RT Arabic:
2025-05-17@11:48:59 GMT

صديق "القذافي" الوحيد والأخير!

تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT

صديق 'القذافي' الوحيد والأخير!

في مثل هذا اليوم قبل 54 عاما ظهر معمر القذافي في السياسة الدولية بوصوله وهو في سن 27 عاما إلى سدة الحكم في ليبيا في أعقاب انقلاب عسكري أبيض، أصر على أنه كان امتثالا لإرادة شعبية.

إقرأ المزيد القذافي في مرآة "المعجزة"!

قائد ما أصطلح على تسميتها بـ"ثورة الفاتح" بقي "بطريقة فريدة وغير مسبوقة" يدير بلاده الغنية بالنفط والغاز وبموقعها الجغرافي الهام على الساحل الجنوبي للمتوسط 42 عاما، فهو لم يكن رئيسا أو ملكا او سيدا، هو فقط "الأخ القائد"، بعد أن ألغى جميع ألقاب الفخامة والتبجيل إلى درجة أن تم لاحقا حظر الحديث عن لاعبي كرة القدم أثناء تغطية المنافسات بأسمائهم والاكتفاء بذكر أرقامهم!

على نفس الشاكلة لم تعد ليبيا ملكية ولا جمهورية بعد سنوات قليلة من وصوله إلى السلطة وأصبح يطلق عليها اسما جديدا لا سابق له "الجماهيرية"، وكتاب أخضر بدلا من الدستور، وأسماء أشهر خاصة تبدأ "بأي النار" وتنتهي بـ "الكانون".

لم يضع القذافي بصمته فقط على المكان والزمان في بلاده التي أصبحت تؤرخ بالوفاة النبوية بدلا من الهجرة، بل غير كل شيء حتى الوزراء أصبحوا "أمناء"، ولسنوات عديدة بقيت "ليبيا" حالة خاصة فريدة في السياسة الدولية شكلا ومضمونا.

مد القذافي يد العون بالمال والسلاح إلى "حركات التحرر" في جميع أنحاء العالم وخاصة تلك التي تعادي "الإمبريالية " الأمريكية من الفلبين إلى تايلاند وصولا إلى أمريكيا اللاتينية ووقوفا عند الجيش الجمهوري الإيرلندي في بريطانيا، ونسج صلات وعلاقات حتى مع الهنود الحمر وأمة السود في الولايات المتحدة نفسها.

الغرب نظر إلى القذافي على أنه ظاهرة "شاذة"، ونموذجا مشاغبا، لم يطرد فقط القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية بل حتى "الإيطاليين" الذين بقوا في ليبيا بعد انتهاء حقبة بلادهم الأم الاستعمارية، بل وذهب أبعد من ذلك بجعل ليبيا عمليا كما لو أنها توجد في كوكب آخر غير الأرض.

لم يجد الغرب توصيفا أفضل للقذافي مما صدر عن الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان الذي قال عنه إنه "كلب الشرق الأوسط المسعور"، حين رسم هذا القائد المشاغب "خط الموت" فوق خليج سرت بعد أن مد مياه بلاده الإقليمية في هذه المنطقة إلى 200 ميل بدلا من 12، وجعل من خليج سرت بحرا مغلقا ملكا لبلاده!

لم يكن القذافي شخصية سياسية أو عسكرية تقليدية، كان كما يقال "نسيج وحده"! حتى ملابسه لم تكن تشبه ما يرتديه الآخرون!

"الأخ العقيد" وجد صعوبة في إقامة علاقات صداقة دائمة مع الجميع تقريبا، فما أن تتوطد صلاته بزعيم ما وتتوثق حتى تهتز، وقد تتحول إلى عداوة من النقيض على النقيض.

الصداقة الوحيدة التي لم تترنح، كانت مع نيلسون مانديلا، المناضل الجنوب إفريقي الكبير.

القذافي كان ساند المؤتمر الوطني الإفريقي في نضاله ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا حين كان قائده مانديلا سجينا لنحو 27 عاما.

