ماذا وراء مزاعم ترامب حول الإبادة الجماعية لمسيحيي نيجيريا؟
تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT
في مايو/أيار الماضي، عندما اتهم الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" حكومة جنوب أفريقيا بـ"إبادة جماعية" ضد المزارعين البيض، واتخذ خطوات لعزل البلاد دبلوماسيا على مستوى العالم، لم يكن السؤال حينها ما إذا كانت نيجيريا- الدولة الأفريقية ذات الثقل الإستراتيجي الأخرى- ستشهد المعاملة نفسها، ولكن "متى سيحدث ذلك؟".
وتنبع مزاعم "ترامب" في الأيام الماضية من خطاب يروّج له بعض المشرعين وناشطي الصهيونية المسيحية اليمينيين والإعلاميين الأميركيين، أمثال "بيل ماهر"، و"تيد كروز"، وغيرهما من الذين يصورون الأزمات الأمنية في شمال نيجيريا على أنها مستهدفة المسيحيين على يد جماعات "إسلامية" متطرفة.
وقد أدى هذا الخطاب إلى أن ترامب صنّف نيجيريا كـ"دولة مثيرة للقلق بشكل خاص"، مُصرّا على وجود "تهديد وجودي ملحّ" للمسيحية في البلاد، ومطالبا بإجراء تحقيقات مع التهديد بالتدخل العسكري وتعليق المساعدات الأميركية، إذا لم تتخذ الحكومة النيجيرية إجراءات حاسمة.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تقع فيها نيجيريا في شبكة تصنيف إدارة "ترامب" ضمن "الدول المثيرة للقلق بشكل خاص"، حيث صُنفت البلاد في ولايته الأولى في ديسمبر/كانون الأول 2020 في عهد الرئيس النيجيري السابق محمد بخاري.
وقد أزالت إدارة جو بايدن من القائمة نيجيريا في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، حيث صرح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأن حذفها من القائمة استند إلى حقائق، وأن نيجيريا "لم تستوفِ المعايير" اللازمة لإدراجها من قبل إدارة ترامب الأولى.
وفي حين أن تصريحات ترامب وتهديداته الأخيرة بالتدخل العسكري لم تُؤخذ على محمل الجِد من قبل جلّ المسؤولين النيجيريين، حيث أصدرت الحكومة النيجيرية بيانات تدحض ادعاءاته، ورحبت بالمساعدة الأميركية، وتشكيل أرضية مشتركة لمحاربة "الإرهاب" تحترم السيادة النيجيرية.
إعلانومع ذلك، أثار هذا التطور نقاشات في الداخل النيجيري، إذ يأتي بعد أسابيع من أحداث أخرى، شملت شائعات مؤامرة انقلابية للإطاحة بالرئيس النيجيري الحالي بولا تينوبو، مما أدى إلى اعتقال أكثر من 40 ضابطا، وإجراء تغييرات كبيرة في رؤساء الأجهزة الأمنية النيجيرية، مع إقالة عشرات آخرين.
ضحايا الإرهاب والأزمات الأمنية في نيجيرياتكذب خريطة أنشطة الجماعات الإرهابية في نيجيريا وضحاياها مزاعم ترامب الأخيرة؛ إذ تُقدر نسبة المسيحيين في شمال نيجيريا بأقل من 4%، وهي المنطقة المقصودة في تصريحاته.
بل تشير جميع الإحصاءات والتحليلات إلى أن المسلمين- وهم أكثر من 95% من سكان المنطقة- هم أكثر ضحايا هجمات الإرهابيين، باعتبار أن الجماعات الإرهابية في نيجيريا تنشط بشكل رئيسي في المناطق الشمالية، مثل شمال شرق نيجيريا- وتحديدا ولايات بورنو، ويوبي، وأداماوا- التي تشهد كبرى الهجمات من "بوكو حرام" وتنظيم الدولة بغرب أفريقيا، مع امتدادها في السنوات القليلة الماضية إلى ولايات شمالية أخرى، بما في ذلك غومبي والنيجر وكادونا وكوغي وكوارا وغيرها من الأقاليم في شمال الغرب وشمال الوسط (أو الحزام الأوسط)، التي تنشط فيها خلايا وتنظيمات إرهابية صغيرة مثل "أنصارو" و"لاكوراوا" و"محمودا".
