عربي21:
2025-12-14@02:32:28 GMT

اليوم التالي والتحديات المذهلة!

تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT

«ما عشناه أصعب ممّا يمكن لإنسان أن يراه في حياته، لكننا ثابتون على أرضنا»! بهذه الكلمات اختصر مواطن فلسطيني من غزة ما وقع في القطاع لعامين متواليين ودون توقف، ليلا ونهارا، بآلة الحرب والموت «الإسرائيلية»!

وعندما دخل اتفاق وقف إطلاق النار حَيّز التنفيذ يوم العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر 2025 صار العالم بأجمعه في حالة هادئة، وكأنه دخل، دون وعي، مرحلة الاحتفال والسعادة والفرح ليقينهم التام أن كل دقيقة تَمُرّ يقتل فيها بريء جديد في غزة، ولهذا كانت السعادة ومظاهر الاحتفال المحلي والعالمي!

ومع الدقائق الأولى لوقف إطلاق النار بدأت الأمواج البشرية لمئات آلاف الغزيين بالهجرة من الجنوب نحو الشمال، رغم أن الأجواء والأرجاء مليئة بآثار وصور القتل والدمار أينما التفتوا، ولكنهم مع ذلك أَصرّوا على العودة لبيوتهم وذكرياتهم!

هذا الإصرار والعشق للأرض، والتمسّك بالوطن رغم الدروب المدمّرة وغير المهيئة للسير يُدلل على أن الفلسطينيين شعب نادر ليس هنالك مثلهم في الأرض اليوم!
عاد الناس لأحيائهم رغم الركام والقنابل، والصواريخ غير المنفلقة، والبيوت الملغمة، عادوا لمنازلهم سيرا على الأقدام ومعهم الكثير من المعوقين، والشيوخ، والأطفال، والنساء لأنهم يعرفون قيمة وطنهم، وأرضهم، وتاريخهم!

ومع هذه المخاطر القاتلة يفترض الآن ادخال فرق خاصة لتخليص القطاع من المخلفات المهلكة لتفادي فقدان المزيد من الأبرياء!

في اليوم التالي للاتفاق بدأت مرحلة جديدة خالية من أصوات المدافع، وأزيز الطائرات لكنها مليئة بالأمل الذي سيُعيد بناء غزة بسواعد أهلها!

في الدقائق الأولى للاتفاق انتشر المئات من عناصر الأمن الداخلي على مفترقات غزة لتأمين الأوضاع، وحماية الناس، وكأنهم استعدوا بعناية لهذه اللحظة!
وشرعت بلدية غزة بفتح الطرقات وبإمكانيات بسيطة، لتُسَهِّل على الناس عودتهم السلسة لأحيائهم المدمرة!

ومع الساعات الأولى للاتفاق بدأ مجاهدو الدفاع المدني بالبحث عن الشهداء بين الركام، وانتشلوا جثامين 150 شهيدا في أول يومين، ويقال بأن هنالك آلاف الجثث المتحلّلة تحت أطنان الحديد والاسمنت!

غزة اليوم مدينة خاوية، تَفتقر للماء والكهرباء والطرقات، والجامعات، وقد أعدم الاحتلال 193 أكاديميا جامعيا وعالما، وهي بلا مدارس حيث دُمّر فيها 670 مدرسة، وبلا مستشفيات، وقد قتل الاحتلال أكثر من 1,700 من العاملين الصحيين، وبلا مخابز، وبلا أسواق، ولكنها مليئة بالإيمان، والأمل، والحب، والاستعداد للتضحية، وإعادة الإعمار!

ونتيجة لهذه الأوضاع المعقدة ينبغي بداية توفير الطعام والمياه الصالحة للشرب، والمستشفيات الميدانية والعلاج داخل القطاع، وكذلك تأمين العلاج خارج غزة، لأكثر من 17 ألف جريح حالتهم خطرة، وتوفير الأطراف الصناعية لخمسة آلاف طفل وفقا لتصريحات «أمجد الشوا»، رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية!
بعد وقف إطلاق النار، ولأول مرة منذ عامين، رأينا مراسلي القنوات الفضائية يتكلمون دون دموع وخوف ودروع وخُوَذ واقية!
الآلاف من أهالي غزة صُدِمُوا، حينما عادوا، من هول الخراب الذي خَلّفه الاحتلال إلا أنهم لم يَنْكَسِروا، وهم ثابتون رغم أن هنالك 2700 عائلة غَزّية أُبيدت بكامل أفرادها، وأكثر من مليونيّ شخص بلا مأوى!

وهنالك مئات الأدلة على ثبات الغَزّيين وصمودهم، وننقل هنا شهادة لوالد شهيدين من القطاع: «غزة مدرسة للعالم في الرجولة والشجاعة والثبات، وسنبقى مرابطين، وغزة لا تَستسلم رغم الدمار»!
وهكذا سَطّرت غزة انتصارها أمام العالم أجمع، وخير الشهادات تلك التي يُثْبتها العدو، ومنها شهادة الكاتب «نداف هعتسني»، يوم الاتفاق، بصحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية:»بخلاف الفرحة الآنية (بإطلاق المُختطفين)؛ لا يوجد سبب للاحتفال، بل العكس تماما.

وفقا للمخطّط الغامض الذي يبدو أنه يَتبلّور، ليس فقط أن حماس انتصرت ونحن خسرنا، بل المستقبل يبعث على قلق أكبر بكثير»!

بعد وقف إطلاق النار، ولأول مرة منذ عامين، رأينا مراسلي القنوات الفضائية يتكلمون دون دموع وخوف ودروع وخُوَذ واقية!

لا شك بأن اليوم التالي لغزة اختبار كبير لإرادة البناء والإعمار والتلاحم المجتمعي والتعايش الإنساني!
وهكذا فإن أهل غزة، المدينة الساحلية على البحر الأبيض المتوسط، تَتَجدد فيهم الحياة والطموح والتمسك بالمبادئ مثلما تَتجدد أمواج البحر الذي عَلّمهم التوكل والصبر والصمود والتمسك بالأمل والمستقبل!


الشرق القطرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه غزة الاحتلال غزة الاحتلال المقاومة التهجير قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

أردوغان يدعو بوتين لوقف إطلاق النار على المرافئ ومنشآت الطاقة

أردوغان يدعو بوتين لوقف إطلاق النار على المرافئ ومنشآت الطاقة

مقالات مشابهة

  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • نعي واسع للقيادي بـالقسام رائد سعد عقب قصف مركبة غرب غزة (شاهد)
  • تحت المطر والنار.. يوم فلسطيني ثقيل من المعاناة والانتظار
  • جوتيريش: يجب احترام اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة
  • رفض مصري قطري لـسلوك إسرائيل تجاه وقف إطلاق النار بغزة.. الاتفاق متعثر
  • عاجل | مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: ربع مليون نازح تضرروا من تداعيات المنخفض الجوي الذي ضرب القطاع
  • أهلًا بكم في المسرحية الإعلامية الكبرى
  • أردوغان يدعو بوتين لوقف إطلاق النار على المرافئ ومنشآت الطاقة
  • تقرير لـ "عن قرب مع أمل الحناوي": "اتفاق غزة.. عراقيل إسرائيلية تعقد الانتقال إلى المرحلة الثانية"
  • روبيو يبحث مع وزير الخارجية الإسرائيلي تنفيذ خطة ترامب بشأن غزة