ملكة جمال الجاموس.. مسابقة فريدة من وحي تراث تايلاند!
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
الرؤية- كريم الدسوقي
على بُعد ساعة من العاصمة التايلاندية بانكوك، تقدمت جاموسة سوداء تدعى Tod بخطوات واثقة إلى مضمار غير معتاد، فالمكان ليس حقلا للحراثة، بل منصة لـ "ملكات جمال الجواميس" في مهرجان تشونبوري السنوي.
تحت الشمس، كان الاحمرار في باطن أذنيها يلمع كأنه تفصيل من لوحة فنية، بينما يراقبها مالكها، المزارع البسيط تاواتشاي داينغ-نغام، بعين تجمع بين الفخر والقلق، وسط جمهور كبير جاء يحتفي بمخلوق كان يوما رمزا للعمل الشاق في الريف التايلاندي، حسبما أورد تقرير نشرته منصة wtop.
الجاموس كانت لقرون العمود الفقري للزراعة في تايلاند، لكنها انسحبت تدريجيا من المشهد مع دخول الجرارات الآلية، ومع ذلك جاء مهرجان تشونبوري ليعيد إليها مكانتها الرمزية، إذ تحول إلى احتفال يجمع بين الفن الشعبي والحنين للريف.
انطلقت الفعاليات بموكب ملون شارك فيه طلاب المدارس بملابس تقليدية، وجواميس تجر عربات خشبية مزينة بالزهور، بينما تعلو المنصة سيدات بزي تراثي يعيد إلى الأذهان أيام الحصاد القديمة.
سلالات نادرة
لم يكن العرض وحده محور المهرجان، فالمضمار الذي يمتد لمئة متر شهد سباقات مثيرة، يقود فيها فرسان محليون جواميس ضخمة بسرعة لافتة. وبين المتسابقين برز الجاموس الأمهق Lookaew، الذي أطلق عليه صاحبه، بيتون راسامي، هذا الاسم باللغة التايلاندية، والذي يعني "الرخام"، بعدما فاز بعدة مسابقات محلية.
الأمل في التتويج لم يكن مجرد طموح معنوي، فجاموس مشابه بيع العام الماضي مقابل 672 ألف دولار بعد سلسلة من الانتصارات في مسابقات ملكات الجمال.
ويرى المشرف في المهرجان، كيجشاي أنكهاناوين، أن "الجاموس لم يعد حيوانا عاملا فقط؛ بل رمزًا للجمال والهوية"، موضحا أن الحكومة التايلاندية دعمت هذا التوجه بإعلان يوم حفظ الجاموس التايلاندي منذ عام 2017.
ومنذ ذلك الوقت، نشأت صناعة كاملة حول تربية الجواميس المميزة ورعايتها وفق "بروتوكولات" تشمل الاستحمام اليومي وحمية غذائية من الذرة والنخالة والفيتامينات، إلى جانب معايير دقيقة للقرون والبنية الجسدية.
كواليس المهرجان
في خلفية المشهد، ينتظر المربون في الظلال، بينما ترش الجواميس بالماء البارد لتخفيف الحر، ويلتقط الزوار الصور مع الحيوانات العملاقة، وأطفال يصفقون بحماس، فيما يرتدي الحكام قبعات رعاة البقر لتقييم المتسابقين بدقة متناهية.
تاواتشاي نفسه يعترف بأن تربية الجواميس اليوم "هواية أكثر منها مهنة"، ويقول مبتسما: "ربما لم يعد الجاموس ينافس الآلات، لكنه لا يزال جزءا من عائلتنا. كما نقول في قريتنا: الناس يربون الجواميس، والجواميس تربي الناس".
