إبراهيم النجار يكتب: الحد من الصراعات والحروب في أفريقيا.. التحديات والفرص
تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT
تقلع طائرة أحلامنا الإفريقية، وترتفع معها أجنحة آمال قارة في تجاوز أزماتها، وتهديدات أمنها المتزايدة. تقلع بين ضباب وغيوم الإرهاب والجريمة العابرة للقارات، وهواجس الماء والغذاء والأمن السيبراني. لتحط ويحط رحالنا معها في بنغازي. هي إذن أحلام قارة تواجه الصراعات والحروب. في قمة تحتضنها مدينة سبق لها أن واجهت ذات التهديدات.
الحضور شمل وفودا وضيوفا من دول أوروبية، وأسيوية وأمريكية. بالاضافة لمنظمات عالمية وإقليمية. اجتمعت كلها لأول مرة في قمة "سيسا". دعما للمنظمة ودعما لليبيا، في رئاستها. في كل ما تحمله هذه الرئاسة، من رمزية ودلالة، برسائل ومعالم. رئاسة ليبية مسئولة، تراهن خلالها علي إحداث نقلة نوعية في عمل جهاز "سيسا"، وتعزيز دوره الإقليمي، وتطوير آليات عملية، والانفتاح علي عالم الرقمنة والتطوير التكنولوجي. شهد حفل الافتتاح وكذا الختام، توجيه خطاب مسئول وحالم علي حد سواء. حيث أعلن الرئيس الدوري للجنة الاستخبارات الأفريقية، الفريق أول العايب. عن إطلاق مبادرة ليبية للتعاون الاستخباراتي الأفريقي المشترك. وأكد الفريق أول خلال كلمته، إن المبادرة تشمل إنشاء قوة عمل موحدة، وتطوير آليات تبادل المعلومات، لمكافحة الإرهاب بين الدول الأفريقية. وتحدث العايب، عن مجموعة من التوصيات الاستراتيجية، ووصفها بأنها تشكل منعطفا مهما في مسار التعاون الأمني والاستخباراتي، داخل القارة.
دورة "السيسا 20"، شهدت استقطابا غير مسبوق للإعلاميين، وانفتاحا علي وسائل الإعلام الأفريقي، ومن ثم كان تأكيد رئيس الجهاز، علي أن دور الإعلام استراتيجي ومحوري، في حرب المعلومة. وأن حرصه علي مشاركة الإعلام بكل صوره، جاء لإيمانه العميق بدور الميديا والصورة والكلمة. في إنارة الرأي العام، وتعبيئة الوعي الشعبي الأفريقي، بقضاياه الاستراتيجية. يوميات قمة وضعت ليبيا، في قلب القارة، ونقلت نبض القارة وهواجسها إلي قلب ليبيا النابض بنغازي. في سابقة لم تشهدها قمم "سيسا"، السابقة، التي كانت تدور بعيدا عن العدسات وعوالم السلطة الرابعة الأفريقية. كان هذا الانفتاح مبررا وفعالا، ويبني جسور ثقة بين الأجهزة الأفريقية وشعوبها. عساه تتوحد الجهود في كسب الرهانات الأمنية والاستراتيجية.
رحلة "سيسا"، في بنغازي، طوت صفحتها. غير أن العمل متواصل في اللجنة، برئاسة ليبية. من اجل ضمان ترسيخ مكانة المنظمة، وحماية القارة، ومكافحة التحديات الأمنية. بتنسيق أنجع وإصرار أكبر، ومقاربة أشمل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بنغازي الصراعات ليبيا فی قمة
إقرأ أيضاً:
صحافة عالمية: الفلسطينيون غائبون عن خطة السلام والضفة تحت القمع المتصاعد
تناولت صحف عالمية تحديات ترسيخ وقف إطلاق النار في غزة رغم الجهود الأميركية، وتصاعد القمع في الضفة الغربية، إضافة إلى الاستعدادات الأوروبية للتهديدات المقبلة.
ومن مركز التنسيق المدني والعسكري في كريات غات بجنوب إسرائيل، حيث يشرف الجيش الأميركي على مراقبة وقف إطلاق النار في غزة، رصدت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية تحول هذا المركز إلى محطة محورية ضمن مساعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لترسيخ خطة السلام في القطاع.
وأضافت الصحيفة أنه رغم الضغوط الداخلية المتصاعدة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، تؤكد إدارة ترامب أن نجاح هذا المركز يمثل الخيار الوحيد المتاح، في إشارة إلى أن فشله قد يعيد المنطقة إلى مربع التصعيد من جديد.
بيد أن النظرة الأوروبية لخطة السلام الأميركية تحمل قدرا كبيرا من التشكيك، حيث رأى الكاتب جان بيير فيليو في صحيفة لوموند الفرنسية أن رفض الاعتراف بشريك فلسطيني حقيقي يضعف خطة الرئيس ترامب للسلام ويجردها من مصداقيتها.
ويتوقف الكاتب عند تغييب الفلسطينيين بالكامل عن الخطة، واكتفائها بالتنسيق مع إسرائيل ودول عربية، مع تحميل الأطراف الأخرى مسؤولية إعادة الإعمار ونزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ويضيف فيليو أن خبراء دوليين يشيرون إلى أن هذه المقاربة تكرر تجربة اتفاقات التطبيع لعام 2020، مؤكدا أن استبعاد الفلسطينيين من أي خطة سلام حقيقية ليس إلا شكلاً آخر من الحرب عليهم.
