بوابة الوفد:
2025-10-26@21:38:54 GMT

أولياء الله.. سرُّ النور في زمن العتمة

تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، أن وجود أولياء الله الصالحين في الأمة فرض كفاية؛ بمعنى أنه لا بد أن يكون في كل زمان ومكان من يدعو الله فيستجيب له، ليبقى الإيمان حيًا في قلوب الناس، وليكون هؤلاء الأولياء دليلًا على وجود الإله واستمرار رحمته في الأرض.

مفهوم الولاية والصلاح

وقال الدكتور علي جمعة في حديثه عن مفهوم الولاية والصلاح، إن الإمام السيوطي أشار إلى أن دائرة أولياء الله هي من فروض الكفايات، موضحًا أن الله عز وجل أقام في كل عصر من يلجأ إليه الناس ليدعو لهم فيستجاب دعاؤه، فيشعرون بحلاوة القرب من الله، وتطمئن قلوبهم باستجابة الدعاء.

وبيّن أن الدين يتكوَّن من ثلاث ركائز: العلم، والعبادة، والدعوة إلى الله، فالعلم يقوم عليه العلماء والفقهاء والمفسرون، أما الدعوة فهي عمل الدعاة في خدمة الناس، وتشبه في عصرنا الحالي العمل الاجتماعي والجمعيات الأهلية. بينما تتجلى العبادة في الإحسان والتربية الروحية، وهي المهمة التي قامت بها طائفة الأولياء لحفظ جانب الإحسان في الأمة.

وأشار الدكتور جمعة إلى أن الأولياء الحقيقيين لا يعلنون عن أنفسهم ولا يطلبون مكانة أو شهرة، فالولاية لا تُعيَّن رسميًا، وإنما "يعيّنهم الله والخلق"، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ:"إذا أحبَّ الله عبدًا نادى في الملأ الأعلى: إني أحب فلانًا فأحبوه..."

وأضاف أن من وُفِّق للقاء ولي من أولياء الله عليه أن يطلب منه الدعاء، كما كان يفعل النبي ﷺ مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إذ قال له:"أشركنا في صالح دعائك يا أُخيّ."

وأكد جمعة أن عداوة بعض الناس لأولياء الله أمر متكرر في التاريخ، كما كان هناك أعداء لأنبياء الله، فالولي امتداد لنور النبوة، لكنه لا يوحى إليه. أما ما يظهر على أيديهم من خوارق للعادة فهي كرامات، أقرّ بها أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية، مثل ما ورد عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه كان يسمع سلام الملائكة.

وشدد المفتي السابق على أن الأولياء يستحون من الكرامات التي تظهر عليهم، لأنهم لا يسعون إليها، مشبهًا حياءهم من ذلك بحياء البكر من دم حيضها، موضحًا أن الولي لا يريد أتباعًا ولا شهرة، وإنما يريد أن يرشد الناس إلى الله بالذكر والفكر.

وقال إن بعض الناس يربطون علاقتهم بشيوخهم بما يظهر من كرامات، في حين أن الولاية ليست في الخوارق بل في الأدب مع الله، مؤكدًا أن انتظار الكرامات أو طلبها يُعد نقصًا في التوحيد والإيمان والإحسان.

واختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالقول:"الولي هو من يُعلِّمك الأدب مع الله، لا من تُجرى على يديه الخوارق، فالخوارق فضل من الله، لكن الإيمان الصادق هو أن تعبده دون انتظار المعجزات، بل لأنك تعرفه وتوقن به."

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمعة علي جمعة ومفتي الجمهورية السابق أولياء الله الصالحين الأولياء أولیاء الله

إقرأ أيضاً:

كن أنت

فى زمنٍ تكثر فيه الأصوات، وتتزاحم فيه الآراء، ويكاد الإنسان يضيع وسط دوامات المظاهر والتقليد، تظل القاعدة الأهم والأبسط هى: كن أنت.

لا تنجرف خلف آراء الناس، ولا تجعل بوصلتك تدور وفق اتجاهات الآخرين. فالحياة لا تُقاس بمدى رضا الناس عنك، بل بمدى صدقك مع نفسك، وثباتك على مبادئك وقيمك.

