لقد فهمت مصر لعبة الأمم.. فتحولت من دولة تتعامل مع التحديات إلى دولة تصنع التاريخ. أكتب هذه الكلمات وأنا أشهد بأم عيني معادلة القوة تتغير.. وأرى مصر تلعب بشطرنج السياسة العالمية بمهارة الحكماء وقوة العظماء.
إذا كان استقبال الرئيس ترامب بالطائرات الحربية ووسام النيل كان رسالة قوة للعالم، فإن مؤتمر الشباب العربي الذي ضم ١٣ دولة عربية لتمثيل نموذج محاكاة البرلمان العربي هو رسالة أمل للمستقبل.
عندما وصف ترامب السيسي بـ"الرئيس والجنرال القوي"، كان يعبر عن حقيقة استراتيجية عميقة. فبينما تعني "الرئيس" السلطة السياسية والقدرة على إبرام الاتفاقيات، تشير "الجنرال" إلى القائد العسكري الذي يحمي حدود الدولة ويصون أمنها.
لقد أدركت مصر أن القوة لا تكتمل بدون بناء الأجيال.. وهؤلاء الشباب من 13 دولة عربية ليسوا مجرد مشاركين، بل هم سفراء لمستقبل عربي جديد. لقد شاهدتهم وهم يقدمون مقترحات تشريعية جريئة، ويناقشون بمنطق القادة، ويرفعون راية الوحدة العربية بعزيمة لا تلين.
الاستقبال الضخم لترامب كان جزءاً من استراتيجية "الشراكة لا المنافسة".. بينما يمثل تجمع الشباب العربي في رحاب الجامعة العربية الجزء التكميلي لهذه الرؤية الثاقبة. فمصر تدرك أن القوة العسكرية ضرورية ولكنها غير كافية، والاقتصاد القوي أساسي لكنه يحتاج لبيئة مستقرة، والشباب الواعي هو الضمان الحقيقي للمستقبل.
بين استقبال ترامب ورعاية وزارة الشباب والرياضة لنموذج محاكاة البرلمان العربي، ترسم مصر صورة الدولة التي تستوعب دروس التاريخ وتصنع مستقبلاً جديداً. هؤلاء الشباب الذين زاروا المجالس النيابية والوزارات السيادية في مصر، وتعلموا من المسؤولين والوزراء، وانغمسوا في العمل الدبلوماسي الحقيقي.. هم أنفسهم الذين أوصوا بضرورة تنفيذ اتفاقية السلام التي عقدت في شرم الشيخ، وطالبوا العالم بالضغط على إسرائيل بكل الوسائل لتنفيذ الاتفاقية.
الوزير أشرف صبحي كان محقاً عندما أكد أن الشباب هم "ركيزة التغيير"، والوزير مفوض بالجامعة العربية إيناس الفرجاني أصابت كبد الحقيقة حين قالت: "تمكين الشباب ليس ترفاً، بل ضرورة". لكن الأهم أن مصر هي من حولت هذه الشعارات إلى واقع ملموس.
فهي لم تعد مجرد دولة، بل أصبحت "أمة قائدة" تجمع بين حكمة الشيوخ وطاقة الشباب، بين قوة السلاح وسلطة الفكر، بين تراث الماضي وطموح المستقبل.
مؤتمر السلام في شرم الشيخ أظهر استراتيجية تثبت أن مصر لا تتفاوض من موقف ضعف، بل تتحاور من موقف قوة. لا تستهين بالخصوم، لكنها لا تفرط في الحقوق. تدعم السلام، لكنها تعد العدة للحرب اذا استدعي الأمر لحماية بلادها
والشباب العربي اليوم يرفعون راية كتب عليها: "مصر.. أم الدنيا وقائدة الأمة". وهذه ليست مجرد كلمات، بل هي قرار تاريخي من جيل يعرف قيمة الوحدة، ويدرك ثمن الكرامة، ويؤمن بمستقبل عربي واحد.
تحيا مصر.. ويعيش شبابنا العربي، حماة الحاضر وبناة المستقبل
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مونيكا عياد مصر لعبة الأمم معادلة القوة
إقرأ أيضاً:
وزير الرياضة يطلق نصف ماراثون الأهرامات 2025 بمشاركة أكثر من 10 آلاف متسابق من 120 دولة
تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، أطلق الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، فعاليات نصف ماراثون الأهرامات 2025، أحد أبرز الفعاليات الرياضية الدولية التي تُنظم على أرض مصر، بحضور السيد فيليب مولر، رئيس قطاع الرياضة بمنظمة اليونسكو.
وذلك بالتعاون مع شركة «تراي فاكتوري»، وبرعاية شركة «مراكز»، وبحضور نخبة من شركاء النجاح وممثلي الجهات الراعية والداعمة، وبمشاركة أكثر من 10 آلاف متسابق من أكثر من 120 دولة، في مشهد يعكس المكانة المتنامية لمصر على خريطة الرياضة العالمية.
وأكد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، أن الماراثون يمثل نموذجًا ناجحًا للتكامل بين الرياضة والسياحة والثقافة، مشيرًا إلى أن الإقبال الدولي الكبير على المشاركة يعكس الثقة المتزايدة في الدولة المصرية وقدرتها على توفير بيئة تنظيمية آمنة ومحترفة للفعاليات الرياضية الكبرى، مضيفاً أن الوزارة تحرص على دعم مثل هذه الأحداث التي تسهم في نشر ثقافة ممارسة الرياضة وتعزيز أنماط الحياة الصحية بين مختلف الفئات العمرية.
وأوضح وزير الشباب والرياضة أن نصف ماراثون الأهرامات أصبح علامة مميزة في أجندة الفعاليات الرياضية الدولية التي تُقام في مصر، لما يحمله من رسالة حضارية وسياحية، حيث يجمع آلاف المشاركين من مختلف الجنسيات في موقع أثري فريد يُعد من أهم معالم التراث الإنساني في العالم.
ويأتي تنظيم نصف ماراثون الأهرامات في إطار رؤية وزارة الشباب والرياضة الهادفة إلى دعم وتنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى، التي تسهم في الترويج للسياحة الرياضية، وتبرز المقومات الحضارية والتاريخية الفريدة التي تتمتع بها مصر، إلى جانب قدراتها التنظيمية والبشرية على استضافة الأحداث الدولية وفق أعلى المعايير العالمية.
ويتضمن الحدث ثلاث سباقات لمسافات 5 كيلومترات، و10 كيلومترات، و21 كيلومترًا، بما يتيح مشاركة مختلف الفئات العمرية والمستويات الرياضية، سواء من الهواة أو المحترفين، في أجواء رياضية متميزة تجمع بين التنافس وروح المشاركة.
يأتي هذا الحدث ضمن اجندة السياحة والفعاليات الرياضية لوزارة الشباب والرياضة والتي تهدف إلى تنظيم ابرز الفعاليات المحلية والعالمية المختلفة.
ويُعد نصف ماراثون الأهرامات أحد الفعاليات الرياضية التي تعزز من مكانة مصر كوجهة جاذبة لتنظيم الماراثونات والسباقات الدولية، وتسهم في دعم الاقتصاد الوطني من خلال تنشيط الحركة السياحية، وتعريف المشاركين والزائرين بصورة مصر الحديثة، التي تجمع بين الأصالة والتطور.