نشر موقع "كونفرزيشن" مقالا لأستاذ بيولوجيا الرئيسيات في جامعة جون مورز ليفربول،  سيرج ويتش، والأستاذ الفخري في الحفاظ على البيئة في جامعة كينت، إريك ميجارد حيث تناولا الزيت النباتي المنتشر في كل مكان.

وذكر الكاتبان أن الزيوت النباتية منتشرة في كل مكان، ولكل شخص تقريبا رأيه فيها. من حملات التسويق الذكية في ممرات السوبر ماركت إلى عناوين الأخبار حول إزالة الغابات، أصبحت الزيوت النباتية بطلة وشريرة في النظام الغذائي الحديث، لكن الزيوت النباتية حيوية لحياتنا، ويمكن أن تُساعد في معالجة انعدام الأمن الغذائي.



ويجد المستهلكون الذين يحاولون إجراء عمليات شراء أخلاقية ومستدامة أنفسهم في مواجهة سوق غالبا ما تُخفي فيه الإعلانات المضللة الحقائق، وغالبا ما تكون المعلومات الموثوقة حول إمكانية التتبع مفقودة أو يصعب العثور عليها. لا تكشف عبوة زبدة الفول السوداني "الخالية من زيت النخيل" بالضرورة عما استبدل به زيت النخيل، أو كيف وأين أُنتج الفول السوداني.

في سوقٍ غارقٍ في الجدل والرسائل المتضاربة، يُمثل الاستهلاك الواعي تحديا. ما هي الزيوت التي ينبغي علينا استخدامها حقا، وما هي حقيقة إنتاجها؟

وأوضح المقال، أن للمستهلكين الحق في شفافية واضحة بشأن مكوناتها فالمعلومات الأكثر دقة تُمكّننا من اتخاذ خيارات تتوافق تماما مع قيمنا حيث يستكشف بحثنا الأخير، الذي استند إلى ثلاث دراسات، كيفية تقاطع التغذية والاستدامة والشفافية في عالم الزيوت النباتية.

وذكر المقال، أن قليل من الأطعمة تُجسّد تعقيد نظامنا الغذائي العالمي تماما مثل الزيوت النباتية.

وتُستخدم الزيوت النباتية في الطهي، والأغذية المصنعة، ومستحضرات التجميل، والبلاستيك، والديزل الحيوي، وقد تضاعف الطلب العالمي عليها أربع مرات خلال 50 عاما، مما يجعلها حجر الزاوية في كل من الأنظمة الغذائية والاقتصادات.

وتُقدّر نسبة الأراضي الزراعية المزروعة بالمحاصيل الزيتية، مثل فول الصويا، ونخيل الزيت، وبذور اللفت، ودوار الشمس، بنحو 37 بالمئة.


ومع ذلك، يُشكّل هذا الطلب أيضا ضغوطا صحية وبيئية كبيرة. فمع ازدياد الحاجة إلى إطعام ملياري شخص في العقود القادمة، سيلزم تخصيص مئات الملايين من الهكتارات من الأراضي - أي ما يعادل عشرة أضعاف مساحة المملكة المتحدة - لإنتاج الزيوت النباتية. وستكون للقرارات المتعلقة بالمحاصيل المستخدمة وكيفية إنتاجها عواقب بيئية واجتماعية وخيمة.



وصمة السُمنة
لطالما ارتبطت كلمة "سمين" بدلالات سلبية، وقد أدى ذلك إلى ظهور نصائح صحية متطرفة تدعو إلى كل شيء، بدءا من الامتناع التام عن زيوت البذور، وصولا إلى تناول قطعة زبدة كوجبة خفيفة، أو إضافة قليل من زيت جوز الهند إلى القهوة.

إلى جانب ذلك، صوّرت حملات تسويقية مُقلقة بعض الزيوت النباتية، وأبرزها زيت النخيل، على أنها عامل انقراض جماعي وإزالة الغابات.

