بوابة الوفد:
2025-12-12@16:19:31 GMT

كم من الحماقات ترتكب باسم الديمقراطية

تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT

ما الذى يكسب الإنسان الفرد مكانته فى المجتمع الذى يتحرك فيه ؟
عوامل كثيرة ترسم تلك المكانة، من بينها ما هو موروث وما هو مكتسب . ومنها على سبيل المثال ما يتصل بالتفوق الدراسى والعلمى والثقافى، والتميز المهنى والوظيفى. ومنها ما يرتبط بإسهاماته الفريدة فى المجالات الفكرية والعلمية والإبداعية والسياسية والنضالية.

وقبل هذا وبعده طبيعة الفرد والنشأة التى شب وكبر عليها، والصفات الشخصية التى يتحلى بها، وهى هنا تتراوح بين التهذيب وقلة الأدب، والهددؤ والعنف والصدق والادعاء، والشجاعة والجبن، والذكاء والغباء، وهدوء الطبع والاندفاع، والمثابرة والتعجل والمبدئية والانتهازية. تلك العوامل مجتمعة هى وغيرها ما يشكل مسيرة الفرد، ومواقفه فى النظرة للأمور وللحياة ولنفسه، ورؤية المحيط الذى يتحرك داخله له. وكلها عوامل تقود إما إلى النجاح أو الفشل.
تبدأ المشاكل حين يكّون بعض الأفراد صورة ذهنية عن أنفسهم، ثم يتصور هذا البعض أن تلك الصورة هى نفسها نظرة الآخرين والمجتمع إليه. وفى الحياة العامة وفى المجال المهنى والاجتماعى والسياسى والحزبى قابلت أنماطا من كل هؤلاء، وتوقفت طويلا أمام النموذج الانتهازى والافاق الذى يمشى فى الحياة العامة بحثا عن أى منفعة شخصية صغيرة أو كبيرة، ويعمل دون كلل للحصول عليها بكل الطرق،سواء كانت مشروعة أو ممنوعة، أخلاقية أو فاجرة، ثم يغلف تلك الصغائر بأهداف نبيلة، ترفع شعارات تزعم الدفاع عن المصالح العامة والديمقراطية والعدالة والمساواة. وتنتاب هذا الموذج فى العادة، حالة مزدوجة من جنون العظمة والإحساس الدائم بالاضطهاد، ويحمل فى جعبته مظلومية دائمة من أشياء لم يحصل عليها، لظنه باستحقاقه لها، لولا ما يشيعه من انعدام العدالة وسيادة الاحتكار والاستبداد، برغم أنه قد لا يمتلك أى مزايا أو كفاءة تؤهله لذلك.
يفتقد هذا النموذج عادة سمة الثبات الانفعالى، فلا يتحكم فى انفعالاته، ويفشل فى إخفاء مشاعر الكراهية والحقد الدفين تجاه الآخر الذى يظن أنه السبب فيما لم يتمكن من الحصول علية أو تحقيق ما يصبو إليه، سواء كان ذلك خلافا فى الرأى أو ترقية مهنية، أو ميراثا متنازعا عليه، أو منصبا سياسيا، فى الحكومة، أو موقعا قياديا فى حزب، أو مقعدا فى المجالس النيابية. ولا يتورع هذا النموذج عن الخوض فى أعراض من يتخذ منهم خصوما، ولا يستنكف الكذب وكيل الاتهامات دون أدلة وتزوير الوقائع للحط من شأنهم. وحين يفشل فى الوصول إلى هدفه، يتصرف كمجرم مطارد فقد رشده، ولا يتردد فى الهدم والتخريب، وأحيانا إسالة الدماء.
هذا النموذج الخطر تفشى داخل معظم الإدارات التنفيذية المختلفة، وهو شائع فى المنظمات السياسية، بهدف إدامة الصراعات وعرقلة كل خطوة للأمام. وهو نفس الدور الذى يلعبه داخل الحياة الحزبية. ويزداد خطره هنا لأنها تجربة هشة بطبيعتها ومقيدة، ومحكومة بسيل من التشريعات والأوضاع العرفية، التى تمكنت فى سياق الدمج الشائع بين السلطات، فى ظل ظروف سياسية استثنائية معروفة، من استيعاب الوظيفة الدستورية للأحزاب،فى مؤسسات الدولة التنفيذية. ومكمن الخطر يجلو، فى أنه يحول الحركة المحدودة للحزب من قوة ضغط ومؤسسة رقابة شعبية، إلى حلبة للصراع على المكاسب الفردية. لكن تعديل قانون انتخابات المجالس النيابية والتشريعية، وتوسيع نطاق الحريات الديمقراطية التى تحبو خطواته ببطء، سوف يمنح الحياة الحزبية فرصة استعادة بعض أدوارها، ويعجل بتطويرها، وبتوارى تلك النماذج الانتهازية المتسلقة فى الساحة السياسية، ويهميش تأثيرها لتصبح نسيا منسيا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: على فكرة أمينة النقاش الحياة العامة المصالح العامة الساحة السياسية

