الثورة نت:
2025-10-19@02:51:57 GMT

في محراب الغماري.. عطاء يكتب آيات النصر الأبدي

تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT

منصور البكالي

 

يا أمة إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، في حضرة الشهيد القائد الفريق الركن رئيس هيئة الأركان العامة محمد عبد الكريم الغماري، لا نقف على أطلال فقد قائد جهادي عابر، بل على منبع إيماني متجدد.

فالوداع هنا يتحول إلى عهد قرآني يعيد صياغة المعادلة من جذورها الروحية، إن الشهادة ليست خسارة في ميزان الدنيا، بل هي ربح مطلق في ميزان الآخرة، وهي قوة ضاربة في ميزان الحرب والمواجهة.

جاء الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه – بمشروعه القرآني، ليوقظ الأمة من سباتها، معلماً إياها أن الحياة والموت ينبغي أن يندرجا تحت مظلة قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، وكان خير من أوفى وصدق مع الله، حين قضى إلى ربه شهيداً، وهو ثابت في ميدان مواجهة الاستكبار العالمي بيقين وثقة آبائه وأجداده الأنبياء من ذرية إبراهيم “عليهم السلام”.

كما هو استشهاد القائد الغماري- رضوان الله عليه- التجسيد الأبلغ لهذا المبدأ؛ فدماء القادة والمجاهدين منذ بدأ الصراع بين الخير والشر في المجتمع البشري ونزول الرسل والأنبياء واصطفاء أعلام الهداية إلى اليوم هي “عملية استثمار إلهية” لا تبور.

هذا الاستثمار التجاري مع الله، ليس مجرد مكاسب دنيوية فقط، ولا وقود لخطابات حماسية وغيرة لحظية عرضية، بل هو تفعيل لآية التمكين، حيث يصبح الموت في سبيل الله شهادة تمد جسراً إلى الحياة الأبدية، ويتحول المفقود إلى مكتسب استراتيجي روحي وواقعي لا يقدر بثمن.

وتعلي توجيهات الكتب السماوية في التوراة والإنجيل والقرآن وما سار عليه آل البيت عليهم السلام، وصولاً إلى ما نحن عليه تحت قيادة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي- يحفظه الله- من شأن الشهادة في سبيل الله، والوفاء للدم الطاهر، وتأكيد الثقة في صدق البيعة من الله.

إن اليقين القرآني يزيل غشاوة الحزن العادي، ليحل محلها الفخر الأبدي، لأن الشهداء لم يموتوا، بل ارتقوا إلى مرتبة أعلى، كما يقول الله تعالى: «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله».

هذه الآيات ليست مواساة عاطفية، بل هي حقيقة مطلقة تؤصل الحياة الأبدية للشهداء، وتعطي دماءهم قيمة عظمى تحول الخسارة البشرية إلى قوة إلهية على الأرض.

دماء الشهيد الغماري، المتمازجة مع دماء القادة والأطفال والشعوب في غزة ولبنان وإيران والعراق، والممتدة إلى بدر وأحد وحُنين، تؤكد أن النصر قريب ما دام الوفاء مستمراً على هذا الدرب الجهادي الكبير، فالمشروع القرآني يعلمنا أن الثبات على الحق هو شرط الوعد الإلهي.

ودماء القائد تصبح ميثاقاً مقدساً بين الأمة وربها؛ فكلما ازداد العطاء ازداد التمكين والنصر، وهذه الدماء لا تزيد المؤسسة العسكرية اليمنية اليوم، إلا صلابة وقوة، كما أكد اللواء يوسف المداني، خير خلف للشهيد الغماري، لأن مصدر القوة بات إلهياً لا مادياً فحسب.

إن تحويل هذا الثمن الباهظ إلى مكاسب استراتيجية لا يتوقف على تطوير المنظومات الصاروخية والمسيّرات والصناعات الحربية والعسكرية فحسب، بل على الزخم الروحي الذي يغذي البناء العسكري والوعي الشعبي والاستراتيجية السياسية، والثورية القرآنية المستمرة حتى تحقيق النصر وإظهار الدين كله ولو كره الكافرون.

ففي ضوء المشروع القرآني، والتولي الصادق، والتمسك بعترة آل البيت عليهم السلام، ندرك أن النصر ليس مرهوناً بعددنا وعدتنا، بل بصدقنا وثباتنا على دماء شهدائنا، والتسليم المطلق لقياداتنا الربانية، وتقديم الهداية للعالمين.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مستشار رئيس المجلس السياسي يعزي القيادة الثورية والسياسية باستشهاد القائد الجهادي الغماري

الثورة نت /..

أعرب مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى الفريق أول علي بن علي القيسي عن خالص التعازي لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ورئيس المجلس السياسي الأعلى فخامة المشير الركن مهدي المشاط، في استشهاد القائد الجهادي اللواء الركن محمد الغماري رئيس هيئة الأركان العامة.

وأكد القيسي في بيان النعي أن هذا القائد الجهادي البطل استشهد في أعظم وأشرف معركة جهادا في سبيل الله، على طريق القدس، بعد أن سطر من خلال موقعه القيادي في القوات المسلحة أروع الملاحم والبطولات وقهر أعتى التحالفات التي حاولت ثني الشعب اليمني عن موقفه العظيم في نصرة الشعب الفلسطيني الشقيق.

وأشار إلى أن التاريخ سيخلد هذا القائد العظيم في أنصع صفحات المجد والبطولة، كما ستتناقل الأجيال المتعاقبة ما قام به من أدوار بطولية وما حققه لوطنه وأمته من انتصارات عظيمة توجها بالتضحية بروحه، ونيل شرف الشهادة في سبيل الله ونصرة المستضعفين من أبناء الأمة.

وأوضح مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى أن استشهاد هذا المجاهد العظيم لن يزيد الشعب اليمني إلا ثباتا وإصرارا على المضي في نفس الطريق الذي سار عليه ومن قبله العديد من الشهداء القادة في اليمن وفلسطين ولبنان الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وافتدوا الأقصى وفلسطين بأرواحهم، ونالوا الفوز العظيم.

مقالات مشابهة

  • محمد علي الحوثي يعزي في استشهاد القائد الجهادي محمد الغماري
  • الحوثي ينعي الغماري ويتوعد اسرائيل: لن تحققوا مآربكم ومستعدون لجولات النصر
  • دماء الشهداء.. وقود النصر وبذور الخلود
  • حماس تنعي اللواء الغماري : كان قائداً مخلصاً وقف مع غزة وأهلها
  • مستشار رئيس المجلس السياسي يعزي القيادة الثورية والسياسية باستشهاد القائد الجهادي الغماري
  • الفصائل الفلسطينية تنعى اللواء الغماري: دماء اليمن وفلسطين تمتزج في معركة المصير الواحد
  • "القسام" تعزي باستشهاد القائد اليمني محمد الغماري
  • السيد القائد يعزي باستشهاد القائد اللواء الغماري