وأشار المقال إلى أن وراء كل زجاجة على رف في السوبر ماركت تكمن قصة أكثر تعقيدا: شبكة من المزارعين والمصانع والسياسات التي لا تُشكّل فقط ما نأكله، بل تُشكّل أيضا كيفية استخدام الأرض وكيفية استدامة سبل العيش.

وتابع، "علينا أن نتوقف عن اعتبار الدهون الغذائية شريرة. صحيح أن الدهون المتحولة ضارة، لكن الأدلة على الدهون المشبعة مُتفاوتة ومرتبطة بالسياق. يتم تجاهل مخاطر القلي، وغالبا ما تُباع بدائل الدهون بكميات كبيرة".

وأوضح أن الأهم من ذلك، أن "فجوة الدهون" العالمية تتعايش مع السمنة - في الواقع، يحتاج بعض الناس إلى المزيد من الدهون في نظامهم الغذائي. فكرة أن بعض الدهون مفيدة والبعض الآخر غير مفيد ليست واضحة تماما.

نقطة ضعف المستهلك
يمكن أن تُصبح الادعاءات المتعلقة بالأطعمة التي نستهلكها جزءا من الخطاب السائد. خذ على سبيل المثال ادعاء الصندوق العالمي للطبيعة عام 2009 بأن 50% من منتجات السوبر ماركت تحتوي على زيت النخيل. هل هذا صحيح الآن؟ تشير نتائجنا، على الأقل ليس في كل مكان.

وتساءل كاتبا المقال، كيف يُمكن إثبات صحة هذا الادعاء بسهولة؟ إن أمكن؟ من الصعب الجزم بذلك دون وجود أدلة تاريخية واضحة على كيفية طرح هذا الادعاء الأصلي. ولكن هل شجع هذا الادعاء ملايين المستهلكين على تجنب زيت النخيل؟  بالتأكيد.

وبين المقال، أن الأمر لا يتعلق بتصحيح السمعة السيئة لزيت النخيل، بل بملاحظة النقص الفادح في الوضوح والشفافية في معلومات المكونات. فالعديد من المنتجات الغذائية تُدرج "الزيت النباتي" فقط دون تحديد النوع أو المنشأ، كما أن ملصقات الاستدامة غير متسقة ويسهل التلاعب  فيها.

وأشار إلى أن هذا النقص في الشفافية يُغذي المعلومات المضللة ويمنع المستهلكين من مواءمة مشترياتهم مع قيمهم. وهذا يُبطئ بشكل أساسي أي جهود من جانب المستهلكين وصانعي السياسات لتحسين الاستدامة في النظام الغذائي.



البعد الإنساني: الثقافة والمساواة
الزيوت النباتية أكثر من مجرد مكونات. إنها متأصلة في ثقافتنا واقتصاداتنا وهويتنا ومن زيت النخيل في جنوب شرق آسيا وغرب أفريقيا إلى زيت الزيتون في البحر الأبيض المتوسط، تتجاوز قيمتها مجرد المقاييس الغذائية أو البيئية.

وفي عصر يتزايد فيه انعدام الأمن الغذائي، تظل الزيوت بأسعار معقولة مصدرا حيويا للتغذية والدخل لملايين الأشخاص. إن الدعوات إلى التخلص من بعض الزيوت قد تحمل تكاليف اجتماعية خفية، مما يُقوّض سبل العيش في المناطق المُنتجة لها. لا يوجد زيت جيد أو سيء بطبيعته.

وبدلا من التساؤل عن أي زيت هو الأفضل، يجب أن نتساءل عن كيفية صنع زيوتنا، ومن يستفيد منها، وما هي التغييرات النظامية التي تخدم الناس وكوكبنا حقا.

وفي نهاية المطاف، تحتاج الشركات إلى الإفصاح عن مصادرها وطرق معالجتها، ويجب على صانعي السياسات فرض ملصقات تكشف عن الآثار البيئية والاجتماعية الحقيقية للمكون. عندها فقط، يمكن للمستهلكين معرفة أفضل طريقة لاختيار مزيج متنوع من الزيوت القابلة للتتبع، دون تضخيم للأمر، وفقا للمقال.

