رسوم ترامب لن تأتي بالوظائف الموعودة
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
ترجمة - قاسم مكي
هل ستحقق سياسات ترامب الحمائية الأهداف التي يتطلع إليها ناخبوه ؟ الإجابة: لا. أهم هذه الأهداف إيجادُ عدد كبير من الوظائف الجديدة في الصناعة التحويلية. هذا هو الوعد الذي قُدِّم للعمال الصناعيين السابقين وللمدن المتداعية التي يعيش فيها العديدون منهم. للأسف إنه وعد كاذب. ترامب يحكم من أجل خدمة مصالحه ولكن أيضا مصالح الأثرياء الذين يحمِّلُهم العديد من هؤلاء الناخبين (دون أن يكونوا مخطئين تماما في ذلك) مسؤوليةَ التسبب في محنتهم.
نقطة البداية في حساب الأرقام هي الفصل بين القيمة المضافة (في السلع المصنَّعة) من إجمالي قيمة المبيعات. لماذا؟ لأن إنتاج القيمة المضافة هو الذي يوجد الوظائف. مثلا، إذا حلَّت سيارة انتُجت في الولايات المتحدة محل سيارة مستوردة قيمتها 30 ألف دولار ستكون القيمة المضافة الأمريكية (بخلاف المدخلات غير الصناعية كالمواد الخام) حوالي 15 ألف دولار.
في عام 2019 كانت قيمة إجمالي الصادرات الأمريكية من السلع الصناعية 820.1 بليون دولار وقيمة إجمالي الواردات 1605.4 بليون دولار. يعني ذلك عجزا يبلغ 785.3 بليون دولار. لكن القيمة المضافة المحلية في صادرات الولايات المتحدة كانت 456.7 بليون دولار فقط في حين بلغت القيمة المضافة الأجنبية في واردات الولايات المتحدة 860.5 بليون دولار. وهكذا كان العجز في القيمة المضافة 403.8 بليون دولار أو أكثر قليلا من نصف حجم العجز الإجمالي. تلك النسبة تبدو مستقرة تماما.
إجمالا، يلاحظ لورانس أن نسبة صافي القيمة المضافة في العجز التجاري في السلع المصنَّعة في عام 2024 كانت 21.5% من إنتاج الولايات المتحدة. وستكون تلك هي الزيادة في القيمة المضافة الأمريكية إذا تم القضاء على العجز التجاري.
كم هو حجم التوظيف الذي يمكن أن يتحقق من ذلك؟ حوالي 2.8 مليون وظيفة، وهو ما سيشكل ارتفاعا بنسبة 1.7 % فقط في حصة الصناعة التحويلية إلى 9.7% من إجمالي الوظائف بالولايات المتحدة. لكن نصيب عمال الإنتاج في الصناعة التحويلية الأمريكية في هذه الحالة سيكون 4.7%، أما الباقي (نسبة الـ 5% الأخرى) فتتكون من المديرين والمحاسبين والمهندسين والسائقين وموظفي المبيعات وما إلى ذلك. ستكون الزيادة في وظائف «العمال الكادحين أصحاب الأيدي المتشققة» 1.3 مليون وظيفة فقط أو 0.9% من إجمالي التوظيف في الولايات المتحدة. وهكذا قد «يتمخض جبل» رسوم ترامب الجمركية. لكنه «سيَلِد فأرا».
مثل هذا التقديرات تقريبية وتؤدي الغرض منها. لكنها أيضا متفائلة. فما لم يتغير التوازن بين الإنتاج والإنفاق لن يتقلص العجز التجاري على الإطلاق.
المصدر الداخلي الرئيسي للطلب والذي يعزز العجوزات الخارجية هو العجز المالي، لذلك المزيد من التشدد في الموازنة الفدرالية شرطٌ ضروري لتقليص العجز التجاري، خصوصا في اقتصاد يقترب من التوظيف الكامل.
لكن في الوقت الحاضر الأثر الصافي لكل من الرسوم الجمركية وقانون موازنة ترامب «الكبير والجميل» على العجز المالي قريب من الصفر. إضافة إلى ذلك، إذا تم القضاء على العجز الخارجي سيقلّ إنفاق الولايات المتحدة وستشعر بأنها أكثر فقرا.
