ميتا تعزز تجربة Threads بميزة "المجتمعات"
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
تسعى شركة ميتا إلى تعزيز مكانة منصتها الاجتماعية "Threads" في عالم التواصل الرقمي المتسارع، وذلك بعد أن تجاوز عدد مستخدميها 400 مليون مستخدم حول العالم.
وفي إطار جهودها لجعل المنصة أكثر جاذبية وتميزًا، بدأت الشركة باختبار ميزة جديدة تحمل اسم "المجتمعات" (Communities)، تهدف إلى إنشاء مساحات مخصصة للنقاش والدردشة حول مواضيع محددة تجمع المهتمين بها في مكان واحد.
الميزة الجديدة تُعد نقلة نوعية في طريقة تفاعل المستخدمين داخل Threads، إذ تصفها ميتا بأنها تطوير طبيعي لخلاصاتها ووسومها المخصصة، لكنها أكثر تنظيمًا وخصوصية.
ووفقًا للشركة، تتيح "المجتمعات" بيئة مريحة لتبادل الآراء والمحتوى حول اهتمامات مشتركة مثل كرة السلة، والكتب، والتقنية، والترفيه، وغير ذلك من الموضوعات التي تشهد تفاعلًا كبيرًا بين المستخدمين.
وقد أعلنت ميتا أنها أنشأت بالفعل أكثر من 100 مجتمع تجريبي داخل التطبيق، تشمل مجموعات متنوعة مثل "مواضيع NBA"، و"مجتمع عشاق الكتب"، و"مواضيع التقنية"، في خطوة تهدف إلى بناء بيئة تفاعلية أكثر تخصصًا مقارنةً بالموجز العام.
كما بدأت الشركة في منح "الشخصيات البارزة" داخل هذه المجتمعات شارات زرقاء لتمييز مشاركاتهم وإبراز حضورهم في النقاشات، على غرار ما هو متاح في منصات أخرى تابعة لميتا مثل فيسبوك وإنستغرام.
الميزة الجديدة لا تقتصر فقط على التجمع حول الاهتمامات، بل تضيف أيضًا لمسة مرحة من خلال توفير رموز تعبيرية مخصصة للإعجابات تختلف من مجتمع إلى آخر. فعلى سبيل المثال، عند التفاعل مع منشور داخل مجتمع "NBA Threads"، سيظهر رمز كرة السلة بدلاً من القلب التقليدي، ما يمنح كل مجتمع طابعًا فريدًا يعكس هويته.
من الناحية التقنية، لا تختلف موجزات المجتمعات كثيرًا عن موجزات المواضيع الموجودة حاليًا في Threads، لكن ميتا تقول إنها تعمل على تحسين تجربة التصفح عبر ترتيب المنشورات وفقًا للصلة والأهمية، بحيث تظهر المنشورات الأكثر تفاعلاً وملاءمة في الأعلى.
في المقابل، كان موجز المواضيع في الإصدار السابق من التطبيق يُظهر مزيجًا عشوائيًا من منشورات مستخدمين متنوعين دون ترتيب واضح، ما جعل بعض المستخدمين يشعرون بالتشتت وفقدان الاهتمام.
هذه الخطوة من ميتا ليست الأولى من نوعها في عالم التواصل الاجتماعي؛ فقد سبق أن أطلق تويتر (الذي أصبح يُعرف باسم X) ميزة المجتمعات في عام 2021، وأعلن العام الماضي أن استخدامها ارتفع بنسبة 495% في "دقائق نشاط المستخدم"، ما يعكس إقبالًا كبيرًا على هذا النمط من التفاعل الجماعي. ويبدو أن ميتا تحاول الآن الاستفادة من التجربة وتقديم نسخة مطوّرة وأكثر انسجامًا مع بيئة Threads.
الهدف الأعمق من هذه الخطوة، وفق تصريحات ميتا، هو جعل المنصة أكثر ترابطًا وانتماءً للمستخدمين. فقد واجه Threads منذ انطلاقه انتقادات بشأن خوارزمياته التي تميل إلى عرض منشورات من حسابات عشوائية لا يتابعها المستخدم، مما جعل الكثيرين يشعرون بأن التجربة غير شخصية.
ومع إطلاق ميزة "المجتمعات"، تقول الشركة إن انضمام المستخدمين إلى مجموعات محددة سيساعد على تخصيص المحتوى الذي يظهر في خلاصتهم الرئيسية، لتصبح أكثر اتساقًا مع اهتماماتهم الفعلية.
