جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-14@19:58:17 GMT

الرصاصة ما زالت في جيبي

تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT

الرصاصة ما زالت في جيبي

 

 

حمود بن علي الطوقي

 

من التواريخ التي ستظل عالقة في الذاكرة تاريخ 7 أكتوبر 2023 وتاريخ 15 أكتوبر 2025، وهذا الأخير سيبقى يومًا مفصليًا في الذاكرة السياسية للشرق الأوسط، يوم اجتمع قادة العالم في قمة شرم الشيخ ليضعوا حدًّا لحربٍ مُدمّرةٍ أنهكت غزة لعامين كاملين، وخلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين، ومئات الآلاف من النازحين الذين حملوا ما تبقّى من حياتهم على أكتافهم.

وفي تلك اللحظة التاريخية، تنفّس العالم الصعداء وهو يُشاهد القادة يوقّعون على اتفاق وقف إطلاق النَّار، وسط آمالٍ بأن تكون هذه الوثيقة بداية عهدٍ جديدٍ تسوده الإنسانية والسلام.

تقدّم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصفوف، وتحدّث عن مسؤولية العالم في إنهاء دوامة العنف، فيما لعبت كل من مصر وقطر وتركيا أدوارًا محورية في تقريب وجهات النظر وتهيئة الأرضية لهذا الاتفاق. ولا ننسى دور سلطنة عُمان التي كانت حاضرة في هذا المشهد التاريخي لتكون بين صفوف الكبار وتُؤكد للجميع مكانتها بأنها مثال للدبلوماسية المتزنة التي تحافظ على ثوابتها دون ضجيج، وتتحرك بصمتٍ وفاعلية في سبيل الحق والإنسان.

لقد أثبتت السلطنة، بقيادتها الحكيمة، أنّ الحياد لا يعني السكون، وأن الوساطة لا تعني التراجع؛ بل هي فعل مسؤول، ينبع من رؤية تؤمن بالسلام العادل وبحق الشعوب في العيش بأمنٍ وكرامة.

ومن خلال مواقفها الثابتة، تؤكد حضورها كصوتٍ عاقلٍ وكسندٍ موثوقٍ يقف إلى جانب أصحاب الحق، في فلسطين وكل أرضٍ تبحث عن العدالة

كانت الأنظار المحلقة للسلام تتجه لمتابعة هذا المشهد المهيب، والمليئة بالرمزية والرجاء، كأنّنا نرى غزة العزة على وشك أن تستعيد حقها في الحياة، وأن تُطوى صفحة القتل والإبادة. كمتابع

أرى خلف هذا الأمل، هناك ظلال من الخوف؛ إذ لم يغب عن الأذهان تاريخ طويل من خيبات الوعود، حين كانت التوقيعات تُجفّف حبرها بالكلمات، بينما تجهّز المدافع نفسها لجولةٍ جديدة.

وأنا أتابع المشهد، تخيّلت نتنياهو، وكل من يُعارض طريق السلام ويدعم الصهيونية المتطرّفة، يتمتم في داخله قائلًا: «الرصاصة ما زالت في جيبي»، جملة تختصر فلسفة القوة التي لا تؤمن إلا بالسلاح، وترفض الانصياع لمنطق العدالة أو القانون الدولي.

إنها ليست رصاصة واحدة؛ بل رمز لفكرٍ يختبئ وراء الشعارات، ينتظر اللحظة ليعيد إشعال النار.

وهنا نناشد العالم الحرّ أن يواجه هذا الفكر لا بالتغاضي أو المجاملة؛ بل بالموقف الواضح والعدل الصريح بأن السلام حق مشروع للجميع، وعلى دول العالم أن ترفض الاحتلال وتؤكد أن الشعب الفلسطيني من حقه أن يعيش بأمن وأمان وأن غزة بفضل المقاومة الباسلة لا تحتاج اليوم إلى بيانات الشجب، بل إلى تشابك الأيدي وتقديم دعمٍ حقيقيٍّ لإعادة الإعمار، فيها وإلى ضمانات دولية تحمي ما تبقّى من حياةٍ فوق هذه الأرض المنهكة.

لقد أثبتت التجارب أن الشعوب التي تنشد السلام، من المحيط إلى الخليج، تتوق إلى يومٍ تنتهي فيه هذه الحرب العبثية، ويُرفع عن فلسطين ثقل الاحتلال، لتعود دولةً مستقلة شامخةً حرّة، يعترف بها العالم أجمع. بأنها دولة ذات سيادة ومكانة بين الشعوب عاصمتها القدس.

