عضو المحافظين البريطاني: قمة شرم الشيخ حققت نجاحا كبيرا
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
قال باباك أماميان، عضو حزب المحافظين البريطاني، إن قمة شرم الشيخ حققت نجاحًا كبيرًا وعبّرت عن رغبة الدول المشاركة في السلام والرخاء، مشيرًا إلى أن المخاوف الغربية من البرنامج النووي الإيراني تتقاطع مع محدودية قدرة أوروبا على إنفاذ عقوبات فعّالة.
وأضاف أماميان، خلال مداخلة مع الإعلامية مارينا المصري، في برنامج "مطروح للنقاش"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الولايات المتحدة وحدها تملك القدرة القصوى على فرض عقوبات حقيقية على طهران، موضحًا أن واشنطن قد سمحت مؤخرًا للصين بشراء النفط الإيراني، لكنّ ذلك قد يتغير فجأة إذا قررت الولايات المتحدة تطبيق ضغوط أشدّ، ما قد يدفع بالاقتصاد الإيراني، الذي وصفه بأنه "مفلس"، إلى وضعٍ أسوأ.
وتوقف أماميان عند جانب المراقبة والشفافية، مشيرًا إلى وجود صور بالأقمار الصناعية للمواقع النووية التي تعرضت للتدمير خلال الأيام الماضية، ولكنّه لفت إلى غياب التفتيش المباشر من الغرب ما يترك غموضًا حول مدى الأضرار الفعلية، مبيّنًا أن هذا يطرح أسئلة حول "من خرج خاسرًا أو رابحًا" من المواجهات الأخيرة.
وبخصوص خيار الحرب، رأى أماميان أن أيديولوجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تميل إلى الحروب القصيرة والحاسمة بدل الحروب طويلة الأمد، وأن أي هجوم خارجي مستقبلي قد يستهدف إسقاط النظام الإيراني لا مجرد تغييره، ما يجسّد تفاوتًا بين مفاهيم "تغيير" و"إسقاط" النظام ويدل على مخاطر تصاعدية في حال اتباع خيار عسكري.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قمة شرم الشيخ وقف إطلاق النار اتفاقية السلام مصر بريطانيا قمة شرم الشیخ
إقرأ أيضاً:
الدفاع المدني: 70 ألف طن من المتفجرات بغزة تشكل تهديدا كبيرا للسكان
تتزايد المخاطر في قطاع غزة مع عودة مئات آلاف المواطنين إلى مناطقهم المدمرة بعد وقف إطلاق النار، في وقت يحذر فيه جهاز الدفاع المدني من واقع كارثي يهدد حياة السكان، وسط غياب شبه تام لمقومات العيش.
ويصف المتحدث باسم الجهاز الرائد محمود بصل في حديثه للجزيرة المشهد بأنه "عودة إلى الركام"، مؤكدا أن المواطنين وجدوا أنفسهم بلا ماء ولا كهرباء ولا صرف صحي، وأن مؤسسات الخدمات العامة -بما فيها الدفاع المدني- "لا تملك شيئا لتقدمه".
وأوضح بصل أن طواقم الدفاع المدني تتلقى يوميا مناشدات للبحث عن المفقودين تحت أنقاض المباني المدمرة، لكن عمليات الإنقاذ بالغة الصعوبة في ظل انعدام المعدات والوقود والآليات، مشيرا إلى أن العثور على جثمان واحد قد يستغرق أكثر من 12 ساعة كما حدث في مجزرة عائلة رباع.
وأكد أن المأساة لا تتوقف عند حجم الدمار فحسب، بل تمتد إلى المخاطر التي تهدد حياة العائدين إلى منازلهم، إذ تنتشر في أنحاء القطاع "نحو 70 ألف طن من المتفجرات" خلفتها الغارات الإسرائيلية، بعضها مدفون تحت الأنقاض أو داخل البيوت أو في الطرقات، وهو ما وصفه بأنه "أكبر تهديد يواجه السكان اليوم".
