عمالقة التقنية يواجهون اختبار “فقاعة الذكاء الاصطناعي” في موسم إعلان الأرباح
تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT
تستعد شركات التقنية الكبرى في الولايات المتحدة، مثل Microsoft وAlphabet وAmazon و Meta، لإعلان نتائج أرباح الربع الثالث من 2025 وسط تساؤلات حادة: هل التضخم في الاستثمارات والضجة حول الذكاء الاصطناعي يشكل فقاعة كبرى مقبلة تهدد تقييمات السوق وأسهم التقنية؟
استثمارات ضخمة ومردود غير مؤكدتشير البيانات إلى أن شركات التقنية الكبرى ستنفق نحو 400 مليار دولار على بنية الذكاء الاصطناعي هذا العام وحده، لكن عوائد هذه الاستثمارات للشركات ما زالت غير واضحة.
أظهرت دراسة لمعهد MIT أن 5% فقط من مشاريع الذكاء الاصطناعي أدت لتحقق مكاسب فعلية واضحة، بينما يتعثر معظمها عند مراحل التجربة الأولية بسبب ضعف التكامل أو قصور النماذج عن التوسع.
تحذيرات قادة الصناعة وتكتيكات المستثمرينبرزت تحذيرات من شخصيات بارزة في القطاع، بينهم سام ألتمان رئيس OpenAI ومؤسس أمازون جيف بيزوس، من أن الحماس الشديد للأسهم التقنية قد تجاوز الواقع.
شهدنا توجهًا متزايدًا من المستثمرين لتطبيق استراتيجيات تعود لعصر فقاعة الدوت كوم لتقليل المخاطرة والمضاربة ضد الأسهم المتضخمة.
ازدادت المخاوف من تكرار سيناريوهات “صفقات دائرية” مشابهة لما حدث في التسعينيات، حيث تبرم شركات كبرى مثل Nvidia صفقات استثمارية هائلة مع كيانات يعتمد ربحها المستقبلي على نفس الشركة.
أبرمت OpenAI مثلًا صفقات شراء حوسبة سحابية بقيمة تريليون دولار دون وضوح كيفية تمويلها.
مؤشرات النمو المالي وتوقعات المستقبلرغم القلق، تشير بعض المؤشرات لوجود قيمة حقيقية تتولد مع تسارع الإيرادات والأرباح في قطاع الحوسبة السحابية (كلاود) لدى Microsoft وAmazon وGoogle. مع ذلك، يتوقع أن يتباطأ نمو الأرباح مع تصاعد التكاليف، وقد تكون الأرباح الأبطأ لكل من Alphabet وMeta منذ عشر دورات مالية، فيما تستمر Microsoft بتحقيق أسرع نمو في السوق.
فصل جديد من المواجهة الرقمية: هل ستدعم ابتكارات وخدمات الذكاء الاصطناعي استمرار “رالي السوق الخارق” للاسهم التقنية؟ أم ستكشف الأرقام عن فقاعة يصعب تبريرها اقتصادياً؟
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
OpenAI تضاعف استثماراتها في رقاقات الذكاء الاصطناعي
في أحدث تحركاتها الطموحة لتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة OpenAI عن توقيع صفقات ضخمة مع كل من AMD وBroadcom لبناء أعداد هائلة من الرقاقات المخصصة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
هذه التحركات ليست مجرد استثمارات مالية ضخمة، بل تمثل نقطة محورية في صناعة التكنولوجيا العالمية، مع آثار واسعة على موردي الرقاقات وقطاع الذكاء الاصطناعي ككل، لا سيما على شركة TSMC، المصنع الرئيسي لهذه الشرائح الحيوية.
تتضمن الصفقة مع AMD بناء وحدات معالجة رسومية (GPU) بقدرة إجمالية تبلغ 6 جيجاوات خلال السنوات القليلة المقبلة، ومن المقرر أن يبدأ أول نشر لشريحة Instinct MI450 بقدرة 1 جيجاوات في أواخر 2026، مع توسعات إضافية لاحقًا.
ووفقًا لجان هو، المدير المالي لشركة AMD، فإن هذه الشراكة ستدر إيرادات بعشرات المليارات من الدولارات، ما يبرر الحاجة إلى تمويل واسع ومعقد لضمان تلبية الاحتياجات المستقبلية.
