باحث عن اتفاق غزة: السيسي تصرّف بحكمة وترامب لعب دور “السمسار”
تاريخ النشر: 16th, October 2025 GMT
قال الدكتور مايكل مورجان، الباحث السياسي في مركز لندن للبحوث السياسية والاستراتيجية، إن الولايات المتحدة الأمريكية تدرك تمامًا قيمة مصر ودورها المحوري، مستشهدًا بدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن مرتين من جانب ترامب، والتي رُفضت بسبب ملف التهجير الذي وضع نقطة خلاف بين الطرفين، ووصفت الخطوة المصرية بالحكيمة لإيصال الرسالة بوضوح دون احتكاك مباشر مع دولة بحجم وأهمية الولايات المتحدة.
وأكد “مورجان”، خلال لقائه مع الإعلامي محمد قاسم، ببرنامج “ولاد البلد”، المذاع على قناة “الشمس 2”، أن مؤتمر السلام في شرم الشيخ نُظم بتنسيق كامل بين الجانبين المصري والأمريكي، مشيرًا إلى ظهور شعار البيت الأبيض على المنصة التي تحدث منها الرئيسان، ما يدل على انخراط واشنطن الكامل في هذه القمة والمساعدة في التنسيق والدعوة للعديد من الرؤساء.
وفي تقييم لدور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اتفاق غزة، كشف عن أنه كان يلعب دور البروكر أو السمسار الذي يحاول بيع الصفقة، مؤكدًا أنه لم يكن في وضع يسمح له بالتصادم مع دول على حساب أخرى، موضحًا أنه كان مُحايدًا بشكل كبير وحاول الخروج بـ"أحلى ما بين الطرفين" لتجميعهم على طاولة واحدة.
وعلى الرغم من إقراره بصعوبة أن ينتقد ترامب إسرائيل وهو في مصر، لفت إلى اللقطات الذكية في كلمة ترامب عن مصر والنيل، وإلى تصريحاته في الكنيست الإسرائيلي بقوله هذه الحرب انتهت ثلاث مرات، ما يعكس وعيه بنية إسرائيل عدم توقيف الحرب، معتبرًا أن مطالبة ترامب بمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عفوًا رئاسيًا يهدف لدفع نتنياهو نحو السلام، لمعرفته بأن الأخير سيواجه المساءلة بمجرد توقف الحرب.
ونفى أن يكون موقف ترامب مجرد دعاية انتخابية، مؤكدًا أنه ليس بحاجة لذلك، وأن الأمر "مالوش علاقة بالانتخابات"، مشيرًا إلى أن هذا الموقف يعكس استياء كبير جدًا في الشارع الأمريكي، لافتًا إلى خروج الشباب الأمريكي في تظاهرات ضد إسرائيل لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة، ما يدل على أن الموضوع أصبح قنبلة موقوتة في المنطقة الغربية بأكملها.
وأكد أن أمريكا جادة في التعامل مع الملف، مشيرًا إلى أن العلاقة مع إسرائيل، التي وصفها بـ"الولاية رقم 51"، تتم عن طريق اللوبي الصهيوني، لكن ترامب رأى تجاوزات غير عادية دفعته إلى هذا الموقف، رغم عتبه عليه في دعوته السابقة لنتنياهو لإنهاء المهمة قبل التدخل الأمريكي، وهو ما اعتبره جزءًا من أسلوب ترامب في ترك الطرفين يتقاتلان حتى الإرهاق قبل الدخول لإبرام صفقة.
اقرأ المزيد..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الأمريكية الرئيس عبد الفتاح السيسي السيسي
إقرأ أيضاً:
أول فيديو لاحتجاز ناقلة نفط قرب فنزويلا
واشنطن- الوكالات
كشفت مصادر رسمية وتقارير صحفية، تفاصيل جديدة عن واقعة احتجاز الولايات المتحدة ناقلة نفط قرب سواحل فنزويلا، الأربعاء.
وقالت وزيرة العدل الأميركية بام بوندي إن الولايات المتحدة نفذت أمرا باحتجاز ناقلة نفط خام "تستخدم لنقل النفط الخاضع للعقوبات من فنزويلا وإيران".
