“مؤسسة الحق” تحث الأسرى المحررين على توثيق انتهاكات العدو بحقهم تمهيداً لملاحقتهم قضائياً
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
الثورة نت/..
حثت “مؤسسة الحق” (تأسست عام 1979 في رام الله، تُعنى برصد الانتهاكات الإسرائيلية والفلسطينية)، الأسرى الفلسطينيين المحررين ضمن صفقة “طوفان الأحرار” على “اتخاذ إجراءات عاجلة وضرورية لتوثيق الانتهاكات التي تعرضوا لها خلال اعتقالهم في سجون العدو، تمهيدًا لرفع دعاوى قانونية ضد الكيان المحتل أمام المحاكم الوطنية والدولية المختصة”.
وقال مدير المؤسسة، شعوان جبارين، في بيان اليوم السبت، إن “مقاضاة مرتكبي الجرائم بحق الأسرى تتطلب تحركًا مهنيًا منظمًا يستند إلى الأدلة الموثقة والشهادات الميدانية، مشيرًا إلى أن القضاء الوطني، سواء في فلسطين أو في الدول التي تمتلك اختصاصًا دوليًا بجرائم الحرب، يمكن أن يشكل منفذًا قانونيًا للأسرى في سبيل تحقيق العدالة”.
وأوضح أن “الضحايا أو من يمثلهم قانونيًا يستطيعون التوجه إلى هذه المحاكم من خلال محامين أو مؤسسات حقوقية مختصة تقدم ملفات موثوقة ومكتملة العناصر القانونية”.
وأكد جبارين أهمية أن “يحصل كل أسير محرر على تقرير طبي مهني شامل يوثق حالته الصحية بشكل عاجل وفق البروتوكولات الطبية المعتمدة دوليًا، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الأعراض الجسدية والنفسية قد تختفي مع مرور الوقت أو العلاج، ما يستدعي سرعة التوثيق لحفظ الأدلة الطبية”.
كما دعا إلى “تسجيل إفادات وشهادات الأسرى بالصوت والصورة بمشاركة محامين وهيئات حقوقية متخصصة، وعلى رأسها مؤسسة الحق وعدد من المؤسسات العاملة في الوطن والمهجر، على أن تكون هذه الإفادات مشفوعة بالقسم لضمان مصداقيتها القانونية”.
وبين أن “الخطوة التالية بعد جمع الملفات والإفادات تكمن في البحث عن الجهات القانونية والمحامين المستعدين للتعامل مع هذه القضايا بمهنية عالية، أو رفعها إلى المقرر الخاص المعني بالتعذيب والحماية من التعذيب في الأمم المتحدة، مشيرًا إلى استعداد مؤسسة الحق لتوثيق الحالات وتدريب مختصين في هذا المجال، نظرًا لأن الانتهاكات طالت الآلاف من الأسرى المحررين وتحتاج إلى جهود مؤسساتية كبيرة لتوثيقها بشكل شامل”.
وأشار جبارين إلى أن “الأسرى يمكنهم التحرك بشكل فردي أو جماعي من خلال منظمات حقوقية متخصصة، استنادًا إلى اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة لعام 1949، التي تكفل حماية الأسرى والمعتقلين. وبيّن أن الملاحقة يمكن أن تكون قانونية أو قضائية؛ فالقانونية تتم عبر مؤسسات حقوقية ترصد الانتهاكات وتوثقها لتقديمها إلى الهيئات الدولية، فيما القضائية تُمارس عبر المحاكم التي تملك الولاية العالمية أو الاختصاص القضائي بمحاكمة مرتكبي الجرائم الدولية، حتى وإن ارتُكبت خارج أراضيها”.
ولفت إلى “إمكانية التوجه إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف لتقديم تقارير تحت البند السابع المتعلق بالمسألة الفلسطينية، بهدف تحميل العدو المسؤولية الدولية عن الانتهاكات الجسيمة، كما يمكن رفع التقارير إلى المنظمات الصحية الدولية بشأن ما تعرّض له الأسرى من أضرار بدنية ونفسية جسيمة”.
وشدّد على أن “الغاية من هذا التوثيق هي إثبات المسؤولية القانونية للعدو تمهيدًا لمساءلتها، سواء في الوقت الراهن أو في المستقبل، لأن مثل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم”.
وأضاف أن “بعض المنظمات الحقوقية الدولية يمكن أن تتبنى قضايا محددة لرفع دعاوى مباشرة ضد المسؤولين الإسرائيليين الذين تورطوا في إصدار أو تنفيذ أوامر التعذيب والانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين”.
وأشار إلى أن “هذه القضايا يمكن أيضًا أن تُدرج ضمن الملفات التي يتابعها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، ولا سيما في ضوء المذكرات القضائية الصادرة بحق قادة سياسيين وعسكريين إسرائيليين، من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب السابق يوآف غالانت، المتهمان بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة”.
وختم جبارين بالتأكيد أن “المرحلة الحالية تتطلب عملاً حقوقيًا منظمًا، يجمع بين التوثيق المهني والإسناد القانوني، من أجل تحويل معاناة الأسرى المحررين إلى قوة قانونية قادرة على محاسبة العدو وكشف جرائمه أمام العالم”، معتبرًا أن “العدالة الحقيقية تبدأ من حفظ الذاكرة وتوثيق الشهادة، لأن ما لا يُوثق يضيع، وما لا يُلاحق يبقى قابلاً للتكرار”.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: مؤسسة الحق إلى أن
إقرأ أيضاً:
“حشد”: تصعيد “إسرائيلي” غير مسبوق للاستيطان والضم والانتهاكات بحق الفلسطينيين في الضفة والقدس
الثورة نت /..
