الثورة نت:
2025-12-13@05:19:51 GMT

في محراب الغماري.. عطاء يكتب آيات النصر الأبدي

تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT

منصور البكالي

 

يا أمة إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، في حضرة الشهيد القائد الفريق الركن رئيس هيئة الأركان العامة محمد عبد الكريم الغماري، لا نقف على أطلال فقد قائد جهادي عابر، بل على منبع إيماني متجدد.

فالوداع هنا يتحول إلى عهد قرآني يعيد صياغة المعادلة من جذورها الروحية، إن الشهادة ليست خسارة في ميزان الدنيا، بل هي ربح مطلق في ميزان الآخرة، وهي قوة ضاربة في ميزان الحرب والمواجهة.

جاء الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه – بمشروعه القرآني، ليوقظ الأمة من سباتها، معلماً إياها أن الحياة والموت ينبغي أن يندرجا تحت مظلة قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، وكان خير من أوفى وصدق مع الله، حين قضى إلى ربه شهيداً، وهو ثابت في ميدان مواجهة الاستكبار العالمي بيقين وثقة آبائه وأجداده الأنبياء من ذرية إبراهيم “عليهم السلام”.

كما هو استشهاد القائد الغماري- رضوان الله عليه- التجسيد الأبلغ لهذا المبدأ؛ فدماء القادة والمجاهدين منذ بدأ الصراع بين الخير والشر في المجتمع البشري ونزول الرسل والأنبياء واصطفاء أعلام الهداية إلى اليوم هي “عملية استثمار إلهية” لا تبور.

هذا الاستثمار التجاري مع الله، ليس مجرد مكاسب دنيوية فقط، ولا وقود لخطابات حماسية وغيرة لحظية عرضية، بل هو تفعيل لآية التمكين، حيث يصبح الموت في سبيل الله شهادة تمد جسراً إلى الحياة الأبدية، ويتحول المفقود إلى مكتسب استراتيجي روحي وواقعي لا يقدر بثمن.

وتعلي توجيهات الكتب السماوية في التوراة والإنجيل والقرآن وما سار عليه آل البيت عليهم السلام، وصولاً إلى ما نحن عليه تحت قيادة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي- يحفظه الله- من شأن الشهادة في سبيل الله، والوفاء للدم الطاهر، وتأكيد الثقة في صدق البيعة من الله.

إن اليقين القرآني يزيل غشاوة الحزن العادي، ليحل محلها الفخر الأبدي، لأن الشهداء لم يموتوا، بل ارتقوا إلى مرتبة أعلى، كما يقول الله تعالى: «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله».

هذه الآيات ليست مواساة عاطفية، بل هي حقيقة مطلقة تؤصل الحياة الأبدية للشهداء، وتعطي دماءهم قيمة عظمى تحول الخسارة البشرية إلى قوة إلهية على الأرض.

دماء الشهيد الغماري، المتمازجة مع دماء القادة والأطفال والشعوب في غزة ولبنان وإيران والعراق، والممتدة إلى بدر وأحد وحُنين، تؤكد أن النصر قريب ما دام الوفاء مستمراً على هذا الدرب الجهادي الكبير، فالمشروع القرآني يعلمنا أن الثبات على الحق هو شرط الوعد الإلهي.

ودماء القائد تصبح ميثاقاً مقدساً بين الأمة وربها؛ فكلما ازداد العطاء ازداد التمكين والنصر، وهذه الدماء لا تزيد المؤسسة العسكرية اليمنية اليوم، إلا صلابة وقوة، كما أكد اللواء يوسف المداني، خير خلف للشهيد الغماري، لأن مصدر القوة بات إلهياً لا مادياً فحسب.

إن تحويل هذا الثمن الباهظ إلى مكاسب استراتيجية لا يتوقف على تطوير المنظومات الصاروخية والمسيّرات والصناعات الحربية والعسكرية فحسب، بل على الزخم الروحي الذي يغذي البناء العسكري والوعي الشعبي والاستراتيجية السياسية، والثورية القرآنية المستمرة حتى تحقيق النصر وإظهار الدين كله ولو كره الكافرون.

ففي ضوء المشروع القرآني، والتولي الصادق، والتمسك بعترة آل البيت عليهم السلام، ندرك أن النصر ليس مرهوناً بعددنا وعدتنا، بل بصدقنا وثباتنا على دماء شهدائنا، والتسليم المطلق لقياداتنا الربانية، وتقديم الهداية للعالمين.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

وضعتني في موقف صعب لا أحسد عليه.. حماتي قررت مصيري

بدموع الحسرة ومعالم الحيرة، اسمحيلي اليوم سيدتي أن أقف بين يديك طالبة المشورة. فما انا فيه من ضغط يندى له الجبين، لأن مصيري معلق بيد حماتي التي وضعتني بين المطرقة والسندان.

صدقيني سيدتي، فما أنا فيه لا يسرّ عدوا ولا حبيب، كما أنني في قمة الشجن لأن حتى زوجي لا يأبه لأمري وقد حرضته أمه ضدي. فتحوّل كبير الحب الذي كان بيننا مربوط بمسألة حملي من عدمها.

وحتى اضعك في الصورة سيدتي، فقد تزوجت ممن أحببته وضحيت من أجله منذ مدة قريبة، وقد كنت أخال أنني سأنال من الإهتمام والحب الكثير. كوني زوجة الإبن الوحيد لحماتي التي توفى عنها زوجها وهي في ربيع العمر. وقد ترك لها إبنا تكبره ثلاثة فتيات هن اليوم متزوجات ومستقلات بحياتهن.

