«البرلمان العربي»: قضية الحد من فقد وهدر الأغذية في صميم أولوياتنا
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أكد معالي محمد بن أحمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، أن قضية فقد وهدر الأغذية، تمثل أحد أبرز التحديات التي تمس الأمن الغذائي واستدامة الموارد الطبيعية في الوطن العربي، مشيراً إلى أن هذه القضية ليست مجرد مسألة فنية أو اقتصادية، بل قضية استراتيجية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمن القومي العربي في أحد أهم أبعاده، وهو الأمن الغذائي.
وأكد رئيس البرلمان العربي أن الفقد والهدر في الطعام لا يعني فقط إهدار الأغذية، بل إهدار المياه والطاقة والعمل والموارد، في وقتٍ تتزايد فيه الحاجة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وضمان العدالة في توزيع الموارد الغذائية. وقال إن البرلمان العربي أولى هذا الملف اهتماماً بالغاً، وعمل من خلال لجانه المتخصصة على إعداد وإصدار «القانون الاسترشادي العربي لتنظيم مكافحة خسائر سلسلة الإمداد الغذائي»، ليكون إطاراً تشريعياً عربياً متكاملاً ينظم هذه القضية على المستوى الإقليمي، ويوفر للدول العربية أساساً قانونياً تسترشد به في وضع تشريعاتها الوطنية الخاصة بالحد من الفاقد والهدر الغذائي.
وأضاف اليماحي، أن اهتمام البرلمان العربي لا يقتصر على إصدار القوانين الاسترشادية العربية فحسب، بل يمتد إلى متابعة تفعيلها وضمان استفادة الدول الأعضاء منها عملياً، مشيراً إلى أن هذه الورشة الإقليمية تهدف إلى تعظيم الاستفادة من القانون الاسترشادي العربي، ومساعدة الدول العربية على تحويل أحكامه إلى تشريعات وطنية فعالة تُحدث أثراً ملموساً على أرض الواقع. وأوضح رئيس البرلمان العربي، أن العمل الجماعي العربي المشترك، القائم على التكامل بين الأطر التشريعية والسياسات التنفيذية والتعاون المؤسسي، هو السبيل الأنجع لتحقيق نتائج حقيقية ومستدامة في مجال الحد من فقد وهدر الأغذية. وعلى هامش أعمال ورشة العمل الإقليمية، استقبل معالي محمد بن أحمد اليماحي، معالي الدكتور عبدالحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» والممثل الإقليمي لإقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا. وأكد رئيس البرلمان العربي خلال اللقاء على أهمية الدور الذي تقوم به منظمة الفاو في دعم الملفات الاقتصادية والتنموية المتصلة بالأمن الغذائي في المنطقة العربية، مؤكداً حرص البرلمان العربي على تعزيز التعاون المشترك بين البرلمان العربي ومنظمة الفاو، بما يعزز تكامل الأدوار على المستوى الإقليمي، وكذلك العمل على مأسسة هذا التعاون من خلال بحث آلية مناسبة للجانبين تضمن استدامة التعاون المؤسسي.
وثمن اليماحي مخرجات القمم البرلمانية التي عقدتها منظمة الفاو، وفي مقدمتها قمة مدريد عام 2018 وقمة تشيلي عام 2023، مرحبا بالمشاركة في القمة الثالثة المقرر عقدها في جنوب أفريقيا عام 2026م، متطلعاً لأن تكون الجهود التي يقوم بها البرلمان العربي، ومنها القانون الاسترشادي الذي تم اعتماده ومخرجات الفعاليات، ومنها ورشة اليوم، ضمن هذه القمة. وأعرب رئيس البرلمان العربي عن تقديره للميثاق البرلماني العالمي لمكافحة الجوع وسوء التغذية وما تضمنه من مبادئ وأطر موجِّهة للعمل، مؤكداً حرص البرلمان العربي على تفعيل الأطر التشريعية الداعمة للأمن الغذائي، والحد من الفقد والهدر الغذائي في الدول العربية. من جانبه، أكد معالي الدكتور عبدالحكيم الواعر حرص منظمة الفاو على التعاون مع البرلمان العربي على مختلف المستويات، ومن أهمها التعاون في استضافة القمة البرلمانية الثالثة في المنطقة العربية، والتعاون المشترك في توفير برامج الدعم الفني في عدد من الدول العربية لتعزيز تبني تشريعات لمواجهة فقد وهدر الأغذية، كما أشاد بمبادرة البرلمان العربي بإعداد قانون عربي استرشادي لمكافحة فقد وهدر الطعام. واتفق الطرفان على مأسسة التعاون بين البرلمان العربي ومنظمة الفاو من خلال مذكرة تفاهم تنظم التعاون بين الجانبين.
