عبدالملك الحوثي يمهّد لحرب داخلية تستهدف المدنيين بالاعتقالات والقمع والسجون تحت مسمى حرب «الجواسيس»
تاريخ النشر: 16th, October 2025 GMT
في خطاب جديد اتسم بالتحريض والتضليل، حاول زعيم الميليشيا الحوثية، عبدالملك الحوثي، التغطية على جرائم جماعته ضد المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، عبر اتهامهم بالعمالة والتجسس لصالح “أمريكا وإسرائيل”.
وخلال كلمته المتلفزة تابعها محرر "مأرب برس" زعم الحوثي أنه تم “كشف خلايا تجسسية” تنتمي إلى منظمات إنسانية دولية مثل برنامج الغذاء العالمي واليونيسف، مدعيًا أن تلك الجهات شاركت في “توفير الإحداثيات” لما سماه “الاستهداف الإسرائيلي لاجتماع حكومي في صنعاء”.
ويرى مراقبون أن تصريحات الحوثي تمثل تمهيدًا لحملة قمع جديدة تستهدف موظفي الإغاثة والمنظمات الدولية والمحلية العاملة في مناطق سيطرة الميليشيا، بعد تزايد شكاوى الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من القيود والانتهاكات التي تمارسها الجماعة ضدهم.
الزعيم الحوثي الذي وصف المنظمات بأنها “غطاء لأنشطة عدوانية”، لم يقدم أي أدلة ملموسة تدعم ادعاءاته، مكتفيًا بتكرار مزاعم استخباراتية غامضة، في محاولة مكشوفة لتبرير الاعتقالات التعسفية والابتزاز الذي تمارسه جماعته بحق العاملين في المجال الإنساني.
ويأتي هذا الخطاب في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية على الحوثيين بسبب تجنيد الأطفال، ومصادرة المساعدات، واستهداف المدنيين تحت ذرائع أمنية واتهامات “بالتجسس”، وهي الذريعة ذاتها التي استخدمتها الجماعة لتصفية المعارضين والناشطين خلال السنوات الماضية.
ويؤكد محللون أن الحوثي يسعى من خلال هذه التصريحات إلى تحويل الأنظار عن الأزمات الداخلية والانهيار الاقتصادي في مناطق سيطرته، وخلق “عدو وهمي” لتبرير حملات القمع ومصادرة الحريات.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
ملف الجواسيس الصينيين يشعل خلافاً داخل مؤسسات الأمن البريطانية
أعرب المدير العام لجهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني (MI5)، كين ماكالوم، عن "إحباطه الشديد" بسبب فشل السلطات القضائية في المضي بمحاكمة بريطانيين اثنين كانا متهمين بالتجسس لصالح الصين، مؤكداً أنه "لن يتراجع أبداً عن مواجهة التهديدات القادمة من بكين"، التي وصفها بأنها "تهديد يومي للأمن القومي البريطاني".
وفي تصريحات خلال إحاطة أمنية سنوية، نقلتها صحيفة "الغارديان" اليوم، قال ماكالوم إنه شعر بخيبة أمل بعد قرار هيئة الادعاء الملكية (CPS) إسقاط القضية الشهر الماضي ضد كل من كريستوفر كاش، الباحث البرلماني الذي عمل مع نواب محافظين، وكريستوفر بيري، وهو أكاديمي كان مقيماً في الصين.
وأضاف: "بالطبع أشعر بالإحباط عندما لا تُتابع قضايا تهدد أمننا القومي حتى النهاية، لأي سبب كان. لكن الأهم هو أننا نجحنا في إحباط الأنشطة التي كانا يهمان القيام بها".
وكانت القضية قد أُسقطت بسبب خلاف قانوني حول تعريف الصين كـ"تهديد فعلي للأمن القومي" بموجب قانون الأسرار الرسمية لعام 1911، إذ رفض نائب مستشار الأمن القومي البريطاني ماثيو كولينز الإدلاء بشهادة تصف الصين بهذه الصفة، ما أدى إلى انهيار الملف.
ورداً على سؤال مباشر حول ما إذا كانت الصين تمثل تهديداً للأمن القومي البريطاني، قال ماكالوم: "هل يمثل الفاعلون الصينيون تهديداً للأمن القومي البريطاني؟ بالطبع نعم، كل يوم".
وأوضح أن العلاقات الثنائية مع بكين "شأن حكومي بحت"، لكنه شدد على أن جهازه "لن يتراجع عن التصدي لأي تهديد، مهما كان مصدره".
وكشف ماكالوم أن MI5 أحبط "مؤخراً" مخططاً تجسسياً جديداً مرتبطاً بالصين، مشيراً إلى أن عدد التحقيقات في التهديدات التي ترعاها دول ارتفع بنسبة 35% خلال عام واحد.
في سياق متصل، أعرب مدير MI5 عن "تعاطفه العميق" مع ضحايا هجوم كنيس مانشستر، الذي نفذه متطرف أعلن ولاءه لتنظيم الدولة (داعش) قبل تنفيذه العملية، محذراً من أن الإرهاب لا يزال يمثل تهديداً مستمراً، رغم تراجع أنشطة الجماعات الكبرى مثل القاعدة وداعش.
وقال: "الإرهاب يتغذى في زوايا الإنترنت المظلمة، حيث تلتقي الأيديولوجيات السامة بأرواح مضطربة تبحث عن معنى".
واختتم ماكالوم حديثه بالتأكيد على أن جهاز الاستخبارات البريطاني يعيش "أكبر تحول في مهامه منذ هجمات 11 أيلول/سبتمبر"، وسط ما وصفه بـ"عالم أكثر عداءً وتعقيداً".