الدلال والغنج اللذان كنت أصبو إليهما لم أجد منهما شيئا في حياتي التي ما فتئت أبدأها لأجد نفسي يوميا في مساءلات من حماتي وبناتها حول مسألة حملي. وكأني بهن قد زوجن إبنهن من أنثى لا دور لها سوى الحمل والإنجاب.لطالما تقبلت الأمر بصدر رحب وعللت المسألة بأنها نابعة من حب حماتي ومناها من أن يكون لها حفيد تستأنس به وترعاه. إلا أنّ الأمر تحوّل إلى هوس وتضييق للخناق، لدرجة أن زوجي أصرّ أن أزور الطبيبة المختصة في أمراض النساء لتعرف سبب تأخر حملي، وكأني بي متزوجة منذ سنوات وليس منذ بضعة أشهر.

لم يكن بإمكاني السكوت على الوضع أكثر ، فواجهت حماتي بمسألة أن تتركني وشأني أحيا حياتي بطريقة عادية فمسألة حملي بيد الله. وهي رزق يساق إلى الإنسان سوقا، كما أخبرتها أنه لا يجوز لها من باب الوقار الذي يجب أن تكون عليه كحماة مثقفة هي وبناتها أن تتدخل في مثل ذي أمور أعتبرها جدّ حميمية.

فوجدتها تخبرني بصريح العبارة أن مصيري في عش الزوجية مرهون بحملي في أقرب الأجال بولي العهد الذي تريده ذكرا حتى يحمل إسم العائلة ويخلدها. الأمر الذي لم أجد لدى زوجي أي إمتعاض منه مادام هو رغبة من أمه حتى يكون له إبن وحتى يحقق حلم الأبوة.

أنا في حيرة من أمري سيدتي، فكيف يمكنني الخروج من هالة الأحزان التي أحياها وأنا في بداية زواجي؟
أختكم ش.ريان من الوسط الجزائري.

الـــــــــــــــــــــــــــردّ:

في البداية لا يسعني بنيّتي سوى أن أطلب منك أن تهوّني على نفسك بالقدر الذي تستطيعينه، ولا أخفي عليك أنّ ما تمرين به موقف لا تحسدين عليه،إلا أنّ التريث هو أكثر ما يجب عليك إنتهاجه حتى تتمكني من تجاوز هذه المحنة التي أتمنى أن لا يكون لتأثير الجانب النفسي فيها إنعاكاسات على مسألة الحمل.
من الطبيعي أن تحرص أي أمّ على مستقبل إبنها وراحة باله، حيث أن حماتك قلقة وجلة بشأن مسألة حملكم لأنها تريد أن تدب الحركة والحياة في بيت كسته الرتابة والهدوء، لكن أن يبلغ بها الأمر أن تساومك فيما ليس لك طاقة به فذلك ما لا يطاق.
حقيقة لقد خرقت حماتك حدود الحميمية التي بينك وبين زوجك وقد سمحت لنفسها أن تحدد مصير بقائك في عش الزوجية بمسألة إنجابك، وأنا من باب النصح بنيتي أؤيّد راي زوجك الذي قرر إصطحابك للطبيبة المختصة وهذا حتى تتمكن هذه الأخيرة من منحك من الفيتامينات والمقويات أو الهرمونات ما يساعد مسألة حملك.
متأسفة أنا لأنّ أجمل أيام عمرك تحولت إلى نقاش وعلاقات متشنجة مع أهل البيت، لكن في ذات الوقت أناشدك الحفاظ على هدوئك وسكينتك حتى لا تتهوري وتقترفي ما لا يحمد عقباه. كما أنني أتساءل عن أخوات زوج عوض أن تكنّ محضر خير بينك وبين أمهن سمحن لأنفسهنّ الخوض في أمور لو كنّ هنّ المعنيات بها لما سمحن لأي كان التدخل . لست بالعقيم بنيتي حتى تحسّي بالفسل، ولست في حرب حتى تحسيّ بأنك مغلوب على أمرك، فقط التريث والصبر هما سبيلك للفرج بإذن الله.
اللين والكياسة في التعامل مع الزوج مطلوبان،فالأمر متعلّق بوالدته وبمصيره كإبن لها عليه أن ينجب لها ولي العهد الذي لطالما حلمت به. أتمنى من الله أن يرزقك ويرزق كل محروم ذرية صالحة لا تعيي العين بالنظر إليها، وكان الله في عونك أختاه.

مقالات مشابهة

  • آيات كان يرددها النبي قبل النوم.. حصّن نفسك طوال الليل وداوم على قراءتها
  • الخواطر … بوابة إلى الوعي القرآني وسمو الروح
  • جلالةُ السُّلطان المُعظّم القائدُ الأعلى يُقيم حفلَ عشاءٍ بقصر العلم العامر
  • علي جمعة يوضح الفرق بين القلب والفؤاد..فتعرف عليه
  • قاعدة النصر الإلهي ووعي الأُمَّــة
  • خالد الجندي: عطاء الدنيا زائل وليس دليلا على محبة الله للعبد
  • الشيخ خالد الجندي: عطاء الدنيا زائل وليس دليلاً على محبة الله للعبد وقد يعطيه للكافر
  • خالد الجندي: عطاء الدنيا ليس دليلاً على محبة الله للعبد
  • وضعتني في موقف صعب لا أحسد عليه.. حماتي قررت مصيري
  • بابا الفاتيكان يتأمل في سر الموت: عبور الإنسان نحو النور الأبدي