ويرى محللون أن هذه الإضافة قد تمثل نقطة تحول في استراتيجية ميتا تجاه Threads، حيث تسعى لجعل المنصة أكثر تفاعلية وذات طابع مجتمعي يشجع المستخدمين على قضاء وقت أطول داخل التطبيق.
كما قد تساعد هذه الخطوة في تعزيز مكانة Threads كمنافس فعلي لمنصات مثل X وReddit، خاصة مع تزايد إقبال المستخدمين على النقاشات المتخصصة التي تجمع بين الطابع الاجتماعي والمحتوى الهادف.
ومع توسع "المجتمعات" تدريجيًا ووصولها إلى مزيد من المستخدمين خلال الأشهر المقبلة، يبدو أن ميتا تراهن على تحويل Threads إلى مساحة حوارية نابضة تجمع المستخدمين حول شغفهم، وتعيد صياغة تجربة التفاعل الاجتماعي في عصر الذكاء الاصطناعي والمحتوى المخصص.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
كايسيد يحتفل بمرور 10 أعوام على برنامج الزمالة الدولية
صراحة نيوز- احتفل مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد)، في العاصمة البرتغالية لشبونة، بالذكرى العاشرة لإطلاق برنامج كايسيد للزمالة الدولية، أحد أبرز برامجه الرائدة في بناء قدرات القيادات الدينية والتربوية والمجتمعية حول العالم.
وشهدت الفعالية مشاركة واسعة من شخصيات دينية ودبلوماسية وأكاديمية تمثل دولًا وثقافات متعددة.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الأمين العام بالإنابة السفير أنطونيو ريبيرو دي ألميدا، أن إطلاق البرنامج قبل عقد جاء انطلاقًا من قناعة بأن السلام المستدام لا يتحقق دون إشراك الفاعلين الأقرب إلى المجتمعات. وقال:
“آمنا منذ البداية بأن الحوار يجب أن يُبنى على الثقة المتبادلة، وأن تكون أصوات المجتمعات المحلية جزءًا من صناعة القرارات الوطنية والدولية، فالسياسات والمؤسسات مهمة، لكن السلام يظل ناقصًا ما لم يكن شاملًا للجميع.”
وأشار إلى أن البرنامج أثبت خلال عشر سنوات قوته التحويلية حين يتحول الحوار من مفهوم نظري إلى ممارسة واقعية تقودها المجتمعات نفسها، موضحًا أن شبكة الزملاء تضم اليوم قيادات من نحو 100 دولة تمثل مدارس دينية وثقافية متعددة.
من جهته، أوضح عضو مجلس إدارة المركز وممثل الكرسي الرسولي للفاتيكان لوران بسانيت، أن نهج كايسيد يقوم على تعزيز التعاون بين القادة الدينيين وصناع القرار لمعالجة تحديات عالم اليوم، مبينًا أن المركز يزود القيادات بمهارات في حقوق الإنسان ويفتح أمام صناع القرار آفاقًا لفهم أعمق للثقافات الدينية.
وأكد الأمين العام السابق للمركز فيصل بن معمر، أن البرنامج يستند إلى رؤية تأسيسية ترى أن السلام الحقيقي يصنعه أفراد ومجتمعات تلتقي على أرضية الثقة، وأن الحوار يجب أن يتحول إلى ممارسة يومية تتجسد في مبادرات واقعية على الأرض.
وفي السياق ذاته، أوضح مدير برنامج الزمالة أندرو ج. بويد، أن الحوار بين أتباع الأديان والثقافات هو لقاء يقوم على الإصغاء الفعّال والمتعاطف وغير المتحيز، بهدف تعزيز الفهم المشترك والتعاون لتحقيق الأخوة الإنسانية والسلام.
وتضمّنت فعالية الذكرى العاشرة عروضًا وشهادات مؤثرة لخريجي البرنامج حول أثر مبادراتهم في مجتمعاتهم، إضافة إلى جلسة نقاشية تناولت مستقبل الحوار عالميًا.
ويُشار إلى أن البرنامج أُطلق عام 2015 ضمن مبادرات المركز الرامية إلى تطوير كفاءات القيادات الدينية والتربوية والمجتمعية. ويمتد على مدار عام كامل يجمع بين التدريب الحضوري والافتراضي، ويُختتم بمنحة صغيرة لدعم تنفيذ مشروع حواري يخدم المجتمع المحلي للزملاء