دول تدفع المال لتشجيع الإنجاب سباق عالمي لمواجهة أزمة شيخوخة
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
تشهد العديد من دول العالم، لا سيما المتقدمة منها، سباقًا متصاعدًا لتشجيع مواطنيها على الإنجاب عبر حوافز مالية واستثناءات ضريبية في محاولة للحد من شيخوخة السكان وتراجع معدلات الخصوبة. ووفقًا لتقرير نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية، فإن هذه الظاهرة تمثل تهديدًا ديموغرافيًا واقتصاديًا متزايدًا، إذ يتراجع عدد الأشخاص في سن العمل مقابل ارتفاع أعداد كبار السن.
أزمة ديموغرافية عالمية
يشير الخبراء إلى أن معدل الخصوبة اللازم للحفاظ على استقرار عدد السكان دون الاعتماد على الهجرة يجب ألا يقل عن 2.1 طفل لكل امرأة، وهو المعدل الذي تتدنى دونه معظم الدول المتقدمة. ويُعزى انخفاض المواليد إلى عوامل اقتصادية وثقافية، أبرزها ارتفاع تكاليف المعيشة وتراجع الاستقرار المالي بعد الأزمات الاقتصادية الكبرى، خاصة أزمة عام 2008.
وبحسب دراسة أجراها صندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن نحو 39% من المشاركين في 14 دولة أقروا بأن الصعوبات المالية كانت السبب الرئيس في إنجاب عدد أقل من الأطفال مقارنة بما يرغبون به.
حوافز متنوعة من أوروبا إلى آسيا
بولندا تقدم إعفاءً ضريبيًا كاملًا للأسر التي لديها طفلان أو أكثر حتى دخل سنوي يبلغ 140 ألف زلوتي (نحو 38 ألف دولار)، إضافة إلى برنامج "Family 800+" الذي يمنح 800 زلوتي شهريًا لكل طفل.
وفي المجر، تُعفى الأمهات اللاتي لديهن أربعة أطفال أو أكثر من ضريبة الدخل، كما توفر الحكومة قروضًا عقارية مدعومة بفوائد منخفضة للأزواج الراغبين في الإنجاب.
أما فرنسا فتعتمد نظام "المخصصات العائلية" للأسر التي لديها طفلان أو أكثر، في حين أطلقت إيطاليا "الإعانة الموحدة للأطفال" التي تمنح بدلًا شهريًا يعتمد على دخل الأسرة وعدد الأطفال.
إستونيا تقدم بدلات سخية تصل إلى 1848 يورو للطفل الثاني و3048 يورو لكل طفل ثالث فما فوق، إلى جانب إجازة أبوة مدفوعة الأجر. بينما تمنح روسيا ما يُعرف بـ"رأس مال الأمومة"، وهو دعم مالي مخصص للسكن أو التعليم أو التقاعد.
آسيا تدخل السباق
في تركيا، أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان عام 2025 "عام الأسرة" متضمنًا دعمًا نقديًا جديدًا للمواليد، يبلغ 5000 ليرة للطفل الأول ودفعات شهرية للأطفال اللاحقين.
وتقدم كوريا الجنوبية إعانات شهرية تصل إلى مليون وون للأطفال دون عامهم الأول، بينما أطلقت اليابان خطة لتقليل تكاليف الزواج والتعليم وتشجيع الإنجاب عبر وكالة جديدة تُعنى بالأسرة والطفل.
أما فيتنام فقد أنهت سياسة الطفلين وبدأت تقديم مكافآت مالية لزيادة الخصوبة، في حين تمنح سنغافورة مكافآت نقدية وتفتح حسابات ادخار تطابقها الحكومة لدعم رعاية وتعليم الأطفال.
سباق مع الزمن
تحذر المنظمات الدولية من أن استمرار انخفاض معدلات المواليد سيؤدي إلى اختلالات اقتصادية واجتماعية عميقة خلال العقود المقبلة، ما يجعل دعم الأسرة والإنجاب قضية استراتيجية عالمية تتجاوز الحدود الوطنية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العديد من دول العالم حدود الوطن دول العالم دولة كبار السن الاستقرار المالي مالية نيوزويك مجلة نيوزويك الأمريكية
إقرأ أيضاً:
لمكافحة التحرش.. مجمع إعلام الإسكندرية ينظم ندوة "بيئة مدرسية آمنة"
نظم مجمع إعلام الإسكندرية، التابع للهيئة العامة للاستعلامات، اليوم السبت، ندوة توعوية موسعة بالتعاون مع إدارة غرب التعليمية، تحت عنوان «لا للتحرش.. بيئة مدرسية آمنة»، وذلك بمقر مدرسة بشاير الخير 6 الابتدائية.
