لجريدة عمان:
2025-10-14@20:28:43 GMT

قمة شرم الشيخ بين وقف الحرب وحل الدولتين

تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT

شهدت قمة شرم الشيخ في الشقيقة مصر حراكًا سياسيًا كبيرًا ضم قيادات ومسؤولين من أكثر من ثلاثين دولة؛ حيث تصدر المشهد السياسي الرئيس الأمريكي ترامب الذي تدخل بالفعل لوقف الحرب والإبادة في قطاع غزة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي على مدى عامين.

وفي قمة شرم الشيخ تم التوقيع على وثيقة المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار من قبل الرئيس الأمريكي ترامب وأيضا التوقيع من قبل الوسطاء (مصر وقطر وتركيا).

وأعطت القمة الأمل للملايين في الشرق الأوسط أن تحقيق السلام الشامل والعادل ممكن إذا كان هناك إرادة سياسية من المجتمع الدولي أولا ومن الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد الدولة الأكثر تأثيرا في أحداث الصراع العربي الاسرائيلي المتواصل منذ نكبة فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨.

إن الكيان الصهيوني ارتكب مجازر وإبادة جماعية تتطلب محاكمات عادلة في محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية وإصدار مذكرات اعتقال بحق القيادات العسكرية والأمنية الإسرائيلية التي أبادت قطاع غزة وقتلت ٦٧ ألف إنسان معظمهم من الشهداء الأطفال والنساء، ودمرت البنية الأساسية والقطاع الصحي في مشهد إجرامي هو الأبشع منذ نهاية الحرب العالمية الثانية؛ ومن هنا فإن المشهد السياسي بعد انتهاء الحرب والضمانات الأمريكية والدولية بعدم انتهاك الكيان الاسرائيلي لاتفاق السلام الأمريكي يتطلب متابعة ومراقبة دقيقة خاصة وأن نتنياهو وحكومته المتطرفة شعروا بالهزيمة الاستراتيجية والاقتصادية والأخلاقية التي جعلت الكيان الصهيوني منبوذًا في العالم، وهذه إحدى أهم وأكبر نتائج الحرب العدوانية الاسرائيلية على قطاع غزة وعموم فلسطين.

وقدمت قمة شرم الشيخ للسلام أملًا مشوبًا بالحذر بأن تكون الحرب في قطاع غزة هي آخر الحروب وأن تبذل الجهود والضغوط الدولية على الكيان الصهيوني للانصياع والقبول بالسلام الشامل والعادل من خلال إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ مع وجود إسرائيل بحيث ينتهي الصراع العربي الاسرائيلي، وتنتقل المنطقة إلى أجواء السلام والاستقرار والتعاون الاقتصادي المثمر بين الدول والشعوب، وتنتهي الكراهية، ويسود التسامح والتعاون بين شعوب المنطقة.

هذا هو المنطق الصحيح لإقامة الشرق الأوسط الجديد الذي يقوم على العدالة والسلام، وعلى ضوء ذلك فإن قمة شرم الشيخ مثلت إرادة دول العالم، سواء التي حضر قادتها وممثلوها أو التي تابعت القمة وتتفق مع أهدافها النبيلة في وقف الحرب وإطلاق المراحل التالية من الاتفاق تمهيدًا لإطلاق عملية السلام الشاملة. أما الحديث عن السلام مقابل السلام فهذه خدعة لا ينبغي القبول بها حيث إن الشعب الفلسطيني وعلى مدى عقود يتطلع إلى تحقيق حقوقه المشروعة، ودفع أثمانًا كبيرة لعل آخرها في قطاع غزة من خلال جريمة الابادة الكبرى التي ارتكبها نتنياهو وعصابته المجرمة التي تحكم الكيان الصهيوني.

