لحظة السلام في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
كل لحظة يخطو فيها العالم خطوة نحو السلام هي لحظة استثنائية تستحق الاحتفاء والبناء عليها من أجل المستقبل، ومن أجل أن يعيش العالم بعيدا عن العنف والكراهية.
وأمس، خطا العالم خطوة مهمة نحو السلام في الشرق الأوسط بعد أن تبادل الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة في قطاع غزة عددا من الأسرى وجميع الرهائن الذين كانوا في غزة بعد عامين من حرب الإبادة التي راح ضحيتها أكثر من ٦٥ ألف شهيد فلسطيني ومئات الآلاف من الجرحى والمفقودين وقضت على كل مظاهر الحياة في قطاع غزة ودمرت بشكل كامل كل البنية الأساسية في القطاع، وتغيرت موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط.
ورغم الندوب التي تركتها الحرب وبذور الكراهية إلا أن الفلسطينيين في الضفة وفي القطاع احتفلوا باللحظة وبدلالتها العميقة في مسيرة نضالهم من أجل الكرامة وبناء دولتهم، في إشارة إلى أنهم شعب يحب الحياة ويتوق لها شرط أن تكون حياة تشبه حياة البشر يتمتع فيها الفلسطيني بحقوقه الإنسانية وفي مقدمتها الكرامة التي تكفلها له كل القوانين والشرائع والأديان.
لكن هذا السلام وتلك اللحظة التي شعر العالم أنها يمكن أن تكون بداية لحقبة جديدة في الشرق الأوسط مرهونة بسلوك إسرائيل وتعاملها مع حقوق الفلسطينيين وحقهم في إقامة دولتهم المستقلة، إضافة إلى سلوكها مع بقية دول المنطقة التي تريد العيش بسلام وتتفرغ لبناء المستقبل. وهذا الأمر لا يمكن أن يتحقق دون سيادة القانون في العالم، وهذا الأمر يحتاج إلى المزيد من التحولات الإيجابية في فكر العالم وفي بناء معادلات لا تنطلق من زهو القوة، ولكن من الاحتكام للقانون الذي من شأنه أن يقود للسلام.. ودون ذلك سيعاد تدوير المأساة الإنسانية التي عاشتها غزة على مدى عامين.
وعلى الرئيس الأمريكي ترامب الذي يحمل الاتفاق اسمه والذي قال أمس هذا «بداية فجر جديد لشرق أوسط جديد» فرض كلمته على نتنياهو وعلى إسرائيل إن كان جادا في حماية الاتفاق، والحفاظ على استقرار المنطقة، والعمل مع منظمات العالم لبناء معايير ووضع خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها.
لذلك لا بد أن تكون لحظة وقف الحرب على غزة بداية حقيقية لمرحلة جديدة تُغلق فيها أبواب كثيرة وتُفتح فيها نافذة واحدة هي نافذة السلام.. وعلى العالم أن يبقى في مسار بناء وعيه تجاه القضية الفلسطينية وعدالتها فهذا الوعي وحده يمكن أن يحمي الفلسطينيين ويدفع مع الوقت إلى اعتراف العالم أجمع بالدولة الفلسطينية المستقلة.
أما الفلسطينيون وأهل غزة بشكل خاص فليس مطلوبا منهم أن ينسوا ما حدث لهم خلال السنتين الماضيتين أو أن يتصالحوا مع ألمهم وخسائرهم، ولكن من المهم الانطلاق نحو المستقبل باستراتيجية تضع في اعتبارها كل المتغيرات التي حصلت في المنطقة والعالم.. ويبنون ذلك على الوعي الجديد الذي بدأ يتشكل في العالم عن القضية الفلسطينية ولا يهدمونه بأي شكل من الأشكال.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
روسيا: السلام في الشرق الأوسط مستحيل دون إقامة دولة فلسطينية
موسكو (الاتحاد)
أخبار ذات صلةقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، إن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة تعد «الأفضل بين ما هو مطروح»، مشدداً على أن السلام في الشرق الأوسط مستحيل دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وأشار لافروف في لقاء مع صحفيين من الدول العربية في موسكو، إلى أن بلاده مستعدة للمشاركة في أي صيغة تساهم في تحقيق تسوية سلمية عادلة في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن «خطة الرئيس ترامب تتناول قطاع غزة فقط»، موضحاً أن «بنودها المتعلقة بالضفة الغربية بحاجة إلى مزيد من التوضيح والتحديد إذ لا يمكن ترسيم حدود الدولة الفلسطينية من دون تقديم تنازلات متبادلة».
وأضاف أن «الاكتفاء بإنشاء مجالس بلدية في الضفة الغربية لا يمكن اعتباره حلاً».