على الجانب الآخر، ستتعاون OpenAI مع Broadcom لبناء مسرعات ذكاء اصطناعي وأنظمة إيثرنت بقدرة 10 جيجاواط، مخصصة لتسريع الاتصال بين الأنظمة المختلفة في مراكز بيانات OpenAI.
ومن المقرر أن يبدأ النشر في النصف الثاني من 2026 ويستمر حتى 2029، مما يعكس مدى الطموح في بناء بنية تحتية ضخمة لدعم الجيل القادم من تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
فيل بور، خبير صناعة الرقاقات ورئيس قسم المنتجات في Lumai، أوضح أن Broadcom ستستخدم مكونات مسبقة التصميم لتجميع الأنظمة وفق مواصفات OpenAI، دون تصميم رقاقات جديدة بالكامل.
وأضاف أن هذه المسرعات ستزيد كفاءة تشغيل النماذج، من خلال تخصيص عبء العمل وتقليل استهلاك الطاقة وزيادة الأداء، لكن الفوائد الأساسية ستظل لصالح OpenAI، وليس للصناعة ككل.
وأكد بور أن الحديث عن "الجيجاوات" في مجال الذكاء الاصطناعي يعكس عدم اليقين بشأن عدد الرقاقات المطلوب لتشغيل هذه الأنظمة، موضحًا أن كل واط يُستخدم في المعالجة يتطلب واطًا إضافيًا لتبريده، ما يزيد من التعقيد التقني والمالي لهذه المشروعات.
على الرغم من تنوع الموردين الظاهر، فإن جميع الرقاقات عالية الأداء تعتمد في النهاية على مصنع واحد هو TSMC في تايوان، يُعتبر هذا المصنع أكبر وأهم مورد للشرائح المتقدمة، ويهيمن على السوق بفضل خبرته الطويلة وإتقانه لتقنيات الطباعة فوق البنفسجية الشديدة (EUV)، التي تجعل من الممكن إنتاج رقاقات متقدمة للغاية بدقة تصل إلى 3 نانومتر.
يشير الخبراء إلى أن اعتماد الصناعة على TSMC يمثل نقطة ضعف كبيرة. جيل لوريا، رئيس أبحاث التكنولوجيا في DA Davidson، وصف الشركة بأنها "أكبر نقطة فشل محتملة للاقتصاد العالمي"، محذرًا من أن أي خلل في إنتاجها سيؤثر على الهواتف الذكية، السيارات، وحتى قطاع الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر.
وقد سبق أن شهدت الصناعة تأخيرات كبيرة بسبب قيود الطاقة الإنتاجية وقيود التصدير، كما حدث مع طلبية NVIDIA لرقاقات H20 AI.
تعمل TSMC على زيادة طاقتها الإنتاجية في تايوان والولايات المتحدة، مع بناء مصانع ضخمة في أريزونا لتصنيع رقاقات بدقة 4 و1.4 نانومتر، الهدف هو تقليل الفجوة بين الطلب الهائل والعرض المحدود، لكن الخبراء يحذرون من أن الصناعة ستظل تعتمد بشكل كبير على تايوان لعقود مقبلة، وأن أي خلل هناك قد يؤدي إلى اضطراب عالمي واسع النطاق.
صفقات OpenAI مع AMD وBroadcom تمثل خطوة حاسمة لتعزيز قدراتها، لكنها أيضًا تضع ضغوطًا هائلة على سلسلة التوريد العالمية، الشركات الكبرى الأخرى مثل Apple وNVIDIA وQualcomm تعتمد جميعها على TSMC، مما يجعل أي طارئ في تايوان تهديدًا مباشرًا للإنتاج العالمي.
ومع استمرار الطلب على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة في الارتفاع، تصبح الحاجة إلى تنويع مصادر الرقاقات والتقنيات أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
في النهاية، تكشف هذه التحركات الطموحة كيف أن سباق الذكاء الاصطناعي ليس مجرد منافسة برمجية، بل يعتمد بشكل كبير على قدرة OpenAI وشركائها على إدارة سلسلة توريد معقدة وحساسة للغاية، حيث كل خطوة لها انعكاسات مالية وتقنية على مستوى الصناعة العالمية بأكملها.