حساسية لبن الأبقار عند الأطفال... إنذار مبكر يبدأ من وعي الأم
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
أوضحت الدكتورة ميرفت السيد مدير المركز الافريقى لخدمات صحة المرأة و استشارى طب الطوارئ والإصابات، واستشارى طب المناطق الحارة وأخصائي جودة الرعاية الصحية وأخصائي السلامة والصحة المهنية أنه في السنوات الأخيرة، ازدادت معدلات حساسية لبن الأبقار بين الأطفال الرُّضع في مصر والعالم، حتى أصبحت من أكثر أنواع الحساسية الغذائية شيوعًا في العام الأول من عمر الطفل.
وقد شهد المعهد العالى للصحة العامة اليوم مناقشة لدراسة ميدانية للباحثة الدكتورة.ولاء راغب عشيبة ، و تضمنت لجنة الحكم الدكتور.على عبد الحليم حسب استاذ الوبائيات بالمعهد و الدكتورة. نهى محمود نصر استاذ الوبائيات بالمعهد و الدكتورة.ميرفت السيد مدير المركز الافريقى لخدمات صحة المرأة و تضمنت لجنة الإشراف الدكتور.على عبد الحليم حسب استاذ الوبائيات بالمعهد و الدكتور نرمين نبيل احمد استاذ الوبائيات بالمعهد
واوضح الدكتور عل عبد الحليم حسب أن الدراسة أُجريت على مدار ثلاث سنوات بمستشفى اطفال الرمل بالإسكندرية، واستهدفت تقييم العوامل المرتبطة بإصابة الرُّضع بحساسية بروتين لبن الأبقار (CMPA)، وتحليل مستوى معرفة الأمهات حول المرض وأعراضه وأساليب الوقاية منه. كما أن الدراسة شملت الدراسة 200 أم وطفل من الفئة العمرية الأولى من الحياة.
وأوضح أيضا أنه من أخطر ما كشفت عنه الدراسة هو ضعف المعرفة العامة لدى الأمهات حول حساسية لبن الأبقار. فبينما كانت أغلب أمهات الأطفال المصابين أكثر وعيًا بالمرض نتيجة التجربة المباشرة، فإن نسبة 88% من الأمهات في المجموعة الضابطة لم يتمكنّ من التعرف على أعراض الحساسية أو التفرقة بين الحالات البسيطة والخطيرة. حتى بين الأمهات اللاتي لديهن أطفال مصابون، لم تتجاوز نسبة من لديهن معرفة كاملة بالأعراض الشديدة أو بدائل التغذية المناسبة 18% فقط. وهذا النقص في الوعي يؤدي إلى تأخر التشخيص، واستمرار تعرّض الطفل لمسببات الحساسية دون قصد، مما يضاعف من شدة الأعراض ويؤثر على نموه وتغذيته.
و أكدت الدكتورة.ولاء راغب عشيبة ان الدراسة أثبتت أن العوامل الوراثية ما زالت في مقدمة الأسباب؛ إذ تبين أن نحو 94% من الأطفال المصابين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الحساسية مثل الربو أو الإكزيما أو الحساسية الصدرية، مقارنة بـ82% فقط من الأطفال الأصحاء. كما وُجد ارتباط واضح بين نوع تغذية الرضيع واحتمال إصابته بالحساسية، إذ ارتفعت معدلات الإصابة بين الأطفال الذين تلقوا تغذية صناعية مبكرة أو تم فطمهم قبل إتمام العام الأول، في حين كان الرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الأشهر الستة الأولى أكثر حمايةً من الإصابة.
واعلنت الدكتور نهى محمود نصر ان النتائج أوضحت أن نمط تغذية الأم أثناء الحمل كان له تأثير ملموس؛ فالأمهات اللاتي أكثَرن من تناول الوجبات السريعة أو أهملن الوجبات المنتظمة كنّ أكثر عرضة لإنجاب أطفال يعانون من الحساسية، مما يؤكد أهمية تغذية الأم الحامل كعامل وقائي لا يقل أهمية عن الجينات. واوضحت أنه من الناحية البيئية، فقد ظهر أن قلة تعرض الطفل للميكروبات الطبيعية أو الحيوانات الأليفة في المنزل ارتبطت بزيادة نسب الإصابة، وهو ما يتفق مع ما يُعرف بـ"فرضية النظافة" التي تربط الإفراط في التعقيم وقلة التعرض البيئي بزيادة معدلات الحساسية بين الأطفال.
