د. مها بنت مشاري: مؤتمر Space Lead خطوة استراتيجية نحو استكشاف الفضاء
تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT
جواهر الدهيم – “الجزيرة”
أكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة الدكتورة مها بنت مشاري آل سعود، نائب رئيس جامعة الفيصل للعلاقات الخارجية والتطوير ورئيسة اللجنة العليا لمؤتمر “Space Lead 25″، أن المؤتمر يشكل خطوة استراتيجية نحو استشراف مستقبل جديد، تتلاقى فيه العلوم الطبية والهندسية لاستكشاف الفضاء وفهم تأثيره على صحة الإنسان وحياته.
وتنظم جامعة الفيصل بالرياض المؤتمر الدولي “Space Lead 25” خلال الفترة من 10 إلى 11 نوفمبر المقبل، تحت عنوان: “مستقبل الصحة والهندسة المتقدمة في الفضاء”، وذلك بمشاركة محلية ودولية واسعة تضم أكثر من 1000 باحث وخبير ومختص، في قاعة الأميرة هيا بنت تركي بمقر الجامعة في المعذر، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن فيصل بن عبدالعزيز، رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.
وأضافت: إن المؤتمر ليس مجرد تجمع علمي فحسب، بل هو رسالة وطنية تعبر عن ثقة المملكة في قدراتها البحثية وطاقاتها الشابة، وعن إيمانها بأن الاستثمار في المعرفة هو الاستثمار الأكثر استدامة وتأثيرا في بناء المستقبل.
وتابعت سموها قائلة: إن ما يميز هذا المؤتمر أنه يفتح آفاقا غير تقليدية في البحث العلمي، تجمع بين تخصصات متعددة، من الطب إلى الفيزياء والهندسة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، فدراسة تأثيرات الفضاء على صحة الإنسان تمثل تحديا علميا كبيرا لكنها في الوقت ذاته تتيح فرصا طبية وهندسية واكتشافات يمكن تطبيقها لتحسين جودة الحياة على الأرض، وهو ما يجعل من هذا الحدث منصة تجمع بين الحلم العلمي والواقع التطبيقي”.
وأشارت سموها إلى أن استضافة جامعة الفيصل بالرياض لهذه التظاهرة الدولية يعكس المكانة المتقدمة التي باتت تحتلها المؤسسات الأكاديمية السعودية في مجال البحث العلمي والابتكار، ويؤكد أن المملكة أصبحت وجهة عالمية للتعاون المعرفي والعلمي. وقالت: نحن نؤمن بأن الجامعات لم تعد مجرد مقاعد للدراسة، بل مصانع للفكر والإبداع، ومحركات للتنمية والتطور. ومن هنا، يأتي دور جامعة الفيصل في تنظيم مؤتمر بهذه القيمة العلمية الرفيعة ليكون أحد المعالم البارزة في مسيرة البحث العلمي الوطني.
اقرأ أيضاًالمجتمعأكثر من 150 متدربًا ينهون برامج تدريبية احترافية لـوكالة الفضاء السعودية
وأشارت الى أن الأبحاث المرتبطة بالفضاء والصحة لم تعد حكرا على وكالات الفضاء الكبرى، بل أصبحت مجالا مفتوحا أمام العلماء والباحثين من كل دول العالم، والمملكة اليوم تمتلك الكفاءات والبنية التحتية التي تؤهلها لتكون شريكا فاعلا في هذا الحقل العلمي المتقدم، ونحن نطمح من خلال هذا المؤتمر إلى بناء جسور تعاون بحثي مع المراكز العلمية العالمية، وإطلاق مبادرات مشتركة تسهم في تطوير التقنيات الطبية والهندسية التي تحاكي ظروف الفضاء”.
وأكدت سموها أن الاهتمام بقطاع الفضاء هو في جوهره اهتمام بالإنسان، قائلة: إن الفضاء ليس بعيدا عنا كما نتصور، فهو مرآة لتطورنا العلمي، ومنصة لتجاربنا المستقبلية في مجالات الطاقة، والطب، والهندسة الحيوية، وعلوم المواد. وكل تقدم نحرزه في فهم الفضاء هو تقدم ننعكس آثاره على حياتنا اليومية وصحتنا ومستقبل أجيالنا.
وعبّرت سموها عن خالص الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن فيصل بن عبدالعزيز، رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، على رعايته الكريمة ودعمه المستمر للعلم والبحث والابتكار، والمبادرات العلمية والمعرفية.
واختتمت سموها بقولها: “إن مؤتمر (Space Lead 25) يمثل بداية رحلة علمية جديدة تؤكد أن المملكة تمضي بخطى واثقة نحو ريادة العالم في مجالات العلوم المتقدمة. وسنواصل العمل في اللجنة العليا واللجان العلمية والتنظيمية لضمان أن يكون هذا المؤتمر نقطة انطلاق نحو مبادرات بحثية دائمة، تكرّس التعاون الدولي، وتُسهم في بناء مستقبل علمي سعودي يواكب تطلعات قيادتنا الحكيمة، ويعكس طموحات وطننا في فضاء الابتكار والمعرفة”.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية جامعة الفیصل
إقرأ أيضاً:
الصحة: تفعيل منظومة البحث العلمي في مستشفيات المراكز الطبية المتخصصة
أعلنت وزارة الصحة والسكان عن الإنجازات البارزة التي تحققت في تنفيذ التوصية التاسعة المتعلقة بـ”البحث العلمي”، ضمن التوصيات الـ11 للنسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية لعام 2024، يأتي هذا الإعلان قبيل انطلاق النسخة الثالثة من المؤتمر “PHDC’25” لهذا العام، حيث تواصل الوزارة نشر تقارير نتائج تنفيذ التوصيات تباعاً، والتي أعدتها اللجنة العليا لمتابعة التنفيذ، المشكلة بقرار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان رقم 17 لعام 2025.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الوزارة تولي اهتماماً بالغاً بتفعيل البحث العلمي في القطاع الصحي، باعتباره أحد المحركات الرئيسية للتنمية الصحية وتحسين جودة الخدمات، مشيراً إلى أن التوصية التاسعة ركزت على تعزيز البحث العلمي التطبيقي وربطه باحتياجات الصحة العامة.
