المبعوثان الأمريكيان يناقشان المرحلة الثانية لـ«خطة السلام»
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
البلاد (القدس المحتلة)
وصل المبعوثان الأمريكيان، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، إلى تل أبيب، في خطوة تهدف إلى مناقشة المرحلة الثانية من خطة السلام التي طرحتها الإدارة الأمريكية لقطاع غزة، بعد تأكيد الرئيس دونالد ترمب صمود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، رغم الخروقات الأخيرة التي شهدها القطاع.
وتسعى المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية إلى تحقيق عدة أهداف، أبرزها إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإعادة إعمار المناطق الفلسطينية المتضررة، ونزع سلاح حماس والفصائل المسلحة الأخرى، فضلاً عن تشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية تدير شؤون القطاع تحت إشراف دولي.
في المقابل، لا تزال إسرائيل تتمسك بتسليم حماس لجثث جميع الأسرى الإسرائيليين المتبقين وعددهم 16، وهو شرط رئيسي لضمان وقف الحرب بشكل نهائي. ولم يحدد ترامب جدولاً زمنياً لنزع السلاح، لكنه حذر من أي مماطلة من قبل الحركة، مؤكداً أن أي عرقلة ستقابل بالقوة.
وتستمر المناقشات حول تشكيل حكومة فلسطينية بإشراف دولي لإدارة القطاع، حيث من المتوقع عقد لقاء قريب في القاهرة يضم عدة فصائل فلسطينية. ويظل موقف حماس ثابتاً فيما يتعلق بمسألة السلاح، معتبرة أنها قضية وطنية تتعلق بالداخل الفلسطيني، فيما أبدت استعدادها للتخلي عن إدارة غزة والحكم فيها، وفق ما أعلنت سابقاً.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
واقع جديد في غزة بعد الحرب.. تنافس دولي قد لا يُرضى إسرائيل
حذر مايكل ميلشتين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز ديان بجامعة "تل أبيب"، من تحولات ما بعد الحرب في غزة، مع صعود التنافس الدولي والتدخل الأجنبي، قائلا، إن الواقع الجديد في غزة يعكس تنافسًا دوليًا متزايدًا قد يُعقد الوضع بالنسبة لـ"إسرائيل"، لكنه في الوقت نفسه يفتح أبوابًا لاستراتيجيات جديدة، إذا ما استغلت "إسرائيل" الفرص بحكمة.
وأضاف ميلشتين، في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنه مع انتهاء الحرب وبعد عامين من الهيمنة الإسرائيلية الكاملة على قطاع غزة، برزت معالم جديدة داخل الساحة الغزية، حيث بدأت أطراف أجنبية، مخضرمة وجديدة، بالتدخل بشكل متزايد، مما يُشكّل منافسة مباشرة لـ"إسرائيل"، ففي الوقت الذي تلتزم فيه الأخيرة بحزم باتفاق إنهاء الحرب وتُلمّح إلى احتمال العودة إلى القتال، تحاول هذه الأطراف فرض وقائع جديدة على الأرض، وهو واقع لا يتماشى تمامًا مع مطالب "إسرائيل"، خاصة فيما يتعلق بحركة حماس.
ولفت إلى أنه من بين الأطراف الفاعلة، برزت قطر كأحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في غزة، حيث استأنفت دورها كداعم رئيس للقطاع، بل ربما عززت نفوذها مقارنة بفترة ما قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وقال ميلشتين، إن قطر، التي تعرضت لانتقادات شديدة خلال الحرب وسعت "إسرائيل" لتقليص نفوذها، شنت "هجومًا مضادًا" باستخدام أدواتها الاقتصادية والدبلوماسية، وتمكنت من كسب دعم الإدارة الأمريكية، رغم شعور كبار المسؤولين الأمريكيين.
وفي خطوة لافتة، أضاف الكاتب الإسرائيلي: "يقال إن قطر لعبت دورًا في إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقبول رد حماس على خطته ذات العشرين نقطة، على الرغم من عدم تلبيتها كل المطالب الإسرائيلية، خاصةً نزع سلاح الحركة". وأشار إلى أن قطر الآن إلى صياغة تسوية جديدة تركز على التمييز بين "الأسلحة الهجومية" التي لن يُسمح لحماس بامتلاكها و"الأسلحة الدفاعية"، بهدف تحقيق صيغة مقبولة للإدارة الأمريكية.
إلى جانب قطر، سلط ميلشتين، الضوء على تركيا، وقال إنها تسعى تركيا إلى تعزيز وجودها في غزة، مستغلة علاقتها الوثيقة مع الدوحة و"انتمائهما المشترك لجماعة الإخوان المسلمين". وق زعمه
وأضاف أن أنقرة "يبدو أنها تسعى لتوسيع دورها عبر تقديم مساعدات اقتصادية وربما ترسيخ وجود أمني محدود في القطاع.
من منظور حماس"، مشيرا إلى أن "وجود قطر وتركيا في غزة يعزز قدرتها على الاستفادة من الدعم المالي واللوجستي، بما في ذلك الاحتياجات العسكرية". وفق قوله.
أما مصر، التي قال عنها ميلشتين، إنها تحاول اللحاق بالركب، تحاول استعادة نفوذها في غزة عبر مبادرات دبلوماسية تهدف إلى تشكيل حكومة بديلة تتبع لنفوذها. وأضاف أن "القاهرة تسعى إلى توحيد الفصائل الفلسطينية وتدريب قوات تابعة للسلطة الفلسطينية بهدف نشرها في غزة".
وفي هذا السياق "تعمل مصر على تنفيذ مبادرة جامعة الدول العربية التي طُرحت قبل عام، والتي تدعو إلى تشكيل مجلس محلي يدير شؤون القطاع دون مشاركة حماس، مع وعود بمناقشة نزع سلاح الفصائل لاحقًا، بالإضافة إلى ذلك، تسعى مصر إلى قيادة جهود إعادة الإعمار المدني في غزة، مما يعزز دورها الاقتصادي والسياسي".
أما بالنسبة للدور السعودي والإماراتي، فإن ميلشتين، قال إنهما تراجعا أمام قطر وتركيا، وعلى النقيض، تواجه السعودية والإمارات تحديات في ترسيخ وجودهما في غزة.
وقال إن الدولتين، اللتان تعارضان جماعة الإخوان المسلمين، كانتا تأملان في لعب دور محوري في إعادة ترتيب الأوضاع في غزة، ونتنياهو كان يفضل تعميق نفوذ الرياض وأبوظبي بدلًا من الدوحة، لكن انسحابهما من المشهد يفسح المجال أمام قطر وتركيا لتعزيز وجودهما.