تمسك بمبادئك، واثبت على الحق والعدل، مهما اشتدت عليك الأزمات وتكالبت الظروف والأفواه. ما دُمت تضع الله عز وجل نصب عينيك فى كل قولٍ وعملٍ، فلا تخشَ شيئًا، فالله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.

لن تسلم من النقد، ولن تفلت من ألسنة الناس، فهكذا الدنيا منذ الأزل.

سنعود دائمًا إلى قصة جحا، عندما حاول إرضاء الجميع، فاستمع إلى كل رأى متناقض، حتى انتهى به الأمر أن يحمل الحمار على ظهره هو وابنه! ورغم ذلك اتهمه الناس بالجنون. تلك هى الطبيعة البشرية؛ لا تُرضيهم مهما فعلت.

لذا، انفض غبار الماضى بكل ما فيه من أحزانٍ ومآسٍ، واستنشق هواء المستقبل. ابنِ قصرك من الحكمة على أسسٍ من القيم، والكرامة، واحترام الذات.

لا تفرّط فى نفسك، ولا تستسلم لليأس. فالحياة لا تعطى الكسالى، ولا تفتح أبوابها للمتشائمين.

تعثر مرة، ومرتين، وثلاثًا، لكن لا تتوقف. انهض واستمر، لأن الطريق إلى القمة لا يُفرش بالورود، بل يُشقّ بالصبر والإصرار.

قد تُظلم، وقد تُبتلى فى أعزّ ما تملك، لكن تذكر أن رحمة الله أوسع من كل محنة.

سيتحطم الابتلاء على صخرة الصبر، وسينكسر على قوة التوحيد والثقة بالله.

فالبلاء لا يدوم، لكنه يأتى ليختبر صدق إيمانك، ومقدار حبك لله.

قد يأخذ حقك من لا يستحق، وقد يسطو على جهدك من لم يشاركك الطريق، لكن لا تحزن، فالله عادلٌ لا ينسى.

كل ما زرعته من خيرٍ سيؤتى ثماره يومًا ما، وإن تأخر الحصاد.

واعتبر جهدك شهادةً مودعة فى بنك الدنيا، ستصرفها يومًا فى الوقت الذى يختاره الله، وإن لم تصرف هنا، فسيضاعفها الله لك هناك، فى موضعٍ أنقى وأبقى، حيث لا يضيع الأجر ولا ينفد الفضل.

لا تشغل بالك إلا بالسعى والعبادة، ووازن بين دنياك وآخرتك، حتى لا تخرج من الدنيا خالى الوفاض.

لقد جاءت رسالات الله منذ آدم عليه السلام، وانتهت برسالة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، تحمل جميعها ذات المعانى: أن الخير والشر موجودان، وأن الثواب والعقاب حق، وأن الرزق والأجر بيد الله وحده.

وما علينا إلا أن نسعى، بإخلاصٍ وثباتٍ وصبر، واثقين أن الله لا يخذل من صدق فى نيّته، وأحسن فى عمله.

فكن أنت، لا نسخة من أحد.

كن كما يريدك الله، لا كما يريدك الناس.

وستجد أن الطريق -مهما طال- سينتهى بك إلى نورٍ لا ينطفئ.

[email protected]

 

 

مقالات مشابهة

  • الصراع بين الحق والباطل
  • علي جمعة يوضح الحقيقة حول «التوسل»: عبادة مشروعة لا علاقة لها بالشرك
  • علي جمعة: ربنا شرَّفنا بأن جعلنا أمةً وسطًا ووسطَ القوم أعلاهم نسبًا وعلمًا
  • كن أنت
  • هل التوسل بالأولياء الصالحين فى الدعاء لتحقيق المراد شرك بالله؟..على جمعة يوضح
  • متى يغلق باب التوبة؟.. علي جمعة: مفتوح دائما إلا في وقتين
  • جمعة: محبةُ آل بيت ركنٌ من أركان الإيمان وزيارتهم من أعظم القُرُبات
  • دعاء أول جمعة في جمادى الأولى.. كلمات بسيطة ترزقك خيرى الدنيا والآخرة
  • دعاء أول جمعة من شهر جمادى الأولى 1447