قال الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن قمة شرم الشيخ للسلام تمثل منعطفًا تاريخيًا في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنها تؤكد عودة مصر بقوة إلى قلب المشهد الإقليمي والدولي كقوة فاعلة قادرة على جمع الأطراف المتناقضة على طاولة واحدة.

زخم دولي يعكس إدراكًا عالميًا بأهمية الدور المصري

وأوضح كمال أن الزخم الدولي الكبير المصاحب للقمة، بمشاركة أكثر من 31 دولة، يعكس إدراكًا عالميًا متزايدًا بأن استمرار الحرب في غزة لم يعد مقبولًا، وأنه لا يمكن تجاوز الدور المصري في أي مسار يتعلق بالسلام في الشرق الأوسط. وأضاف أن القاهرة نجحت خلال العامين الماضيين في الحفاظ على ثبات موقفها السياسي والإنساني، مستندة إلى مبادئها الواضحة: وقف إطلاق النار، ومنع التهجير، وإدخال المساعدات، وبدء إعادة الإعمار.

نجاح الدبلوماسية المصرية في فرض رؤيتها

وأشار كمال إلى أن ما تشهده شرم الشيخ اليوم هو تتويج لجهود دبلوماسية مصرية متواصلة، استطاعت أن تفرض رؤيتها على المجتمع الدولي بعد فترة طويلة من المراوغات السياسية. وقال: "القمة تمثل انتصارًا للدبلوماسية الهادئة التي انتهجتها مصر، وتؤكد أن الواقعية السياسية قادرة على تحقيق ما عجزت عنه الشعارات."

خطاب ترامب بين الدعم لإسرائيل ومحاولة تحقيق إنجاز سياسي

وحول الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب داخل الكنيست الإسرائيلي، يرى كمال أنه لم يخرج عن النهج التقليدي في دعم إسرائيل، لكنه في الوقت ذاته يعكس رغبة أمريكية في البحث عن إنجاز سياسي يُسجَّل للإدارة الحالية. وأضاف أن مصر ستكون العامل الحاسم في تحويل هذا الزخم السياسي إلى خطوات عملية نحو السلام، إذا ما توافرت الإرادة الدولية.

رمزية الدور المصري بين الماضي والحاضر

وأكد أستاذ العلوم السياسية أن القمة تمثل عودة رمزية لدور مصر التاريخي في صناعة السلام، على غرار ما قامت به في حقبة الرئيس أنور السادات، مع فارق أن القيادة الحالية تتحرك ضمن واقع أكثر تعقيدًا وتوازنًا دقيقًا بين القوى الدولية والإقليمية.

شرم الشيخ.. منصة جديدة للسلام والاستقرار

واختتم كمال تصريحه قائلًا: "شرم الشيخ اليوم ليست مجرد مدينة تستضيف قمة، بل منصة جديدة لإعادة تعريف دور مصر في الشرق الأوسط، ودليل على أن القاهرة لا تزال تمتلك مفتاح الاستقرار والسلام في المنطقة."

طباعة شارك القاهرة مصر غزة السلام الشرق الأوسط

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القاهرة مصر غزة السلام الشرق الأوسط شرم الشیخ

إقرأ أيضاً:

نائب: قمة شرم الشيخ للسلام تعكس ريادة مصر في إعادة تشكيل المشهد الإقليمي

قال النائب مجدي البري، عضو مجلس الشيوخ، والأمين المساعد لأمانة التنظيم المركزية بحزب مستقبل وطن، إن انعقاد "قمة شرم الشيخ للسلام" اليوم الإثنين، برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبمشاركة قادة أكثر من عشرين دولة ومنظمات دولية وإقليمية كبرى، يمثل لحظة فارقة وتحولًا جوهريًا في مسار الأزمة الفلسطينية، ورسالة قوية بأن مصر تواصل دورها المحوري في الدفاع عن الاستقرار الإقليمي وحقوق الشعوب.

