تحمل سلاح يوم القيامة.. غواصة نووية روسية تقض مضجع الناتو
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
كشف تقرير نشره موقع صحيفة آي بيبر البريطانية على موقعها الإلكتروني، أن روسيا دخلت مرحلة جديدة في سباق التسلح النووي البحري بإطلاق الغواصة النووية خاباروفسك، المصممة خصيصا لحمل طوربيد بوسيدون، والذي يصفه الخبراء بـ"سلاح يوم القيامة".
وأوضحت إيزابيلا بينغويتشيا -نائبة رئيس قسم الشؤون الدولية بالصحيفة- في تقريرها الذي أعدته أن الغواصة التي بدأ بناؤها عام 2014 مصممة للعمل في صمت كامل، مما يجعل تعقبها رهنا بقدرات تكنولوجية متقدمة للغاية.
ويعمل طوربيد بوسيدون بالطاقة النووية ويستطيع حمل رأس نووي تصل قوته إلى ميغاطنين، وهو قادر على توليد موجات مدّ مدمرة تصل إلى الساحل وتُغرق مدنا بأكملها أو تبعث سحابة إشعاعية طويلة المدى.
نقلة نوعيةوبحسب الصحيفة، فإن هذا التطور يُعد نقلة نوعية داخل العقيدة النووية الروسية. فالغواصة، التي يبلغ طولها 135 مترا، تمثل نموذجا جديدا بالكامل، بخلاف الغواصة الروسية السابقة "بلغورود" التي عُدّلت لحمل الطوربيد بوسيدون.
أما الغواصة خاباروفسك فهي مصممة لهذه المهمة منذ البداية، وهو ما يجعلها جزءا من تطوير ذراع جديدة للردع النووي الروسي خارج إطار الصواريخ الباليستية.
وتنقل بينغويتشيا في تقريرها عن نيك تشايلدز، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، إن الغواصة تعزز قدرة روسيا على تنفيذ "الضربة النووية الثانية" في حال تعرضها لهجوم نووي أول، لأن بوسيدون يعمل تحت الماء ولا يتأثر بأنظمة الدفاع المضادة للصواريخ.
ويعني ذلك -في نظره- أنه حتى لو دمرت الضربة الأولى المواقع النووية الروسية، يمكن لبوسيدون، الذي يتحرك تحت الماء لفترات طويلة وبدون طاقم، تنفيذ هجوم ساحق.
يعمل طوربيد بوسيدون بالطاقة النووية ويستطيع حمل رأس نووي تصل قوته إلى ميغاطنين، وهو قادر على توليد موجات مدّ مدمرة تصل إلى الساحل وتُغرق مدنا بأكملها أو تبعث سحابة إشعاعية طويلة المدى.
ميزات بوسيدونولا تمتلك أي دولة غربية نظيرا مباشرا لهذا النظام، كما أن طوربيد بوسيدون يتمتع بميزة إضافية؛ إذ إنه يتجاوز منظومات الدفاع الصاروخي الغربية، المصممة لاعتراض الصواريخ الباليستية والمجنحة، وليس الطوربيدات المستقلة تحت الماء.
إعلانولا يُعرف، حتى الآن، سوى القليل عن دور الغواصة خاباروفسك في العقيدة البحرية الروسية.
لكن ويليام فريير، الباحث في الأمن القومي لدى مركز مجلس الجيوإستراتيجية، يرجح عدة احتمالات، منها أن تخرج الغواصة من المياه الروسية للبحث عن مجموعات سفن ضخمة تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) -مثل مجموعات حاملات الطائرات- أو أن تقوم بدور مشابه لغواصات الصواريخ الباليستية النووية، وذلك عبر "إضافة سهم جديد إلى جعبة الردع النووي الروسي".
ومع ذلك، تشير الكاتبة إلى أن الناتو -خصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا- لا يزال متفوقا في الحرب المضادة للغواصات، رغم أن تركيزها في العقود الماضية على مكافحة الإرهاب أدى إلى ضعف الاستثمار في هذا المجال مقارنة بالروس.
"حصن الأطلسي"ولفتت الصحيفة إلى أن بريطانيا بدأت أخيرا مشروع "حصن الأطلسي" لمراقبة شمال المحيط الأطلسي عبر فرقاطات حديثة مزودة بأنظمة كشف صوتي مدعومة بالذكاء الاصطناعي وطائرات وغواصات غير مأهولة.
كما أعلنت الحكومة البريطانية استثمار 2 مليار جنيه إسترليني (2.6 مليار دولار أميركي) في تكنولوجيا الغواصات ذاتية التشغيل والغواصات الهجومية الجديدة ضمن برنامج (أوكوس AUKUS) الذي يهدف إلى تعزيز القدرات البحرية في مواجهة روسيا والصين.