ما هو أسوأ أن الرسوم الجمركية تشكل ضريبة على السلع. وبشكل عام، الناس الأكثر فقرا ينفقون نسبة أكبر من دخلهم على السلع مقارنة بمن هم أكثر ثراء. لذلك الرسوم الجمركية تراجعية (يعني ذلك أن تأثيرها النسبي على دخل الفقراء أكبر- المترجم). وقانون الإنفاق الكبير والجميل تراجعي أيضا في كل من الضرائب والإنفاق.
وكما يؤكد بول كروجمان، سيتضرر نفس الناس الذين يُفترض أن تساعدهم رسوم ترامب من التخفيضات في التأمين الصحي الذي تسبب في إغلاق الحكومة. فهذه (إذن) شعبوية من أجل الأثرياء.
ويقول خبير آخر في التجارة هو ريتشارد بولدوين الأستاذ بالمعهد الدولي للإدارة في لوزان ما يحاول ترامب أن يفعله هو بالضبط إحلال الواردات بتصنيعها محليا. إنها السياسة التي جربتها بلدان نامية عديدة خصوصا الهند ومعظم أمريكا اللاتينية ثم تخلت عنها قبل عقود. تركتها هذه البلدان لأنها فشلت؛ فالصناعات المحمية لم تنافس تلك التي خاضت المنافسة العالمية بلا حماية وكانت أكثر قدرة على استغلال الأسواق العالمية. لقد تخلفت كثيرا عنها. وسيأتي الوقت الذي سيحدث فيه نفس الشيء حتى للولايات المتحدة خصوصا إذا وضعنا في بالنا رفضها للعلم وتخليها عن الطاقة النظيفة. حمائية ترامب جريمة وحماقة.
وكما قال الفيلسوف الإغريقي القديم هيراقليطس لا يمكنك أن تعبر نفس النهر مرتين. الحنين إلى الماضي ليس استراتيجية. فهو لا يمكن أن يعود. وكما ذكرتُ في مقال في نوفمبر الماضي من المستحيل استعادة الوظائف الصناعية المفقودة. فحصة التوظيف في الصناعة تراجعت حتى في بلدان لديها فوائض تجارية ضخمة.
في البلدان الغنية ارتفع الطلب على السلع المصنَّعة ببطء نسبيا لأن الناس يرغبون في الخدمات فيما تقلل التقنية الحاجة إلى عمال الإنتاج. وفي الأجل الطويل من المؤكد تقريبا أن يكون كل هؤلاء العمال «روبوتات». لا شك أن تفكيك الصناعة أوجد مشاكل اجتماعية وسياسية كبيرة. في الواقع إذا قارنا تدهور الفرص في الصناعة بالنسبة لمن هم أقل تعليما مع ارتفاع حصة السكان الحاصلين على تعليم ما بعد ثانوي يمكننا أن نرى عاملا محركا للشعبوية اليمينية الحالية. وترامب والآخرون من أمثاله من نتائج ذلك. لقد كانوا بارعين تماما في استغلال سخط «من تخلفوا وراء الركب» ضد أولئك الذين أطلق عليهم توماس بيكيتي وآخرون وصف «اليسار البراهمي».
المأساة هي أن الشعبويين لا يقدمون حلولا. هم فقط يستغلون غضب وإحباط الطبقات العاملة التي تتردى أحوالها من أجل مصلحتهم ومصلحة الأثرياء الأنانيين. وحمائية ترامب الحمقاء تجسيد مثالي لهذه المقاربة.
وكما ذكر (الكاتب الأمريكي الساخر) هنري لويس منكن «هنالك دائما حل لكل مشكلة إنسانية... حل جذاب ومعقول وخاطئ» الرسوم الجمركية أوضح مثال لهذا الحل الزائف. على العقلاء إيجاد حل أفضل بكثير.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الولایات المتحدة القیمة المضافة العجز التجاری بلیون دولار فی الصناعة على العجز
إقرأ أيضاً:
حوادث صادمة تهز مصر والولايات المتحدة وأوروبا
شهدت الساعات الأخيرة سلسلة حوادث وصفت بالصادمة في مختلف الدول، شملت مصر حيث لقيت سيدة وطفلاها مصرعهم في انهيار منزل بالأقصر، وحادثًا مروعًا في القاهرة أودى بحياة سيدة على يد نجلها، والجيزة التي شهدت انفجارًا غازيًا أسفر عن وفاة وإصابات، بينما في الولايات المتحدة توصلت قضية وفاة طفلة بتعذيب من عائلتها بالتبني إلى تسوية مالية ضخمة بقيمة 31.5 مليون دولار، وألمانيا صادرت أكثر من 11 ألف ماسة من مسافر بمطار فرانكفورت، أما لندن فقد نفى قائد شرطة سكوتلاند يارد مزاعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ارتفاع جرائم القتل، مؤكدًا أن المدينة آمنة مقارنة بالولايات الأمريكية الكبرى.