وتتجاهل تصريحات ترامب حقيقة أن الجماعات الإرهابية لا تفرق بين أعدائها، وأن جميع المجتمعات المحلية سواسية في المعاناة منها، بغض النظر عن معتقداتها. بل إن الدراسات الميدانية كشفت أن الجماعات الإرهابية تولي اهتماما خاصا باغتيال المسلمين واستهدافهم شبه اليومي لمعارضتهم أيديولوجياتها ولتعاونهم مع الحكومة وقوات الأمن الوطنية، مما يزيد من الخسائر البشرية في المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة.
وفيما يتعلق باشتباكات الرعاة والمزارعين في نيجيريا (والتي تحدث أيضا في دول أخرى بمنطقة الساحل)، وأدت إلى مقتل أكثر من 19 ألف شخص منذ عام 1999 في نيجيريا؛ فهي تتمحور أساسا حول التنافس على الأراضي الخصبة وموارد المياه المتناقصة، حيث تفاقم الأمر بسبب التصحر الذي يؤثر على حوالي 43% من أراضي نيجيريا، مما يدفع الرعاة (ومعظمهم من رعاة الفولاني المسلمين) والمزارعين (ومعظمهم من الإثنيات المسيحية والمسلمة) لمثل هذه الأحداث.
وقد شهدت عدة ولايات في جنوب نيجيريا وشمالها هذه الاشتباكات، وبالتالي، يقع المسلمون والمسيحيون على حد سواء ضحاياها.
وهناك قضية قطّاع الطرق التي يكون المسيحيون أغلبية ضحاياها في منطقة الحزام الأوسط (أو شمال الوسط) بنيجيريا، لكون معظم سكان هذه المجتمعات مسيحيين، كما هو الحال في عدد من مجتمعات ولايات بينوي، وبليتو، وتارابا.
وهذا لا يختلف عن حال المسلمين أيضا الذين يشكلون أكبر ضحاياها في المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة، كما هو الحال في مجتمعات بولايات جنوب غرب نيجيريا، وشمال الوسط والغرب.
وعليه، لا توجد إبادة جماعية للمسيحيين أو لمجموعة إثنية محددة في نيجيريا. وقد أكد مسعد بولس، كبير مستشاري ترامب للشؤون العربية والأفريقية، هذه الحقيقة عندما التقى الرئيس النيجيري تينوبو، مؤخرا، حيث نفى بولس ادعاء الإبادة الجماعية للمسيحيين.
إعلانوهو نفس موقف عدد من القساوسة النشطين في شمال نيجيريا، وكبار المسيحيين النيجيريين البارزين الآخرين، قبل أن يتراجع بعضهم عن هذا الموقف خلال اليومين الماضيين؛ بسبب مصالحهم السياسية الخاصة، وتوجهاتهم المؤيدة لإسرائيل في حربها على غزة.
تطورات أخيرة قد تحفز مزاعم ترامب1- أبوجا وتقوية العلاقات مع بريكس ودول الجنوب العالمي:لم تكن علاقات نيجيريا مع واشنطن قوية منذ فترة إدارة الرئيس النيجيري السابق بخاري، وزاد تدهورها منذ وصول ترامب إلى السلطة، حيث نأت أبوجا بنفسها عن إدارته، وخاصة أن الرئيس النيجيري الحالي تينوبو، معروف بقربه من أوروبا.
وقد أشار إلى هذا ما صرح به- أي تينوبو- في بداية سبتمبر/أيلول 2025، بأن نيجيريا لا تخشى أي شيء يفعله ترامب، وذلك تعليقا على تعافي الاقتصاد النيجيري، وقدرة البلاد على الصمود أمام الارتدادات المحتملة عن الضرائب التي تفرضها إدارة ترامب بين الحين والآخر.
وقد أبدت نيجيريا التزامها بتعزيز علاقاتها مع مجموعة البريكس ودولها، وخاصة البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا، من خلال انضمامها رسميا كدولة شريكة للمجموعة في يناير/كانون الثاني 2025، وذلك لتحقيق التحول نحو سياسة خارجية متعددة الأقطاب، وتنفيذ أجندة الإدارة النيجيرية الحالية الساعية نحو الاستفادة من البنية المالية البديلة للمجموعة، وخاصة بنك التنمية الجديد، لتمويل البنية التحتية والمشاريع الاقتصادية في البلاد.