أخيرا نقول للشعب الفلسطيني وللمقاومة إن ما يبعث الأمل هو ذلك الانحياز الإنساني الواسع الذي عبّرت عنه الشعوب في مختلف القارات؛ إذ خرجت الملايين في مظاهرات سلمية، رافعةً العلم الفلسطيني، مُطالبةً بوقف الحرب، ومنددةً بالظلم، ومؤكدةً أن القضية الفلسطينية لم تمت، بل ما زالت تنبض في ضمير الأحرار حول العالم.

إن هذا الوعي الشعبي المتنامي يمنح الفلسطينيين طاقة صمود جديدة، ويذكّر العالم أنَّ العدالة قد تتأخر، لكنها لا تغيب.

تحيا غزة المنتصرة.. وتحيا فلسطين الصامدة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مصطفى نجم يوجه رسالة شكر للرئيس السيسي: مصر كانت وما زالت الحضن الدافئ لفلسطين وغزة

وجه نجم نادي الزمالك ومنتخب فلسطين السابق مصطفى نجم رسالة شكر وتقدير إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مثمنًا الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة المصرية بقيادته في دعم القضية الفلسطينية، خاصة خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، والتي انتهت بجهود مصرية دبلوماسية وإنسانية حاسمة.


 

وقال نجم، في تصريحات لبرنامج “زملكاوي” الذي يقدمه الكابتن محمد صبري على قناة الزمالك، إن الرئيس السيسي كان ولا يزال نموذجًا للقيادة العربية الحكيمة التي تضع القيم الإنسانية والعدالة فوق كل اعتبار، مشيرًا إلى أن تدخل مصر كان له الدور الأكبر في إنهاء المعاناة التي عاشها الشعب الفلسطيني خلال الفترة الماضية.


 


 


 


 

شكر باسم فلسطين وغزة


 


 

بدأ مصطفى نجم حديثه قائلاً:


 

“بالنيابة عن كل أهلي في غزة وفلسطين، أتوجه بالشكر الجزيل لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي على دوره الوطني والإنساني العظيم. لقد تابعنا جميعًا الجهود المصرية منذ بداية الحرب حتى لحظة التهدئة، وكيف تحركت القاهرة بكل قوة وحنكة لوقف نزيف الدم وإنقاذ الأبرياء”.


 

وأضاف أن الرسائل التي تلقاها من عائلته وأصدقائه في غزة كانت مليئة بمشاعر الامتنان لموقف مصر التاريخي، مؤكدًا أن أبناء القطاع يعيشون اليوم لحظات راحة وأمل بفضل الجهود المصرية التي ساهمت في إعادة الحياة إلى طبيعتها بعد أسابيع طويلة من القصف والمعاناة.


 

وتابع قائلاً:


 

“تواصلت مع أهلي في غزة وهم سعداء بانتهاء الحرب، وكلهم يرفعون أيديهم بالدعاء لمصر ولرئيسها. كانت مصر وستظل الحضن الدافئ لنا جميعًا، فهي ليست فقط الجارة أو الوسيطة، بل هي الأم لغزة ولشعب فلسطين”.


 


 


 


 

الدور المصري.. قيادة إنسانية وموقف ثابت


 


 

وأكد مصطفى نجم أن مصر بقيادة الرئيس السيسي لم تتعامل مع الأزمة الفلسطينية باعتبارها قضية سياسية فقط، بل كقضية إنسانية وأخلاقية تمس الأمة كلها، مشددًا على أن القاهرة أثبتت مجددًا أنها الركيزة الأساسية للأمن والاستقرار في المنطقة.


 

وأشار إلى أن الموقف المصري لم يكن وليد اللحظة، بل امتداد لنهج تاريخي راسخ في دعم القضية الفلسطينية منذ عقود، سواء في المحافل الدولية أو على الأرض من خلال المساعدات الإنسانية وفتح معبر رفح لإدخال الإغاثات والجرحى والمصابين.


 

وأضاف نجم:


 

“مصر دائمًا في الصف الأول عندما يتعلق الأمر بفلسطين. نعرف كم تحملت من ضغوط دولية وسياسية، لكنها لم تتراجع عن موقفها الثابت بدعم الشعب الفلسطيني، ليس بالكلام فقط، بل بالأفعال والمواقف الملموسة التي يراها العالم أجمع”.


 


 


 


 

امتنان الشعب الفلسطيني


 


 

وأشار نجم إلى أن الشعب الفلسطيني لن ينسى أبدًا الدور المصري، سواء في الحرب الأخيرة أو في المرات السابقة، مؤكدًا أن التاريخ سيسجل لمصر مواقفها المشرفة التي جسدت معنى الأخوة العربية الحقيقية.


