منظمتان: قمع دموي وانتهاكات وحجب للإنترنت في تنزانيا بعد الانتخابات
تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT
دانت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش تصاعد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في تنزانيا، بما في ذلك عمليات القتل غير القانونية، واستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين.
كما انتقدتا بشدة حجب الإنترنت والكهرباء على نطاق واسع، وذلك في أعقاب الانتخابات العامة التي جرت في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"سجل أسود".. حماس تدين ظروف استشهاد أسير في سجن إسرائيليlist 2 of 2قبِل تعنيفهم.. ترامب: ملاحقة المهاجرين غير النظاميين "لم تكن كافية"end of list
وقالت المنظمتان في بيانين منفصلين إن السلطات التنزانية ردّت على الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات بالقمع العنيف، بما في ذلك إطلاق النار على المحتجين والمارة، وفرض قيود شاملة على وسائل الإعلام المحلية والدولية، وحجب خدمات الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، مما أعاق توثيق الانتهاكات والتحقق من المعلومات.
وفي بيان لها، قالت فونغاى تشيكواندا، نائبة المدير الإقليمي للعفو الدولية لمنطقة شرق وجنوب أفريقيا، إن البلاد تشهد منذ قرابة أسبوع انقطاعا شاملا أو جزئيا لخدمات الإنترنت والكهرباء، بالتزامن مع احتجاجات ما بعد الانتخابات، مشيرة إلى أن قوات الأمن استخدمت "القوة المفرطة" لتفريق المتظاهرين، مما تسبب في سقوط قتلى وجرحى.
وأعربت العفو الدولية عن قلقها من أن هذه هي المرة الثالثة خلال أقل من عام التي تلجأ فيها السلطات التنزانية إلى حجب الإنترنت لإسكات الأصوات المعارضة. وطالبت المنظمة بالإفراج الفوري عن كل من اعتُقل لمجرد ممارسته حقه في التجمع السلمي، وبفتح تحقيقات مستقلة وشفافة في كافة عمليات القتل التي ارتكبتها عناصر الأمن، مع محاسبة الجناة وضمان حصول الضحايا وذويهم على العدالة.
كما شددت على ضرورة تمكين وسائل الإعلام المحلية والدولية من تغطية الوضع الحقوقي بحرية، ووقف تقييد الوصول إلى المعلومات، واستعادة خدمات الإنترنت والخدمات العامة، مؤكدة أن القيود الحالية تعرقل بشدة التحقق من الحقائق وتوثيق الانتهاكات المرتبطة بالانتخابات.
إعلانمن جانبها، قالت هيومن رايتس ووتش إن الانتخابات، التي فازت فيها الرئيسة سامية سولوهو حسن بنسبة 97.66% وفق الإعلان الرسمي، أعقبتها احتجاجات واسعة استمرت 3 أيام في دار السلام وعدة مدن أخرى، ردّت عليها الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع والذخيرة الحية لتفريق الحشود.
وأضافت المنظمة أن تقارير أفادت بسقوط قتلى، بينهم محتجون ومارة، على يد الشرطة وأشخاص بملابس مدنية، بينما نقل مسؤول في حزب المعارضة "تشاديما" أن الحزب جمع معلومات تشير إلى مقتل نحو ألف شخص في 8 مناطق بالبلاد بعد الانتخابات، وهو رقم لم تتمكن المنظمة من التحقق منه، إلا أن منظمات إقليمية ودولية أبدت قلقها من ارتفاع عدد الضحايا.
وأشارت هيومن رايتس ووتش إلى أن الحكومة فرضت إغلاقا تاما لمدة 24 ساعة من مساء يوم الانتخابات وحتى 3 نوفمبر/تشرين الثاني، ما منع السكان من مغادرة منازلهم لشراء الطعام أو الحصول على المال، وأدى لإغلاق المحال التجارية. كما أعاق الإغلاق وقيود الإنترنت عمل الصحفيين المحليين والدوليين، حيث حُرم العديد منهم من التغطية بسبب رفض أو تجاهل طلبات الاعتماد، ومنع بعضهم من الوصول إلى مواقع الأحداث.