دارت الأيام وتغيرت الظروف. تآكل نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا مع الزمن وتهاوى. خرج مانديلا من زنزانته بطلا، وأصبح رئيسا لجنوب إفريقيا الجديدة، وقرر في عام 1997 السفر إلى ليبيا في زيارة رسمية.

وزارة الخارجية الأمريكية أبدت على الفور امتعاضها، وأعلنت أنها ستصاب "بخيبة أما" إذا مضى يلسون مانديلا إلى هذه البلاد التي يصفها الغرب بأنها راعية للإرهاب.

مانديلا الذي يعرف بأسلوبه التصالحي، رد بطريقة حازمة ومباشرة، وتساءل "كيف يمكن أن تصل الغطرسة بهؤلاء إلى درجة الإملاء علينا من يجب أن يكون صديقا لنا؟

في وقت لاحق من ليبيا، أعلن الزعيم الجنوب إفريقي متحدثا ضمنيا عن التدخلات الأمريكية قائلا: "لا يمكن لأي دولة أن تدعي أنها شرطي العالم ولا يمكن لأي دولة أن تملي على دولة أخرى ما يجب أن تفعله. أولئك الذين كانوا بالأمس أصدقاء لأعدائنا لديهم اليوم وقاحة ليطلبوا مني عدم زيارة أخي القذافي. إنهم ينصحوننا بأن نكون جاحدين وننسى أصدقائنا في الماضي".

 لم يغير نيلسون مانديلا موقفه تجاه القذافي في مارس عام 1998 حتى كان الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت بيل كلينتون يقف إلى جانبه أثناء زيارته لجنوب إفريقيا، وقال في مؤتمر صحفي: "لقد قمت أيضًا بدعوة الأخ القائد القذافي لزيارة هذا البلد. وأنا أفعل ذلك لأن نفوذنا الأخلاقي يملي علينا ألا نتخلى عن أولئك الذين ساعدونا في أحلك ساعة في تاريخ هذا البلد. الليبيون لم يدعمونا فقط، بل قدموا لنا الموارد اللازمة لمواصلة كفاحنا وتحقيق النصر. وهؤلاء الجنوب أفريقيون الذين وبخوني لأنني مخلص لأصدقائنا، يمكنهم حرفيا أن يذهبوا ويقفزوا في حوض السباحة".

عن تلك الحادثة كتبت صحيفة لوس أنجلوس تايمز في عام 1998 نقلا عن مسؤول جنوب أفريقي لم تذكر اسمه قوله: "لقد كانت تلك لحظة حرجة للغاية: ها نحن جنوب أفريقيا الصغيرة في وسط اللامكان، نتحدث بهذه الطريقة مع بيل كلينتون، وهو يقف بجانبنا"، ويقال إن كلينتون ظل مبتسما وهو يستمع "على الرغم من الملاحظات القاسية الصادرة عن مانديلا".

مانديلا السياسي الحكيم والإنسان الكبير، من بين قلة لم تتخل عن القذافي وبقيت ممتنة له حتى النهاية، فيما تنصل منه سريعا ساسة دوليون في وقت المحنة وبعض أقرب أصدقائه وخاصة في أوروبا رفضوا الرد على اتصالاته أثناء الأحداث العصيبة والتي انتهت بمقتله في 20 أكتوبر 2011.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أرشيف معمر القذافي جنوب إفریقیا

إقرأ أيضاً:

«حلي الوحيد أروح لربنا».. محامِ شاب يُنهي حياته ويوجه رسالة مؤثرة لعائلته

في واقعة صادمة وغامضة، قرر محامي شاب الانتحار والتخلص من حياته بشكل مفاجئ، دون أن يكشف عن السبب الرئيسي الذي دفعه إلى اتخاذ هذا القرار "المؤلم"، واكتفى فقط برسالة ودّع بها أهله وأصحابه والمقربين منه.

تفاجأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بمنشور لـ شاب يدعى "محمد عبد العزيز"، يبلغ من العمر 35 عاما، ويمتهن المحاماة، قرر التخلص من حياته في ظروف غامضة أثارت جدلا واسعا، خلال الساعات الأخيرة الماضية.