 

وقال نجم إن الفلسطينيين في غزة يشعرون بامتنان كبير لكل جندي وطبيب ومسؤول مصري ساهم في تخفيف معاناتهم، موضحًا أن القاهرة لم تتردد لحظة في إرسال القوافل الطبية والإغاثية، إلى جانب رعايتها للجهود الدبلوماسية التي أفضت إلى وقف إطلاق النار.


 

“من الصعب أن نصف بالكلمات ما تعنيه مصر بالنسبة للفلسطينيين، فهي بوابتنا إلى الأمل، ونبضنا في الأزمات، وسندنا في كل المواقف الصعبة. إن الشعب الفلسطيني يدرك تمامًا أن مصر لا تبحث عن مكاسب سياسية، بل عن حقن دماء الأبرياء وحماية استقرار المنطقة”.


 


 


 


 

رسالة تقدير للرئيس السيسي والشعب المصري


 


 

وأكد مصطفى نجم في ختام حديثه أن رسالته موجهة ليس فقط إلى الرئيس السيسي، بل إلى الشعب المصري كله، الذي أظهر مشاعر تضامن ودعم عميقة تجاه الشعب الفلسطيني طوال فترة الحرب، سواء عبر التبرعات أو الحملات الشعبية أو الدعوات الصادقة.


 

وأضاف أن مشاعر الأخوة التي تربط بين الشعبين المصري والفلسطيني أقوى من أي ظروف سياسية أو جغرافية، وأن غزة تعتبر نفسها امتدادًا طبيعيًا لمصر التي لم تتخلَ عنها في أي وقت.


 

“مصر كانت دائمًا معنا، في السلم والحرب، في الشدة والرخاء. الرئيس السيسي أثبت أنه زعيم عربي أصيل يحمل همّ الأمة كلها، وليس فقط همّ مصر. كفلسطيني وكرياضي عاش سنوات طويلة في مصر، أشعر بالفخر أنني أنتمي إلى بلدين يجمعهما حب عميق وتاريخ مشترك”.


 


 


 


 

مصر وفلسطين.. علاقة ممتدة عبر التاريخ


 


 

وتحدث نجم عن عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال حاضرة في وجدان المصريين على مدار الأجيال، وأن الدور المصري في دعمها لم ينقطع منذ ثورة يوليو وحتى اليوم.


 

وأوضح أن القيادة المصرية نجحت في الحفاظ على توازن إنساني وسياسي فريد، من خلال الدفاع عن الحقوق الفلسطينية المشروعة، وفي الوقت نفسه العمل من أجل تهدئة الأوضاع وحماية المدنيين.


 

واختتم كلماته قائلًا:


 

“مصر هي قلب العروبة النابض، وهي التي تقف دائمًا في وجه الأزمات بشجاعة ومسؤولية. من غزة إلى القاهرة، هناك شكر لا ينتهي لكل ما قدمته وتقدمه مصر من أجلنا. سيظل التاريخ يذكر أن مصر كانت دائمًا السند الحقيقي لفلسطين، وأنها لا تتخلى أبدًا عن أشقائها مهما كانت التحديات”.


 

بهذا التصريح المؤثر، عبّر الكابتن مصطفى نجم عن مشاعر الامتنان التي يحملها الفلسطينيون تجاه الرئيس عبد الفتاح السيسي والشعب المصري بأكمله، مؤكدًا أن الدور المصري في دعم فلسطين ليس مجرد موقف سياسي، بل رسالة إنسانية خالدة تؤكد عمق الروابط بين الشعبين ووحدة مصيرهما.

 

مقالات مشابهة

  • مفيدة شيحة: مصر ما زالت تُبهر العالم
  • رابطةُ العالم الإسلامي تعرب عن تطلعها نحو مخرجات “قمة شرم الشيخ” لتخفيف الكارثة الإنسانية التي يعانيها أهالي غزة
  • معايير الازدواجية في عالم اليوم
  • نهج مصري جديد.. دبلوماسية التأثير تغير موازين الخطاب الدولي تجاه فلسطين
  • التحيوي: قمة السلام بشرم الشيخ لحظة فارقة لإعلاء قيم العدالة وحقوق الشعوب
  • مصطفى نجم يوجه رسالة شكر للرئيس السيسي: مصر كانت وما زالت الحضن الدافئ لفلسطين وغزة
  • الرئيس السيسي: السلام لا تصنعه الحكومات وحدها بل تبنيه الشعوب
  • فرحة بمخيمات غزة.. شعب فلسطين يهنئ منتخب مصر بعد التأهل لـ كأس العالم
  • نائب:حكومة السوداني ما زالت تعمل في موازنة 2023