عصام يوسف: ما المطلوب لإعادة الحياة إلى غزة المنكوبة؟
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
وضعت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أوزارها، وتوقفت جرائم الاحتلال -وإن كانت الخروقات لا تتوقف- وبدأت حرب جديدة تتعلق بتوفير احتياجات الناس التي تمس كل مناحي الحياة بدءا من شربة الماء الصالحة، وصولاً إلى إعمار مدينتهم التي حولها جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى خراب ودمار، لا تصلح للحياة.
وهنا تبرز الحاجة إلى خطة إنسانية وإغاثية وتنموية شاملة تعالج آثار الكارثة من جميع الجوانب، وهذا يدعونا للحديث المفصل أكثر عن الحاجيات الأساسية لغزة، والمطلوب من الجهات الدولية والإغاثية والخيرية العمل عليها.
مطلوب العمل لتوفير المياه والغذاء الأساسي عاجلا وباستمرار في ظل المجاعة التي لا تزال آثارها موجودة، خاصة مع استمرار منع الاحتلال إدخال المساعدات الإغاثية بما يكفي، ومنع إدخال بضائع للتجار، والقطاعات كافة، الصناعية والتجارية والقطاع الخاص.
مطلوب العمل لتوفير مواد إيواء فورا: خيام، فرش، أغطية، أدوات مطبخ، وأثاث أساسي، لأن عشرات آلاف العائلات لا تزال مشردة في الشوارع نظرا لحجم التدمير والتخريب الكبيرين وهدم المنازل والمربعات السكنية.
ومع اقتراب فصل الشتاء، مطلوب توفير ملابس وأحذية للأطفال والنساء والرجال.
الجانب الصحي
الهدف الأول حاليا يجب أن ينصب على ترميم المستشفيات والمراكز الصحية المدمّرة ودعم الكوادر الطبية وتجهيزهم بالمعدات والأجهزة اللازمة، وتوفير الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية (مضادات حيوية، أدوات جراحية، مواد تعقيم…)، وتجهيز وحدات رعاية مركزة وغرف عمليات متنقلة.
أيضاً دعم خدمات الصحة النفسية وتوفير الأطراف الصناعية والعلاج الطبيعي للمصابين، وإعادة تشغيل مراكز الولادة والتطعيمات، والعيادات الخاصة، والنقاط الطبية في مراكز الإيواء.
إعادة الإعمارالخطوة الأولى حالياً يجب أن تكون بإزالة الركام ومخلفات الحرب وفتح الشوارع للسماح بحرية حركة السكان وعودتهم لما تبقى من منازلهم، ثم الانتقال إلى خطوة توفير السكن المؤقت من كرفانات وترميم ما يمكن ترميمه من البيوت المهدمة جزئياً.
إعلانوالعمل أيضاً على إعادة تأهيل شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي وإصلاح الطرق الحيوية، والعمل أيضاً على إصلاح محطة توليد الكهرباء وخطوط الكهرباء وإعادة تشغيل محطة التوليد وتوفير وقود لمحطات الكهرباء.
الجانب التعليميمطلوب ترميم المدارس والمباني التعليمية والجامعات والكليات والمعاهد لسماح عودة الطلبة المحرومين من التعليم منذ عامين، وتوفير المدارس المتنقلة أو المؤقتة للأطفال.
لكن قبل ذلك، يجب العمل لتوفير الدعم النفسي والتعليمي للطلبة المتضررين، وكذلك العمل على برامج استدراكية لمحو آثار الانقطاع الطويل للعملية التعليمية وتأثير ذلك على الطلبة وذويهم، خاصة الطلبة الذين فقدوا عوائلهم أو أحد أفراد العائلة.
الجانب الاقتصاديدعم المشاريع الصغيرة للعائلات المتضررة وتقديم قروض ميسّرة أو منح مالية للمتعطلين عن العمل، وتوفير فرص تدريب مهني للشباب، ودعم المزارعين والصيادين لاستعادة مصادر رزقهم.
الجانب البيئي
ملف معالجة تلوث المياه والتربة مهم جداً، بداية لوصول المياه الصالحة للشرب للسكان، وكذلك إصلاح التربة للزراعة، ولا يمكن ذلك دون التخلص الآمن من النفايات الطبية والحربية، ومواجهة الأوبئة والآفات الناتجة عن الدمار، والتوعية المجتمعية حول النظافة العامة والصحة.
هذا تلخيص سريع ومختصر، لحاجيات غزة، مع العلم أن كل بند يحتاج كثيرا من الشرح والتفصيل والعمل عليه، فغزة تحتاج لإعادة بناء من جديد في كل مناحي الحياة لتعود الحياة للمدينة المنكوبة.