وأضاف البري في بيان له، أن استضافة مصر لهذه القمة التاريخية في مدينة شرم الشيخ – مدينة السلام – لم تأت من فراغ، بل هي ترجمة لمكانتها الدولية كدولة قائدة وقادرة على جمع الفرقاء وبناء التفاهمات، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي يقود تحركًا دبلوماسيًا شجاعًا يستند إلى رؤية متكاملة لوقف الحرب في غزة، وإعادة إعمار القطاع، وإحياء عملية السلام العادل والشامل.

رئيس الوزراء يتابع الإجراءات المتخذة لتوفير اللحوم الحمراءترامب من الكنيست: ما يحدث الآن أمر رائع.. وكوشنر كان له دور بارز في الاتفاقيات الإبراهيمية

وأوضح البري أن القمة جاءت في توقيت حساس يشهد تصاعدًا حادًا في الأزمة الإنسانية داخل قطاع غزة، ما يجعل الدور المصري هو الأكثر توازنًا وتأثيرًا في ظل صمت بعض الأطراف وتضارب مواقف أخرى، لافتًا إلى أن رعاية مصرية أمريكية مشتركة لهذا الحدث تؤكد الثقة الدولية المتزايدة في قدرة القاهرة على قيادة المبادرات الكبرى وطرح حلول واقعية للأزمات المعقدة.

وأكد أن القمة ليست مجرد فعالية دبلوماسية، بل منصة تصاغ فيها ملامح مرحلة جديدة من الواقعية السياسية في التعامل مع القضية الفلسطينية، حيث تضع مصر على رأس أولوياتها إنهاء العدوان، تدفق المساعدات، وإعادة إطلاق المسار السياسي برعاية دولية، مشددًا على أن المجتمع الدولي مطالب بالخروج من شرم الشيخ بضمانات حقيقية تضع حدًا للانتهاكات، وتمنع تكرار المأساة.

وأشار البري إلى أن المواقف المصرية الثابتة من القضية الفلسطينية ليست وليدة اللحظة، وإنما امتداد لتاريخ طويل من التضحيات والدعم الصادق، بدءًا من حرب 1948 وصولًا إلى المبادرات المتلاحقة لوقف إطلاق النار، مضيفًا أن مصر لم تتخل يومًا عن دورها كحاضنة للقضية ومحرك أساسي للسلام العادل، مختتما بالتأكيد على أن قمة شرم الشيخ تؤسس لواقع جديد في الشرق الأوسط، وتعيد لمصر دورها كصانع رئيسي للسلام، وصوت عاقل في عالم تتقاذفه النزاعات والمصالح الضيقة، مشددًا على أن الرئيس السيسي يقدم نموذجًا فريدًا في القيادة الرشيدة التي توازن بين المبادئ والضرورات، وتحمل راية السلام من منطلق قوة ومسؤولية.

طباعة شارك قمة شرم الشيخ غزة البرلمان النواب مجلس النواب

مقالات مشابهة

  • أحمد عبد المجيد: وثيقة شرم الشيخ تعيد تموضع مصر كقلب الدبلوماسية ومحرك للسلام
  • البرلمان العربي يرحب بمخرجات قمة شرم الشيخ وتوقيع اتفاق غزة ويثمن الدور المصري والأمريكي
  • الطائفة الإنجيلية: قمة شرم الشيخ تجسّد الدور المصري التاريخي في دعم جهود السلام
  • نائب: قمة شرم الشيخ للسلام تعكس ريادة مصر في إعادة تشكيل المشهد الإقليمي
  • شرم الشيخ تستعيد دورها الدولي مع انطلاق قمة السلام بمشاركة الرئيس السيسي وترامب
  • قمة شرم الشيخ للسلام.. مصر تواصل دورها المحوري في تثبيت الاستقرار الإقليمي
  • قمة شرم الشيخ للسلام… محطة حاسمة لترسيخ الدور المصري في صناعة الاستقرار الإقليمي
  • سعيد الزغبي: قمة شرم الشيخ للسلام تعيد التأكيد على شرعية مصر السياسية وقدرتها على هندسة التوازنات الإقليمية
  • خبير دولي: تحركات مصر في شرم الشيخ امتداد لدورها التاريخي في نشر السلام