وأضافت بوندي على منصة "إكس": "على مدى سنوات عديدة، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على ناقلة النفط لمشاركتها في شبكة غير قانونية لشحن النفط تدعم منظمات إرهابية أجنبية".
وذكرت أن عملية احتجاز الناقلة تمت قبالة سواحل فنزويلا.
كما نشرت المدعية العامة الأميركية باميلا بوندي مقطع فيديو لاحتجاز الناقلة، يظهر تحليق مروحية وهبوط جنود على متن السفينة.
Today, the Federal Bureau of Investigation, Homeland Security Investigations, and the United States Coast Guard, with support from the Department of War, executed a seizure warrant for a crude oil tanker used to transport sanctioned oil from Venezuela and Iran. For multiple… pic.twitter.com/dNr0oAGl5x
— Attorney General Pamela Bondi (@AGPamBondi) December 10, 2025وقالت في منشور على "إكس": "نفذ مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة التحقيقات الأمنية الداخلية وخفر السواحل الأميركي، بدعم من وزارة الحرب، الأربعاء، أمر مصادرة ناقلة نفط خام تستخدم لنقل النفط الخاضع للعقوبات من فنزويلا وإيران".
وتابعت: "تخضع هذه الناقلة لعقوبات أميركية منذ سنوات لتورطها في شبكة تهريب نفط غير مشروعة تدعم منظمات إرهابية أجنبية. وتمت عملية المصادرة قبالة سواحل فنزويلا بأمان تام، ويستمر تحقيقنا بالتعاون مع وزارة الأمن الداخلي لمنع نقل النفط الخاضع للعقوبات".
كما نقلت شبكة "سي بي إس" الإخبارية الأميركية عن مصادر، أن ناقلة النفط المحتجزة قرب فنزويلا تحمل اسم "ذا سكيبر"، وهي سفينة فرضت واشنطن عقوبات عليها عام 2022 بسبب علاقاتها بإيران وحزب الله اللبناني.
وذكر مراسل الشبكة على منصة "إكس"، أن إدارة ترامب تبحث تنفيذ المزيد من هذه العمليات.
وفي وقت سابق من الأربعاء، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بلاده صادرت ناقلة نفط كبيرة قبالة سواحل فنزويلا، في وقت يزداد به التوتر بين واشنطن وكراكاس.
وقال ترامب: "صادرنا للتو ناقلة نفط قبالة فنزويلا. ناقلة كبيرة. كبيرة جدا. الأكبر التي تتم مصادرتها".
ولم يدل ترامب بتفاصيل عن السفينة ومالكها ووجهتها.
وأكتفى بالإشارة إلى أنها "صودرت لأسباب وجيهة للغاية"، موضحا أن الولايات المتحدة ستحتفظ بالحمولة.
وتكثف الحكومة الأميركية إجراءاتها الاقتصادية والعسكرية في محاولة لإسقاط الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وأكد ترامب أخيرا في مقابلة مع موقع "بوليتكيو"، أن أيام مادورو باتت "معدودة".
وشنت الولايات المتحدة ضربات عدة ضد زوارق تشتبه بأنها تستخدم لتهريب المخدرات عبر البحر الكاريبي.
ويشكل النفط الخام المورد الوحيد لفنزويلا التي تخضع لحظر، ويضطرها هذا الأمر إلى عرض إنتاجها في السوق السوداء بأسعار أدنى بكثير، وخصوصا للدول الآسيوية.
ومن شأن مصادرة الناقلة النفطية أن يؤثر على تلك الصادرات، إذ قد يردع ذلك جهات عن شراء النفط الفنزويلي خشية مواجهة المصير نفسه.
وتنتج فنزويلا يوميا 1.1 مليون برميل من النفط الخام، تزود بها الصين بشكل أساسي، وفق خبراء.
والأسبوع الماضي، أشار الممثل التجاري للاتحاد الأوروبي في فنزويلا خايمي لويس سوكاس، إلى تراجع بنسبة 75 بالمئة هذا العام لواردات التكتل من النفط الفنزويلي، من 1.535 مليار يورو في 2024 إلى 383 مليونا في 2025.