لكن ما المطلوب من الجهات الدولية والإغاثية والخيرية للقيام بذلك؟ يمكن تلخيصه في بنود.
تفعيل ممرات إنسانية آمنة ومستدامة والضغط على الاحتلال لفتح المعابر والسماح بدخول كافة المستلزمات دون قيود وشروط. التنسيق الكامل مع المنظمات المحلية. الضغط على الاحتلال لرفع الحصار بشكل شامل. تخصيص ميزانيات مرنة وطويلة الأمد لإعادة الإعمار. توفير دعم نفسي ومجتمعي متكامل للناجين. إشراك المجتمع المحلي في التخطيط والتنفيذ لضمان الاستدامة.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات غوث
إقرأ أيضاً:
الصحة العالمية: نقص الإمدادات الطبية وخدمات الرعاية الصحية في غزة مستمرة
أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، أنه حتى الآن لم يتم تسجيل أي تدفق للإمدادات الطبية إلى قطاع غزة، مشيرة إلى أن خدمات الرعاية الصحية في القطاع لم تشهد أي تحسن يذكر.
وأكدت المنظمة أن الوضع الصحي في غزة يواجه تحديات حادة، وسط استمرار الحاجة الماسة للأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية لدعم المستشفيات والمراكز الصحية، محذرة من تداعيات استمرار الأزمة على حياة المدنيين، لا سيما الأطفال والنساء والمرضى المزمنين.
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادرها داخل الدولة العبرية أن جيش الاحتلال يُخطط لعملية عسكرية ضد حزب الله قد تؤدي إلى التوصل لتسوية مع لبنان.
وأكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم، أن أي جيش يخوض معركة ويصل إلى طريق مسدود يلجأ بعد ذلك إلى خيار التفاوض.
وأشار إلى أن قرار حصر السلاح بيد الدولة قد اتُخذ وأن تطبيقه جارٍ بشكل مستمر لضمان سيطرة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية.
وأضاف الرئيس أن لبنان مستعد لترسيم حدوده مع سوريا، مع التأكيد على أن مسألة مزارع شبعا ستُترك للنقاش في المرحلة الأخيرة، بما يراعي التوافقات السياسية والأمنية.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الجمعة، بلدتي فقوعة وقباطية في محافظة جنين، وسط حالة توتر ومواجهات محدودة مع المواطنين.
وأكدت مصادر محلية أن جنود الاحتلال أطلقوا قنابل الصوت في فقوعة، وانتشروا في شوارع البلدة الرئيسية، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع السكان.
وفي قباطية، نشرت قوات الاحتلال فرق المشاة بالقرب من منطقة المقاهي، فيما لم ترد تقارير عن اعتقالات حتى الآن.
وحذّرت المنظمة الدولية للهجرة، اليوم الجمعة، من أن مئات آلاف النازحين في قطاع غزة يواجهون خطر غرق خيامهم وملاجئهم بمياه الأمطار الغزيرة.
وجاء ذلك في ظل استمرار القيود الإسرائيلية التي تمنع دخول مواد الإيواء ومستلزمات التحصين.
وأوضحت المنظمة أن نحو 795 ألف نازح يعيشون في مناطق منخفضة مليئة بالأنقاض باتوا معرضين لمخاطر السيول، فيما يزيد غياب شبكات الصرف الصحي وإدارة النفايات من احتمالات تفشي الأمراض.
وأضافت أن المواد الضرورية لدعم الملاجئ، مثل الأخشاب والأبلكاش وأكياس الرمل والمضخات، لم يُسمح بدخولها، في حين أن الإمدادات السابقة من الخيام المقاومة للماء والبطانيات والأغطية البلاستيكية غير كافية لمواجهة الظروف الجوية القاسية.
وأرتقى 14 فلسطينياً بينهم 6 أطفال جراء البرد وانهيار مبان سكنية في قطاع غزة منذ بدء المنخفض الجوي.
ويأتي ذلك في ظِل مُناشدات محلية ودولية لإنقاذ سكان غزة من تداعيات المُنخفض الجوي.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً جديداً دعا إسرائيل إلى الالتزام بتنفيذ قرار محكمة العدل الدولية القاضي بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون تأخير.
وأكد القرار ضرورة أن تضمن إسرائيل توفير الغذاء والمياه والدواء والمأوى لسكان القطاع، باعتبارها احتياجات أساسية لا يمكن المساس بها.