إقرأ أيضاً:

تعديلات على الضريبة الانتقائية لتطبيق «النموذج الحجمي المتدرج» على المشروبات المحلاة

أعلنت وزارة المالية عن صدور قرار مجلس الوزراء رقم «197» لسنة 2025 في شأن السلع الانتقائية والنسب أو المبالغ الضريبية التي تُفرض عليها وكيفية احتساب السعر الانتقائي، والمتضمن تعديلات على الضريبة الانتقائية وذلك بهدف تطبيق «النموذج الحجمي المتدرج» على المشروبات المحلاة، حيث سيحل القرار الجديد محل قرار مجلس الوزراء رقم «52» لسنة 2019 في شأن السلع الانتقائية والضريبة التي تفرض عليها، وتعديلاته.

ويأتي التعديل في إطار جهود الدولة الرامية لتعزيز الصحة العامة وتشجيع أفراد المجتمع على اتباع نمط استهلاك صحي، وتطبيقاً للتعديلات الأخيرة على المرسوم بقانون اتحادي رقم «7» لسنة 2025 بشأن الضريبة الانتقائية. ويهدف التعديل إلى توضيح السلع الخاضعة للضريبة الانتقائية والنسب والقيم الضريبية المطبقة عليها ضمن أداة تشريعية موحدة، لتسهيل فهمها واتباعها من قبل جميع الخاضعين للضريبة. ويتضمن التعديل تطبيق النموذج الحجمي المتدرج على المشروبات المحلاة، بحيث تُحتسب الضريبة بناءً على كمية السكر والمحليات في كل 100 مل من المشروب.

وستُفرض ضريبة بقيمة 0.79 درهم للتر الواحد على المشروبات المحلاة التي تحتوي على كمية سكر ومحليات أخرى تساوي أو تزيد على 5 غرامات، وتقل عن 8 غرامات لكل 100 ملليلتر، بينما تُفرض ضريبة بقيمة 1.09 درهم للتر الواحد على المشروبات المحلاة التي تحتوي على 8 غرامات أو أكثر من السكر والمحليات الأخرى لكل 100 ملليلتر.

بينما ستخضع المشروبات المحلاة التي تحتوي على أقل من 5 غرامات من السكر والمحليات الأخرى لكل 100 ملليلتر، أو تلك المضاف إليها مُحليات صناعية فقط، إلى ضريبة صفرية.

كما ينص التعديل على توضيح الإجراءات المقررة في حال عدم تقديم التقارير المخبرية أو المستندات المطلوبة للهيئة من قبل الخاضعين للضريبة عند تسجيل المشروبات المحلاة أو تعديل تسجيلها على النظام الخاص بتسجيل السلع الانتقائية.

وفي هذه الحالات، ستُطبق الضريبة على تلك المشروبات وفق الفئة الأعلى من محتوى السكر والمحليات الأخرى، وفي حال تقديم تقرير مخبري معتمد لاحقاً يثبت أن محتوى السكر والمحليات الأخرى أقل من الفئة الأعلى، فسيتم تعديل تسجيل تلك المشروبات حسب الفئة الصحيحة.

وسيبدأ سريان التعديلات الخاصة بتطبيق النموذج الحجمي المتدرج على جميع الخاضعين للضريبة اعتباراً من 1 يناير 2026. وأكدت وزارة المالية أن هذه التعديلات تأتي ضمن توجه الحكومة لتعزيز الصحة العامة مع توفير إطار واضح وموحد لتطبيق الضريبة الانتقائية يخدم المستهلكين والمستثمرين على حد سواء.

مقالات مشابهة

  • تعديلات على الضريبة الانتقائية لتطبيق «النموذج الحجمي المتدرج» على المشروبات المحلاة
  • 6 استخدامات مبتكرة لأداة نوت بوك إل إم بعيدا عن الدراسة
  • المملكة تحقق اكتفاءً ذاتيًا تجاوز 100% في عدة منتجات غذائية
  • تعطل ChatGPT على أجهزة أندرويد.. مطور التطبيق تكشف التفاصيل والحلول
  • ختام فعاليات الملتقى الحادي عشر لمناهضة العنف ضد المرأة بمطروح
  • النائب العام: تأمين منظومة الأحوال المدنية بالكامل ومواصلة التحقيق في القيود المزورة
  • «المستشارة التى أرادت أن تصبح السيدة الأولى».. قصة لونا الشبل مع النظام السورى بعد فيديوهات مسربة مع بشار
  • مصر تعاملت مع القضية الفلسطينية والتهجير بحنكة سياسية
  • مأساة الحارة رقم 7!!
  • قلب المجتمع!!