أعلنت شركة OpenAI عن إطلاق تطبيقها الجديد "Sora" المدعوم بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، بعد يوم واحد فقط من تسريب تفاصيله عبر موقع Wired. التطبيق الجديد يعتمد على نموذج الفيديو المتطور Sora 2، الذي يُتيح إنشاء مقاطع فيديو واقعية بالكامل بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، ويمكنه توليد مقاطع لأي موضوع تقريبًا، من المشاهد الطبيعية إلى الشخصيات الخيالية.

لكن أكثر ما يميز التطبيق هو ميزة "الظهور المفاجئ" التي تُمكّن المستخدمين من إضافة صورهم داخل المقاطع التي يُنشئونها، لتبدو وكأنهم شاركوا فعليًا في تصويرها. هذه الميزة المبتكرة، رغم جاذبيتها التقنية، تُثير أيضًا مخاوف تتعلق بالخصوصية وسوء الاستخدام، وهو ما حاولت OpenAI معالجته بمجموعة من الضوابط الدقيقة.

وفقًا لتفاصيل الإعلان الرسمي، يمنح التطبيق المستخدمين سيطرة شاملة على كيفية استخدام صورهم داخل Sora. عند البدء في استخدام التطبيق، يمكن للمستخدم أن يحدد من يُسمح له باستخدام صورته – سواء الأصدقاء أو حتى الغرباء.
وإذا استخدم أي شخص صورة أحدهم داخل مقطع فيديو، يُعيّن النظام ذلك المستخدم "مالكًا مشاركًا" للمقطع، ما يمنحه الحق في حذفه أو تقييد تعديله لاحقًا.

كما تُعزز هذه الخاصية ميزة أخرى تُعرف باسم "ريمكس"، والتي تتيح للمستخدمين التفاعل مع المقاطع المنتشرة من خلال إعادة تركيبها أو إضافة رؤيتهم الخاصة إليها، بما يشبه الطريقة التي يعمل بها تطبيق تيك توك. الفارق أن Sora يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتوليد المشهد بالكامل من الصفر، بدلًا من الاكتفاء بتحرير الفيديوهات الأصلية.

نقلة نوعية في الذكاء الاصطناعي المرئي

نموذج Sora 2 لا يقتصر على إنشاء الفيديو فقط، بل يستطيع أيضًا توليد الصوت المتوافق مع المشهد، وهو ما يُعد خطوة غير مسبوقة في تقنيات OpenAI. بفضل هذه الميزة، يمكن للمستخدم أن يُنشئ فيديو واقعيًا بصوت وشخصيات متحركة دون الحاجة إلى أدوات خارجية، مما يُقرّب التكنولوجيا من مفهوم “المخرج الافتراضي الكامل”.

وتؤكد الشركة أن التطبيق يُراعي القواعد الأخلاقية بشكل صارم، إذ لا يُمكنه توليد فيديوهات لشخصيات عامة إلا إذا سمحوا بذلك صراحة عبر رفع صورهم إلى التطبيق ومنح الأذونات المناسبة. كما يرفض النظام إنشاء أي محتوى ذي طابع إباحي أو مسيء، وهي خطوة تهدف إلى حماية السمعة الرقمية وضمان الاستخدام الآمن للتقنية.

حاليًا على iOS فقط ودعوات محدودة

حتى الآن، يتوفر تطبيق Sora حصريًا على نظام iOS داخل الولايات المتحدة وكندا فقط، ولا توجد معلومات رسمية عن موعد طرحه على نظام أندرويد أو في الأسواق الأخرى.
وبحسب OpenAI، فإن الانضمام إلى التطبيق يتطلب دعوة خاصة من الشركة، في نموذج يشبه ما اعتمدته تطبيقات مثل Clubhouse وBluesky في بداياتها. كما يمكن لكل مستخدم منضم حديثًا دعوة أربعة أصدقاء آخرين لتجربة التطبيق، مما يخلق نوعًا من الحصرية والحماس حول المنصة الجديدة.