وقد أقرت الحكومة النيجيرية في بيان صادر في أكتوبر/تشرين الأول 2025 بأن هدفها استغلال منصة البريكس لتنويع شراكاتها التجارية بما يتجاوز التحالفات الغربية التقليدية، وتعزيز تأثيرها في إصلاحات الحوكمة العالمية، وتأمين التعاون الفني في قطاعات مثل الزراعة (مثلا، مع روسيا) والتكنولوجيا/البنية التحتية (مثلا، مع الصين والهند) والنفط (مثلا، مع البرازيل).
بل وحث الرئيس تينوبو على ربط نيجيريا بموقف البريكس الداعي إلى ضرورة إعادة تقييم الهياكل المالية والحوكمة العالمية، مطالبا بزيادة تحقيق العدالة للاقتصادات الناشئة.
وهذا الموقف، على الصعيد المحلي النيجيري، اقترن بدفعة دبلوماسية نحو الإصلاحات – مثل التركيز المتجدد على "مركز الاستثمار الشامل" (إستراتيجية نيجيرية لتوحيد جهود الوكالات الوطنية) – بهدف تذليل العقبات البيروقراطية، وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر من دول البريكس.
2- موقف نيجيريا من القضية الفلسطينية:تعد نيجيريا من الدول الأفريقية التي تدعم تاريخيا القضية الفلسطينية، ورغم أنها منذ السنتين الماضيتين حاولت إظهار موقف "محايد" تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة، فإن تصريحات بعض مسؤولي الحكومة النيجيرية تؤكد ميل البلاد نحو الجانب الفلسطيني.
بل دعت الحكومة النيجيرية إلى حل الدولتين باعتباره السبيل "الأمثل" و"الأجدى" للسلام، وفي سبتمبر/أيلول 2025، أدانت وزارة الخارجية النيجيرية، على لسان وزير خارجيتها يوسف توغار، العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، واصفة إياها بـ"غير المقبولة"، ومعتبرة الوضع إبادة جماعية مستمرة بحق الفلسطينيين.
وأعربت أبوجا عن قلقها العميق إزاء معاناة المدنيين الفلسطينيين، وانضمت إلى أكثر من 140 دولة أخرى في تأييد "إعلان نيويورك"، الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.
وفي خطابه الأخير بالجمعية العامة للأمم المتحدة، أدان نائب الرئيس النيجيري كاشم شيتيما، أوضاع المدنيين القتلى والأطفال المشردين والمنازل التي دُمرت في غزة، واصفا الوضع بأنه كارثة إنسانية وانتهاك للقانون الدولي.
وأفادت تقارير عن مقاومة الحكومة النيجيرية الضغوط الإسرائيلية، بما في ذلك المطالبة باعتقال فلسطينيين مقيمين في نيجيريا، كما أكد المشرعون النيجيريون الذين التقوا بممثلين إسرائيليين، التزام أبوجا بحل الدولتين.
إعلان 3- رفض نيجيريا قبول المهاجرين والسجناء من أميركا:لقد رفضت نيجيريا مرارا طلب واشنطن قبول المهاجرين والسجناء المرحلين، حيث أوضحت أبوجا- رغم تهديدات إدارة ترامب بفرض قيود على التأشيرات ورسوم جمركية – أنها تواجه تحديات داخلية جسيمة مع تجاوز عدد سكانها 230 مليون شخص، وأنه لا يمكن أن تصبح الأراضي النيجيرية "مكبا" للمُرحلين.
وعزز الرفضَ النيجيري انتقاداتُ مواطنين ضد حكومات في الدول الأفريقية التي قبلت العرض الأميركي، حيث يُنظر إلى رفض نيجيريا على أنه من أعمال السيادة والكرامة، وأنه كشف حقيقة السياسات الأميركية التي تتبنى مؤخرا نهجا استغلاليا واستعلائيا، وعدم احترام المواقف الأفريقية.
وجدير بالذكر أن هناك احتكاكا بين عملاق الأدب الأفريقي وولي سوينكا، الحائز جائزةَ نوبل، وإدارة ترامب في الأسابيع الأخيرة؛ إذ انتقد الأديب سوينكا، الرئيسَ دونالد ترامب، وأعلن عن تمزيقه بطاقة الإقامة الدائمة الأميركية عام 2016 عقب انتخاب ترامب في فترته الأولى، وذلك رفضا للانضمام إلى مجتمع يقوده ترامب.