حضر اللقاء معالي النائب محمد البكوري، رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية والمالية بالبرلمان العربي، والمستشار كامل شعراوي، الأمين العام للبرلمان العربي، والدكتور حسن المدحاني، مستشار رئيس البرلمان العربي، والدكتور ياسر كاسب، مدير إدارة الشؤون البرلمانية، ومعتز عزالدين، رئيس وحدة اللجان والجلسات، وحضر ممثلاً عن إدارة التنمية المستدامة بجامعة الدول العربية الدكتور وديد العريان، خبير كبير المستوى بإدارة التنمية المستدامة، والدكتور معز الشهدي، مؤسس ورئيس شبكة بنوك الطعام الإقليمية وبنوك الخير.
أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: البرلمان العربي رئیس البرلمان العربی الدول العربیة منظمة الفاو
إقرأ أيضاً:
تفاصيل اجتماع المكتب التنفيذي لرابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية
استضافت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، يوم الأربعاء 10 ديسمبر 2025، أعمال الاجتماع الخامس عشر للمكتب التنفيذي لرابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية، برئاسة السفير الدكتور علي يوسف الشريف، الأمين العام للرابطة.
حضر الاجتماع الدكتور عصام شرف، رئيس وزراء مصر الأسبق، والسفير الفريق أول ركن المهندس عماد الدين مصطفى عدوي، سفير جمهورية السودان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة، إضافة إلى ماجد جانق رونق ممثل جمعية الصداقة الصينية العربية، ورؤساء وممثلي جمعيات الصداقة من الأردن وتونس والجزائر والسعودية والسودان والعراق والكويت وفلسطين ولبنان وليبيا واليمن، وبمشاركة إدارات منظمات المجتمع المدني وآسيا وأستراليا والتعاون العربي–الآسيوي بالأمانة العامة.
افتتح السفير الشريف الاجتماع بكلمة، أكد خلالها أن العلاقات العربية–الصينية شهدت خلال الأعوام الماضية تطوراً نوعياً على المستويين الرسمي والشعبي، مشيراً إلى أهمية مضاعفة جهود الدبلوماسية الشعبية لتعزيز جسور التفاهم والحوار بين الشعوب في ظل التحولات الدولية المتسارعة.
وأشاد كذلك بالدعم الذي تقدمه جامعة الدول العربية، بقيادة أحمد أبو الغيط، في تعزيز دور الرابطة وإسناد مهمتها في خدمة مسار التعاون العربي–الصيني.
وفي كلمة الأمانة العامة للجامعة، أكدت الوزير المفوض نوال برادة، مدير إدارة منظمات المجتمع المدني، أن رابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية تعمل تحت مظلة الجامعة منذ تأسيسها عام 2006 خلال الدورة الأولى لمؤتمر الصداقة العربية الصينية في السودان، لتكون نظيراً عربياً لجمعية الصداقة الصينية العربية.
وأشارت إلى عقد خمس دورات سابقة للمؤتمر بالتناوب بين الدول العربية والصين، لافتة إلى التحضيرات الجارية بشأن انعقاد الدورة السادسة عام 2026 في إحدى الدول العربية ضمن البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون العربي–الصيني.
كما أوضحت برادة أن الاجتماع يأتي متابعة لتنفيذ القرار رقم (2516) الصادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي في دورته العادية (116) بتاريخ 3 سبتمبر 2025، والقرار رقم (9201) الصادر عن مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في دورته العادية (164) بتاريخ 4 سبتمبر 2025، اللذين أكدا أهمية المشاركة العربية الفعالة في الأنشطة والفعاليات المعنية بالتعاون العربي–الصيني، وتكليف الإدارات المختصة في الأمانة العامة بمواصلة التنسيق العربي–الصيني للإعداد لتلك الفعاليات، وفي مقدمتها الدورة السادسة لمؤتمر الصداقة العربية الصينية.
واختتمت كلمتها بالإشارة إلى أن عام 2026 سيشهد الذكرى السبعين للعلاقات الرسمية بين جامعة الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية منذ عام 1956، إلى جانب انعقاد القمة العربية–الصينية الثانية، واحتفال رابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية بمرور عشرين عاماً على تأسيسها، مؤكدة حرص الجامعة على توفير كافة سبل الدعم لإنجاح فعاليات الدورة السادسة للمؤتمر بما يعكس متانة الشراكة العربية الصينية.
وفي ختام الاجتماع، قام السفير الدكتور علي يوسف الشريف بتسليم درع تقديري باسم أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، تكريماً لجهوده في تعزيز أواصر العلاقات العربية–الصينية.