وعلى ضوء ذلك أكدت سلطنة عمان على لسان معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية الذي شارك في القمة بتكليف من جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ أهمية إحلال السلام الشامل والعادل وحل الدولتين باعتباره الحل الواقعي الوحيد لإنهاء الصراع العربي الاسرائيلي، حيث إن تعزيز السلام العادل والشامل هو طموح عالمي للإنسانية التي خرجت في تظاهرات ضد جرائم الكيان الصهيوني وسجلت العواصم الغربية مشاهد مدهشة ضد السلوك الإسرائيلي البشع، حيث انكشفت السردية الإسرائيلية المضللة التي سوقتها على مدى عقود ولعبت التقنية والهاتف الذكي وشبكات التواصل الاجتماعي دورًا محوريًا في كشف سلوك الكيان الصهيوني العدواني والغاشم ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من خلال التدمير الممنهج ضد الانسان والحياة؛ وعلى ضوء ذلك فإن هناك أملًا لأجيال المنطقة والعالم في إحلال السلام العادل والشامل، وفي داخل إسرائيل جدل كبير حول منهجية الكيان العدوانية والتي جعلت من الكيان دولة مارقة لا تلتزم بالقانون الدولي الانساني وتنتهك قوانين الأمم المتحدة.

وقد وجّه العالم الحر صفعة مدوية لنتنياهو عند إلقائه كلمة الكيان في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث انسحبت معظم وفود دول العالم احتجاجا على جرائمه البشعة التي مثلت صدمة للبشرية في هذا القرن الذي يتطلع فيه العالم الى مزيد من التقدم والازدهار والعلوم والاختراعات لصالح البشرية.

ومن هنا جاءت قمة شرم الشيخ لتعطي أملًا في تحقيق السلام المنشود وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الذي يريد الحرية والاستقلال في وطن حر مسالم، كما أن من مصلحة إسرائيل ومواطنيها أن يحل السلام وتنتهي الحروب والصراعات التي جلبت الكوارث على مدى ثمانية عقود من الكراهية والبطش من حكومات الكيان الصهيوني الذي جاء برجل متغطرس يتحدث عن إسرائيل الكبرى وهو نتنياهو الذي ـ في تصوري ـ مع نهاية الحرب انتهى سياسيا وأصبح عبئًا على الغرب والولايات المتحدة الأمريكية وحتى على الاسرائيليين خاصة وأنه تلاعب بمشاعر أسر الأسرى بل وتسبب في مقتل البعض بسبب إصراره على القصف الجوي المتواصل على إحياء غزة.

إن السلام الشامل والعادل ممكن إذا توفرت الإرادة السياسية خاصة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والرئيس ترامب وقد يدخل هذا الرئيس التاريخ إذا استطاع تنفيذ حل الدولتين وهو الأمر الذي يجعل من تحقيق السلام الشامل والعادل مطلبًا دوليًا من الحكومات والشعوب في الشرق والغرب، ويشكل اعتراف ١٥٠ من دول العالم بالدولة الفلسطينية اجماعا دوليا على مشروعية الدولة الفلسطينية، خاصة وأن ذلك الاعتراف جاء من دول ذات ثقل سياسي واقتصادي مهم كبريطانيا وفرنسا وأسبانيا والبرتغال وغيرها من الدول الغربية ومن دول أمريكا اللاتينية، ولذلك فإن المسرح الدولي ومن خلال قمة شرم الشيخ يفتح آفاقًا واعدة وإيجابية نحو إطلاق عملية السلام الحقيقية التي تنتهي بحل الدولتين وتنهي آلام ومتاعب شعوب المنطقة على مدى عقود.

هذا هو المنطلق السياسي الصحيح نحو إنهاء الحروب والصراعات والتفرغ للتنمية وإسعاد الشعوب في كل بقاع الأرض.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: السلام الشامل والعادل الکیان الصهیونی قمة شرم الشیخ فی قطاع غزة على مدى من خلال

إقرأ أيضاً:

نائب وزير الخارجية: اعتراف المجرم ترامب بتزويد الكيان الصهيوني بالأسلحة دليل على شراكة أمريكا في جرائم الإبادة بغزة

الثورة نت /..

أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين عبدالواحد أبو راس، أن المجرم ترامب اعترف بشكل جلّي وواضح أن أمريكا شريك في جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها الكيان الصهيوني في غزة خلال الكلمة التي ألقاها يوم أمس فيما يسمى بالكنيست.

وأوضح نائب وزير الخارجية في تصريح لوسائل الإعلام أن اعتراف المجرم ترامب بتزويد أمريكا للكيان الصهيوني خلال العامين الماضيين بشتى أنواع الأسلحة وإشادته بحسن استخدامها، دليل على أن واشنطن شريك في جرائم الإبادة في غزة وسفك دماء الآلاف من الفلسطينيين، لا سيما النساء والأطفال وليست وسيطاً كما تحاول أن تقدّم نفسها.

وأشار إلى أن المجرم ترامب، أكد أن القوة هي من تصنع السلام، وهو يقصد بذلك أن القوة أوصلت الحكام العرب والمسلمين للاستسلام في حين أن القوة لا تجلب إلا الخراب والدماء والدمار، وأن السلام في المنطقة لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال، ورفع الظلم، واستعادة الحقوق المغتصبة للشعب الفلسطيني.

ولفت إلى أنه وفي وقت كان ينبغي أن يلاقي هذا التصريح والإهانات المتعمدة بحق بعض القادة العرب والمسلمين المجتمعين في قمة شرم الشيخ، استهجان الحاضرين إلا أنهم استقبلوا ترامب بالمديح والثناء ووصفوه برجل السلام، ما يعكس حالة الخضوع والخنوع التي وصل إليها حكام العالم العربي والإسلامي.

وشددّ أبو رأس، على أن الحقوق المسلوبة والمنهوبة لا تُسترد بالتصفيق والمديح والتبجيل للقتلة والمجرمين وإنما تنتزع بالقوة المشروعة التي لا حل للأمة إلا بالعودة إلى امتلاكها وهذا ما جسدته فصائل المقاومة في غزة.

كما أكد أن الدول العربية والإسلامية كان بإمكانها إيقاف جرائم الإبادة الجماعية في غزة لو وحّدت مواقفها ووجهت البوصلة نحو العدو الحقيقي لها واستخدمت الأوراق التي تملكها بدلاً من الاعتماد على أمريكا التي لم تتحرك إلا لإنقاذ الكيان من ورطته وفشله في تحقيق الأهداف التي سعى إليها.

واختتم نائب وزير الخارجية تصريحه بالتأكيد على موقف الجمهورية اليمنية الثابت والمساند للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة حتى طرد الاحتلال واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني كاملة وإقامة الدولة المستقلة والعادلة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الأردنية: نأمل أن تسهم قمة شرم الشيخ في إنهاء الحرب وتحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين
  • نائب وزير الخارجية: اعتراف المجرم ترامب بتزويد الكيان الصهيوني بالأسلحة دليل على شراكة أمريكا في جرائم الإبادة بغزة
  • وتمت تبرئة الكيان الصهيوني... ولا عزاء للأبرياء
  • البيت الأبيض ينشر فحوى وثيقة الضمانات التي وقعها الوسطاء في شرم الشيخ
  • عاجل | فحوى الوثيقة التي وقعها الوسطاء في شرم الشيخ: ندعم جهود الرئيس ترمب لإنهاء الحرب وتحقيق سلام دائم
  • مجلس كنائس مصر يهنئ العالم باتفاق السلام الذي ينهى الحرب في غزة
  • انطلاق عملية تبادل رهائن الكيان الصهيوني والأسرى الفلسطينيين بموجب اتفاق غزة
  • البخيتي لقادة الكيان الصهيوني : نود أن نذكركم أن يدنا لا تزال على الزناد
  • إيران تدين اعتداءات الكيان الصهيوني على لبنان وتدعو لتحرك دولي عاجل