نجاح بلا هوس.. لماذا تفشل طاحونة تطوير الذات؟
تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT
في خضم التسابق المحموم للوصول إلى "النسخة الأفضل من الذات" الذي يسوّق كشرط للنجاح، يحذر خبراء في علم النفس من الإفراط في هذا التسابق الذي يؤدي إلى انتكاسات ونتائج عكسية، مؤكدين أن القبول الذاتي هو مفتاح النجاح الحقيقي.
وفي مقال "سيكولوجي توداي"، حذر الدكتور جوش غريسل عالم النفس السريري مما وصفه بـ"طاحونة تطوير الذات" التي لا تتوقف، موضحا أن السعي المحموم للتحسين يتحول غالبا إلى مصدر لاستنزاف الطاقة، بدلا من أن يكون دافعا لتحقيق الإنجاز المأمول.
                
      
				
المشكلة -كما يراها الدكتور غريسل- ليست في الممارسات نفسها مثل التأمل أو الروحانيات، بل في أننا نحولها إلى منافسة جديدة، وبدل أن نسترخي ونركز على الاستمتاع بالتجربة أيا كانت، نبدأ مباشرة في قياس الأثر: هل نجحت في التأمل؟ هل فعلتها بشكل أفضل من الأمس؟ وبهذا، يتحول الهدوء إلى ضغط إضافي.
السباق الزائف نحو الإنجازيوضح الدكتور غريسل أننا نهدر طاقتنا عندما نحاول بكل قوتنا سد الفراغ الداخلي والشعور بأن ليس لنا قيمة ذاتية. هذا الإرهاق النفسي والذهني يمنعنا من إنجاز أي شيء فعلي وملموس.
فالصوت المزعج داخل رؤوسنا الذي يصرخ: "أنت لا تملك قيمة كافية" لن يختفي بمضاعفة العمل والضغط على النفس. بل يهدأ فقط عندما نتوقف ونقرر أننا سنكتفي ونقبل ذواتنا كما هي، ما يريح عقولنا ويوجه التركيز نحو الأهداف الخارجية المؤثرة فعلا على مسيرتنا ونجاحنا.
ويستشهد غريسل بحوار طريف مع ابنه الصغير الذي سأله ببساطة: "هل يجب أن أكون شيئا يا أبي؟". هذا السؤال يؤكد أننا لسنا بحاجة لأن نصبح شيئا آخر، فقيمتنا في ذاتنا بالفعل وجاهزون الآن للعمل والنجاح.
وأكد أن النجاح الحقيقي يأتي من هذا الشعور بالاكتفاء الداخلي، لذلك إذا قررت أن تطور نفسك، فافعله بدافع الشغف والفضول لأنك تحب الأمر، وليس محاولة يائسة لإثبات أنك تستحق أو لتعويض نقص غير موجود بالأساس.
إعلانفي الختام، يدعو التقرير إلى أخذ استراحة من الإفراط المستمر في هوس التطوير، مؤكدا أنه حان الوقت للتركيز على الحاضر، والعمل من منطلق القبول العميق للذات. بهذه الطريقة فقط، يكون إنجازك الخارجي نابعا من قوة داخلية، وليس نتيجة سباق لا هدف له سوى إثبات قيمتك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات نجاح
إقرأ أيضاً:
وريثة الظلال… رواية جديدة تكشف الجانب المظلم من النفس البشرية
في عملٍ أدبيٍّ يجمع بين التشويق النفسي والرعب، تصدر الإعلامية والأخصائية النفسية ياسمين العيساوي روايتها الجديدة "وريثة الظلال" لأول مرة ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب.
تدور أحداث الرواية حول العرّافة مليكة، التي تؤمن بعالمٍ خفيٍّ تحكمه الظلال، وابنتها كارما الطبيبة النفسية التي لا تعترف إلا بالمنطق والحقائق العلمية. في صراعٍ بين الماورائيات والعقل، تنفتح أبواب الظلام، ويظهر الغموض الأكبر حين تكتشف كارما أن مديرها الدكتور بدر الذي تجمعها به علاقة خاصة، ليس مجرد طبيب نفسي، بل يسعى هو الآخر لكشف أسرار مرتبطة بالعالم الآخر، الذي طالما حاربت وجوده.
هل يمكن للحب أن ينجو وسط طقوسٍ ظلامية؟ وأي ثمنٍ ستدفعه وريثة العطايا حين تُفتح أبواب الأسرار الموصدة؟
بهذه الأسئلة، تدفع وريثة الظلال القارئ إلى رحلة داخل أعمق مناطق النفس البشرية، حيث تتقاطع الهلاوس مع الوعي، واليقين مع الشك، والإيمان مع الخوف. إنها ليست مجرد رواية رعب، بل تجربة فكرية ونفسية تسائل القارئ عن حقيقة ذاته وما يختبئ خلف ظلالها.
تقول الكاتبة ياسمين العيساوي، التي تجمع بين خلفيتها الإعلامية وعملها في مجال العلاج النفسي:
" كل إنسانٍ يحمل ظلًّا لا يراه، لكنه يوجّه قراراته، اختياراته، وحتى حبّه وكرهه، كتبتُ "وريثة الظلال" لأكشف ذلك الجزء الصامت فينا، الذي يختبئ خلف المنطق والعقل، لكنه في الحقيقة من يُحرّكهما. فنحن جميعًا نؤمن بما لا نراه، بقدرٍ من الغيب، بقوى خفية، بطاقات لا نُدرك مصدرها، أحيانًا عن فطرةٍ، وأحيانًا عن تَوارُثٍ من المجتمع والعائلة. لكن السؤال الذي يظلّ مفتوحًا هو: هل ما يٌقال لنا حقيقة؟ هل هناك فعلًا قوى خفية تحيط بحياتنا؟ أم أن علم النفس قادر على تفكيك هذا الغموض، وإعطائه تفسيراً عِلمياً؟"
تتميّز الرواية بلغةٍ أدبية، تمزج بين الغموض والفلسفة، وبين التحليل النفسي والإثارة السينمائية، مما يجعلها قادرة على جذب كلٍّ من عشّاق الأدب الواقعي والروايات النفسية الغامضة.
ومن المتوقع أن تُحدث الرواية نقاشاً هاماً حول العلاقة بين العلم والخرافة، العقل والحدس، المشاعر والعقل، خاصة في زمنٍ باتت فيه الحدود بين الواقع والخيال أكثر هشاشة من أي وقت مضى.
قد تكون "وريثة الظلال" رواية تجيب عن تلك الأسئلة التي تتبادر إلى ذهن كل شخص بشكل يومي، حول مدى حقيقة ما يسمعه أو يتخيله عن العالم الآخر.