بزشكيان : القدرة الدفاعية لإيران اليوم لا تُقارن بما كانت عليه قبل حرب الـ 12 يوما
تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT
الثورة نت/وكالات أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن إيران لا تسعى للحرب أو الصراع بأي شكل من الأشكال، مشيرا الى أن قدرات إيران الدفاعية الحالية لا تُقارن بما كانت عليه قبل حرب الـ 12 يومًا المفروضة، وأنه “إذا أخطأ العدو الصهيوني، فسيواجه ردًا سريعًا وساحقًا ومؤلمًا”. وأفادت وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء اليوم الثلاثاء، بأن تصريحات بزشكيان ، جاءت خلال لقائه مع محافظ وأعضاء مجلس نواب محافظة كرمان.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
قلعة نخل.. شاهد يعكس تفاعل الطبيعة الجبلية والهندسة الدفاعية
كتبت: خلود الفزارية
تصوير: محمد المعشري
توجهت في رحلة إلى معلم أثري يمثل شاهدا على عراقة التاريخ ويعكس التجربة العمرانية العمانية، ناهيك عن الاهتمام المستمر بترميمه الذي يؤكد قيمته الحضارية عبر الأجيال.
ما إن ولجنا إلى ولاية نخل حتى بدت القلعة شامخة ترتفع نحو مائتي قدم على سفوح جبال الحجر الغربي، وتحيط بها بساتين النخيل، وعيون المياه المعدنية الحارّة التي تتدفق طوال العام وأهمها عين "الثوارة".
تسمى قلعة نخل أيضا بحصن "الحيم"، وتقع القلعة عند مدخل ولاية نخل في وادي الرقيم بمحافظة جنوب الباطنة، ويمنحها موقعها الاستراتيجي خطا دفاعيا، فأجزاء الصخر الطبيعي ترتفع مع ارتفاع البناء، لتندمج الطبيعة مع صناعة الإنسان وتصبح جزءا من تحصيناتها الدفاعية داخل القلعة وخارجها. وتقع القلعة إلى الجهة الغربية من سوق نخل، الذي أعيد بناؤه في السنوات الأخيرة.
تبلغ مساحة القلعة نحو 3400 متر مربع، وتتميز ببنائها المتين وهيكلها الضخم، ويعد بابها الخشبي المصمم على الطراز العماني القديم من أبرز ملامحها، وتتسم بتفاصيلها التراثية من الأواني الفخارية والعناصر الزخرفية التي تعكس مهارة الحرفيين العمانيين.
الترميم والتطوير
دخلنا من بابها الخارجي الذي أنشئ في عهد الإمام سعيد بن سلطان عام 1250 هجريا / 1834 ميلاديا، مستشعرين المهابة بين الأسوار والأبراج، وعرفنا بأن القلعة من أقدم الحصون القائمة في عمان، حيث يمتد تاريخها إلى ما قبل الإسلام، وقد جددت مرارا، أبرزها في عهد الإمام الصلت بن مالك الخروصي عام 170 هجريا، ثم في القرنين الثالث والعاشر الهجري تم تجديدها في عهد النباهنة، وأضيف إليها السور الخارجي وما يضمه من أبراج خلال عهد دولة اليعاربة. وقام السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي بإضافة السور والباب الرئيسي في منتصف القلعة. وفي عام 1990 ميلاديا، أعيد ترميم القلعة بالكامل في عهد السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه -، وشمل الترميم مختلف مرافقها الداخلية والخارجية. وبعد مرور أكثر من اثنين وثلاثين عاما، خضعت القلعة لعملية ترميم شاملة جديدة في عام 2023 ميلاديا، استهدفت الأبراج والأسوار والمرافق كافة، تأكيدا على الوعي بأهميتها التاريخية والسياحية، وحرصا على صون ملامحها الأصلية باعتبارها رمزا من رموز الهوية العمانية.
ملامح القلعة
تضم القلعة ثلاثة أبراج كبيرة في الجهات الشرقية والغربية والوسطى، إضافة إلى بئرين للمياه، وبيت متكامل كان يستخدمه الوالي، وتضم سجنا ومخازن للتمور والمؤن ومسجدا، فضلا عن برزتين كانتا مخصصتين للوالي للنظر في شؤون المجتمع والتقاضي.
ففي الطابق الأرضي، لمحنا المسجد الصغير، وبئر الماء وغرفاً لتخزين التمور، وكلها شواهد على الحياة اليومية في حصن كان يحمي الأرض والبساتين. ثم صعدنا إلى الطابق الثاني حيث غرف الوالي وأسرته، والاستراحة النسائية، وغرف الضيوف، والبرزتان الشتوية والصيفية، ووجدنا بعض الأثاث القديم ما يزال حاضرا، إلى جانب السيوف والمدافع. ولمحنا الأبراج الثلاثة: الشرقي والغربي والأوسط، وعند الاقتراب منها تستشعر ملامح الحراسة والمراقبة، أما السور وفتحات المدافع والمداخل تم تصميمها بطريقة محكمة كوسيلة دفاعية قوية. وما أسرني أكثر الأسقف الخشبية المزخرفة بالألوان الأنيقة، منحت القلعة روحا فنية إلى جانب دورها العسكري.
وعندما توجهنا إلى سطح القلعة رأينا لوحة بانورامية تعكس الطبيعة العمانية بالنخيل الوارفة، والأفلاج المتدفقة، والجبال التي تحتضن المعالم الحية. جاءت القلعة لتحرس الطبيعة والتاريخ والذاكرة العمانية، ويمر أسفلها جسر يضفي طابعا عمرانيا. ومع التجديد المتكرر في حقب مختلفة، جرى تطوير القلعة على مراحل متعاقبة منذ القرن السابع عشر الميلادي، عكس طبيعة العمارة العسكرية في عمان بما ينسجم مع التحولات السياسية والعسكرية التي شهدتها البلاد.