وقال "عبد العزيز"، خلال منشوره: "لو البوست ده نزل يبقى أنا أخدت القرار اللي بقالي فترة كبيرة بفكر فيه وكنت متردد، والقرار ده هو إني أخلص كل اللي حواليا من أنهم يشيلوا همي، معنى إن البوست ده نزل يعني هتلاقوني في المكتب ومخلص على نفسي".

المحامي محمد عبد العزيز

وأضاف: "بس فيه كلام نفسي أقوله لكل الناس اللي كانوا في حياتي، الحلو منهم والوحش، وأولهم عيلتي، "أبويا، أنا كان نفسي أفرحك قوي وكان نفسي إنك تبقى فخور بيا، بس للأسف ماعرفتش أعمل كده، وأنا آسف خذلتك".

وتابع: "أمي، أنتي أغلى حاجة عندي في الدنيا، والتراب اللي بتمشي عليه ده كان بيريحلي نفسي في الدنيا وإنك جنبي، وأختي إيمان، أنا بحبك قوي، وأنا عارف قد إيه إنك هاتبقي زعلانة عليا، بس بقدر الإمكان عايزك تطلعي أمك من اللي هاتبقى فيه.

وأكمل: "إخواتي الرجالة، أنا بحبكم واحد واحد، وكان نفسي أقولكم إني بحبكم كلكم ونفسي ما أبقاش قصرت مع حد فيكم٫ ولاد إخواتي، أنتوا السند والظهر لجدكم وستكم، خَلوا بالكم من نفسكم، أنتوا أحسن حاجة حصلت لي في حياتي، وعمري ما كنت أتخيل إني أحب عيالي قد ما بحبكم كده".

وواصل: "عمي وولاد عمي وباقي قرايبي، أنا كنت بحبكم قوي وأكتر من نفسي كما، وصحابي، ابقوا خلوا بالكم من أبوي وأمي وعوضوهم عني، وربنا يخليكم فاكريني طول العمر بالخير، بس أصلها مش مستاهلة أبقى ميت الموتة دي، وسيرتي كمان في الدنيا وحشة".

واختتم رسالته: "في الأخير يا رب أكون سيرتي حلوة وسط الناس، ويكون الناس كلها تفتكرني بالطيب، ولو أي حد زعلان مني، أنا آسف، بس ما لقيتش حل إني أبقى عندي 35 سنة ولسه زي ما أنا ما عملتش حاجة في دنيتي غير إني أروح لربنا.

اقرأ أيضاًالتحقيق مع عامل اعتدى بـ «مضرب ذباب» على سيدة مضطربة نفسيا بالمطرية

«بدأت بضرب وانتهت بدور رعاية».. القصة الكاملة لـ اعتداء نجل محمد رمضان على زميله

تفاصيل الحالة المرورية اليوم في شوارع وميادين القاهرة والجيزة

مقالات مشابهة

  • السيسي: هذا هو السبيل الوحيد للإستقرار في لبنان
  • مشجع نصراوي يستفز لاجامي والأخير يرد .. فيديو
  • شاهد بالفيديو.. رد ساحق وقاسي من الفنانة فهيمة عبد الله على متابع سألها: (أحمد صديق مالو طلقك؟) وساخرون: (أقوى قصف جبهة في التاريخ وأسأل تاني كان تقدر)
  • «مصطفى بكري»: السيسي هو الرئيس الوحيد الذي قال «لا » لـ ترامب
  • أسبوع مايو الثاني ما بين رئاسة مانديلا وحكم إعدام شاه إيران
  • صالحة القحطاني تستعرض مشتريات زوجها لها والأخير يعلق .. فيديو
  • «قتله الإحساس بالفشل».. صديق محام الزقازيق يكشف سر تخلصه من حياته
  • «حلي الوحيد أروح لربنا».. محامِ شاب يُنهي حياته ويوجه رسالة مؤثرة لعائلته
  • من نفايات الزيتون إلى طاقة نظيفة .. حل تونسي صديق للبيئة يلفت الأنظار
  • رئيس الوزراء الإسباني يصف الاحتلال بـدولة الإبادة.. والأخير يرد باستدعاء سفير مدريد