بين جائزة القارة واستفتاء مجلة
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
لا يختلف اثنان، أن الهلال النادي السعودي الأكثر مجدًا وتألقًا على الصعيد الآسيوي، فهو الوحيد الذي توّج خمسة من لاعبيه بلقب أفضل لاعب في القارة( نواف التمياط، ياسر القحطاني، ناصر الشمراني، عمر خريبين، سالم الدوسري) فيما رُشّح للجائزة من قبل سامي الجابر ومحمد الشلهوب، ويُعد سالم الدوسري الأكثر تميزًا بين اللاعبين السعوديين بحصوله على اللقب مرتين.
هذا الإرث الآسيوي العريق لا يضاهيه أي نادٍ سعودي آخر، بل لا يقترب منه سوى ناديي الاتحاد والشباب ، حيث نال العويران والمنتشري اللقب مرة واحدة فقط. ورغم هذا الزخم من المنجزات الفردية التي تُجسد حضور الهلال القاري المهيب، إلا أن هذا السجل الذهبي لا يحظى بما يستحقه من إبرازٍ إعلامي، وكأن الإعلام الهلالي لم يدرك بعد فخامة الكيان الذي ينتمي إليه، ولا حجم التاريخ الذي يقف خلفه.
في المقابل، لا يزال النصراويون يتغنون بما يسمونه “جائزة ماجد”، وهي في حقيقتها استفتاء صحفي محدود أجرته مجلة آسيوية عام 1984، لا علاقة له بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ولم يصدر عن جهة رسمية معترف بها، بل كان مجرد رأي صحفي شأنه شأن أي استفتاء محلي.
وهنا يبرز السؤال المنطقي: لو أن جريدة البلاد أو الجزيرة أو الرياض – وهي من أقدم وأوسع الصحف السعودية انتشارًا – منحت سامي الجابر أو يوسف الثنيان جائزة “أفضل لاعب آسيوي” كل عام، فهل سيقبل النصراويون اعتبارها جائزة قارية رسمية؟
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فبين عامي 1981 و1989، وهي الحقبة التي يصفها النصراويون بـ”الفترة الذهبية” لماجد عبدالله، لم تمنح المجلة ذاتها أي جائزة مشابهة لأي لاعب آسيوي آخر. وهذا يؤكد أن ما حدث لم يكن جائزة سنوية منتظمة، بل مجرد مبادرة صحفية عابرة لا تستند إلى أي معايير فنية واضحة، خصوصًا في عامي 1985 و1986، حيث لم يحقق ماجد أي إنجاز آسيوي يُذكر، لا مع ناديه النصر ولا مع المنتخب، بل إن المنتخب لم يتأهل حينها إلى كأس العالم 1986 أصلًا.
والمفارقة أن من يفاخرون اليوم بذلك “الاستفتاء الصحفي” هم أنفسهم الذين شككوا في تتويج الهلال بلقب نادي القرن الآسيوي عام 2009 من قِبل الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء (IFFHS)، رغم أن الجائزة أُعلنت رسميًا ونُشرت عبر مختلف وسائل الإعلام العالمية، موثقة بأرقامٍ وإنجازاتٍ قارية واضحة، إلا أنهم سخروا منها؛ بحجة أن الجهة “مجرد مكتب صغير في دبي”
هنا يظهر التناقض الصارخ بين من يحتفون برأي مجلة غير رسمية قبل أربعة عقود، وبين من يطعنون في إنجاز موثق صادر عن جهة إحصائية معترف بها عالميًا.
الفرق شاسع بين إنجازٍ يُستند فيه إلى لوائح رسمية ومعايير رقمية واضحة، وبين استفتاء صحفي ودي، لا يحمل أي قيمة توثيقية،
الهلال لا يحتاج إلى شهادات من المجلات أو الاستفتاءات؛ فهو يصنع تاريخه بنفسه، بأرقامه، وببطولاته، وبأسماء نجومه الذين اعتلوا منصات آسيا رسميًا.
أما الآخرون، فما زالوا يعيشون على صدى خبرٍ قديمٍ من مجلةٍ اندثرت، يظنونه مجدًا قاريًا، بينما الحقيقة أنه مجرد “رأي صحفي” لا أكثر.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: عبدالمحسن الجحلان
إقرأ أيضاً:
بعد 20 عاما.. صحفي بريطاني يعود إلى الضفة ليجدها أسوأ مما تخيّل
#سواليف
كشف #الصحفي_البريطاني #إيوين_ماك أسكيل، أن الحياة اليومية للفلسطينيين تدهورت بشكل غير مسبوق في #الضفة_الغربية المحتلة، مؤكدا أن اليأس بات يخيّم على السكان.
وقال ماك أسكيل بعد زيارة للضفة الغربية في تصرحي نقلته عنه صحيفة /الغارديان/، إنه عاد إلى الضفة للمرة الأولى منذ عشرين عاما، لكنه لم يتوقع أن تكون #الأوضاع بهذا #السوء.
وأوضح المراسل أنه لم يكن ينوي كتابة تقرير عن رحلته، قبل أن تدفعه الصدمة التي شعر بها عند مشاهدة الواقع الميداني إلى تغيير رأيه.
مقالات ذات صلةوأضاف أن “إسرائيل” والمستوطنين باتوا يسيطرون على تفاصيل #حياة_الفلسطينيين اليومية بشكل كامل.
وأشار إلى أن التغييرات التي رصدها خلال جولته تجاوزت ما كان يسمعه أو يتابعه عبر التقارير الإعلامية، خصوصا ما يتعلق بالحواجز، وتمدد المستوطنات، وتقييد حركة الفلسطينيين.
وتأتي شهادة المراسل البريطاني في ظل تصاعد غير مسبوق في اعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين على الضفة الغربية منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. وأسفرت هذه الاعتداءات عن مئات الشهداء والجرحى، إضافة إلى آلاف المعتقلين، وتوسع ملحوظ في اعتداءات المستوطنين على القرى والبلدات الفلسطينية.
كما كثف جيش الاحتلال اقتحاماته للمدن والمخيمات، رافقها دمار واسع للبنية التحتية، وفرض قيود مشددة على الحركة، ما أدى إلى تفاقم المعاناة اليومية للسكان، وهي الظروف التي قال ماك أسكيل إنها كانت واضحة بشكل صادم خلال زيارته.