حذّرت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، إيمي بوب، من أن ليبيا أصبحت مسرحًا لأكبر التحديات التي يواجهها المهاجرون في المنطقة، وسط تصاعدٍ في تدفقات اللاجئين الفارين من حرب السودان.

وخلال زيارتها إلى الرباط، أوضحت بوب في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن المنظمة تتلقى بشكلٍ منتظم شهادات مروّعة من مهاجرين تعرّضوا للاختطاف أو الاحتجاز مقابل فدية، أو للعنف والاعتداء، مشيرة إلى أن هؤلاء يعيشون في حالة هشاشة قصوى.

وأضافت أن الطريق نحو أوروبا عبر ليبيا هو الأصعب والأكثر قسوة بين جميع مسارات الهجرة التي تتدخل فيها المنظمة، حيث تنتشر الانتهاكات وتندر الحماية.

وأشارت إلى أن معظم الوفيات المسجلة في البحر تعود لأشخاص انطلقوا من السواحل الليبية، لافتة إلى أن المهرّبين وتجار البشر استغلوا حالة الانفلات الأمني التي تعيشها ليبيا منذ 2011، لتوسيع شبكاتهم وتعزيز أنشطتهم غير القانونية، ما فاقم معاناة المهاجرين ودفع بالكثيرين إلى رحلات بحرية مميتة عبر المتوسط.

وفي وصفها للوضع العام، قالت بوب إنه “معقّد”، مع تزايد تدفقات المهاجرين من آسيا ودول الخليج عبر طرق برية وصولاً إلى ليبيا، سعياً لعبور البحر نحو أوروبا.

كما رصدت المنظمة ارتفاعاً في أعداد الوافدين من الصومال وإريتريا والسودان، حيث أدى النزاع المستمر منذ أبريل 2023 إلى نزوح أكثر من 357 ألف لاجئ سوداني إلى ليبيا، وفق بيانات مفوضية اللاجئين.

ورغم أن بعض السودانيين في مصر وتونس أبدوا رغبةً في العودة إلى بلادهم، تؤكد بوب أن ذلك يظل ممكنًا فقط في مناطق محدودة مثل الخرطوم التي شهدت “تحسناً نسبياً في الوضع الأمني”، بينما تبقى العودة إلى دارفور “مستحيلة بسبب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان”، وفق قولها.

أما في تونس، وخاصة في منطقة صفاقس، فأوضحت بوب أن أعداد المهاجرين تفوق بكثير القدرات المحلية على تقديم المساعدة، مشيرة إلى أن آلاف الأشخاص يعيشون في مخيمات مؤقتة بعد أن استنفدوا مواردهم المالية.

وأكدت المديرة العامة أن الوضع الإنساني في بلدان العبور بشمال إفريقيا يتفاقم مع محدودية الإمكانيات وتراجع الدعم الدولي، داعيةً إلى نهج أكثر شمولاً يقوم على التعاون بين دول الجنوب، وتعزيز مسارات الهجرة الآمنة والقانونية والتنمية المشتركة.

وتُقدّر السلطات الليبية عدد من دخلوا البلاد بطريقة غير نظامية بما بين 3 و 4 ملايين شخص خلال عقد ونصف.

المصدر: وكالة فرانس برس (AFP)

إفريقياالمنظمة الدولية للهجرةالهجرةمهاجرين Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

المصدر: ليبيا الأحرار

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي يوهان يونيسيف يونيسف يونغ بويز يونسيف إفريقيا المنظمة الدولية للهجرة الهجرة مهاجرين

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع البريطاني: ارتفاع عدد السفن الروسية التي تهدد مياهنا بنسبة 30%

قال جون هيلي، وزير الدفاع البريطاني،  خلال تصريحاته منذ  قليل، إن عدد السفن الروسية التي تهدد مياهنا ارتفع بنسبة 30% دليل على تصاعد العدوان الروسي،  وفقا للقاهرة الإخبارية. 

البيت الأبيض: ترامب متحمس لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا روسيا: مقاتلاتنا نفذت طلعة تدريبية فوق منطقة كالينينجراد

وعلى صعيد آخر، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن دول الغرب بتجاهلها مبدأ الحياد تنتهك أحكام ميثاق الأمم المتحدة.

وأشار إلى أن المنظمة، التي تأسست قبل 80 عاما في ظروف جيوسياسية مختلفة جذريا، "لم تعد تعكس اليوم بشكل كامل ميزان القوى الدولي وتتطلب الإصلاح".

وقال لافروف في خطاب إلى المشاركين في الاجتماع الاحتفالي بمناسبة الذكرى الثمانين للأمم المتحدة: "عند النظر في مسألة تحديث المنظمة، من المهم الحفاظ على التركيز على الوضع المتعلق بالموظفين في أمانتها العامة، حيث تكون دول 'الغرب الجماعي' ممثلة تمثيلا زائدا. غالبا ما يتجاهلون مبدأ الحياد ويستخدمون الموارد الإدارية لتعزيز نهجهم الوطني بقوة، وبالتالي ينتهكون المادة 100 من الميثاق التي تطلب من الجميع التصرف من مواقف محايدة أثناء العمل في أمانة الأمم المتحدة. لا ينبغي أن يمر مثل هذا الخطاب دون أن يلاحظه أحد. سنعمل على ضمان أن يولي الأمين العام الجديد، الذي سيجري انتخابه في عام 2026، هذه المشكلة اهتماما أكبر بكثير".

وأضاف: "تدعم روسيا النهج الذي يتضمن زيادة دور ووزن دول الجنوب والشرق العالميين في أجهزة الأمم المتحدة، بما في ذلك أهمها -مجلس الأمن".

ولاحظ لافروف أيضا أن "إعادة الهيكلة المستمرة للاقتصاد والسياسة العالميين في سياق التعددية القطبية، وتعزيز تأثير الأغلبية العالمية، والنمو المستمر في عدد الدول التي تدرك قيم السيادة الوطنية وضرورة حمايتها من التعديات الاستعمارية الجديدة" توفر بعض الأمل في التحسين التدريجي للوضع.

وقال رئيس الدبلوماسية الروسية: "في مواجهة التحديات التي تخلقها المرحلة التاريخية الجديدة، روسيا مستعدة للعمل المشترك الشريف من أجل الكشف عن الإمكانات البناءة للأمم المتحدة على أساس الامتثال بحسن نية من قبل جميع الدول للمبادئ التي وضعها الآباء المؤسسون للميثاق، في مجملها وترابطها".

مقالات مشابهة

  • وزير دفاع فنزويلا: نواجه الآن أسوأ تهديد عسكري منذ أكثر من 100 عام
  • رهان محفوف بالمخاطر.. فرنسا تواجه أزمة مالية
  • ‏جوع ومرض وحرب.. مدينة الفاشر السودانية تواجه كارثة إنسانية متفاقمة
  • وزير الدفاع البريطاني: ارتفاع عدد السفن الروسية التي تهدد مياهنا بنسبة 30%
  • العراق يعيد العشرات من المهاجرين غير الشرعيين من ليبيا
  • البعثة الأممية في ليبيا تجيب عن الأسئلة حول خطتها لحل أزمة البلاد
  • يرصد التحديات التي تواجه النساء بالمجتمع السعودي.. تفاصيل مسلسل «بنات البومب»
  • اليمن تبحث مع منظمة التجارة العالمية تفعيل عضويتها وتعزيز حضورها في النظام التجاري الدولي
  • الوزير الأشول يبحث مع منظمة التجارة العالمية تفعيل عضوية اليمن وتعزيز حضورها في النظام التجاري الدولي