رغم الحماس الكبير حول إمكانيات Sora، إلا أن بعض الخبراء أبدوا مخاوف من احتمالية إساءة استخدام ميزة “الظهور المفاجئ”، خاصة في ظل التطور السريع للذكاء الاصطناعي التوليدي وقدرته على إنتاج مشاهد تكاد تكون حقيقية. ومع ذلك، ترى OpenAI أن التطبيق يُمثل تجربة فريدة تجمع بين الذكاء الاصطناعي والفن الاجتماعي، وتُعيد تعريف الطريقة التي نصنع بها محتوى الفيديو ونتفاعل معه.

في النهاية، يبدو أن OpenAI لا تكتفي بتطوير النماذج اللغوية مثل ChatGPT أو DALL·E، بل تسعى الآن إلى قيادة ثورة الفيديو الذكي التفاعلي من خلال تطبيق "Sora"، الذي قد يُصبح قريبًا الوجه الجديد للتواصل الإبداعي في عصر الذكاء الاصطناعي.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

ميتا تطلق Vibes.. منصة جديدة لمقاطع الفيديو بالذكاء الاصطناعي تثير الجدل حول خصوصية المستخدمين

 كشفت الشركة المالكة لفيسبوك وإنستجرام عن ميزة جديدة داخل تطبيق Meta AI تحمل اسم Vibes، وهي موجز مخصص لمقاطع الفيديو القصيرة التي يتم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي.

لكن الميزة الجديدة، التي تبدو للوهلة الأولى امتدادًا لتجربة "ريلز" و"تيك توك"، تأتي في وقت حساس بعد تقارير عن مشاركة المستخدمين محادثاتهم الخاصة عن طريق الخطأ مع روبوت الدردشة الخاص بميتا، ما أثار تساؤلات حول الخصوصية والحدود بين الإبداع والتتبع.

ما هو موجز Vibes الجديد؟

يعمل Vibes كمكان مركزي داخل تطبيق وموقع Meta AI، حيث يمكن للمستخدمين تصفح مقاطع الفيديو القصيرة التي أُنشئت بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي، أو إنشاء مقاطعهم الخاصة من الصفر باستخدام نفس التقنيات. كما يمكنهم تعديل مقاطع منشورة سابقًا وإعادة نشرها، في تجربة تفاعلية تشبه منصات مشاركة المحتوى الاجتماعي، لكن بطابع يعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وتتيح الميزة الجديدة أيضًا مشاركة المقاطع عبر الرسائل المباشرة أو نشرها مباشرة على فيسبوك وإنستجرام، مما يجعل الذكاء الاصطناعي حاضرًا في تجربة المستخدم اليومية عبر جميع تطبيقات الشركة.

بحسب ما أعلنه الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج في منشور على منصة Threads، فإن ميزة Vibes تمثل "نظرة أولية على بعض اتجاهات المنتجات الجديدة التي نستكشفها".
وأكد زوكربيرج أن مختبرات Meta Superintelligence — وهي الوحدة المسؤولة عن تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة داخل الشركة — ستتعاون مع شركتي Midjourney وBlack Forest Labs، وهما من أبرز مطوري أدوات الصور والفيديو القائمة على الذكاء الاصطناعي.

وتهدف هذه الشراكات إلى توسيع قدرات منصة Meta AI في مجالات الإبداع البصري والموسيقي، بما يشمل إنتاج مقاطع أكثر واقعية وديناميكية تُحاكي أسلوب المحتوى البشري.

إلا أن إطلاق Vibes لا يخلو من الجدل. فقد تعرّض تطبيق Meta AI مؤخرًا لانتقادات واسعة بعدما تبين أن بعض المستخدمين شاركوا محادثاتهم الخاصة علنًا عن طريق الخطأ مع روبوت الدردشة، ما أثار تساؤلات حادة حول كيفية تعامل الشركة مع البيانات الحساسة.

ويرى محللون أن طرح منصة جديدة تعتمد على توليد ونشر المقاطع علنًا قد يضاعف هذه المخاوف، خصوصًا إذا لم توضح الشركة بشكل كافٍ آليات حفظ الخصوصية ومنع تسريب المحتوى الشخصي.