وروى بصل واقعة تعكس حجم الخطر، قائلا إنه تلقى اتصالا ليلا من أحد المواطنين ليكتشف عند زيارته منزله أن "صاروخا حربيا ما زال في غرفة الضيافة".
وأضاف أن هذا المثال ينطبق على آلاف الأسر التي تعيش وسط قنابل غير منفجرة ومبان مهددة بالانهيار.
إلى أين نذهب؟وأوضح بصل أن الدفاع المدني يطلب من الأهالي الابتعاد عن المناطق المدمرة، لكن المواطنين يردون بسؤال واحد "إلى أين نذهب؟" فلا بدائل آمنة متاحة، والخيام التي لجؤوا إليها لا تصلح للحياة في البرد أو الحر.
ويرى بصل أن الناس باتوا يعيشون بين خيارين أحلاهما مر، إما البقاء تحت سقف آيل للسقوط أو في خيمة لا تقي حرا ولا مطرا.
إعلانوأشار إلى أن آثار الحرب تتجاوز الجانب الإنساني المباشر لتطال التعليم والصحة، موضحا أن أطفال غزة فقدوا 4 سنوات من التعليم: عامان بسبب جائحة كورونا وآخران بسبب الحرب، مما ينذر بجيل كامل محروم من حقه في التعلم.
كما تعاني المنظومة الصحية من انهيار شامل، حيث المستشفيات عاجزة عن استيعاب آلاف الجرحى، والأدوية الأساسية مثل المسكنات والمضادات الحيوية غير متوفرة.
وأضاف أن استمرار الأوضاع بهذا الشكل يشير إلى نية مبيتة لإرهاق السكان ودفعهم نحو التهجير، قائلا إن "النتيجة ستكون كارثية إذا بقي الحال كما هو".
وأكد أن بقاء مليوني و200 ألف إنسان في هذه الظروف "لا يمكن أن يقبله ضمير حي"، داعيا المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل "على الأرض وليس في البيانات".
ضرورة ملحةوأوضح بصل أن فتح الممرات الإنسانية ضرورة ملحة لإدخال المياه والدواء والمواد الأساسية دون قيود، محذرا من أن إبقاء المعابر مغلقة يعني أن "العالم يشارك في معاقبة غزة جماعيا".
وقال إن مرور أكثر من 9 أيام على وقف إطلاق النار لم يغير شيئا في حياة السكان، فـ"القتل والعذاب والظلم ما زالت قائمة"، مبينا أن ما دخل القطاع لا يتعدى بعض أصناف الطعام، في حين بقيت البنية التحتية مدمرة والمياه نادرة والكهرباء مقطوعة.
وفي ما يخص الاحتياجات اليومية، أشار المتحدث باسم الدفاع المدني إلى أن المواطن الغزي يحتاج بالحد الأدنى إلى 20 لترا من المياه يوميا، مما يعني أن الأسرة المكونة من 5 أفراد تحتاج إلى نحو 100 لتر، وهو ما يعد "تحديا شبه مستحيل" في ظل تدمير الاحتلال جميع الآبار ومحطات الصرف والمياه.
وبيّن أن الحصول على هذه الكمية البسيطة يتطلب جهدا مضنيا، إذ يسير المواطن مسافات طويلة لجلب الماء أو الحصول على طعام لأطفاله.
وأضاف أن أكثر من 90% من مدارس القطاع دُمرت، وأن المرضى يضطرون إلى قطع كيلومترات سيرا على الأقدام للوصول إلى مستشفى واحد يعمل جزئيا.
ودعا بصل العالم إلى إنقاذ غزة من الانهيار الكامل، قائلا "إذا كان العالم يؤمن بحق الإنسان في الحياة والكرامة عليه أن يتحرك فورا لتمكين السكان من البقاء في أرضهم، فغزة لا تحتاج إلى مزيد من البيانات، بل إلى فعل حقيقي يعيد إليها الحياة".