وبحسب المقال فإنه يمكن لتقنيات مثل رموز الاستجابة السريعة وتطبيقات الهاتف المحمول أن تُمكّن هذا بالفعل، ومن خلال المطالبة بمزيد من إمكانية التتبع، يمكن للمتسوقين المساعدة في التحول نحو أنظمة غذائية أكثر عدلا واستدامة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة الزيت النباتي صحة صحة الغذاء الزيت النباتي المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة صحة صحة صحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الزیوت النباتیة زیت النخیل

إقرأ أيضاً:

ضمانات أمنية أولا.. باريس والأوروبيون يطالبون واشنطن بتعهدات قبل أي تنازلات أوكرانية

طالبت فرنسا، إلى جانب الأوروبيين والأوكرانيين، بضمانات أمنية أميركية واضحة قبل أي تفاوض حول مستقبل الأراضي في شرق أوكرانيا.

وضعت باريس مسألة الضمانات الأمنية في صدارة أي مسار تفاوضي محتمل حول مستقبل الأراضي في شرق أوكرانيا، مؤكدة أن الأوروبيين والأوكرانيين يطالبون الولايات المتحدة بتعهدات واضحة قبل الخوض في أي نقاش يتعلق بالحدود أو المناطق الخاضعة للاحتلال الروسي.

مطلب أوروبي بضمانة أميركية

وفي موقف عبّرت عنه الرئاسة الفرنسية مساء الجمعة 12 كانون الأول/ديسمبر، شدد مستشار للرئيس إيمانويل ماكرون على أن الشفافية الكاملة بشأن طبيعة الضمانات التي يمكن أن يقدمها الأوروبيون والأميركيون لكييف تشكل مدخلاً لأي تعديل يطال القضايا العالقة. وأوضح أن ما ينتظره الأوروبيون من واشنطن قد يرقى إلى مستوى ضمانة شبيهة بما يعرف بالبند الخامس في ميثاق حلف شمال الأطلسي "الناتو"، أي التزام أميركي مباشر تجاه الدول المشاركة في ما يسمى تحالف الراغبين.

تحالف الراغبين وقوة الطمأنة

ويضم هذا التحالف نحو ثلاثين دولة أبدت استعدادها لدعم الجيش الأوكراني، وبعضها أبدى أيضا استعدادا للمشاركة في قوة توصف بقوة طمأنة، يجري بحث نشرها في أوكرانيا بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بهدف منع أي هجوم روسي جديد.

وبرأي باريس، يجب أن تحمل هذه الضمانة الأميركية رسالة لا لبس فيها إلى موسكو، مفادها أن أي محاولة لإعادة شن هجوم على أوكرانيا ستعني مواجهة أوسع، لا تقتصر على الأوروبيين والأوكرانيين بل تشمل الولايات المتحدة أيضا.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، لندن، الاثنين 8 ديسمبر 2025. Kin Cheung/Copyright 2025 The AP. All rights reserved Related لافروف يحذر الأوروبيين: أي وجود عسكري لكم في أوكرانيا سيصبح هدفًا مشروعًاترامب تحدث مع ماكرون وميرتس وستارمر بشأن أوكرانيا.. وزيلينسكي: هذا الأسبوع قد يحمل أخبارا سارةأسبوع "حاسم" لكييف.. وخطة أوروبية لإرسال قوات ومعدات مراقبة إلى أوكرانيا نفي أي تنازلات إقليمية

في المقابل، نفت الرئاسة الفرنسية بشكل قاطع وجود أي موافقة أوكرانية على تقديم تنازلات إقليمية خلال محادثاتها مع واشنطن، ردا على تقارير تحدثت عن انفتاح كييف على ترتيبات من بينها نزع السلاح من مناطق لا تزال تسيطر عليها وتطالب روسيا بضمها. وأكد المستشار الرئاسي أن الأوكرانيين لم يبرموا أي صفقة بشأن الأراضي، ولا يفكرون في القيام بذلك، كما أن فكرة إنشاء منطقة منزوعة السلاح ليست مطروحة حاليا من جانبهم.