ويشير خبراء التقنية إلى أن هذه الخطوة تعكس إصرار ميتا على منافسة شركات مثل OpenAI وGoogle وAnthropic في سباق الذكاء الاصطناعي، لكنها أيضًا تسير على حافة خطرة بين الإبداع والانتهاك.

منذ عام 2023، تسعى ميتا لتحويل منصاتها من مجرد شبكات اجتماعية إلى منظومة متكاملة للذكاء الاصطناعي الشخصي. فقد أطلقت روبوتات محادثة داخل واتساب وإنستغرام وماسنجر، وأدمجت أدوات توليد الصور والنصوص في تجربة المستخدم اليومية.

أما الآن، ومع ظهور Vibes، فإن الشركة تخطو خطوة إضافية نحو جعل المحتوى المرئي نتاجًا مباشرًا للتفاعل مع الذكاء الاصطناعي، وليس فقط وسيلة لمشاركة ما ينتجه البشر.

تؤكد ميتا أن هذه الخطوة جزء من رؤية طويلة الأمد لتوسيع "الذكاء الإبداعي"، وجعل أدوات التوليد متاحة لمليارات المستخدمين بطريقة مبسطة تشجع على الابتكار الفردي. وتشير الشركة إلى أنها ستضيف ميزات جديدة قريبًا لدعم عمليات الإنتاج التعاوني، حيث يمكن للمستخدمين إنشاء مقاطع جماعية أو تعديل أعمال الآخرين بطرق تفاعلية.

ويرى مراقبون أن ميزة Vibes قد تكون تجربة اختبارية لتقنيات أكثر تقدمًا تنوي الشركة دمجها في شبكاتها الكبرى، وربما تكون البداية لموجة جديدة من المحتوى المولّد آليًا الذي سيُعاد توزيعه عبر فيسبوك وإنستجرام.

وبينما تواصل ميتا دفع حدود التكنولوجيا الإبداعية، تبقى الأسئلة قائمة حول كيفية موازنة حرية الإبداع مع حماية الخصوصية، خاصة في ظل الانتقادات المستمرة الموجهة للشركة بشأن إدارة بيانات المستخدمين.

فميزة Vibes تمثل خطوة جريئة نحو مستقبل المحتوى الاصطناعي، لكنها أيضًا تفتح بابًا جديدًا للتحديات القانونية والأخلاقية التي قد تحدد مستقبل علاقة المستخدمين بالذكاء الاصطناعي في عالم ميتا.

وبذلك، يتضح أن ميتا لا تراهن فقط على تقديم ميزة جديدة، بل على تغيير طريقة تفاعل الناس مع المحتوى الرقمي ذاته — من مشاهدين إلى صُنّاع تشاركهم الخوارزميات الإبداع في كل لحظة.

مقالات مشابهة

  • ميزة "الدفع الفوري" من ChatGPT تُحدث ثورة في التسوق عبر الذكاء الاصطناعي
  • OpenAI تستعد لإطلاق منافس TikTok يعتمد كليًا على الذكاء الاصطناعي
  • أخبار التكنولوجيا| مايكروسوفت تطلق تطبيق OneDrive الجديد بذكاء اصطناعي متقدم.. شاومي تطلق Xiaomi 17 Ultra بكاميرا خارقة 200 ميجابكسل
  • جوجل تطلق Gemini Enterprise.. ثورة في استخدام الذكاء الاصطناعي داخل الشركات
  • مايكروسوفت تطلق تطبيق OneDrive الجديد بذكاء اصطناعي متقدم
  • توصية بتكثيف الدراسات المناخية في جازان مع تطبيق الذكاء الاصطناعي
  • OpenAI تطلق ChatGPT Go في 16 دولة جديدة بأسعار مغرية
  • ميتا تطلق Vibes.. منصة جديدة لمقاطع الفيديو بالذكاء الاصطناعي تثير الجدل حول خصوصية المستخدمين
  • جوجل تطلق سلاحها السري.. وكيل ذكاء اصطناعي جديد لحماية البرمجيات