بوابة الوفد:
2025-10-18@01:51:19 GMT

كم من الحماقات ترتكب باسم الديمقراطية

تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT

ما الذى يكسب الإنسان الفرد مكانته فى المجتمع الذى يتحرك فيه ؟
عوامل كثيرة ترسم تلك المكانة، من بينها ما هو موروث وما هو مكتسب . ومنها على سبيل المثال ما يتصل بالتفوق الدراسى والعلمى والثقافى، والتميز المهنى والوظيفى. ومنها ما يرتبط بإسهاماته الفريدة فى المجالات الفكرية والعلمية والإبداعية والسياسية والنضالية.

وقبل هذا وبعده طبيعة الفرد والنشأة التى شب وكبر عليها، والصفات الشخصية التى يتحلى بها، وهى هنا تتراوح بين التهذيب وقلة الأدب، والهددؤ والعنف والصدق والادعاء، والشجاعة والجبن، والذكاء والغباء، وهدوء الطبع والاندفاع، والمثابرة والتعجل والمبدئية والانتهازية. تلك العوامل مجتمعة هى وغيرها ما يشكل مسيرة الفرد، ومواقفه فى النظرة للأمور وللحياة ولنفسه، ورؤية المحيط الذى يتحرك داخله له. وكلها عوامل تقود إما إلى النجاح أو الفشل.
تبدأ المشاكل حين يكّون بعض الأفراد صورة ذهنية عن أنفسهم، ثم يتصور هذا البعض أن تلك الصورة هى نفسها نظرة الآخرين والمجتمع إليه. وفى الحياة العامة وفى المجال المهنى والاجتماعى والسياسى والحزبى قابلت أنماطا من كل هؤلاء، وتوقفت طويلا أمام النموذج الانتهازى والافاق الذى يمشى فى الحياة العامة بحثا عن أى منفعة شخصية صغيرة أو كبيرة، ويعمل دون كلل للحصول عليها بكل الطرق،سواء كانت مشروعة أو ممنوعة، أخلاقية أو فاجرة، ثم يغلف تلك الصغائر بأهداف نبيلة، ترفع شعارات تزعم الدفاع عن المصالح العامة والديمقراطية والعدالة والمساواة. وتنتاب هذا الموذج فى العادة، حالة مزدوجة من جنون العظمة والإحساس الدائم بالاضطهاد، ويحمل فى جعبته مظلومية دائمة من أشياء لم يحصل عليها، لظنه باستحقاقه لها، لولا ما يشيعه من انعدام العدالة وسيادة الاحتكار والاستبداد، برغم أنه قد لا يمتلك أى مزايا أو كفاءة تؤهله لذلك.
يفتقد هذا النموذج عادة سمة الثبات الانفعالى، فلا يتحكم فى انفعالاته، ويفشل فى إخفاء مشاعر الكراهية والحقد الدفين تجاه الآخر الذى يظن أنه السبب فيما لم يتمكن من الحصول علية أو تحقيق ما يصبو إليه، سواء كان ذلك خلافا فى الرأى أو ترقية مهنية، أو ميراثا متنازعا عليه، أو منصبا سياسيا، فى الحكومة، أو موقعا قياديا فى حزب، أو مقعدا فى المجالس النيابية. ولا يتورع هذا النموذج عن الخوض فى أعراض من يتخذ منهم خصوما، ولا يستنكف الكذب وكيل الاتهامات دون أدلة وتزوير الوقائع للحط من شأنهم. وحين يفشل فى الوصول إلى هدفه، يتصرف كمجرم مطارد فقد رشده، ولا يتردد فى الهدم والتخريب، وأحيانا إسالة الدماء.
هذا النموذج الخطر تفشى داخل معظم الإدارات التنفيذية المختلفة، وهو شائع فى المنظمات السياسية، بهدف إدامة الصراعات وعرقلة كل خطوة للأمام. وهو نفس الدور الذى يلعبه داخل الحياة الحزبية. ويزداد خطره هنا لأنها تجربة هشة بطبيعتها ومقيدة، ومحكومة بسيل من التشريعات والأوضاع العرفية، التى تمكنت فى سياق الدمج الشائع بين السلطات، فى ظل ظروف سياسية استثنائية معروفة، من استيعاب الوظيفة الدستورية للأحزاب،فى مؤسسات الدولة التنفيذية. ومكمن الخطر يجلو، فى أنه يحول الحركة المحدودة للحزب من قوة ضغط ومؤسسة رقابة شعبية، إلى حلبة للصراع على المكاسب الفردية. لكن تعديل قانون انتخابات المجالس النيابية والتشريعية، وتوسيع نطاق الحريات الديمقراطية التى تحبو خطواته ببطء، سوف يمنح الحياة الحزبية فرصة استعادة بعض أدوارها، ويعجل بتطويرها، وبتوارى تلك النماذج الانتهازية المتسلقة فى الساحة السياسية، ويهميش تأثيرها لتصبح نسيا منسيا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: على فكرة أمينة النقاش الحياة العامة المصالح العامة الساحة السياسية