مصرع أم وطفليها في انهيار منزل بالأقصر وإصابة آخرين
لقيت سيدة وطفلاها مصرعهم اليوم السبت بعد انهيار منزلهم في قرية الدير بمحافظة الأقصر جنوبي مصر، بينما أصيب شخصان آخران.
وانهار المنزل المكون من طابق واحد بشكل مفاجئ، بحسب أهالي القرية الذين سارعوا لمحاولة إنقاذ السكان قبل وصول قوات الحماية المدنية والإسعاف، لكن السيدة (34 عاما) وطفليها (5 و9 سنوات) لفظوا أنفاسهم الأخيرة تحت الأنقاض.
وأصيب طفلان آخران من نفس الأسرة (7 و14 عاما) وتم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج، فيما انتقلت الأجهزة التنفيذية والأمنية إلى موقع الحادث لمتابعة الموقف واتخاذ الإجراءات اللازمة، وسط حالة من الحزن التي خيمت على أهالي القرية.
وفي واقعة مشابهة أول أمس، انهار عقار سكني من أربعة طوابق في منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة، ما أسفر عن وفاة شخص وإصابة آخرين، نتيجة انفجار غازي.
وأوضحت وزارة البترول أن المعاينة الأولية تشير إلى أن الانفجار نجم عن تسرب غازي من أسطوانة في إحدى الشقق، مؤكدة تأمين فرق الطوارئ للعقارات المجاورة كإجراء احترازي لحين انتهاء الجهات المختصة من المعاينة والوقوف على أسباب الحادث.
جريمة صادمة في القاهرة.. شاب يقتل والدته أمام المارة في مقهى
في حادث مروع بمنطقة مدينة نصر في العاصمة المصرية القاهرة، سدد شاب مصري طعنة قاتلة لوالدته أمام الحاضرين في أحد المقاهي.
وأفاد شهود عيان بأن السيدة سقطت أرضًا مضرجة بدمائها إثر الطعنة التي أصابتها في الصدر، ما تسبب في حالة ذعر واسعة بين مرتادي المقهى.
تلقت أجهزة الأمن بلاغًا بالحادث، وانتقلت قوة أمنية مدعومة بسيارة إسعاف إلى المكان، حيث عُثر على الضحية مصابة بطعنة نافذة في الصدر.
وكشفت التحريات الأولية أن الشاب هو نجل السيدة، وباغت والدته بسلاح أبيض، ما أدى إلى وفاتها في الحال. تم نقل الجثمان إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة.
وألقت الأجهزة الأمنية القبض على المتهم وبدأت التحقيقات معه للكشف عن الدوافع الحقيقية وراء ارتكاب هذه الجريمة البشعة.
تسوية بقيمة 31.5 مليون دولار في قضية وفاة طفلة تعرضت للتعذيب على يد عائلتها بالتبني في كاليفورنيا
توصلت دعوى قضائية تتعلق بوفاة طفلة تبلغ من العمر 11 عاما في ولاية كاليفورنيا الأميركية، وسط اتهامات بتعرضها للتعذيب والتجويع على يد عائلتها بالتبني، إلى تسوية مالية بقيمة إجمالية بلغت 31.5 مليون دولار، يوم الجمعة، من مدينة ومقاطعة سان دييغو وجهات أخرى.
ورُفعت الدعوى نيابة عن شقيقتين أصغر سنا من الطفلة أرابيلا ماكورماك، التي فارقت الحياة في أغسطس 2022، حيث كانت الشقيقتان في السادسة والسابعة من العمر آنذاك.