تأتي هذه الندوة في إطار حملة قطاع الإعلام الداخلي التي تحمل شعار «لطفولة آمنة.. حمايتهم واجبنا»، والتي تهدف إلى نشر الوعي بمخاطر التحرش وسبل الوقاية منه، وخلق بيئة تعليمية آمنة وداعمة للطلاب. وشهدت الندوة مشاركة واسعة من الطلاب وأولياء الأمور وهيئة التدريس.
استعرض المتحدثون خلال الندوة الآليات القانونية والنفسية للتعامل مع هذه الظاهرة، وأهمية دور الأسرة والمدرسة في غرس القيم الأخلاقية وتعزيز الوعي لدى الأطفال بكيفية حماية أنفسهم.
حضر كل من وسيم جاد وكيل إدارة غرب التعليمية، والدكتورة أمل شعبان خبير التنمية البشرية، والدكتورة مها مرسي مدير الثقافة الصحية بمنطقة غرب الطبية، و بسمة محمد مدير إدارة تكافؤ الفرص ورئيس وحدة حقوق الإنسان بإدارة غرب التعليمية.
وافتتحت أمل علي، مديرة المدرسة، الندوة بالترحيب بالحضور، مؤكدة أن توعية الأطفال وحمايتهم من التحرش من القضايا المهمة والحساسة التي تهم الأسرة والمدرسة معًا، مشددة على حق الطفل في بيئة آمنة داخل المدرسة وخارجها، وهو ما يتطلب وعيًا مجتمعيًا وآليات حماية تُطبق بحزم.
من جانبها، قالت الإعلامية أماني سريح، مدير مجمع إعلام الإسكندرية، إن هدف حملة «حمايتهم واجبنا» هو توعية طلاب المدارس وأولياء الأمور بخطورة ظاهرة التحرش وضرورة حماية الأطفال منها، موضحة أن الحملة تركز على تعليم الأطفال السلوك السليم وكيفية قول «لا» لأي تصرف يضايقهم، مع تعزيز دور الأسرة في المتابعة والدعم، بما يسهم في خلق بيئة مدرسية آمنة قائمة على الاحترام المتبادل.
وأكد وسيم جاد حرص وزارة التربية والتعليم على توفير بيئة مدرسية آمنة وداعمة وخالية من أي إساءة للأطفال، مشيرًا إلى أن المدرسة هي المكان الذي تُغرس فيه قيم العلم والأخلاق، وأن حماية الأطفال مسؤولية مشتركة تتطلب تكاتف الآباء والأمهات والمعلمين.
واستعرضت الدكتورة أمل شعبان مفهوم التحرش باستخدام مصطلح «اللمسة السيئة»، موضحة أهمية إدراك الطفل أن جسده ملك له، وعدم السماح لأي شخص غريب بلمسه، مع توضيح أساليب استدراج الأطفال وطرق التعامل في حال التعرض للتحرش، مثل طلب المساعدة أو الهرب واللجوء إلى الأشخاص الموثوق بهم.
كما تناولت الدكتورة مها مرسي شرح الأماكن الخاصة المحظور لمسها، والتمييز بين اللمسة السيئة واللمسة العادية، وسبل تعامل الأسرة مع الطفل في حال تعرضه للإساءة، مؤكدة أهمية التواصل مع خط نجدة الطفل 16000 لبدء الإجراءات القانونية، إلى جانب تقديم الدعم النفسي والطبي اللازم للطفل.
أوضحت الدكتورة هند محمود، مسؤول الإعلام السكاني، أن الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة هم الأكثر عرضة للتحرش لسهولة خداعهم وصعوبة تعبيرهم عما يتعرضون له، مؤكدة ضرورة توعية الأطفال بعدم الانفراد بهم، وتشجيعهم على سرد تفاصيل يومهم باستمرار.