ويقول الخبراء إن الغواصة خاباروفسك والطوريبد بوسيدون لا يزالان بعيدين عن التشغيل الكامل، ويحتاجان إلى تجارب بحرية قد تستغرق سنوات قبل دخولهما الخدمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات طوربید بوسیدون
إقرأ أيضاً:
الرئيس الروسي: تطوير الطوربيد "بوسيدون" والصاروخ المجنح "بوريفيستنيك" أمر بالغ الأهمية لأمننا
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن تطوير الطوربيد "بوسيدون" والصاروخ المجنح "بوريفيستنيك" أمر "بالغ الأهمية" لأمن بلاده و"للتكافؤ الاستراتيجي" لعقود قادمة.
جاء ذلك خلال حفل توزيع جوائز مطوري "بوريفيستنيك" و"بوسيدون"، وفقا لوكالة أنباء /سبوتنيك/ الروسية اليوم الثلاثاء، حيث هنأ الرئيس الروسي "الفرق العلمية والإنتاجية والعمالية التي شاركت في ابتكار هذا السلاح (القوي والفعال والفريد من نوعه)".
وقال الرئيس الروسي إن تطوير "بوسيدون" و"بوريفيستنيك" ذو "أهمية تاريخية لشعبنا؛ فهي تضمن الأمن والتكافؤ الاستراتيجي لعقود قادمة، بل للقرن الحادي والعشرين بأكمله"، مؤكدا أن روسيا لا تشكل تهديدا لأحد.
ورأى أن مبادئ التشغيل والخوارزميات الجديدة لـ"بوسيدون" ستحدث تأثيرًا كبيرا في تحسين المركبات المسيرة"، مشيرا إلى أن سرعة "بوسيدون" تفوق سرعة جميع السفن السطحية الحديثة بعدة أضعاف.
وحول الصاروخ المجنح "بوريفيستنيك"، قال الرئيس الروسي إن الصاروخ "يتفوق على جميع أنظمة الصواريخ المعروفة في العالم من حيث مدى الطيران"، مضيفا "روسيا، شأنها شأن جميع القوى النووية الأخرى، تطور إمكاناتها النووية والاستراتيجية، كل ما نتحدث عنه الآن هو عمل معلن عنه منذ زمن طويل".
وأوضح أنه سيتم استخدام مكونات "بوريفيستنيك" و"بوسيدون" مع أجهزة كمبيوتر قوية.. لافتا إلى أن كافة خطط روسيا لإنشاء أنظمة أسلحة متطورة وتطوير صناعة الدفاع قيد التنفيذ.
وقال: "جميع خططنا لإنشاء أنظمة أسلحة متطورة، وتطوير المجمع الصناعي الدفاعي، وتزويد الجيش والبحرية الروسيين بالمعدات والأسلحة الحديثة قيد التنفيذ.. وأقصد هنا تطوير ونشر أحدث منظومة صواريخ استراتيجية "أفانغارد".
وأضاف أن سفينة الاستطلاع التابعة لحلف شمال الأطلسي /ناتو/ كانت متواجدة بشكل دائم في منطقة اختبار "بوريفيستنيك"، مشيرا إلى أن روسيا لم تتدخل في عمل سفينة الاستطلاع التابعة للحلف في منطقة اختبار "بوريفيستنيك".
وأكد أن روسيا بدأت الإنتاج المتسلسل لمنظومة صواريخ "أوريشنيك"، وقال: "لقد صنعنا ونشرنا وبدأنا الإنتاج المتسلسل لمنظومة صواريخ "أوريشنيك" متوسطة المدى".
ونوه بوتين بأن أنظمة صاروخ "سارمات" ستدخل الخدمة القتالية في عام 2026.
وكان الرئيس الروسي قد أعلن سابقاً نجاح اختبار طوربيد "بوسيدون"، وهو غواص مسيّر مزوّد بمحرك نووي، موضحاً أن قدرته التدميرية "تفوق بكثير صاروخ "سارمات" العابر للقارات".
كما أفاد رئيس الأركان العامة الروسية فاليري غيراسيموف، بأن صاروخ "بوريفيستنيك" نجح في اختبار حديث، حيث قطع مسافة 14 ألف كيلومتر، وحلّق لمدة 15 ساعة بمناورة تجمع بين الطيران الأفقي والعمودي، مستخدماً تقنية دفع نووية يمكن – وفق تصريحات بوتين – توظيفها مستقبلاً في تطبيقات مدنية.