تسببت الرسوم الانتقامية التي فرضتها الصين على بعض ناقلات النفط في اضطرابات واسعة في سوق الشحن، حيث تواجه شركات النقل تكاليف متصاعدة وتأخيرات في العمليات، في وقت تسارع فيه لتحديث الوثائق وتغيير وجهاتها لتفادي التداعيات.

حكم رعاية كبار السن وبرّهم بالشرع تعرف على فيديو.. عقوبة الله لمن خالف العهد والوعد

الإجراءات، التي أعلنت عنها بكين يوم الجمعة وتدخل حيز التنفيذ الأربعاء، دفعت العديد من مالكي السفن إلى إعادة هيكلة ملكيتهم بهدف تقليص الحصص الأميركية، في محاولة لتجنب الرسوم.

وبدأت بعض الشركات التي تتجاوز فيها الملكية الأميركية نسبة 25%، في استبعاد الموانئ الصينية وهونغ كونغ من خططها التشغيلية، وفقًا لمصادر في القطاع.

 

وباتت السوق الآن مقسومة إلى فئتين: الأولى تضم السفن المستعدة للإبحار إلى الصين، وغالبًا ما تطلب علاوات سعرية نظير المخاطر، والثانية تفضل تجنب الصين وتلجأ إلى حلول بديلة مثل نقل الشحنات بين السفن في عرض البحر. وقد توقفت بالفعل عدة ناقلات محملة بالكامل قبالة الموانئ الصينية بانتظار توضيح الموقف.

 

الرسوم تؤثر على نسبة كبيرة من الأسطول العالمي

ردًا على تدابير مماثلة من الولايات المتحدة، فرضت الصين رسوماً جديدة قد تطال ما يقرب من سدس الأسطول العالمي من ناقلات النفط العملاقة، أي نحو 146 سفينة من أصل 877، بحسب تقديرات شركة "أويل بروكريدج". ورغم استثناء السفن الصينية الصنع أو الخاضعة للعقوبات، لا تزال هناك ضبابية حول معايير الامتثال، مما يزيد الضغط على السوق.

 

وقال أنوب سينغ، مدير الأبحاث في "أويل بروكريدج"، إن هذه الرسوم قد تضيف تكاليف تزيد عن 6 ملايين دولار لكل رحلة إلى الصين، وهو ما سيثقل كاهل الشركات الأميركية المالكة لتلك السفن، وقد ينعكس على المستهلك الصيني في نهاية المطاف.

 

ازدحام بالموانئ وقفزات في الأسعار

قرار بكين دفع المستأجرين إلى التحرك سريعًا لتحديث مستندات الملكية، وتقديم إثباتات تقل فيها النسبة الأميركية عن 25%، ما تسبب بازدحام في الموانئ الصينية وإلغاء أو استبدال عدد من الناقلات المتأثرة.

 

وقد انعكست هذه الاضطرابات على أسعار الشحن، إذ قفزت تكاليف استئجار ناقلات النفط العملاقة بين الشرق الأوسط والصين بنسبة 49% منذ إعلان القرار، بحسب بيانات "بورصة البلطيق". كما ارتفعت الأسعار بنسبة 11.5% للرحلات القادمة من خليج المكسيك. 

 

وتأتي هذه الاضطرابات في وقت حساس، إذ تُعد الصين أكبر مستورد عالمي للنفط الخام، وكانت شركة "يونيبك" التابعة لـ"سينوبك" الحكومية أكبر مستأجر فردي للناقلات في السوق الفورية خلال العام الماضي، وفقًا لتحليل شركة "بوتن آند بارتنرز".


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الصين ناقلات النفط

إقرأ أيضاً:

العقوبات الأميركية تهدد بخفض إنتاج الصين من النفط

تُعيد العقوبات الأميركية المفروضة على محطة رئيسية لاستيراد النفط الصيني توجيه تدفقات النفط الخام، وتُهدد بخفض إنتاج العديد من المصافي الحكومية.

