في ذكرى أكتوبر.. الأمة القومي يدعو لإنهاء الحرب واستعادة الحكم المدني
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
ناشد الحزب القوى السياسية والمدنية والمجتمعية «الاصطفاف في جبهةٍ وطنيةٍ عريضة ترفض الحرب، وتتوافق على تصميم عمليةٍ سياسيةٍ شفافةٍ وعادلةٍ تُنهي دوامة الصراعات..
التغيير: الخرطوم
أكد حزب الأمة القومي أن الذكرى الـ(61) لثورة أكتوبر المجيدة تحلّ هذا العام وبلاد السودان «ترزح تحت نيران حرب عبثية شنّها الطغاة الطامحون إلى السلطة»، مشددًا على أن تلك الحرب «وأدت الانتقال المدني الديمقراطي، وزعمت زورًا الحفاظ على وحدة البلاد، فإذا بها تدفعها إلى أتون كارثة خطّط لها بقايا نظام الاستبداد البائد».
وقال الحزب، في بيانٍ صادر عن أمانته العامة الثلاثاء، إن الحرب الحالية «أراقت دماء الأبرياء ونهبت الأموال ودمّرت الممتلكات العامة والخاصة، وشرّدت الملايين داخل الوطن وخارجه في مشهد مأساوي أهان كرامة الإنسان السوداني وعرّض حياته للخطر»، مضيفًا أن «المتحاربين يصرّون على الاستمرار في حربٍ وصفوها بحرب الكرامة، بينما هي في حقيقتها حرب مذلّة ومهينة للوطن والشعب ومُدمّرة لمقدراته».
وأشار البيان إلى أن ذكرى أكتوبر «تذكّرنا بأن الشعب السوداني العظيم لا يقبل الذلّ ولا يُساوم على الحرية والكرامة والسلام والديمقراطية، وأن إرادته لا تنكسر مهما تكالبت عليه الأنظمة الجائرة أو عصفت به الأزمات». وأضاف: «ثورتُه متجددة ونصرُه حتمي بإذن الله».
وأكد الحزب أنه يستحضر في هذه المناسبة «نضالات القادة الوطنيين الذين قادوا شعبنا لصناعة التاريخ منذ الاستقلال، وفي ثلاث ثوراتٍ باسلة ضد الديكتاتوريات المتعاقبة»، مبيّنًا أن «مسيرة النضال من أجل السلام العادل والتحول الديمقراطي الكامل لن تتوقف، وأن الحرب الحالية تمثّل أعظم الكوارث الوطنية التي توجب على الجميع التوحّد لمواجهتها وإنهائها واستعادة الاستقرار والحكم المدني».
ودعا حزب الأمة أطراف الحرب إلى «الارتفاع إلى مستوى المسؤولية الوطنية والانصياع لإرادة الشعب السوداني التي تنادي بالسلام العاجل ووقف نزيف الدم وتحقيق العدالة والمساواة والحرية والكرامة الإنسانية والديمقراطية».
كما ناشد القوى السياسية والمدنية والمجتمعية «الاصطفاف في جبهةٍ وطنيةٍ عريضة ترفض الحرب، وتتوافق على تصميم عمليةٍ سياسيةٍ شفافةٍ وعادلةٍ تُنهي دوامة الصراعات وتعالج جذور الأزمات المتراكمة، وتبني سودانًا جديدًا بعقدٍ اجتماعيٍّ جامعٍ يُعبّر عن تطلعات الشعب ويؤسّس لحكمٍ مدنيٍّ ديمقراطيٍّ راشدٍ يُحقّق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة ويصون كرامة الوطن والمواطن».
وثورة 21 أكتوبر في السودان هي انتفاضة شعبية انطلقت عام 1964 وأسقطت الحكم العسكري للرئيس إبراهيم عبود. تُعرف هذه الثورة بأنها أول ثورة شعبية في العالم العربي تنجح في الإطاحة بنظام عسكري
واندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع إثر خلافات على السلطة ودمج القوات، وسرعان ما امتدت إلى مختلف الولايات، خصوصًا دارفور وكردفان.
وأسفرت المعارك عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد ملايين المدنيين داخل البلاد وخارجها، وسط اتهامات واسعة للطرفين بارتكاب انتهاكات جسيمة وجرائم حرب، ما جعل السودان يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
الوسومحرب الجيش والدعم السريع حزب الأمة القومي ذكرى ثورة أكتوبرالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: حرب الجيش والدعم السريع حزب الأمة القومي ذكرى ثورة أكتوبر
إقرأ أيضاً:
الغليان الشعبي يتصاعد”.. 14 أكتوبر جرس إنذار لـ”الاحتلال الجديد” واستعادة القرار الوطني المسلوب
بعد عشر سنوات من الاحتلال السعودي الاماراتي أو ما أطلق عليه مرتزقة الاحتلال آنذاك بـ”التحرير”، تقف اليوم مدينة عدن والمحافظات الجنوبية المحتلة على حافة انفجار شعبي غير مسبوق، حيث يغلي الشارع الجنوبي بـ”بركان الغضب العارم” ضد قوى النهب المحلية المرتبطة بالاحتلال .. ويؤكد مراقبون أن عقدًا كاملاً من الخداع والوعود الوهمية قد كشف الوجه الحقيقي للاحتلال الجديد، محولاً الجنوب اليمني إلى كارثة إنسانية وإدارية بامتياز.
