كاتبة من غزة: من هنا إلى السودان ألَمُهم هو ألمنا
تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT
في مقالها المؤثر "من غزة إلى السودان: ألمهم هو ألمنا"، تكتب الصحفية الفلسطينية لينا غسان أبو زيد من قلب غزة عن الرابط الإنساني العميق بين معاناة الفلسطينيين ومعاناة السودانيين، مؤكدة أن الحروب والجوع والدمار ليست أحداثا معزولة، بل فصول متصلة من قصة إنسانية واحدة يغيب عنها الضمير العالمي.
تصف الكاتبة في مقالها بموقع إنترسبت الأميركي مشاهد الحياة اليومية في غزة تحت القصف، حيث الخوف والجوع والدمار، ثم تربط ذلك بما يحدث في السودان، خصوصا في دارفور والفاشر، حيث يعيش المدنيون حصارا خانقا ويفتقرون إلى الماء والغذاء والدواء، في حين تنهار المستشفيات والمدارس وسط صمت دولي مؤلم.
وتقول أبو زيد وهي تتحدث من قلب غزة المحاصرة، إنها ترى في المأساة السودانية مرآة لمآسي الفلسطينيين، وتؤكد أن الدمار والجوع والحصار ليست قضايا محلية، بل وجع إنساني مشترك يجمع بين الشعوب المنكوبة.
ويمكن تلخيص ما ذهبت إليه الكاتبة بشأن تطابق مأساة غزة ومأساة السودان في 5 نقاط:
أولا: حياة بين الخوف والجوعتصف الكاتبة المشهد اليومي في غزة حيث يعيش الناس تحت القصف، يعدّون الأيام بين وجبة وأخرى، ويتنقلون بين الخوف والأمل في دورة لا تنتهي. اعتقد سكان غزة أن معاناتهم فريدة، حتى شاهدوا السودان يحترق بالصمت نفسه الذي يلف مآسيهم.
وفي غزة كما في السودان، يموت الناس جوعا وتحت الأنقاض، في حين تغيب الكاميرات وكأن الألم في الجنوب العالمي لا يستحق أن يُرى في شمال الكرة الأرضية.
ثانيا: نسخة أخرى من الألم
تنتقل أبو زيد إلى السودان، حيث يعيش المدنيون في دارفور والفاشر والخرطوم وضعا مأساويا مشابها لما عاشته غزة، مشيرة إلى مقتل أكثر من 460 مدنيا في يوم واحد بمدينة الفاشر على يد قوات الدعم السريع، وإلى نزوح أكثر من 14 مليون سوداني داخل البلاد وخارجها، مقابل نسبة نزوح تبلغ نحو 90% في غزة.
وتصف الكاتبة كيف أن الحصار والجوع وانعدام المياه والدواء جعلت من المدن السودانية مناطق موت بطيء، تشبه ما عاشه الغزيون بعد القصف والدمار.
وتضيف أن المدنيين السودانيين أصبحوا رهائن لحرب يتعرضون فيها للقتل والاختطاف والتهجير القسري، دون حماية دولية أو اهتمام إعلامي.
الإنسانية الحقيقية لا تُقاس بموقع الضحية، بل بالاستجابة لآلام البشر أينما كانوا
ثالثا: الصمت العالمي إعلانترى الكاتبة أن ما يضاعف الألم في غزة والسودان ليس فقط القصف أو الجوع، بل صمت العالم، وتدين ازدواجية المعايير لدى المجتمع الدولي الذي يرفع شعارات حقوق الإنسان في المؤتمرات، في حين يتجاهل ضحايا الحروب في الجنوب.
تقول "ما يؤلمنا أكثر من الجوع هو صمت العالم"، وتشدد على أن الإنسانية الحقيقية لا تُقاس بموقع الضحية، بل بالاستجابة لآلام البشر أينما كانوا.
وتصف هذا الصمت بأنه "خيانة مضاعفة"، تجعل الضحايا يشعرون بأن العالم يرى لكنه يختار ألا يتكلم.