إقرأ أيضاً:

سجل إنتاجه 9.4 مليون طن.. القمح ينتعش في مصر بارتفاع 4.1% خلال 2024

أصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بيانا يرصد فيه أبرز مؤشرات الإنتاج الغذائي في مصر مقارنة بالمعدلات العالمية خلال عام 2023/2024.

مؤشرات مصرية: تراجع في الحبوب وطفرة بالخضروات

- تراجع إنتاج الحبوب في مصر بنسبة 7.6% ليسجل 21.9 مليون طن مقابل 23.7 مليونا في العام السابق، مدفوعا بانخفاض إنتاج الأرز بنسبة 19.5% نتيجة تراجع المساحات المزروعة بـ21.5%.

- متوسط نصيب الفرد من الحبوب تراجع إلى 277.7 كجم مقابل 300.7 كجم العام السابق.

- شهد القمح تحسنًا، حيث ارتفع إنتاجه إلى 9.4 مليون طن بزيادة 4.1%، وبلغ نصيب الفرد منه 161.8 كجم.

-انخفض إنتاج الأرز إلى 5 ملايين طن مقابل 6.2 مليونا، وهو ما انعكس على نصيب الفرد الذي تراجع إلى 33.5 كجم.

- سجلت الخضروات نموا ملحوظا في الإنتاج بنسبة 11.5% لتصل إلى 27.8 مليون طن، وارتفع متوسط نصيب الفرد منها إلى 94.7 كجم.

- سجلت الفاكهة استقرارا شبه كامل مع إنتاج بلغ 13.7 مليون طن، بانخفاض طفيف قدره 0.4%، بينما استقر نصيب الفرد عند 69 كجم.

مؤشرات عالمية: نمو محدود في إنتاج الحبوب والأرز

- ارتفع الإنتاج العالمي من الحبوب بنسبة 1.7% ليصل إلى 2.86 مليار طن، بينما زاد نصيب الفرد إلى 154 كجم بارتفاع 1.8%.

- انخفض إنتاج القمح عالميا بنسبة 1.9% ليسجل 791.1 مليون طن، مع تراجع نصيب الفرد إلى 68.9 كجم.

- ارتفع إنتاج الأرز عالميا بنسبة 1.8% ليصل إلى 535.2 مليون طن، مقابل 525.6 مليونا في العام السابق.

وياتي صدور التقرير، بمناسبة اليوم العالمي للغذاء، الذي يوافق تأسيس منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) عام 1945،

اقرأ أيضاًالبنك المركزي: 2.6 مليار دولار صادرات مصر من البترول و9.83 مليار دولار واردات خلال 6 أشهر

السيارات الكهربائية والروبوتات الصناعية تعززان نمو الصادرات الصينية

لتعزيز الصادرات المصرية.. انطلاق معرض كايرو فاشون آند تكس بمشاركة 650 شركة مصرية وأجنبية

مقالات مشابهة

  • اتفاق شرم الشيخ.. وجامعة الدول والداخل الفلسطينى
  • سوريا الديمقراطية: نعمل مع دمشق لدمج قواتنا في الجيش السوري
  • »اﻟﻨﻮاب« ﻳﻮاﻓﻖ ﻧﻬﺎﺋﻴًﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺪﻳﻼت ﺑﻌﺾ ﻣﻮاد ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ
  • أﺣﻤﺪ ﻧﺒﻴﻞ: »اﻟﺒﺎﻧﺘﻮﻣﺎﻳﻢ« ﻏﻴّﺮ ﺣﻴﺎﺗﻰ
  • كله عند العرب صابون!!
  • سجل إنتاجه 9.4 مليون طن.. القمح ينتعش في مصر بارتفاع 4.1% خلال 2024
  • قوات سوريا الديمقراطية تفكك خليتين لتنظيم داعش بريف دير الزور الشرقي
  • التحفظ هو الرد!
  • مطر يشدد على أهمية الرياضة في تعزيز الفرد والمجتمع