ومن جانب آخر أعلنت مدي المرك الافريق للمرأ عدة رسائل وتوصيات للمجتمع أهمها
. الرضاعة الطبيعية هي خط الدفاع الأول ضد الحساسية الغذائية، ويجب تشجيعها ودعم الأمهات في الاستمرار بها لمدة لا تقل عن ستة أشهر.
وجود تاريخ عائلي للحساسية يستدعي الحذر المبكر، ويجب على الأطباء توعية هذه الأسر بطرق الوقاية والمتابعة المنتظمة.
تغذية الأم أثناء الحمل عامل وقائي مهم، فيُفضَّل تجنب الوجبات السريعة والإكثار من الفواكه والخضروات والمصادر الطبيعية للأوميغا 3.
تجنّب الإفراط في التعقيم أو العزلة البيئية الزائدة، فالتعرض الطبيعي المحدود للميكروبات يُساعد في تقوية الجهاز المناعي للطفل.
تثقيف الأمهات خطوة أساسية في الوقاية، من خلال برامج توعية في وحدات الرعاية الأولية، ومتابعة طبية متخصصة لحالات الاشتباه.
تدريب الفرق الطبية على التشخيص المبكر لحالات الحساسية، وتوفير بدائل غذائية آمنة ومتاحة للأسر محدودة الدخل.
.إدراج موضوع الحساسية الغذائية ضمن الحملات الصحية العامة والمدارس والنوادي الصحية، لتعزيز ثقافة “الغذاء الآمن للأطفال”.
واختتمت ان نتائج الدراسة تؤكد أن المعرفة هي بداية الوقاية. فكلما زاد وعي الأمهات بعوامل الخطورة وأعراض الحساسية وطرق التغذية السليمة، أمكن تجنّب المضاعفات الخطيرة وتحقيق نمو صحي متوازن للرضيع. ولأن “صحة الأطفال مسؤولية مجتمعية”، فإن دور الإعلام، والمؤسسات الصحية، والمجتمع المدني لا يقل عن دور الطبيب في بناء بيئة داعمة للطفل من أول يوم في حياته.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية جودة الرعاية الصحي الرعاية الصحي الجهاز الهضمي أنواع الحساسية الخطورة السلامة والصحة المهنية الدكتورة ميرفت السيد
إقرأ أيضاً:
هربس العين.. أخصائي تغذية رياضية وعلاجية يكشف كيف ينتقل الفيروس وأعراضه
هربس العين والمعروف أيضًا باسم الهربس البصري، هو التهاب فيروسي يصيب العين نتيجة الإصابة بفيروس الهربس البسيط من النوع الأول، وهو نفس الفيروس الذي يسبب قرح البرد حول الفم والشفتين، وينتقل هذا الفيروس عادةً عن طريق الفم، وغالبًا ما لا تسبب العدوى الأصلية أي أعراض واضحة لدى معظم الأشخاص.
لكن في بعض الحالات، يؤدي فيروس الهربس إلى ظهور قرح مؤلمة في الفم أو حوله، تستمر عادة لمدة أسبوع أو أكثر قبل أن تتلاشى تدريجيًا.
بعد ذلك، يعود الفيروس إلى أعصاب الوجه تحت الجلد ويصبح غير نشط، أي في حالة خمول، لذلك، فإن معرفة طبيعة هذا المرض وأعراضه يُعد أمرًا مهمًا للوقاية من مضاعفاته والحفاظ على صحة العينين.
وكشف الدكتور معتز القيعي، أخصائي التغذية الرياضية والعلاجية، في تصريح خاص لـ "بوابة الوفد الإلكترونية"، إن هربس العين عبارة عن عدوى فيروسية تصيب العين نتيجة الإصابة بفيروس الهربس البسيط من النوع الأول، وهو نفسه الفيروس المسؤول عن قرح البرد حول الفم والشفتين.
وأضاف أن الفيروس عادةً ما ينتقل عن طريق الفم، وغالبًا لا تظهر أي أعراض لدى المصابين في البداية.
وأوضح الدكتور معتز القيعي أن بعض الأشخاص قد يعانون من قرح مؤلمة في الفم أو حوله تستمر عادة لمدة أسبوع أو أكثر، ثم تتلاشى تدريجيًا، حيث يعود الفيروس إلى أعصاب الوجه تحت الجلد ليصبح خاملاً.
وشدد على أهمية التعرف على الأعراض مبكرًا واتباع الإجراءات الوقائية لتجنب تفاقم الحالة والحفاظ على صحة العينين.