تركيا تبحث عن شركاء لبرنامج المقاتلة TF-X وسط حالة من عدم اليقين المالي
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
سلط موقع "بريكنج ديفينس"، المتخصص في الشؤون الدفاعية، الضوء على بحث تركيا عن شركاء لبرنامج تصنيع المقاتلات المحلية TF-X، مشيرا إلى "حالة من عدم اليقين المالي" في هذا الشأن.
وذكر الموقع، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن الاقتصاد التركي يشهد تضخما مرتفعا، إذ وصل الدين الخارجي للبلاد إلى ما يقرب من 476 مليار دولار في مارس/آذار، كما بلغ إجمالي الديون الخارجية المستحقة خلال الـ 12 شهرا المقبلة نحو 250 مليار دولار.
وفي السياق، قال محلل شؤون الدفاع، أوزغور إيكسي: "حتماً، سيواجه برنامج TF-X صعوبات مالية تتماشى مع الوضع الاقتصادي للبلاد"، ولذا تبحث تركيا عن شركاء أجانب، ما قد يقلل من العبء المالي الواقع على كاهلها.
وقال وزير الدفاع التركي، يشار جولر، يوم 14 أغسطس/آب الماضي، إن باكستان على وشك التوقيع على اتفاقية للمشاركة في تطوير مقاتلة الجيل الخامس TF-X.
وأضاف: "تبذل الدول الصديقة والشقيقة أيضًا جهودًا لتصبح شريكة في هذا المشروع. تم التوقيع على اتفاقية مع أذربيجان".
وإذا انضمت باكستان إلى البرنامج التركي، فستكون هذه ثاني شراكة دولية لها في مجال المقاتلات بعد اتفاق مع الصين على طائرات JF-17 التي صنعها مجمع الطيران الباكستاني وشركة تشنغدو للطائرات.
أما أذربيجان، فقد وقعت حكومتها بروتوكولًا مع تركيا لاستكشاف المشاركة في برنامج TF-X، يهدف إلى تحديد إجراءات العمل ومبادئ التعاون بشأن قضايا الإنتاج المشترك، بما في ذلك أنشطة تطوير طائرة الجيل الخامس المقاتلة، التي يجري تطويرها لصالح القوات الجوية التركية.
وقال إكسي: "إن الحصول على شركاء أجانب يشبه تأجير جزء من منزلك من الباطن: فأنت تتقاسم النفقات، لكن النزاعات تصبح حتمية ويستغرق استكشاف الأخطاء وإصلاحها وقتًا أطول بكثير من المعتاد".
وأضاف: "أذربيجان الغنية بالمواد الهيدروكربونية لديها المال. باكستان لا تستطيع ذلك ولكن يمكنها نقل المعرفة".
اقرأ أيضاً
بينها توطين الصناعة.. 4 فوائد للخليج من الشراكة الدفاعية مع تركيا
وبمجرد أن تثبت كفاءتها القتالية، يمكن أن تصبح طائرات تركيا القتالية خيارًا للدول التي لا تستطيع الحصول على طائرات مقاتلة غربية الصنع، وهو ما أشار إليه المحلل الدفاعي المقيم في تبليسي بجورجيا، يوجين كوجان، لافتا إلى أن أذربيجان تبدو مستعدة لجلب الأموال إلى الطاولة.
رحلة المستقبل
وقالت شركة الصناعات الفضائية الجوية التركية إن طائرة TF-X ستطير في 27 ديسمبر/كانون الأول 2023، وبموجب برنامج تصنيعها ستقوم شركة TAI بتسليم 20 طائرة TF-X Block 10 إلى القوات الجوية التركية في عام 2028.
وأعلنت الشركة في مارس/آذار الماضي، أن سعر الوحدة سيكون 100 مليون دولار، لكنها أشارت في مايو/أيار إلى أنه قد يكون "أعلى قليلاً".
وبحلول عام 2029، تخطط شركة TAI لإنتاج طائرتين مقاتلتين من طراز TF-X شهريًا، ما يحقق إيرادات سنوية قدرها 2.4 مليار دولار.
وقال مصدر مطلع برنامج التصنيع، مشترطا عدم الكشف عن هويته: "في جميع الاحتمالات، ستطير الطائرة لأغراض سياسية قبل الانتخابات المحلية الحاسمة [في مارس/آذار المقبل] ولكن دون تركيب معظم الأنظمة فيها"، في إشارة إلى الانتخابات البلدية في تركيا.
وزعم المصدر أن "معظم الأتراك لن يعرفوا أو يهتموا إذا كانت الطائرة جاهزة لأي مهمة. سيكون ذلك جزءًا من استعراض الحكومة".
وأطلقت تركيا برنامج TF-X في عام 2009، وفي أكتوبر/تشرين الأول 2016، عرضت شركة "رولز رويس" البريطانية شراكة في إنتاجها بهدف تشغيل المنصات التركية المخطط لها والمبيعات المحتملة لأطراف ثالثة.
وينص اقتراح الشركة، الذي لا يزال قائمًا، على إنشاء وحدة إنتاج في تركيا تقوم بتصنيع محركات لطائرة TF-X بالإضافة إلى المروحيات والدبابات والصواريخ.
اقرأ أيضاً
تركيا.. الأنظمة الأرضية والطائرات المسيرة تقود قفزة الصادرات الدفاعية
وفي يناير/كانون الثاني 2017، وقعت الشركة البريطانية BAE Systems وشركة TAI صفقة بقيمة تزيد على 100 مليون جنيه إسترليني (127 مليون دولار أمريكي) لتطوير الطائرة المقاتلة التركية. ويعمل حاليًا حوالي 30 مهندسًا من شركة BAE في وحدة إنتاج TAI لـ TF-X.