وقد صعّد سوينكا، المعروف بنشاطه السياسي ومواقفه المنتقدة الحكومات، مؤخرا من انتقاداته بتشبيهه ترامب بالرئيس الأوغندي عيدي أمين.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2025، ألغت القنصلية الأميركية العامة في لاغوس تأشيرة سوينكا التي أُصدِرت له في عهد إدارة بايدن السابقة، وطلبت منه إحضار جواز سفره لإلغاء التأشيرة. وقد قبل سوينكا علنا عملية الإلغاء (وحظره المحتمل من دخول الولايات المتحدة)، مُصرحا بأنه "راضٍ" عن ذلك، قائلا إنه نابع من انتقاده الصريح الإدارة الأميركية الحالية.
تفسيرات محتملةلقد دفع تهديد ترامب بالتدخل العسكري في نيجيريا بتساؤلات مختلفة عن مدى فهمه مفهوم السيادة الوطنية لدولة أخرى، وما يعنيه الهجوم الأميركي في سياق القانون الدولي.
وقد صنّف البعض مزاعمه وتهديداته ضمن خطاب ذي نزعة تمييزية، بينما رأى آخرون أنها محاولة لمحاكاة الموقف النيجيري الذي وصف ما يجري في غزة بالإبادة الجماعية.
وهناك من اعتبرها ضمن تكتيكاته لإلهاء الجمهور الأميركي عن التحديات الداخلية الأميركية، بما في ذلك ملف "إبستين"، والإغلاق الحكومي، والعنف المسلح، وعدم المساواة العرقية، والأزمة الصحية والاقتصادية.
وباعتبار التطورات الأخيرة حول العلاقات النيجيرية الأميركية وتوجهات أبوجا نحو البريكس مع تجاهل واشنطن- حليف أبوجا التقليدي-، فقد يكون التفسير الأنسب لتصريحات ترامب أنها محاولة لإجبار الحكومة النيجيرية على قبول بعض السياسات الأميركية، مثل قبول المهاجرين المُرحلين (الذين من بينهم السجناء)، أو محاولة لإخطار نيجيريا بحدة مواقفها تجاه القضايا الدولية، بما في ذلك القضية الفلسطينية، والنظام العالمي متعدد الأقطاب.
وقد يكون من أهداف التصريحات، ترويض الحكومة النيجيرية على قبول بعضِ اتفاقيات محتملة حول الموارد الحيوية والإستراتيجية، حيث تمتلك نيجيريا احتياطيات كبيرة من المعادن الأساسية للتحول العالمي في مجال الطاقة والتقنيات النظيفة التي تحتاجها واشنطن، ولكنّ الصين -وشركاء آخرين- تهيمن عليها حاليا.
وتشمل المعادن الرئيسية الليثيوم (حيث تُعد نيجيريا خامس أكبر احتياطيات منه في العالم)، والكوبالت (الذي توجد رواسبه بكثرة في إقليمي شمال الشرق وشمال الوسط اللذين تنشط فيهما الجماعات الإرهابية)، إضافة إلى النيكل والمنغنيز والمعادن المهمة الأخرى المنتشرة في مختلف الولايات النيجيرية، مثل النحاس، والجرافيت والكروم، والموليبدينوم، والزنك.
التداعياتتحمل تصريحات ترامب تداعيات جسيمة على أبعاد متعددة. منها أنها تُفاقم التوترات الطائفية القائمة في نيجيريا، حيث إن تصوير البلاد كمكان يواجه فيه المسيحيون تهديدا وجوديا يُقوِض جهود الوحدة الوطنية والتعايش السلمي، ويُخاطر بتعميق انعدام الثقة بين المسلمين والمسيحيين من جانب، وبين الإثنيات المختلفة من جانب آخر، من خلال تأجيج روايات عن الضحايا والاضطهاد التي لا تستند إلى أدلة واقعية، مما يعيق الحوار ويثير عنفا محليا من خلال تمكين الطائفة التي ترى أمنها مُهددا بناء على معلومات مضللة وكاذبة.