ما يجري في تشونبوري لا يقتصر على الترفيه، بل يعكس تحولا أوسع في الريف التايلاندي؛ إذ يخلق اقتصاد المهرجانات الشعبية فرصا جديدة في السياحة والتسويق والتربية الانتقائية، ومع اتساع هذا الاتجاه يصبح الجاموس رمزا لصناعة ثقافية تحيي الذاكرة وتعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والحيوان في البلد الآسيوي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
رجل يحمل فوق رأسه صينية خبز على دراجة في مصر..مصور أزياء شهير يكشف عن عادة فريدة من نوعها حول العالم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لا شك أن للسفر العديد من الفوائد، من بين أبرزها اكتشاف وجهات وثقافات ربما لم نسمع بها من قبل.
من كولومبيا إلى مصر، جاب مصور الأزياء الشهير، ماريو تيستينو، العديد من دول العالم، بحثًا عن فرص لاستكشاف حكايات شعوبها وإبراز عاداتهم وتقاليدهم المتنوعة بعدسته في صور ملحمية.
في هذه السلسلة من الصور المثيرة للإعجاب، وهي جزء من مشروع تصوير فوتوغرافي مستمر يحمل عنوان "A Beautiful World" (عالم جميل)، يسلّط تيستينو الضوء على عادة حمل الأغراض فوق الرأس، مثل صواني الطعام، والحقائب، والسجّاد، والأدوات اليومية.
أوضح تيستينو المولود في بيرو بمقابلة مع موقع CNN بالعربية، أنه خلال أسفاره حول العالم، دائمًا ما ينجذب إلى ما يميز مكانًا معينًا، أي ما قد لا نراه في كل مكان.
وقال: "بعد أن أنهيت مشروع Alta Moda في بيرو، حيث وثّقت الأزياء التقليدية للبلاد، بدأت مشروعًا جديدًا بعنوان A Beautiful World (عالم جميل)، يركّز على الأزياء التقليدية وما يميز كل ثقافة ويجعلها فريدة من نوعها".
أثناء زيارته للسنغال، يتذكّر تيستينو أنه صادف "امرأة تسير في الشارع وتحمل حقيبة كبيرة فوق رأسها، وأخرى في يدها، وطفلًا على ظهرها".
وقال: "أدهشني كيف يدير الناس حياتهم اليومية وهم يصنعون في الوقت ذاته أشكالًا نحتية من خلال اللون والشكل والتوازن، ما يعكس الكثير حول هويتهم".
وتابع: "بينما واصلت السير، لاحظت مزيدًا من النساء يحملن أغراضهن بمثل هذه الطريقة".
خلال زيارته إلى مصر هذا العام، يستذكر تيستينو أنه شاهد رجالا يقومون بموازنة كل شيء فوق رؤوسهم، مثل السجاد، وصواني الخبز، وأقفاص الدواجن.
وأوضح: "بالطبع، ليس من السهل عبور مدينة كاملة بهذه الطريقة، فهي مهارة ولدِت من رحم الحاجة. ومع ذلك، دون تفكير عميق، يفعل الناس ذلك برشاقة وأناقة تامة".
يعتقد تيستينو أننا غالبًا ما نمر بمشاهد استثنائية في حياتنا اليومية من دون أن نراها حقًا، ونعتبرها أمرًا مسلّما به. وقد نلحظها بالفعل، لكننا لا نتوقف لنقدّرها أو نراها بصدق، حسبما ذكره.
وأضاف: "آمل أن يبدأ المشاهدون بملاحظة هذه الأشياء في حياتهم أيضًا، وأن يدركوا الجمال والمعنى الكامن فيها".
أما عن كيفية اختياره للشخصيات في السلسلة التي تحمل عنوان "Balance" (توازن)، فقد أشار تيستينو إلى أنه اعتمد فقط على ما رأه في الشوارع.
وأوضح: "أمضيت 35 عامًا في عالم الموضة، حيث كان يجب التحضير لكل شيء مثل الفكرة، والملابس، والعناصر، والشعر، والمكياج. في مشروع A Beautiful World، لم أعد أنا من يحدد كيف يجب أن يبدو الناس. كل ما أفعله هو التقاط ما يلفت نظري، ما يصنع صورة جميلة ويحمل رسالة قوية. كل شخص ترونه في هذه السلسلة تم اختياره مباشرة من الشارع".