وكتب محللون من شركة إنرجي أسبكتس في مذكرة بحثية أن إدراج محطة ريتشاو شيهوا للنفط الخام، التي تعالج حوالي 9% من واردات الصين من النفط الخام، على القائمة السوداء الأسبوع الماضي قد يجبر عددا من المصافي القريبة من الميناء في مقاطعة شاندونغ على خفض إنتاجها بما يبلغ 250 ألف برميل يوميا، وفقما نقلت بلومبيرغ.

ومن المرجح أن تكون العديد من المصافي المملوكة لشركة سينوبك الحكومية الأكثر تضررا نظرا لارتباطها بالمنشأة عبر خط أنابيب.

تصعيد

يُمثل استهداف ريتشاو والبنية التحتية الأخرى للميناء تصعيدا للحملة الأميركية على المشاركين في تجارة الطاقة بين الصين وإيران، بما يتجاوز مجرد تقييد المصافي المستقلة المعروفة باسم "أباريق الشاي" والتي غالبا ما تعتمد على النفط الأرخص لتحقيق هوامش ربحية.

ومحطة ريتشاو مملوكة جزئيًا لشركة سينوبك من خلال شركاتها التابعة، وهي أكبر نقطة دخول للنفط الخام الأجنبي لشركة التكرير.

وحسب بيانات تتبع ناقلات النفط التي جمعتها بلومبيرغ، تغير ناقلات النفط مسارها بالفعل لتجنب المحطة، فقد غيّرت ناقلة "سفيريكال" -التي تحمل حوالي مليوني برميل من النفط الخام البرازيلي- وجهتها من ريتشاو إلى تساوفيديان في مقاطعة خبي صباح اليوم الاثنين، وفقًا لبيانات تتبع ناقلات النفط التي جمعتها بلومبيرغ.

ناقلات نفط في محطة مستودع تابع لشركة سينوبك (رويترز)

واستوردت شركة تشغيل المحطة المدرجة في القائمة السوداء أكثر من مليون برميل يوميًا العام الماضي، منها حوالي 189 ألف برميل من إيران، وفقًا بيانات من كبلر.

ومن المتوقع أن تكون مصفاة لويانغ التابعة لشركة سينوبك، والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية 200 ألف برميل يوميا، الأكثر تضررًا، إذ تعتمد بشكل كبير على النفط الخام المُورّد عبر خط أنابيب من المحطة، وفقًا لشركة إنرجي أسبكتس.

إعلان

وقد تواجه مصافي سينوبك الأخرى، مثل يانغتسي وجينلينغ، والمتصلة عبر خط أنابيب بميناء ريتشاو، انقطاعات في الإمدادات كذلك.

التأثير الرئيسي

وقالت إيما لي كبيرة محللي السوق في فورتيكسا "يتركز التأثير الرئيسي على المصافي الحكومية التي تستقبل النفط الخام غير الخاضع للعقوبات عبر المحطة، إذ لا يمثل النفط الخاضع للعقوبات سوى أقل من 25% تقريبًا من واردات المحطة من النفط الخام".

وأشارت إنرجي أسبكتس إلى أن التأثير الإجمالي على طلب الصين على النفط الخام سيكون قصير الأجل، إذ يُعيد التجار توجيه شحناتهم إلى موانئ أخرى.

مقالات مشابهة

  • الحرب التجارية الصينية الأمريكية تضرب النقل البحري
  • ترامب يفاقم معاناة قطاع الشحن في الصين برسوم الموانئ
  • الصين تبدأ تحصيل رسوم موانئ على السفن الأميركية
  • الصين تبدأ رسميا فرض رسوم موانئ على السفن الأمريكية
  • الصين تبدأ المواجهة الجمركية مع الولايات المتحدة
  • بدء فرض الولايات المتحدة والصين رسوما متبادلة على الموانئ
  • الصين تبدأ فرض رسوم موانئ على السفن الأميركية
  • العقوبات الأميركية تهدد بخفض إنتاج الصين من النفط
  • النفط يرتفع بأكثر من 1% على خلفية التوترات الأميركية الصينية