وتواجه الأم بالتبني ليتيشيا ماكورماك ووالداها أديلا توم وستانلي توم اتهامات بالقتل والتآمر وإساءة معاملة الأطفال والتعذيب، بينما أكد المتهمون براءتهم من جميع التهم المنسوبة إليهم، ولا تزال القضية الجنائية منظورة أمام القضاء.
وزعمت الدعوى القضائية وجود فشل منهجي واسع داخل مدينة سان دييغو وعدد من الوكالات والمنظمات، نتيجة عدم الإبلاغ عن إساءة معاملة أرابيلا ماكورماك رغم المؤشرات المتكررة.
وقال كريغ ماكليلان، محامي الشقيقتين، إن التسوية تشمل 10 ملايين دولار من مدينة سان دييغو، و10 ملايين دولار من مقاطعة سان دييغو، و8.5 ملايين دولار من أكاديمية باسيفيك كوست، و3 ملايين دولار من منظمة روك تشيرش.
وأشار إلى أن أكاديمية باسيفيك كوست كانت تشرف على برنامج التعليم المنزلي الذي كانت تتلقاه الطفلة الراحلة.
وأضاف ماكليلان أن قيمة التسوية كافية لتأمين الرعاية المعيشية للشقيقتين طوال حياتهما، لكنها لا يمكن أن تعوض فقدان شقيقتهما، ولا تمحو الآثار النفسية العميقة للتجارب التي عاشتاها.
ألمانيا تصادر أكثر من 11 ألف ماسة من مسافر بمطار فرانكفورت
أفادت وكالة الأنباء الألمانية بأن سلطات الجمارك والشرطة الفيدرالية بمطار فرانكفورت صادرت أكثر من 11 ألف ماسة من حقيبة يد مسافر قادم من أنغولا.
وأوضحت الوكالة أن ضباط الجمارك عثروا على 11,200 ماسة مخبأة في قاع سري بحقيبة الرجل البالغ من العمر 53 عامًا، الذي لم يتمكن من تقديم شهادة تثبت ملكيته للأحجار الكريمة.
وتم توقيف الرجل ووضعه رهن الاحتجاز، فيما يجري تقييم الماسات لتحديد قيمتها. كما يواجه المسافر اتهامات بانتهاك قانون التجارة الخارجية والتهرب من رسوم الاستيراد المفروضة على الماس الخام المهرب.
قائد شرطة لندن يرد على ترامب: جرائم القتل في العاصمة أقل من أي ولاية أمريكية
قال رئيس شرطة سكوتلاند يارد، مارك رولي، إن معدل جرائم القتل في لندن أقل من أي ولاية أمريكية، وبالتالي فإن مزاعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ارتفاع الجريمة في المدينة مضللة.
وفي مقابلة مع محطة إذاعة LBC، أوضح رولي: “لا توجد مناطق لا تدخلها الشرطة. هذا افتراء وكذب صارخ، يثير استغرابي أن يزعم أي شخص في أمريكا أن العنف متفشٍ في المملكة المتحدة. معدل جرائم القتل في لندن أقل من أي ولاية أمريكية منفردة، بل وأقل من جميع المدن الكبرى.”
وأشار رولي إلى أن معدل جرائم القتل في نيويورك “أعلى بثلاث أو أربع مرات من معدل جرائم القتل في لندن مقارنة بعدد السكان”.
وأضاف: “معدل جرائم القتل في لندن أقل من تورنتو وباريس وبروكسل وبرلين. إنها مدينة آمنة. لن أدّعي أنها مثالية، لكن يجب على سكان لندن المحبين لمدينتهم أن يتصدوا للانتقاد المضلل الذي يهاجم لندن على خلفية سياسية.”
وكان ترامب قد انتقد عدة مرات سلطات لندن، بما في ذلك عمدة العاصمة صادق خان، بسبب ارتفاع معدل الجريمة، زاعمًا أن هناك أحياء ذات أغلبية عرقية تبقى دون رقابة الشرطة. وفي نوفمبر الماضي، اتهم ترامب عمدة لندن بالفشل والتقاعس، مؤكدًا أن أي شخص في المدينة معرض لهجوم بسكين أو “ما هو أسوأ”، حسب قوله.