وفي عام 2022، أطلقت الحكومة التركية مسابقة لتطوير محرك طائرة TF-X، تتنافس فيها 3 شركات هي: Tusas Engine Industries؛ TRMotor؛ وTAEC، وهو مشروع مشترك بين Rolls-Royce والمجموعة الصناعية التركية Kale، التي تمتلك 51% من TAEC.
وقامت شركة TAEC بتطوير محرك من المتوقع أن يطير بالطائرة على ارتفاع أقصى يبلغ 40 ألف قدم.
تخطط وكالة الصناعات الدفاعية التركية لبناء نماذج أولية من TF-X باستخدام محرك F110 أمريكي الصنع، وهو محرك نفاث توربيني يعمل بالحرق اللاحق من إنتاج شركة GE Aerospace.
لكن تشغيل TF-X بالمحرك الأمريكي قد يكون صعبًا لأن الإنتاج التسلسلي قد يتطلب كميات هائلة من الاستثمارات والاختبارات.
وفي السياق، قال إكسي: "لا ينبغي للحكومة تأخير اختيار المحرك لفترة أطول. وكل اقتراح لمحرك له مزايا وعيوب. ويتعين على أنقرة اتخاذ قرار على الفور قبل فوات الأوان للانتقال إلى مرحلة الإنتاج التسلسلي بتكاليف معقولة".
وأشار إلى أن إمكانات التصدير لـ TF-X هي في النهاية مفتاح نجاح برنامج تصنيعها، وأن العديد من الدول لا تستطيع شراء طائرات غربية الصنع لأسباب سياسية، إذ تريد تجنب الطائرات الروسية أو الصينية الصنع.
اقرأ أيضاً
خطة محتملة بين الصين وتركيا للتعاون في الصناعات الدفاعية
المصدر | بريكنج ديفينس/ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تركيا الاقتصاد التركي باكستان أذربيجان
إقرأ أيضاً:
عاجل|أنصار الله تتوعد الطائرات الإسرائيلية: قدراتنا الدفاعية ستصنع المفاجآت
أكدت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن أنها تمتلك القدرة على التصدي للطائرات الإسرائيلية المهاجمة، دون التأثير على سلامة الملاحة الجوية والبحرية في المنطقة.
وقال مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى للجماعة، إن الدفاعات الجوية اليمنية جاهزة للتعامل مع المقاتلات الإسرائيلية، بما فيها مقاتلات "إف-35" الشبحية، مشيرًا إلى أن الأيام القادمة ستكشف عن أخبار مفاجئة بشأن تلك الطائرات.
في تصريحات مثيرة، توعد المشاط بتحويل مقاتلات "إف-35" الإسرائيلية إلى مصدر للسخرية والتهكم، قائلًا إن القوات اليمنية ستجعل من فخر الطيران الإسرائيلي أضحوكة للعالم.
وأكد أن الجماعة لن تسمح باستهداف اليمن من قبل الطائرات الإسرائيلية دون رد، مشيرًا إلى أن الطائرات المعتدية ستُعتبر تهديدًا يجب التعامل معه بشكل مباشر.
أوضح المشاط أن الجماعة أصدرت تحذيرات رسمية لشركات الطيران، تطالبها بتجنب المسارات الجوية والبحرية التي تستخدمها الطائرات الإسرائيلية للاعتداء على اليمن، حرصًا على سلامة الملاحة في تلك المناطق.
وأكد أن هذه الإجراءات تهدف إلى تفادي أي تصعيد قد يؤثر على الطيران المدني أو الملاحة التجارية.
تأتي هذه التطورات بعد ضربات جوية إسرائيلية مكثفة استهدفت مطار صنعاء الدولي، وأدت إلى تدمير مدرجه ومرافقه بالكامل، فضلًا عن إحراق آخر طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية اليمنية.
وكانت "أنصار الله" قد أعادت تشغيل المطار مؤخرًا بعد تعرضه لسلسلة هجمات إسرائيلية، لكنها واجهت مجددًا ضربات جديدة أعاقت استئناف نشاطه.
منذ اندلاع الحرب في غزة وتصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية، كثفت "أنصار الله" هجماتها على الأهداف الإسرائيلية والسفن المرتبطة بها وبحلفائها في البحر الأحمر.
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة الذي تم التوصل إليه في السادس من مايو/أيار، أكدت الجماعة أن هذا الاتفاق لا يشمل العمليات ضد إسرائيل، ما يعني استمرار الهجمات كجزء من الرد على العدوان في غزة.
وسائل إعلام إسرائيلية: اعتراض صاروخين أطلقا من اليمن باتجاه إسرائيل خلال 3 ساعات الجيش الإسرائيلي يعلن رصد صاروخ أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل ويعمل على اعتراضه المشهد اليمني والإقليمي: تصاعد المواجهة وغياب الحلوليسيطر "أنصار الله" منذ عام 2014 على معظم المناطق في شمال ووسط اليمن، بما فيها العاصمة صنعاء، في حين يواصل التحالف العربي بقيادة السعودية عملياته لدعم الحكومة اليمنية.
وبينما تتجه الأوضاع نحو مزيد من التصعيد، تبقى المخاوف الإقليمية والدولية من اتساع دائرة الصراع وتأثيره على الملاحة والتجارة العالمية حاضرة بقوة.