موقف أوكراني أقل حزما

ورغم ذلك، بدا أن لهجة مختلفة جزئيا صدرت عن كييف، إذ أشار مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ميخايلو بودولياك، في حديث لصحيفة لوموند الفرنسية، إلى أن إقامة منطقة منزوعة السلاح على جانبي خط المواجهة قد تكون أمرا لا مفر منه، مع إقراره بأن جزءا من الأراضي سيبقى، للأسف، تحت الاحتلال الروسي الفعلي.

محادثات صعبة مع واشنطن

وأقر بودولياك بأن المحادثات التي جرت الأربعاء بين ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأميركي دونالد ترامب كانت صعبة، مشيرا إلى وجود تباينات مع واشنطن، لا سيما حول كيفية تنظيم تسلسل الخطوات في الأيام والأسابيع المقبلة.

يظهر رئيس الوزراء البريطاني كير ستامر، على الشاشة، وهو يشارك في مؤتمر عبر الفيديو مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الخميس 11 ديسمبر/كانون الأول 2025. Teresa Suarez/Copyright 2025 The AP. All rights reserved. أرضية مشتركة قبل موسكو

وفي هذا السياق، أعادت باريس التأكيد على ضرورة التوصل أولا إلى موقف مشترك بين الأوروبيين والأميركيين والأوكرانيين، يفضي إلى بلورة مقترحات سلام موحدة قبل الشروع في أي مفاوضات مع موسكو. واعتبر المستشار الرئاسي أن هذه الأرضية المشتركة يجب أن تتيح تقديم عرض تفاوضي واحد، يقوم على سلام متين ودائم، يحترم القانون الدولي وسيادة أوكرانيا.

ووفق الرئاسة الفرنسية، يبقى الدور الحاسم في هذه المرحلة بيد الولايات المتحدة، التي يقع عليها عبء استخدام نفوذها وإقناع روسيا بأن الخيار الأكثر واقعية هو القبول بهذا الموقف الموحد، الأوروبي الأوكراني الأميركي، كأساس لأي تسوية.

ترقب لاجتماع برلين

وعلى صعيد التحركات المقبلة، لم يحسم الرئيس إيمانويل ماكرون بعد مسألة مشاركته في اجتماع القادة الأوروبيين المقرر عقده الإثنين في برلين، فيما اكتفى قصر الإليزيه بالإشارة إلى أن اجتماعات قد تعقد في أوروبا الأسبوع المقبل، وأن برلين تبقى خيارا مطروحا، من دون اتخاذ قرار نهائي حتى الآن.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • ضمانات أمنية أولا.. باريس والأوروبيون يطالبون واشنطن بتعهدات قبل أي تنازلات أوكرانية
  • بولبينة:”علينا تصحيح الأخطاء و أعتذر لجمهورنا”
  • نيويورك تايمز: أميركا لا تستطيع صناعة ما يحتاجه جيشها
  • أطباء يكشفون أفضل مصادر المغنيسيوم في النظام الغذائي
  • دراسة: الأنظمة الغذائية النباتية قد تكون صحية للأطفال.. ولكن بشروط
  • جهود في غزة لانتشال وتوثيق جثامين الشهداء وتمكين الأهالي من التعرف على ذويهم
  • سياح يونانيون يجسّدون رحلة صعود نبي الله موسى بجريد النخيل في سانت كاترين.. فيديو وصور
  • أشقاء رفعت: وليد دعبس لم يتأخر علينا في شيء ونعتبره أبا لنا
  • موظفون يخدعون نظام التعرف على الوجه بأقنعة ورقية بالصين
  • كان علينا الاعتذار عن المشاركة.. علاء مبارك يعلق على إقصاء مصر من كأس العرب