بوابة الوفد:
2025-10-19@21:54:39 GMT

علاج جديد يقلل الالتهاب وتراكم الدهون في الكبد

تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT

يعمل باحثون في جامعة «تكساس إيه آند إم» الأميركية على تطوير علاج مبتكر لأمراض الكبد الناتجة عن تناول الكحول، باستخدام جسيمات نانوية مجهرية أصغر بألف مرة من سُمك شعرة الإنسان.

وأوضح الباحثون في النتائج التي نشرت الجمعة، بدورية (Biomaterials) أن هذه الجسيمات يمكنها وقف الالتهاب والتليّف في الكبد بشكل فعّال،

وتُعدّ أمراض الكبد المزمنة من أبرز التحديات الصحية العالمية، إذ تصيب أكثر من 1.

5 مليار شخص حول العالم.

وتتراوح هذه الأمراض بين الالتهاب الكبدي المزمن والتليّف وتشمع الكبد، وصولاً إلى سرطان الكبد في الحالات المتقدمة. وتنتج هذه الاضطرابات غالباً عن الإفراط في استهلاك الكحول، أو العدوى الفيروسية المزمنة مثل التهاب الكبد «بي» و«سي»، أو تراكم الدهون في الكبد بسبب السمنة وسوء التغذية.

وتركز العلاجات الحالية على التوقف عن شرب الكحول وتخفيف الالتهاب، لكن فريق الباحثين اتخذ نهجاً أكثر دقة، إذ طوّر جسيمات نانوية آمنة وقابلة للتحلل الحيوي يمكنها استهداف خلايا الكبد التالفة والالتصاق بها، ما يساعد على وقف تفاقم المرض.

ويُعد الكبد في الإنسان السليم عضواً قادراً على تجديد نفسه، إذ يمكنه استعادة معظم وظائفه حتى لو تضرر بنسبة 70 إلى 80 في المائة. وتلعب خلايا مناعية تُعرف بـ«خلايا كوبفر» دوراً محورياً في حماية الكبد من العدوى والسموم، كما أنها تنتج بروتينات تساعد على تهدئة الالتهابات.

لكن في الحالات المزمنة، ومع تكرار تلف الكبد، تتعطل قدرته على الإصلاح الذاتي، وتبدأ خلاياه بإيذاء نفسها عن غير قصد؛ فتتحول «خلايا كوبفر» من مقاومة للالتهاب إلى خلايا تُفرز إشارات تزيد الالتهاب، وتشجع خلايا أخرى على تكوين أنسجة ندبية، في عملية تُعرف بالتليّف، ما يؤدي إلى فشل الكبد أو حتى الإصابة بسرطان مميت.

وهنا يأتي دور الجسيمات النانوية الجديدة، التي صُمّمت لإيقاف هذه العملية الضارة. فقد تم تعديل سطحها بحيث يتعرّف على بروتين يوجد فقط في «خلايا كوبفر»، مما يسمح لها بتجنّب الأنواع الأخرى من خلايا الكبد.

ووفق الباحثين، يعمل هذا البروتين كأنه مستقبِل في غشاء الخلية، يستقبل الإشارات الكيميائية، ويُفعّل سلوكيات خلوية استجابةً لها، وعندما يتفاعل مع الجسيم النانوي، يُحفّز سلوكاً مضاداً للالتهاب بدلاً من تعزيز التليّف.

واختبر الفريق الجسيمات النانوية أولاً في المختبر على خلايا كبديّة ومناعية، وكانت النتائج مشجعة، إذ تبيّن أنها ترتبط بـ«خلايا كوبفر» تحديداً دون غيرها.

وأظهرت التحاليل الحيوية أن هذه الجسيمات قلّلت الالتهاب وتراكم الدهون، وحدّت من مؤشرات التليّف مقارنةً بالخلايا غير المعالجة. كما أظهر العلاج انخفاضاً كبيراً في الالتهاب، وتراجعاً في تراكم الدهون داخل الكبد مقارنةً بالعلاجات التقليدية.

ولا تقتصر تطبيقات هذا الابتكار على أمراض الكبد فحسب، إذ يرى الفريق أن تقنيات الجسيمات النانوية الموجّهة قد تفتح الباب أمام علاج أمراض أخرى ترتبط بالالتهابات والتليّف بأعضاء مختلفة من الجسم

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تراكم الدهون في الكبد الدهون في الكبد الالتهاب يقلل الالتهاب الكحول

إقرأ أيضاً:

العلماء يطورون خلايا مناعية لمواجهة سرطان الأمعاء

طوّر علماء في كلية لندن الجامعية (UCL) نوعاً نادراً من الخلايا المناعية قادراً على قتل خلايا سرطان الأمعاء بطيئة النمو والمقاومة للعلاجات الحالية، في إنجاز يُعد خطوة مهمة نحو تمهيد طريق علاجات للمستقبل. اعلان

ويُعد سرطان الأمعاء من أكثر أنواع السرطان قاتلة في العالم، حيث يتسبب بوفاة أكثر من 900 ألف شخص سنوياً. ورغم أن العلاج الكيميائي مفيد في بعض الحالات، إلا أنه يركز أساساً على قتل الخلايا سريعة النمو، بينما تنمو العديد من خلايا سرطان الأمعاء ببطء، مما يمكنها من الإفلات من العلاج والعودة لاحقاً بشكل أكثر خطورة.

