أعلن البنك المركزي الروسي خفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 50 نقطة أساس إلى 16.5%، في رابع خفض متتالٍ منذ منتصف العام الجاري.

ويأتي القرار رغم تصاعد الضغوط التضخمية الناجمة عن الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية النفطية الروسية، والتي أدت إلى ارتفاع أسعار الوقود وتزايد القلق بشأن قدرة البنك على تثبيت الأسعار.

كما تأتي بعد يومين من فرض الرئيس الأميركي عقوبات على أكبر شركتين للنفط في روسيا وهما "لوك أويل" و"روسنفت" في إطار أشد الإجراءات التي اتخذتها واشنطن ضد الشركات الروسية منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية.

كما أقر الاتحاد الأوروبي أمس حزمة عقوبات جديدة تستهدف الغاز الطبيعي المسال الروسي، والبنوك، ومعاملات العملات المشفرة، وأسطول نقل النفط.

تضخم مرتفع وتوقعات اقتصادية أضعف

وأوضح البنك في بيانه أن توقعات التضخم لا تزال مرتفعة وقد تعيق التباطؤ المستدام للأسعار. ورفع البنك توقعه لمعدل التضخم في 2026 إلى ما بين 4 و5%، وخفّض توقعاته لنمو الناتج المحلي إلى 0.5–1%.

وذكرت وكالة بلومبيرغ أن نقص الوقود الناتج عن هجمات أوكرانية متكرّرة هو العامل الرئيسي وراء عودة التضخم للارتفاع، إذ ارتفعت أسعار البنزين بنسبة 3% في سبتمبر/أيلول و2% إضافية في أكتوبر/تشرين الأول الجاري. وأشار البنك إلى أن تسارع الأسعار الحالي ناتج عن عوامل مؤقتة واستثنائية.

ومن المتوقع أن تؤدي زيادة ضريبة القيمة المضافة من 20% إلى 22% في 2026، المخصصة لتمويل الإنفاق الدفاعي، إلى رفع التضخم بما بين 0.6 و0.8 نقطة مئوية. كما ستؤدي زيادة رسوم السيارات المستوردة إلى تقليص المعروض ودفع الأسعار للارتفاع.

وذكر البنك أن توقعات التضخم الشعبي بلغت 12.6% في الشهر الجاري، مما يعكس ضعف الثقة بسياسات الاستقرار المالي.

وقالت أولغا بيلينكايا، المحللة في "فينام إنفستمنت"، إن القطاعات المدنية تتضرر من الفائدة المرتفعة أكثر من الصناعات الدفاعية، في حين وصفت صوفيا دونِتس من "تي إنفستمنتس" الموقف بأنه أكثر المراحل تعقيدا في تاريخ السياسة النقدية الروسية.

إعلان

ومن المقرر أن يصدر البنك المركزي قراره المقبل بشأن الفائدة في 19 ديسمبر/كانون الأول، وسط توقعات بمزيد من الخفض إذا ما استقر التضخم.

توقعات التضخم الشعبي تصل إلى 12.6% في أكتوبر/تشرين الأول (الفرنسية)عقوبات أميركية وتزايد الضغوط

وأشارت بلومبيرغ إلى أن العقوبات الأميركية الجديدة على منتجي النفط الروس قد تعيد إشعال خطر الركود، إذ تقلّص من إيرادات النفط التي تمثل المصدر الرئيس لتمويل الحرب.

وبعد فرض العقوبات الأميركية على موسكو أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس أن بلاده لن ترضخ أبدا للضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى عليها، محذرا من أن الرد على أي ضربات تستهدف العمق الروسي سيكون له عواقب وخيمة وخطيرة.

وأضاف أن العقوبات الأميركية تصرف "عدائي" و"ستكون له عواقب، لكن هذه العقوبات لن يكون لها أثر كبير على رفاهيتنا الاقتصادية". وأشار إلى أن قطاع الطاقة الروسي في حالة من الثقة.

وقال بوتين "هذه، بالطبع، محاولة للضغط على روسيا".

وأضاف أن اضطراب أسواق الطاقة العالمية ربما يؤدي إلى زيادة الأسعار، وهو ما سيسبب حالة من الإزعاج لدول مثل الولايات المتحدة، لا سيما في ظل الظروف السياسية الداخلية التي تشهدها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات

إقرأ أيضاً:

"الخزانة الأميركية" تفرض عقوبات على قطاع النفط الروسي

قالت وزارة الخزانة الأميركية، الأربعاء، إنها فرضت عقوبات على روسيا مرتبطة بقطاع النفط.

وأضافت الوزارة أن إجراءاتها تستهدف أكبر شركتين للنفط في روسيا وهما "روسنفت" و"لوك أويل"، وشملت عقوبات على عدد من المؤسسات التابعة لهما.

وأبدت الوزارة استعدادها لاتخاذ المزيد من الإجراءات الإضافية، داعية موسكو إلى الموافقة فورا على وقف إطلاق النار في حربها في أوكرانيا.

وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في بيان أعلن فيه العقوبات "نشجع حلفاءنا على الانضمام إلينا والالتزام بهذه العقوبات".

وأضاف: "الآن هو الوقت المناسب لوقف القتل ووقف إطلاق النار الفوري".

وتابع قائلا: "نظرا لرفض الرئيس فلاديمير بوتين إنهاء هذه الحرب العبثية، تفرض وزارة الخزانة عقوبات على أكبر شركتين نفطيتين روسيتين تمولان آلة الحرب الخاصة بالكرملين. وتستعد وزارة الخزانة لاتخاذ مزيد من الإجراءات إذا لزم الأمر لدعم جهود الرئيس دونالد ترامب لإنهاء حرب أخرى".

وجاء في بيان صادر عن وزارة الخزانة الأميركية: "فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة اليوم المزيد من العقوبات نتيجة لعدم التزام روسيا الجاد بعملية السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا. تزيد إجراءات اليوم من الضغط على قطاع الطاقة الروسي وتضعف قدرة الكرملين على زيادة الإيرادات لآلته الحربية ودعم اقتصاده الضعيف".

وشدد البيان على أن الولايات المتحدة "ستواصل الدعوة إلى حل سلمي للحرب، ويعتمد السلام الدائم كليا على استعداد روسيا للتفاوض بحسن نية".

وفي سياق متصل، قالت الرئاسة الدورية الدنماركية للاتحاد الأوروبي، يوم الأربعاء، إن دول الاتحاد وافقت على الحزمة التاسعة عشرة للعقوبات على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا، وتشمل فرض حظر على واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي.

مقالات مشابهة

  • روسيا تخفض أسعار الفائدة
  • روسيا.. البنك المركزي يخفض سعر الفائدة
  • توقعات بخفض جديد للفائدة في 2025.. ترقب واسع لـ اجتماع البنك المركزي السابع
  • البنك المركزي التركي يخفض الفائدة إلى 39.5%
  • النفط يقفز بعد عقوبات أميركية وأوروبية جديدة على روسيا
  • أسعار النفط تحلق بعد قرارات أمريكية بتشديد العقوبات على قطاع الطاقة الروسي
  • الذهب يلمع بعد عقوبات دولية على روسيا واحتمال فرض قيود على الصين
  • عقوبات أميركية وأوروبية تستهدف عصب النفط الروسي.. ولغط حول مصير لقاء ترامب وبوتين
  • "الخزانة الأميركية" تفرض عقوبات على قطاع النفط الروسي