعد الأسطورة البلجيكي إيدي ميركس، في إنجاز يؤكد مكانته بين أعظم الدراجين عبر العصور.
ولم يكن هذا الفوز في بيرجامو مجرد إضافة جديدة إلى رصيده، بل قصة نجاح أخرى من التاريخ يضيفها إلى مسيرته.
فبين انتصاراته في فلاندرز ولييج ولومبارديا واحتلاله المركز الثالث في ميلانو - سانريمو في مارس، والمركز الثاني في باريس - روبيه في أبريل، أصبح بوجاتشار، بصفته بطلاً للعالم مرتين متتاليتين، أول دراج في التاريخ يصعد إلى منصة التتويج في جميع سباقات «المونومنت» الخمسة خلال موسم واحد، وهو إنجاز لم يسبقه إليه أي دراج في التاريخ الحديث.
جاءت لحظة الحسم عندما أطلق بوجاتشار هجومه الحاسم قبل 34 كيلومتراً من خط النهاية، فصعد بقوة مذهلة على المرتفع الأخير المؤدي إلى سيتا ألتا، ثم انطلق في نزوله نحو بيرجامو بسرعة واثقة ليقطع خط النهاية منفرداً، محققاً فوزه الخامس على التوالي في طواف لومبارديا.
وبهذا الفوز، عادل الرقم التاريخي لفاوستو كوبي بخمسة انتصارات في طواف لومبارديا، لكن مع تفوق واضح في الاستمرارية، إذ أصبح أول من يحقق هذا الإنجاز في نسخ متتابعة منذ عام 2021، متجاوزاً ما فعله كوبي في أربعينيات القرن الماضي.
وبعد عبوره خط النهاية، تحدث بطل العالم عن هذا الموسم الاستثنائي الذي شهد احتفاظه بلقب طواف فرنسا، وفوزه ببطولة أوروبا للمرة الأولى، وتسجيله الانتصار رقم 100 في مسيرته الاحترافية قائلاً: «الفوز خمس مرات متتالية أمر لا يُصدق، في كل مرة أبدأ هذا السباق، أشعر أن المسار والمنافسة مصممان خصيصاً لي، وفي الوقت نفسه، أمتلك فريقاً رائعاً حولي يجعلنا دائماً قادرين على تحقيق الفوز. شكراً لجميع زملائي في الفريق على عملهم العظيم».
وأضاف: «قام دومن بعمل مدهش، وكان بافل أيضاً مبهراً، ثم جاء دور باقي الزملاء في الصعود الأخير، حيث قاموا بحمايتي بشكل مثالي من الخلف، إنه أداء من الطراز الرفيع من الجميع.. أقول دائماً، منذ سبع سنوات على التوالي، إن هذا أفضل موسم لي حتى الآن، واليوم أستطيع أن أقولها مجدداً: هذا هو أفضل موسم في مسيرتي».
وبهذا الانتصار، رفع فريق الإمارات- XRG رصيده إلى 93 فوزاً خلال الموسم، متجاوزاً الرقم القياسي السابق البالغ 85 فوزاً، الذي حققه فريق كولومبيا-إتش تي سي عام 2009، في تأكيد جديد على هيمنة الفريق الإماراتي على المشهد العالمي للدراجات.