في المقابل، يبرز استخدام الخلايا المناعية المُهندَسة أو المطوّرة - وهي جزء من نظام الدفاع الطبيعي للجسم - كطريقة بديلة وفعالة لعلاج السرطان، بعد أن أثبتت نجاحاً ملحوظاً في علاج سرطانات الدم مثل اللوكيميا.

وفي هذا الإطار، درس علماء من معهد UCL للسرطان ومعهد UCL لصحة الأطفال في مستشفى غريت أورموند ستريت نوعاً خاصاً ونادراً من الخلايا المناعية يُعرف باسم خلايا "غاما دلتا تي" (γδT cells)، ونشروا نتائج بحثهم في مجلة Cancer Research.

وقد استند العلماء إلى أبحاث سابقة في UCL أظهرت إمكانية هندسة هذه الخلايا لقتل خلايا سرطان العظام، لكنهم لم يكونوا متأكدين من إمكانية تحقيق نتائج مماثلة للأورام الأخرى، مثل الأمعاء.

لذلك أخذ الباحثون خلايا γδT من سبعة أشخاص أصحاء، واستخدموا فيروساً معدلاً (lentivirus) لإدخال جين جديد إليها يمكنها من إنتاج بروتين خاص يُعرف باسم stIL-15 يساعدها على البقاء لفترة أطول والنمو بشكل أسرع.

إضافة إلى ذلك، زوّدوا مجموعة من هذه الخلايا المهندسة بجسم مضاد يُعرف بـ B7-H3، لـ"تعزيز" قدرتها على التعرف على خلايا سرطان الأمعاء التي تحتوي على هذا البروتين ومهاجمتها.

بعد ذلك، جمع العلماء هذه الخلايا المهندسة مع عينات أورام مأخوذة من عشرة مرضى بسرطان الأمعاء، في نماذج تحاكي بيئة السرطان الحقيقية لتقييم فعالية العلاجات.

وللمقارنة، أجروا التجارب نفسها باستخدام خلايا γδT غير مهندسة، ودرسوا أكثر من 1000 حالة تجريبية لفهم تفاعل الخلايا المناعية مع السرطان.

Related دراسة: تسلل الأورام إلى الأوعية الدموية قد يكون السبب الحقيقي وراء وفاة مرضى السرطانالعمر لا يحدد العلاج.. اكتشاف علمي يغيّر طريقة التعامل مع سرطان الدمعلماء يكتشفون دواء جديدًا يوقف نمو السرطان دون إتلاف الخلايا السليمة

وكشفت النتائج عن استنتاجات مذهلة، حيث وجد العلماء أن الخلايا γδT العادية تموت أو تضعف عند تعرضها لخلايا السرطان، بينما استطاعت الخلايا المهندسة البقاء لفترة أطول.

غير أن التجارب أظهرت أنه عندما استخدمت الخلايا المهندسة طريقة هجوم واحدة فقط، تمكنت خلايا السرطان من الدفاع عن نفسها عبر "إعادة برمجة" الخلايا المناعية وإضعافها.

أما عندما استخدمت الخلايا المهندسة والمعززة بالجسم المضاد B7-H3 طريقتين للهجوم معاً (AIC وADCC – السمية الخلوية المعتمدة على الأجسام المضادة)، فقد استعادت قوتها وتمكنت من قتل خلايا السرطان البطيئة النمو المقاومة للعلاج الكيميائي، كما عاشت لفترة أطول وتكاثرت أكثر.

بدوره، اعتبر الباحث الرئيسي البروفيسور كريس تايب من معهد UCL للسرطان أن "هذه النتائج تمثل خطوة مثيرة إلى الأمام." وتابع: " لقد أظهرنا أن الخلايا المناعية المهندسة والمعززة قادرة على قتل خلايا سرطان الأمعاء المقاومة للعلاجات السرطانية الحالية."

وأضاف: "من خلال تزويد الخلايا المناعية بأكثر من طريقة للهجوم، يمكننا منع السرطان من قلب الموازين ضد استجابتنا المناعية."

كما أشار إلى أن هذا الاكتشاف قد يُسفر عن علاجات جديدة لمرضى سرطان الأمعاء، وخصوصاً أولئك الذين لا يستجيبون للعلاج الكيميائي أو الذين يعاودهم المرض بعد الشفاء.

بدوره، قال الدكتور جوناثان فيشر من معهد UCL لصحة الأطفال، والذي طور تقنية هندسة خلايا γδT: "تظهر النتائج مدى قوة الخلايا المناعية المهندسة من نوع γδT في مكافحة السرطان، ونحن متحمسون لمواصلة تطويرها لإنتاج علاجات مناعية جديدة للأورام الصلبة."

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • العلماء يطورون خلايا مناعية لمواجهة سرطان الأمعاء
  • قلبك في خطر- 5 أدوية تضره في صمت
  • طريقة لزيادة العمر مع التخلص من الوزن الزائد في خطوة واحدة
  • باحثون يوضحون.. مسكن ألم شائع يظهر فعالية في خفض خطر سرطان الرحم
  • الصحة تشارك في المؤتمر الدولي «الصحة والتهاب الكبد لدى متعاطي المخدرات» بجنوب إفريقيا
  • استشاري: شرب القهوة اليومي لا يمنع حدوث الكبد الدهني
  • حسام موافي يشرح أسباب الوفاة المفاجأة لمرضى الكبد.. فيديو
  • استشاري: «الستاتين» علاج آمن وفعّال للوقاية من أمراض القلب والمضاعفات المزمنة
  • أكثر من 20% من الشباب يلجؤون إلى القنب أو الكحول لتحسين النوم.. دراسة أميركية تحذّر من المخاطر