وأضاف "عبدالغفار" أن أبرز الإنجازات تشمل تفعيل منظومة البحث العلمي في جميع مستشفيات الأمانة العامة للمراكز الطبية المتخصصة ووحدات البحوث الإكلينيكية، حيث انعقدت 22 لجنة بحث علمي خلال عام 2024، قامت بفحص 353 بحثاً علمياً مقدمة من 45 مستشفى، وتمت الموافقة على 262 منها، ونُشر 50 بحثاً في مجلات علمية متخصصة محلية ودولية.
وأشار "عبدالغفار" إلى تسجيل لجنة مؤسسية لمراجعة أخلاقيات البحث العلمي، بهدف ضمان حقوق المشاركين في الأبحاث ودعم الباحثين وتعزيز المعايير الأخلاقية في ضوء قانون البحوث الطبية الإكلينيكية، بما يضمن توافق جميع الدراسات مع الضوابط الوطنية والدولية.
وتابع المتحدث الرسمي أن لجنة أخلاقيات البحوث الطبية بالمركز القومي للبحوث تعد أول لجنة من نوعها على مستوى الجمهورية، حيث تأسست في مارس 2003، وتم تسجيلها دولياً ضمن الضمان الفيدرالي لحماية الأشخاص الخاضعين للتجارب، كما تم اعتمادها عام 2024 من قبل الشبكة المصرية للجان أخلاقيات البحث العلمي كأول لجنة تراجع الأبحاث على الإنسان والحيوان في مصر.
وأوضح "عبدالغفار" أن اللجنة أصبحت أول لجنة تعمل بالكامل إلكترونياً منذ عام 2025، بما يتماشى مع أهداف التحول الرقمي والتنمية المستدامة، وتضم مستشارين مستقلين من خارج مصر من دول بينها إنجلترا ولبنان والولايات المتحدة الأمريكية وكرواتيا وبلغاريا، كما وقعت بروتوكولات تعاون مع لجان أخلاقيات البحث العلمي داخل مصر وخارجها، وجارٍ اعتمادها من قبل جمعية برامج اعتماد حماية البحوث البشرية.
وأكد المتحدث الرسمي أن اللجنة تضم 30 عضواً من ذوي التخصصات الطبية والعلمية والشرعية والقانونية، بالإضافة إلى ممثلين من الأزهر ورجال المجتمع، مما يضمن تنوع الخبرات واستقلالية اتخاذ القرار، مع إمكانية الاستعانة بمستشارين مستقلين في مجالات خاصة.
وكشف "عبدالغفار" أن اللجنة تعمل على حماية حقوق وسلامة المشاركين في التجارب السريرية والأبحاث الحيوانية والنباتية، وتتبنى رؤية طموحة بأن تصبح أفضل نموذج للجنة أخلاقيات للبحوث الطبية في الشرق الأوسط وإفريقيا، معترف بها دولياً في مراجعة السلوك الأخلاقي للأبحاث، كما تركز رسالتها على ضمان التزام جميع الأبحاث بالمعايير الأخلاقية والقانونية، ومراقبة تنفيذها بدقة، وتمكين الباحثين وأعضاء اللجان من خلال التدريب المستمر وتعزيز ثقافة البحث العلمي المسؤول.
وأضاف "عبدالغفار" أن من أبرز الأبحاث التطبيقية ضمن الخطة البحثية للوزارة بحث عن التدعيم الحيوي للخضروات لزيادة المغذيات، وآخر عن تقييم أثر تدعيم دقيق الخبز البلدي بالحديد وحمض الفوليك لمواجهة الأنيميا، في إطار جهود الدولة لمكافحة سوء التغذية وتحسين المؤشرات الصحية للمواطنين.
ولفت "عبدالغفار" إلى تنفيذ مبادرة “صحتك سعادة” التي تضمنت أبحاثاً متقدمة حول الاكتشاف المبكر لاضطراب طيف التوحد، ودراسة العوامل الوراثية والبيئية المؤثرة في تطوره، بالإضافة إلى أبحاث حول فعالية المكملات الغذائية في تحسين القدرات اللغوية لدى الأطفال المصابين بمتلازمة داون واضطراب طيف التوحد، مما يعزز التكامل بين البحث العلمي والممارسات الإكلينيكية.
ونوه المتحدث الرسمي إلى أن الوزارة تعمل حالياً على إنشاء مجلس لمراقبة البيانات والسلامة يتولى متابعة سلامة المرضى خلال التجارب الإكلينيكية، فضلاً عن إطلاق برامج تدريبية وورش عمل لتأهيل الباحثين الشباب على أساليب البحث العلمي ومراجعة البروتوكولات الأخلاقية.
تحقيق أهداف التنمية المستدامةوأكد "عبدالغفار" أن جهود الوزارة في مجال البحث العلمي تعكس التزامها بتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتطبيق أعلى معايير النزاهة والشفافية والعدالة في البحث العلمي، مشيراً إلى أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز موقعها الإقليمي في مجالات البحث الطبي والأخلاقيات الحيوية.