صحيفة أمريكية: خطة ترامب بغزة ستفشل في غياب مخطط لدولة فلسطينية
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
واشنطن - ترجمة صفا
قالت صحيفة أمريكية إن خطة ترمب للتسوية في غزة لن يكتب لها النجاح طالما تم تغييب الحديث خول مسار للدولة الفلسطينية.
وجاء في تقرير أعده ماكسيميليان لصحيفة "ميشيجان ديلي" أن حماس قبلت جزئيًا بنود خطة ترامب للسلام في 3 أكتوبر/تشرين الأول، وأصدرت بيانًا مُصاغًا بعناية، لم يُشر إلى قبول بعض بنود الخطة الإسرائيلية، لكنه أبدى استعدادًا للانخراط الفوري في المفاوضات، مع الحرص على إشادة ترامب بدوره في المقترح.
لكن ردًا على ذلك، قتلت "إسرائيل" 66 فلسطينيًا على الأقل خلال عطلة نهاية الأسبوع، مؤكدةً مدى هشاشة هذه الجولة الأخيرة من الاتفاق.
وقال معد التقرير إن خطة ترامب للسلام المكونة من 20 بندًا تقصتر بشكل ذريع في عدد من المجالات الأساسية لتحقيق ديمومة الاتفاق من خلال استبدال معاناة الفلسطينيين بالحديث عن مكاسب شخصية فحسب؛ فيما تتجاهل الخطة محاسبة الحكومة الإسرائيلية على إبادة الفلسطينيين في غزة، وتمنحهم بدلاً من ذلك أراضٍ لاحتلالها. والأهم من ذلك، أن المقترح لا يحدد مسارًا مباشرًا نحو إقامة دولة فلسطينية أو تقرير المصير.
وقال: إذا أُريدَ تحقيق ديمومة للاتفاق، يجب على المفاوضات المستقبلية أن تُصحِّح هذه العيوب الجذرية.
وأشار إلى أن المحادثات في مصر، يجب أن تتمحور المفاوضات المستقبلية حول إقامة دولة فلسطينية عقب إعادة إعمار غزة. وقد عدّل نتنياهو ومستشاره رون ديرمر المسودة الأصلية التي اقترحتها الدول؛ حيث حذفا نقاطًا تتعلق بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، وتعهدًا بعدم ضم الضفة الغربية، وخطة سلام تتماشى مع حل الدولتين.
لكن لطالما كان ضم الضفة الغربية طموحًا لحكومة نتنياهو، وقد تصاعد عنف المستوطنين في المنطقة ضد الفلسطينيين بشكل حاد منذ اندلاع الحرب. وسارعت إسرائيل في بناء المستوطنات غير القانونية في جميع أنحاء المنطقة، مما أدى إلى تجزئة سكانها الفلسطينيين بشكل منهجي لجعل تحقيق حل الدولتين أكثر صعوبة.
وقال التقرير إنه ومع استمرار إسرائيل في التعدي على حقوق الفلسطينيين في الحياة والممتلكات في الضفة الغربية، فإن اتفاق سلام بشأن الحرب في غزة لن يكون نهاية هذا الصراع.
وبحسب التقرير؛تتضمن خطة ترامب بنودًا قد تعيق التقدم نحو دولة فلسطينية ذات سيادة بدلاً من أن تساعده. حيث تحدد إحدى النقاط في الخطة المنشورة بشكل غامض الشروط التي قد تؤدي إلى "مسار موثوق" للدولة الفلسطينية وتقرير المصير، وتصفها بأنها "طموح" للشعب الفلسطيني. إلى جانب حقيقة أن مجرد وصف الدولة الفلسطينية بأنها طموح يمحو تعقيدها التاريخي، فإن هذه النقطة مليئة بالمؤهلات لدرجة أنها بعيدة كل البعد عن ضمان أن أي إدارة ستعمل على إنشائها. وهذا أمر إشكالي بشكل خاص لأن الدولة الفلسطينية ليست مجرد طموح؛ لقد كانت الهدف النهائي للفلسطينيين منذ عام 1948 على الأقل، وأي حرمان إضافي للفلسطينيين من حق تقرير المصير سيؤدي بالتأكيد إلى مزيد من الصراع.
وقال: بتعيين نفسه رئيسًا لـ"مجلس السلام"، وهي هيئة مُكلفة برئاسة لجنة فلسطينية غير سياسية، يُظهر ترامب اهتمامه بتحقيق مكاسب شخصية من إعادة إعمار غزة، حيث سيضم المجلس توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، وهو رجل ذو تاريخ إشكالي للغاية في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أعضاء ورؤساء دول آخرين.
ولا يقتصر سوء سمعة توني بلير على دوره في المساعدة على تنظيم الحرب الكارثية في العراق أثناء رئاسته للوزراء، بل يمتد أيضًا إلى سنواته الثماني كممثل لمكتب الرباعية، حيث حاول وفشل في دفع عملية التسوية الإسرائيلية الفلسطينية.
وقال الكاتب: في حين أن الخطة الحالية بعيدة كل البعد عن فيديو "ترامب غزة" السخيف الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي والذي تداوله البيت الأبيض في وقت سابق من هذا العام، فإن تركيز الخطة على الاستثمار الأجنبي أمر مثير للقلق. لقد حقق ترامب وستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، وعائلاتهما مليارات الدولارات من صفقة سرية للعملات المشفرة مقابل تجارة الرقائق الإلكترونية مع الإمارات.