ودعت المنظمة إلى إنهاء استخدام القوة المميتة ضد المحتجين، وضمان المساءلة عن الانتهاكات المرتكبة من قبل قوات الأمن، واحترام الحقوق الدستورية والدولية للمواطنين في حرية التعبير والتجمع السلمي، وإعادة الإنترنت بشكل كامل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات حريات
إقرأ أيضاً:
المنظمة الدولية للهجرة: نزوح 36 ألف سوداني من كردفان خلال أسبوع
أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 36 ألف سوداني فروا من بلدات وقرى في ولاية شمال كردفان خلال أسبوع واحد، عقب سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور المجاورة، مما يعكس اتساع نطاق الصراع في غرب ووسط السودان.
وأوضحت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في بيان، أن نحو 36,825 شخصا نزحوا من خمس بلدات وقرى في شمال كردفان بين 26 و31 October الماضي، مع تصاعد حدة القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، الذي اندلع في أبريل 2023 ودخل مرحلة أكثر اتساعا في الأسابيع الأخيرة.
وامتدت المواجهات مؤخرا من دارفور إلى ولايات كردفان المجاورة، وسط مؤشرات على حشود عسكرية ضخمة للطرفين في محيط المدن الرئيسية شمال الولاية. ويتركز الصراع حاليا على مدينة الأبيض، عاصمة شمال كردفان، التي تمثل مركزا لوجستيا واستراتيجيا مهما يربط بين دارفور والخرطوم، وتضم مطارا حيويا يعد أحد أهم منافذ الإمداد العسكري والمدني في المنطقة.
وأكد أحد عناصر قوات الدعم السريع في تسجيل مصور بثته القوة أن وحدات الدعم السريع التحمت في محور بارا، وهي المدينة الواقعة شمال الأبيض والتي أعلنت القوة سيطرتها عليها الأسبوع الماضي.
وأشار شهود عيان من المنطقة، بينهم سليمان بابكر من أم صميمة غربي الأبيض، إلى أن أعداد مركبات قوات الدعم السريع زادت بشكل ملحوظ بعد سيطرتها على الفاشر، موضحين أن السكان توقفوا عن التوجه إلى مزارعهم خوفا من تجدد المواجهات. وأفاد سكان آخرون بأن انتشارا مكثفا لقوات الجيش والدعم السريع شوهد في محيط الأبيض خلال الأسبوعين الماضيين، في مؤشر على معركة محتملة للسيطرة على المدينة.
وحذرت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون إفريقيا مارثا بوبي من تكرار سيناريو دارفور في شمال كردفان، مشيرة إلى أن تطورات الأوضاع تنذر بتفاقم الكارثة الإنسانية في السودان. وأكدت أن النزاع المستمر منذ أكثر من عام ونصف أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 12 مليون شخص داخل البلاد وخارجها، في ما وصفته بأنه إحدى أكبر أزمات النزوح والجوع في العالم.
وتتزامن هذه التطورات مع مساعٍ دولية متجددة لوقف إطلاق النار، إذ أعلن المبعوث الأممي إلى السودان مسعد بولس أنه يسعى للتوصل إلى هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، بهدف تمكين المنظمات من إيصال المساعدات إلى ملايين المتضررين في مناطق النزاع.
في المقابل، أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه البالغ إزاء تدهور الوضع في الفاشر واستمرار العمليات العسكرية في شمال كردفان، داعيا إلى وقف فوري للقتال واستئناف الحوار السياسي بين الجيش وقوات الدعم السريع لتفادي انزلاق البلاد إلى مزيد من الفوضى.
آخر تحديث: 3 نوفمبر 2025 - 15:16