وعلى أرض الواقع في القطاع، يبدو أن الوضع الإنساني لا يزال بعيدا عن أي تحسن حقيقي، إذ نشر موقع ميديا بارت الفرنسي تحقيقا يشير إلى أن الوضع في غزة يشهد تحسنا طفيفا لا أكثر، محذرا من تصديق المزاعم عن أن "كل شيء انتهى".
ويؤيد مسؤولون في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" هذا التحذير، حيث يذكر أحدهم أن الانطباع بأن كل شيء على ما يرام مضلل وخطير على مستقبل القطاع.
إعلانكما نقل الموقع عن أحد مسؤولي العمل الإغاثي داخل غزة إشارته إلى أن المعضلة الأخرى التي يواجهها أهالي القطاع تتمثل في نقص السيولة النقدية الحاد.
وبينما تتركز الأضواء على غزة، لفت الكاتب في صحيفة هآرتس الإسرائيلية جدعون ليفي الانتباه إلى أن القمع الإسرائيلي وعنف المستوطنين جعلا حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية مستحيلة.
ويرى ليفي أن إسرائيل تستغل الحرب في غزة ذريعة لتشديد الإجراءات في الضفة الغربية، لكنه يذكّر بأن حرب غزة انتهت بينما القمع في الضفة مستمر في شكل اعتقالات وحواجز وعنف مستوطنين يدعمهم الجيش الإسرائيلي.
ويؤكد الكاتب أن أكثر من 150 ألف فلسطيني فقدوا وظائفهم خلال عامين، داعيا إلى تدخل دولي عاجل لحماية السكان الفلسطينيين.
السياسات الأميركية
وعلى صعيد السياسة الخارجية الأميركية، سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية الضوء على جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الآسيوية، مشيرة إلى أنه يسوّق نفسه كرجل صفقات ومفاوض سلام أمام دول تنتظر منه تعريفات جمركية أقل وعلاقات ثنائية أوثق.
وتوضح الصحيفة أن الحكومات الآسيوية تحاول تحقيق توازن دقيق في علاقاتها مع واشنطن من جهة، وفي مواجهة الصين الصاعدة من جهة أخرى.
وتشير الصحيفة إلى أن واشنطن نفسها تحتاج للدول الآسيوية، لا سيما أن منطقة جنوب شرق آسيا تمثل قيمة كبيرة لأميركا من حيث حجم سوقها وأهميتها الإستراتيجية.
وفي أوروبا، تتصاعد المخاوف من التهديدات الروسية، حيث كشف رئيس الحكومة البولندية دونالد توسك في مقابلة مع صحيفة صنداي تايمز البريطانية أن بلاده ترصد أعمالا تخريبية روسية تستهدفها أسبوعيا.
ودافع توسك عن قدرات أوكرانيا العسكرية مؤكدا أن كييف جاهزة للقتال سنتين أو 3 سنوات إضافية، لكنها قلقة من الأثر المدمر الذي سيتركه ذلك على شعبها واقتصادها.
وحذر المسؤول البولندي بريطانيا من أنها ستكون في مرمى النيران الروسية إذا ما قرر الكرملين توسيع نطاق حربه.
وفي السياق ذاته المتعلق بالاستعداد للتهديدات العسكرية، نشرت مجلة لوبوان الفرنسية مقالا جاء فيه أن الجيش الفرنسي يبحث عن طريقة ناجعة للتصدي لحروب المسيرات التي تتنامى في مناطق الصراعات كأوكرانيا والبحر الأحمر.
وأوردت المجلة أن الشغل الشاغل للقيادة العسكرية الفرنسية حاليا يتمثل في كيفية التصدي للمسيرات بأقل كلفة، مع تفادي التورط المباشر في مستنقع الصراعات.
وتحدث مقال المجلة عن تنسيق واسع بين مختلف أفرع القوات الفرنسية للاستفادة من التقنيات الموجهة لمهام أخرى حاليا، بالإضافة إلى تطوير تقنيات جديدة تخص الرصد المبكر والتصدي للمسيرات.
هيمنة اليمين
أما في بروكسل، فقد دافعت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا في تصريحات نشرتها صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن سجل البرلمان الأوروبي، نافية ما يشاع عن هيمنة اليمين الشعبوي عليه.
وأوضحت ميتسولا أن اليمين الشعبوي أصبح حقيقة واقعة في أوروبا وممثلا في برلمانها المنتخب، ولذا يجب التعامل معه بواقعية والعمل معه لتمرير بعض التشريعات الضرورية.
وشددت ميتسولا على أنها موجودة للعمل البناء مع الجميع دون استثناء، بغض النظر عن توجهاتهم السياسية.
إعلانوفي مشهد يعكس مستوى القلق الأوروبي العميق من احتمالات الصراعات المقبلة، ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن سويسرا تنفق مليارات الدولارات لتجهيز ملاجئ ضخمة تحت الأرض، على ضوء ما يشهده العالم من صراعات متصاعدة.
وترى الصحيفة أن هذا التوجه يعكس ثقافة الاستعداد الدائم المتجذرة لدى السويسريين، حيث يوجد في البلاد نحو 370 ألف ملجأ محصن تكفي لإيواء جميع السكان تقريبا في حالات الطوارئ.
وتشمل الخطة المعلنة تحسين أنظمة التهوية في الملاجئ القديمة، وتطوير التحصينات لتناسب طبيعة الصراعات الحديثة ومتطلباتها التقنية.
وتضيف الصحيفة أن القانون السويسري منذ عقود يكفل لكل مواطن حقا دستوريا في ملجأ شخصي آمن يحميه في أوقات الأزمات والحروب.