وبحسب الصحيفة؛ فقد استغل جاريد كوشنر علاقاته مع الرئيس ترمب بجمع 4.6 مليار دولار من الاستثمارات من داعمين برعاية حكومية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر لشركته الاستثمارية الخاصة، كما يشارك كوشنر وويتكوف وترامب وشركاؤهم التجاريون في الشرق الأوسط جميعًا بشكل وثيق في خطة السلام وإعادة إعمار غزة، وسيبذلون بلا شك كل ما في وسعهم للاستفادة من معاناة الفلسطينيين.
وجاء في التقرير: خطة تبادل الرهائن بعيدة كل البعد عن كونها مضمونة النجاح. فبعد تحديد خط انسحاب أولي لتبادل الأسرى، تقترح خطة ترامب أن تنسحب إسرائيل على مراحل متعددة وأن تُستبدل جزئيًا بقوة الاستقرار الدولية، وهي مجموعة دولية من العسكريين جُمعت خصيصًا لمهمة تأمين غزة أثناء إعادة إعمارها.
في نهاية المطاف، لا يُمكن السماح للجيش الإسرائيلي باحتلال قطاع غزة بأي شكل من الأشكال بعد ارتكابه إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني وما دام يحتل غزة، فإن احتمال تجدد الصراع وارد.
واهتتم بالقول إنه إذا أُقرت هذه الصفقة بصيغتها الحالية، فسيتم الاستيلاء على غزة بأي ثمنٍ ماليٍّ يستطيع ترامب وشركاؤه التجاريون انتزاعه، وأيُّ فلسطينيٍّ يقرر البقاء، في غزة فلن يجني سوى القليل من المنافع، وفي أسوأ الأحوال، سيواجه مخاطرَ جسيمة، ومن المرجح أن يواصل المستوطنون الإسرائيليون هجماتهم على الفلسطينيين في الضفة الغربية بدعمٍ مستمرٍّ من جيش الاختلال.
وقال التقرير إن خطة ترامب تجعل احتمال قيام دولة فلسطينية مستقلة احتمالاً بعيد المنال، وستؤدي بلا شك إلى مزيدٍ من الحرب إذا لم يُحترم حق الفلسطينيين في تقرير المصير.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: خطة ترمب دولة فلسطينية الفلسطینیین فی دولة فلسطینیة الضفة الغربیة تقریر المصیر خطة ترامب فی غزة
إقرأ أيضاً:
مجمع ناصر يستقبل 15 شهيدا بالدفعة السادسة من جثامين الأسرى الفلسطينيين
أفاد مصدر بمجمع ناصر الطبي بوصول جثامين 15 شهيدا ضمن الدفعة السادسة من جثامين الأسرى الفلسطينيين المفرج عنها.
وقال مسؤولون في غزة إن ما لا يقل عن 135 جثة مشوهة لفلسطينيين أعادتهم إسرائيل إلى غزة كانت محتجزة في مركز احتجاز سيئ السمعة يواجه بالفعل مزاعم بالتعذيب والوفيات غير القانونية أثناء الاحتجاز.
صرح مدير عام وزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، والمتحدث باسم مستشفى ناصر في خان يونس، حيث تُفحص الجثث، بأن وثيقة عُثر عليها داخل كل كيس جثث تشير إلى أن الجثث جميعها جاءت من سدي تيمان، وهي قاعدة عسكرية في صحراء النقب، حيث احتُجز معتقلون فلسطينيون في أقفاص، معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي، ومقيدين إلى أسرّة المستشفيات، وأُجبروا على ارتداء الحفاضات، وفقًا لصور وشهادات نشرتها صحيفة الغارديان العام الماضي.
وقال البرش: "إن بطاقات الوثائق داخل أكياس الجثث مكتوبة باللغة العبرية، وتشير بوضوح إلى أن الرفات كانت محتجزة في سدي تيمان".
وأضاف "كما أظهرت البطاقات أنه تم إجراء اختبارات الحمض النووي على بعضهم هناك".
وفي العام الماضي، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي تحقيقًا جنائيًا، لا يزال مستمرًا، في وفاة 36 سجينًا محتجزين في سدي تيمان.
وفي إطار الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة في غزة، سلمت حماس جثث بعض الرهائن الذين لقوا حتفهم خلال الحرب، وسلمت إسرائيل حتى الآن جثث 150 فلسطينيًا قُتلوا بعد هجوم 7 أكتوبر 2023.
وتُظهر بعض صور الجثث الفلسطينية التي اطلعت عليها صحيفة الجارديان - والتي لا يُمكن نشرها نظرًا لطبيعتها المروعة - عددًا من الضحايا معصوبي الأعين وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم وتُظهر إحدى الصور حبلًا مربوطًا حول عنق رجل.
وقال أطباء في خان يونس إن الفحوصات الرسمية والملاحظات الميدانية "تشير بوضوح إلى أن إسرائيل ارتكبت أعمال قتل وإعدامات ميدانية وتعذيبًا ممنهجًا بحق العديد من الفلسطينيين".
وقال مسؤولو الصحة إن النتائج الموثقة تضمنت "علامات واضحة على إطلاق نار مباشر من مسافة قريبة وجثثًا سحقت تحت عجلات الدبابات الإسرائيلية".
قال إياد برهوم، المدير الإداري لمجمع ناصر الطبي، إن الجثث "لم تحمل أسماءً بل رموزًا فقط"، وإن جزءًا من عملية التعرف عليها قد بدأ.
في حين أن هناك أدلة دامغة على إعدام العديد من الفلسطينيين العائدين، إلا أن تحديد مكان مقتل الضحايا أصعب بكثير.