أكدت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، اليوم السبت، أن الفترة الراهنة تُعد من أخطر المراحل التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، في ظل تصعيد “إسرائيلي” غير مسبوق في جرائم وسياسات الاستيطان والضم الاستعماري.
وأشارت الهيئة، في بيان صحفي على موقعها الإلكتروني، إلى أن العدو الإسرائيلي صادق على بناء 764 وحدة استيطانية جديدة، إلى جانب الإعلان عن شرعنة 19 مستوطنة إضافية في الضفة الغربية بفلسطين المحتلة.
واعتبرت ذلك “يشكل تسريعاً واضحاً لمشروع الضم وفرض الوقائع الاستعمارية على الأرض، بهدف منع أي فرصة واقعية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس، عبر تفتيت الجغرافيا الفلسطينية وعزل المدن والقرى عن محيطها.
وحذرت “حشد” من التوسع الاستيطاني المتسارع الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة، حيث يقدّر عدد المستوطنين قرابة مليون مستوطن في الضفة الغربية والقدس المحتلة، موزعين على 147 مستوطنة ، وأكثر من 224 بؤرة استيطانية، مع تسجيل إنشاء عشرات البؤر الجديدة خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
ولفتت إلى أن العدو الإسرائيلي دفع بخطط لبناء ما يقارب أكثر من 50 ألف وحدة استيطانية جديدة، في سياق مخطط استعماري منظم يهدف إلى إعادة رسم الخريطة الديموغرافية وتعميق السيطرة على الضفة الغربية.
وأدانت بشدة تصاعد اعتداءات المستوطنين الارهابية والتي تندرج ضمن سياسة ممنهجة تنفذ بتكامل واضح بين جيش العدو الإسرائيلي ومليشيات المستوطنين، حيث يتبادلون الأدوار في الاعتداء على الفلسطينيين ومقدراتهم.
وأشارت الهيئة الدولية إلى أنها وثقت والمنظمات الحقوقية 1,229 اعتداءً للمستوطنين عام 2023، و1,423 اعتداءً عام 2024، فيما بلغ عدد الاعتداءات حتى ديسمبر الجاري نحو 1,860 اعتداءً، بمعدل لا يقل عن أربع اعتداءات يومياً، شملت حرق منازل، اقتلاع أشجار، تخريب محاصيل، واعتداءات مباشرة على المدنيين، في ظل إفلات كامل من العقاب.
وأوضحت أنها ترصد تصعيداً خطيراً في سياسات التهجير القسري، لا سيما في المنطقة “ج” التي تشكل نحو 60% من مساحة الضفة الغربية، حيث كشفت معطيات وتوثيق الاوتشا عن ترحيل أكثر من ألف فلسطيني منذ بداية عام 2025، إلى جانب تهجير ما يقارب 32 ألف فلسطيني خلال الفترة الأخيرة في محافظات شمال الضفة خصوصاً من التجمعات البدوية وفي جنين وطوباس وطولكرم عبر اقتحام المخيمات والقصف ، وهدم المنازل، ومصادرة الأراضي، ومنع البناء، في إطار سياسة تغيير ديموغرافي قسري تخدم مشروع الضم الاستعماري.
وأكدت “حشد” أنها هذا التصعيد الاستيطاني يترافق مع انتهاكات جسيمة وجرائم حرب بحق السكان المدنيين، حيث أسفرت سياسات العدو الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 عن استشهاد 1,119 فلسطينياً في الضفة الغربية والقدس، وإصابة أكثر من 12 ألفاً، واعتقال 24,083 مواطناً، بينهم 1,600 طفل، ضمن سياسة أمنية شاملة تهدف إلى القتل والقمع والترهيب والتطهير العرقي وفرض السيطرة بالقوة.
كما رصدت الهيئة أكثر من 450 عملية اقتحام للمسجد الأقصى والقدس خلال عام 2025، بما في ذلك اقتحام مقر وكالة “الأونروا” في حي الشيخ جراح ورفع علم العدو الإسرائيلي عليه، في محاولة واضحة لتقويض دور الوكالة واستهداف حق العودة.
ورأت أن مجمل هذه الجرائم والسياسات تشكل منظومة استعمارية متكاملة من الاستيطان ، والتمييز العنصري، وارهاب المستوطنين، التهجير، والضم الاستعماري، وترقى إلى جريمة تطهير عرقي واضطهاد ممنهج وفق أحكام القانون الدولي، وتهدد الوجود الفلسطيني على أرضه.
وشددت الهيئة الدولية على ضرورة تحرك دولي عاجل وفاعل لوقف جرائم الاستيطان واعتداءات المستوطنين فوراً، ومحاسبة قادة العدو الإسرائيلي أمام القضاء الدولي، وفرض إجراءات وعقوبات رادعة علي دولة الكيان الإسرائيلي، وضمان حماية المدنيين الفلسطينيين، ومنع تحويل الضفة الغربية والقدس إلى واقع استعماري دائم يقوض السلم والأمن الإقليمي والدولي وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.