ترى أبو زيد أن ما يجمع بين غزة والسودان ليس الجغرافيا بل الجراح، فدماء الأطفال في دارفور هي ذاتها دماء الأطفال في غزة، والمدارس والمستشفيات المدمرة في الخرطوم تشبه تماما تلك التي سويت بالأرض في دير البلح والنصيرات.
كلما قرأت عن الموت في الفاشر أو الجنينة، أشعر أن ألمهم هو ألمنا
وتؤكد أن الحروب في الجنوب العالمي سواء في فلسطين أو السودان ليست سوى وجوه مختلفة للمعاناة ذاتها، وأن التاريخ يعيد نفسه لأن العالم لا يتعلم من صمته.
تكتب "كلما قرأت عن الموت في الفاشر أو الجنينة، أشعر أن ألمهم هو ألمنا"، لتجسد وحدة الوجع بين الشعبين.
وتختم الكاتبة مقالها بنداء صادق إلى العالم:
"تحدثوا عن السودان، كما تتحدثون عن غزة، فالصمت يقتل كما تفعل القنابل".
تحدثوا عن السودان، كما تتحدثون عن غزة، فالصمت يقتل كما تفعل القنابل
وتدعو الكاتبة إلى كسر دائرة الصمت الإعلامي والاهتمام بمعاناة الشعوب المنسية، لأن الإنسانية ليست امتيازا، بل واجب أخلاقي.
وتؤكد أن كل كلمة تُكتب وكل قصة تُروى يمكن أن تُخفف من الألم وتعيد بعض الكرامة للضحايا.
وتختتم أبو زيد مقالها بعبارة تلخص رسالتها قائلة "لا تتركوا السودان وحيدا كما تُركت غزة، فالألم مشترك، والإنسانية مسؤولية الجميع".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات أبو زید فی غزة
إقرأ أيضاً:
بالصور.. مظاهرات أوروبية تندد بصمت العالم على مأساة السودان
شهدت ساحة الباستيل في العاصمة الفرنسية باريس، مساء السبت الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2025، مظاهرة حاشدة شارك فيها مئات من أبناء الجالية السودانية والعربية إلى جانب نشطاء فرنسيين، للتنديد بما وصفوه بالإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الدعم السريع في إقليم دارفور، وللتعبير عن غضبهم مما اعتبروه "صمتا وتواطؤا" من المجتمع الدولي، ولا سيما فرنسا.
وتأتي هذه المظاهرة بعد تحركات مشابهة في مدن أوروبية أخرى، بينها برلين، حيث خرج مئات المتظاهرين في وقفات تضامن مع سكان دارفور، مطالبين بإحالة الجرائم المرتكبة إلى المحكمة الجنائية الدولية ووقف أي دعم خارجي للأطراف المتحاربة.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن آلاف المدنيين لقوا حتفهم في غرب دارفور خلال العامين الماضيين، وأن مناطق بأكملها تعرضت للحرق والتدمير، بينما نزح مئات الآلاف إلى تشاد والدول المجاورة في واحدة من أكبر موجات النزوح في أفريقيا منذ عقود.
وفي الوقت الذي تواصل فيه المنظمات الدولية توثيق الانتهاكات في السودان، تتعالى أصوات من مختلف أنحاء العالم تطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف أكثر حزما تجاه ما يجري، وفتح تحقيقات شفافة بشأن تدفق الأسلحة إلى مناطق الصراع عبر أطراف إقليمية ودولية.
إعلانكما يدعو ناشطون حقوقيون إلى فرض عقوبات على الجهات المتورطة في الانتهاكات، وإيقاف أي دعم سياسي أو لوجستي قد يسهم في إطالة أمد الحرب أو تغذية النزاعات العرقية، مؤكدين أن صمت العالم أمام ما يحدث في دارفور يشكل تواطؤا مع الجريمة واستمرارا لمعاناة المدنيين.