نتنياهو في مهبّ الريح.. سيناريوهات المصير السياسي لرئيس وزراء إسرائيل
تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT
يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واحدًا من أصعب فصول مسيرته السياسية، في ظل تطورات ميدانية متسارعة في قطاع غزة، وتزايد الضغوط الداخلية والخارجية، خاصة بعد تعالي الأصوات المنادية بفتح تحقيقات داخلية بشأن الأداء العسكري والسياسي لحكومته خلال الحرب. ورغم ما يبدو من تماسك حكومي في الكنيست، إلا أن المستقبل لا يبدو مضمونًا بالنسبة لنتنياهو.
في مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية"، قدم الدكتور رمزي عودة، خبير الشئون الإسرائيلية، قراءة تحليلية شاملة لمشهد سياسي إسرائيلي مرتبك، وتساؤلات لا تتوقف حول مستقبل الرجل الأقوى في إسرائيل.
حكومة نتنياهو... ثقة مشروطة في ظل العاصفةأكد الدكتور رمزي عودة أنه لا يزال من المبكر الحُكم على مصير نتنياهو بشكل نهائي، مشيرًا إلى أن حكومته ما زالت تحظى بثقة الكنيست، وهو ما يمنحها استقرارًا مؤقتًا رغم الغضب الشعبي المتزايد. وأضاف أن المشهد الإسرائيلي يشهد تغيرات كبيرة على وقع الحرب، ما يجعل الحديث عن إزاحة نتنياهو الآن سابقًا لأوانه، لكنه ليس مستحيلًا على المدى القريب.
ترامب يدخل على الخط: دعم سياسي أم تدخل في السيادة؟في تطور لافت، أشار عودة إلى التصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، والتي طالب فيها بمنح نتنياهو "حصانة سياسية". هذه التصريحات أثارت جدلاً واسعًا، واعتُبرت بمثابة رسالة غير مباشرة للمعارضة والساسة الإسرائيليين بأن واشنطن – أو على الأقل جزءًا من نخبها – لا تريد إنهاء مستقبل نتنياهو السياسي الآن.
وعدّ عودة هذه التصريحات محاولة أمريكية لمنح نتنياهو فرصة أطول للبقاء في الحكم، خاصة في ظل الحرب الجارية على غزة، والتي وصفها ترامب سابقًا بأنها "حرب إبادة".
لجان التحقيق تنتظر.. ونتنياهو يراوغأوضح خبير الشؤون الإسرائيلية أن نتنياهو نجح، حتى اللحظة، في تعطيل لجان التحقيق التي كان من المفترض أن تبدأ عملها لتقييم الأداء الحكومي والعسكري خلال الحرب، مستفيدًا من استمرار العمليات العسكرية. لكن عودة حذر من أن هذه المراوغة لن تستمر طويلًا، خاصة مع توقف القتال أو الوصول إلى هدنة، حيث سيكون من الصعب تجاهل مطالب التحقيق والمحاسبة.
وأشار إلى أن اتهامات التلاعب بالمعلومات، وإخفاء الحقائق عن اللجان المختصة، قد تُسهم في تفاقم أزمة نتنياهو، وتُعرضه لمساءلة سياسية حادة.
إخفاق سياسي وعسكري... وصناعة "وهم النصر"لفت عودة إلى أن نتنياهو فشل في حسم المعركة كما وعد في بدايتها، وأن هناك ما وصفه بـ"الإخفاقات السياسية والعسكرية"، التي تُثير غضب الشارع الإسرائيلي، وتضع علامات استفهام كبرى حول جدوى الحرب. وأردف أن نتنياهو يحاول حاليًا استغلال ما سماه بـ"نشوة النصر" لتضليل الرأي العام الداخلي، والإيحاء بأن الحرب حققت أهدافها، بينما الواقع يُشير إلى عكس ذلك.
سيناريوهات المستقبل..هل ينجو نتنياهو؟1. بقاء مؤقت بدعم من التحالفات واليمين المتطرف:
إذا استمر الدعم داخل الكنيست، ونجح نتنياهو في تجنّب لجان التحقيق، فقد ينجو سياسيًا لبعض الوقت، مستفيدًا من الانقسامات داخل المعارضة.
2. تحقيقات تُسقطه سياسيًا:
في حال بدء عمل لجان التحقيق، وتأكيد تقارير الفشل والإخفاق، قد يجد نتنياهو نفسه أمام سيناريو الإقالة أو حتى المحاكمة، خاصة مع تراكم الملفات ضده.
3. انتخابات مبكرة تُنهي مستقبله:
إذا استمر الضغط الشعبي والسياسي، قد تضطر إسرائيل إلى الذهاب نحو انتخابات مبكرة تُنهي عهد نتنياهو، خاصة إذا فشل في الحفاظ على تماسك حكومته.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي قطاع غزة لجان التحقیق
إقرأ أيضاً:
سياسي فلسطيني: إسرائيل لا تزال متمسكة باستراتيجيتها العسكرية تجاه الجنوب اللبناني
أكد حابس الشروف، مدير معهد فلسطين للأمن القومي، أن إسرائيل ما تزال متمسكة باستراتيجيتها العسكرية تجاه الجنوب اللبناني دون أي تغيير حقيقي، رغم الهدوء النسبي الذي يراه "هدوءاً خادعاً".
إسرائيل تستعد لسيناريو الرعب.. فيديو إعلام عبري: المبعوث الأمريكي يزور إسرائيل الأسبوع المقبل تل أبيب لا تزال جاهزة لتنفيذ عمليات اغتيالوأوضح الشروف، في حديثه للإعلامية فيروز مكي خلال برنامج "مطروح للنقاش" على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن تل أبيب لا تزال جاهزة لتنفيذ عمليات اغتيال تستهدف شخصيات لبنانية، خاصة قيادات من حزب الله، متى سنحت لها الفرصة.
وأشار إلى أن هذه الاغتيالات تمثل جزءاً أصيلاً من النهج الثابت الذي تتبعه إسرائيل منذ سنوات.
وبيّن أنّ لهذه العمليات أهدافاً متعددة، أبرزها تعزيز سياسة الردع داخل المنظومة الأمنية الإسرائيلية، إلى جانب إرضاء الحكومة اليمينية المتطرفة التي تدفع نحو مواجهة مفتوحة مع ما تعتبره "تهديدات وجودية" صادرة من الجنوب اللبناني.
كما يدخل ضمن هذا النهج السعي للضغط على الدولة اللبنانية للإسراع في نزع سلاح حزب الله وتمكين الجيش اللبناني من بسط سيطرته على الحدود.
وأضاف الشروف أن هذه السياسات تعكس ما وصفه بـ"العنجهية الإسرائيلية"، مؤكداً أنه لا يمكن تحقيق أي سلام أو استقرار في الجنوب ما دامت إسرائيل تحتل أراضٍ لبنانية وتتهرب من اتفاق سلام شامل مع الولايات المتحدة والدول العربية والإقليمية.