تحذير.. الهواتف الذكية تهدد نمو الأطفال النفسي والعقلي
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
أصبحت الهواتف الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، كما أنها في متناول أيدي الأطفال في سن مبكرة، ويؤدي استخدامها المفرط من قبلهم في التأثير على نموهم العقلي، إذ أشارت العديد من الدراسات إلى أن الاعتماد على الهواتف الذكية يؤثر سلبًا على مهارات التركيز، واللغة، والقدرة على التفاعل الاجتماعي، بل ويعيق تطور التفكير النقدي والإبداعي.
ونشرت مجلة التنمية البشرية والقدرات دراسة حديثة عن وجود علاقة بين استخدام الهواتف الذكية في سن مبكرة وظهور مشكلات نفسية لدى الأطفال، من بينها أفكار انتحارية، انخفاض احترام الذات، ضعف في التحكم بالمشاعر، وشعور بالانفصال عن الواقع، خاصة بين الفتيات.
الهواتف الذكية تهدد الصحة النفسية للأطفالواعتمدت الدراسة على تحليل بيانات نحو مليوني مشارك من 163 دولة، وأوصت بمنع الأطفال دون سن 13 عاماً من استخدام الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن حصول الطفل على هاتف في سن مبكرة يزيد من احتمالية تدهور صحته النفسية لاحقاً.
وأرجعت ذلك إلى الإفراط في استخدام المنصات الرقمية، اضطرابات النوم، التنمر الإلكتروني، والتوتر في العلاقات الأسرية.
ودعت الباحثة الرئيسية في الدراسة، تارا ثياجاراجان، إلى فرض قيود تنظيمية صارمة على وصول الأطفال إلى هذه التقنيات، واصفة النتائج بأنها مقلقة، مؤكدة الحاجة إلى تحرك جماعي لحماية الصغار من التأثيرات السلبية للهواتف الذكية.
ونقلت نتائج الدراسة عبر شبكة سي إن إن، التي أكدت أن عدداً من الأهالي في الولايات المتحدة بدأوا بالفعل باتخاذ خطوات وقائية، من خلال تعهدات جماعية بعدم منح أبنائهم هواتف ذكية حتى نهاية المرحلة الإعدادية.
من جانبها، أكدت الأخصائية النفسية ميليسا جرينبرج أن بإمكان الأهل التخفيف من حدة التأثيرات السلبية في حال كان الأطفال قد حصلوا بالفعل على هواتف، من خلال التواصل الصريح معهم، مراقبة أي مؤشرات نفسية مقلقة، واستخدام أدوات الرقابة الأبوية أو استبدال الهواتف الذكية بأجهزة أبسط، مشددة على أن الوقت لم يفت بعد، وأن الدعم النفسي والتواصل الفعّال يظلان من أبرز وسائل الحماية.
اقرأ أيضاًلإجازة ممتعة.. فعل ميزة منع إزعاجات الهاتف بهذه الطريقة
بخطوات سهلة.. نقل البيانات من الهاتف القديم إلى الجديد
لن تحتاج لرقم الهاتف.. واتساب يطور ميزة «اسم المستخدم»
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الهواتف الذكية صحة الأطفال مخاطر الهواتف الذكية مخاطر الهواتف الذكية على الأطفال الهواتف الذکیة
إقرأ أيضاً:
مشاهد العنف على الشاشات.. قنابل نفسية تهدد وعي الأطفال والمراهقين | طبيب نفسي يوضح
أصبحت الشاشات الإلكترونية بمختلف أنواعها نافذة مفتوحة على عوالم مليئة بالعنف والدماء، يتشربها الأطفال والمراهقون دون وعي بخطورتها.
فحين تقدم مشاهد القتل والعدوان في سياق البطولة والانتصار، يندمج المتلقي الصغير معها نفسيًا، حتى يغدو مرتكب العنف في نظره قدوة يحتذى بها.
وقد حذرت دراسات علمية من أن هذا التكرار المستمر للمشاهد العنيفة يحدث تراكما خطيرا في الذاكرة والسلوك، فينتمي النزعة الوحشية ويفقد الفرد إحساسه بالتعاطف مع الضحية، وهو ما تؤكده نتائج دراسات واقعية تشير إلى ارتفاع معدلات الجريمة والعنف بين المراهقين نتيجة الانغماس المفرط في متابعة محتوى إعلامي مشحون بالعنف.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور وليد هندي، استشاري الطب النفسي، إن مشاهد الدماء والقتل التي تبثها الشاشات الإلكترونية تُسهم بشكل خطير في تشكيل وعي الأطفال وسلوكهم، إذ تجعلهم يتوحدون مع تلك المشاهد، ويعتبرون أن من يمارس العنف هو البطل الحقيقي.
وأضاف هندي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مع تكرار المشاهدة، تتشبع عقولهم بتلك الصور الدموية وتخزن في ذاكرتهم، فتغرس فيهم أنماطا من السلوك الوحشي الذي يتجاوز حدود العدوانية العادية، لتنتج شخصية فاقدة للضمير، غير قادرة على التعاطف مع الضحايا أو إدراك فداحة الأفعال العنيفة.
وأشار هندي، إلى أن قد أشارت إحدى الدراسات الفرنسية إلى نتائج مقلقة، حيث أظهرت أن المراهقين الذين شاهدوا التلفزيون الفرنسي لمدة أسبوع واحد فقط، وكانت برامجه مليئة بأعمال العنف، ارتكبوا خلال تلك الفترة 576 حالة قتل، و15 حالة اغتصاب، و548 اشتباكا بالأيدي، و419 اشتباكا بالأسلحة، بالإضافة إلى 8 حالات انتحار.
واختتم: "تؤكد هذه الدراسة أن لمشاهدة مشاهد العنف تأثيرا تراكميا خطيرا على المدى الطويل، إذ يزداد أثرها السلبي مع مرور السنوات، وهو ما أثبتته أيضا دراسات سابقة تناولت التأثير النفسي والاجتماعي لمحتوى العنف الإعلامي على الأجيال الناشئة".