الثورة/ مصطفى المنتصر
وبعد مضي قرابة عشرة أعوام على الاحتلال الأجنبي للمحافظات المحتلة، بات الانهيار الكارثي للخدمات، وخاصة الكهرباء والمياه وصرف المرتبات، دليلاً قاطعاً على فشل الأدوات المحلية الموالية للاحتلال والوصاية الخارجية حيث أصبح لا ينظر إلى هذا الواقع كإرث حرب” عابر، بل كسياسة ممنهجة” تهدف إلى إضعاف الشعب وإبقائه تحت ضغط الحاجة، وهو ما تسبب بكارثة معيشية، في الوقت الذي تحولت فيه عدن إلى مدينة غارقة في المستنقعات ومتردية الخدمات، في تناقض صارخ مع الوعود البراقة التي أُطلقت بتحويلها إلى “دبي جديدة”، بالإضافة إلى استمرار مسلسل نهب الثروات وتقاسم الإيرادات والثروات النفطية والغازية بين أطراف الوصاية وأدواتها، بينما يحرم المواطن من أبسط حقوقه الاقتصادية.
أرخبيل سقطرى احتلال جديد تحت غطاء الشراكة
تُشكل الأهمية الاستراتيجية للجنوب غاية الأطماع الخارجية، حيث يتم استغلال الموانئ والجزر، مثل أرخبيل سقطرى وجزيرة ميون ومنشأة بلحاف الغازية، وتحويلها إلى قواعد ونقاط نفوذ عسكرية أجنبية تحت غطاء “الشراكة والدعم”. هذا التغلغل، يعكس واقع “الاحتلال الجديد” الذي يتجاوز كل أشكال السيادة الوطنية، ويؤكد أن القرار في المحافظات المحتلة بات مصادراً ويدار من الخارج لتنفيذ أجندات لا تخدم المصالح اليمنية.
وفي ظل صراع الأدوات المحلية على “فتات موائد الكفيل”، تتصاعد دلائل تشير إلى استعدادات بعض أدوات الاحتلال إن لم تكن جميعها لـ”التطبيع مع الكيان الصهيوني”، تماشياً مع التوجه الإماراتي والسعودي، كما يستخدم تنظيم القاعدة وداعش كأدوات لزرع الفوضى والنفوذ في أبين وشبوة وحضرموت، ضمن مشهد معقد ومفخخ تدار خيوطه من غرف عمليات خارجية لضمان بقاء الجنوب ساحة مفتوحة للمشاريع الدولية المتصارعة.
كما حذر مراقبون من مخطط التحالف الرامي إلى تفتيت المناطق الجنوبية والشرقية، محولاً إياها إلى “كانتونات صغيرة متناحرة” أشبه بالسلطنات التي كانت قائمة قبل ثورة أكتوبر المجيدة هذه المؤامرة الواضحة للاحتلال الجديد تهدف إلى إضعاف اليمن ككل وإعادة المحافظات الجنوبية المحتلة إلى عهد التشرذم والصراعات المناطقية التي عادت بقوة خلال السنوات الماضية.
الجنوب بين احتلالين والوعد المؤجل بـ”أكتوبر الجديد”
بالمقابل يرى مراقبون أن الذكرى الـ 62 لثورة 14 أكتوبر مثلت “جرس إنذار مرعباً” لقوى الاحتلال وأدواته، مؤكدين أن أبناء وأحفاد الثوار الذين أطاحوا بالإمبراطورية البريطانية، لديهم القدرة الكاملة اليوم على “كسر القيود الإقليمية والدولية” وتحرير أنفسهم من هذا الاحتلال الجديد والمتعدد الأشكال، وأكدوا على ضرورة استعادة الوعي الشعبي والتحرك لـ”تصحيح المسار” والتخلص من الأدوات التي ارتهنت للخارج، وأن “بركان الأحرار في عدن يغلي ولكنه لن يظل خامدا إلى الأبد.”
ويؤكد هذا الحراك المتصاعد أن الصوت الشعبي بات أقوى من القمع أو الإغراءات، وأن زمن الخنوع قد ولى، الجنوب المحتل اليوم ينادي بـالسيادة الكاملة واستعادة القرار الوطني، في تأكيد واضح على أن الأرض والقرار يخصان الشعب وحده وأن على المحتل أن يعي حقيقة أن اليمن اليوم لم يعد يمن الأمس وأن الشعوب الحرة وإن تغاضت بعض الوقت، إلا أنها لن تنسى أو تسامح من كان سببا في ضياعها وتدمير أوطانها.