ويضر تكرار الادعاءات الكاذبة من قبل رئيس أميركي بمصداقية الولايات المتحدة دوليا، ويفقدها السلطة الأخلاقية ورأس المال الدبلوماسي بين المسلمين الأفارقة من جانب، وبين الشعوب الأفريقية من جانب آخر.
إعلانبل تُخاطر واشنطن بأن يُنظر إليها على أنها غير مطلعة أو متحيزة في تقييماتها الواقعَ، مما يُؤثر سلبا في سمعتها كوسيط أو شريك عادل، ويُعزز تنامي فقدان الثقة في مواقفها الأخرى بشأن حقوق الإنسان والصراع، حيث تعتبر تصريحاتها ذات دوافع مصلحية وسياسية، وتأطير انتقائي.
ويُفاقم خطاب التدخل العسكري المحتمل وتصنيف نيجيريا "دولة مثيرة للقلق بشكل خاص" من توتر العلاقات الثنائية بين أبوجا وواشنطن، وخاصة أن الحكومة النيجيرية ترفض الاتهامات رفضا قاطعا، وتعتبرها تدخلا سافرا في سيادتها.
وقد يؤدي هذا إلى خلاف دبلوماسي عميق، ويُعزز سعي نيجيريا ودول أفريقية أخرى إلى تنويع شراكاتها الدولية بعيدا عن واشنطن؛ ردا على ما يُتصور من عداء أو تحريف أميركي.
خاتمةإن مزاعم واشنطن بـ"إبادة جماعية" للمسيحيين في نيجيريا، والتي تردد صداها في روايات سابقة عن "إبادة جماعية للبيض" في جنوب أفريقيا، تُهدد بتنفير الجماهير والحكومات الأفريقية؛ إذ تعكس هذه الادعاءات غالبا تأطيرا انتقائيا يتجاهل الصورة الشاملة والواقعية للأوضاع وعواملها الاجتماعية والاقتصادية.
وتُغذي هذه الروايات الكاذبة مخاوف بشأن تعمد التحريف أو تبني المواقف الاستعمارية الجديدة. وهذا سيؤثر في نفوذ واشنطن، وخاصة في حالة تصدي الدول الأفريقية مثل جنوب أفريقيا ونيجيريا لما تعتبرانه تدخلا متحيزا أو تدخلات مدفوعة بأجندات خاصة. وهو ما سيُعزز دور القوى العالمية البديلة التي تُقدم نفسها على أنها أقل إصدارا للأحكام أو أكثر احتراما للسيادة الأفريقية.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات الجماعات الإرهابیة الحکومة النیجیریة الرئیس النیجیری تصریحات ترامب إبادة جماعیة جنوب أفریقیا إدارة ترامب فی نیجیریا شمال الوسط بما فی ذلک ت نیجیریا فی شمال أکثر من من جانب التی ت فی غزة
إقرأ أيضاً:
سياسي كردي:حصص المناصب بين حزبي بارزاني وطالباني وراء تأخير تشكيل الحكومة
آخر تحديث: 2 نونبر 2025 - 12:54 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال الباحث في الشأن السياسي الكردي نوزاد لطيف، الاحد، إن “ما تطرق له المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني محمود أحمد من وجود خيارات أخرى لتشكيل حكومة الإقليم في حال لم يشارك الاتحاد الوطني، غير ممكن”، موضحًا في حديث صحفي، أن “الحكومة والمؤسسات في الإقليم قائمة على الحزبين، لأنه منطقيًا لا يمكن تشكيل أي حكومة دون أحدهما، كون كل حزب يسيطر على منطقة معينة في كردستان، وبالتالي لا يمكن اللجوء إلى خيارات أخرى، وستفشل أي حكومة دون مشاركة الاتحاد الوطني”.ويستمر الخلاف بين الحزبين حول توزيع المناصب الإدارية والأمنية، وتحديد موعد الانتخابات البرلمانية في الإقليم، حيث يتركز نفوذ الحزب الديمقراطي في أربيل ودهوك، بينما يهيمن الاتحاد الوطني على السليمانية وحلبجة، ما يجعل أي محاولة لتشكيل حكومة أحادية الجانب محفوفة بالمخاطر السياسية والإدارية، وتفتح الباب أمام أزمة حكم غير مسبوقة في الإقليم.