هآرتس: إسرائيل تجند روبوتات الدردشة لتحسين صورتها بين الأميركيين
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية -الخميس- أن حكومة بنيامين نتنياهو وقَّعت عقود دعاية لتحسين صورة إسرائيل لدى الرأي العام الأميركي، عبر وسائل بينها روبوتات الدردشة.
وبشكل لافت، أظهرت استطلاعات للرأي تراجع التأييد لإسرائيل بين الأميركيين، لا سيما الشباب، جراء حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية لمدة سنتين في قطاع غزة بدعم أميركي.
وقالت الصحيفة إن الحكومة الإسرائيلية وقَّعت في الأشهر الأخيرة عقودا بملايين الدولارات لتحسين صورة إسرائيل في الرأي العام الأميركي، سواء على الإنترنت أو خارجه.
وأضافت أن إسرائيل وظّفت شركات ليس فقط لتنفيذ حملات هاسبارا (دعاية)، بل أيضا حملات تستهدف ملايين رواد الكنائس المسيحيين.
كما تستهدف شبكات روبوتات لتضخيم الرسائل المؤيدة لإسرائيل على الإنترنت، وجهودا للتأثير على نتائج البحث وخدمات الذكاء الاصطناعي الشائعة مثل "تشات جي بي تي" (ChatGPT)، وفقا للصحيفة.
وأفادت بأن من بين الخبراء الذين تم توظيفهم مديرا سابقا لحملة (الرئيس الأميركي) دونالد ترامب الانتخابية، وشركات أخرى مرتبطة بالحزب الجمهوري والمجتمعات الإنجيلية.
ما بعد الإبادة
ورأت أن هذا الوضع يشير إلى أن إسرائيل تركز جهودا ضخمة على المجتمعات التي كانت تُعتبر في السابق مؤيدة لإسرائيل تلقائيا.
وقالت الصحيفة أيضا إن هذه الحملات تشير إلى مرحلة جديدة في إستراتيجية الدبلوماسية العامة الإسرائيلية لما بعد الحرب، كما أشارت إلى تحول في طريقة استخدامها للوكلاء، سواء كانوا من الذكاء الاصطناعي أو المؤثرين البشريين، في الدعاية الخارجية.
وبموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب، يتعين على الشركات الأميركية التي تمثل حكومات أجنبية التسجيل لدى وزارة العدل الأميركية.
وتُظهر الوثائق المقدمة خلال الشهرين الماضيين أن حكومة إسرائيل، عبر وزارتي الخارجية والسياحة ووكالة الإعلان الحكومية، وقّعت عقودا متعددة في الولايات المتحدة لتعزيز مصالح إسرائيل، وفقا للصحيفة.
إعلانوأوضحت أنه تم توقيع أكبر عقود هاسبارا (دعاية) الجديدة في أغسطس/آب الماضي مع شركة كلوك تاور إكس، وهي مملوكة لبراد بارسكال، الذي لعب دورا رئيسا في حملات ترامب الرقمية عامي 2016 و2020.
وتابعت أن قيمة العقد تبلغ 6 ملايين دولار، ومدته 4 أشهر، ومُوقّع بين كلوك تاور إكس وشركة هافاس ميديا نيابة عن الحكومة الإسرائيلية.
وينص العقد على تقديم خدمات استشارات إستراتيجية وتخطيط واتصالات لتطوير وتنفيذ حملة واسعة النطاق بأميركا لمكافحة معاداة السامية، بحسب الصحيفة.
وأفادت بأن شركة بارسكال ستنتج ما لا يقل عن 100 محتوى أساسي شهريا، بينها مقاطع فيديو وصوت وبودكاست ورسومات ونصوص، إضافة إلى 5 آلاف مادة مشتقة في الشهر، لتحقيق 50 مليون مشاهدة شهريا، وأن 80% من المحتوى سيستهدف الشباب الأميركيين على منصات تيك توك وإنستغرام ويوتيوب.
الجمهور المستهدفووفقا للصحيفة، كان التركيز على الجماهير المسيحية مفاجئا، لأنهم، خاصة الإنجيليين، يُعتبرون تاريخيا أكثر الجماعات تأييدا إسرائيل في الولايات المتحدة.
بيد أن استطلاعات مركز بيو (أشهر مراكز الاستطلاع الأميركية) بين 2022 و2025 تُظهر انخفاضا سريعا في دعم إسرائيل، حتى بين المحافظين، في خضم حرب غزة.
وأضافت أنه كان لدى نحو 42% من الأميركيين نظرة سلبية تجاه إسرائيل في 2022، وبعد 3 سنوات، قفزت النسبة إلى 53%، مشيرة إلى أن انهيار الدعم لا يقتصر على الديمقراطيين، فنصف الجمهوريين الشباب يحملون الآن نظرة سلبية تجاه إسرائيل، بزيادة 15% منذ بدء الحرب.
ويشير تقرير صادر عن مركز دراسات الولايات المتحدة بجامعة تل أبيب عام 2024 إلى اتجاه مماثل بين الإنجيليين الشباب، الذين أصبحوا أكثر انتقادا لإسرائيل، بحسب الصحيفة.
روبوتات الدردشة
وأفادت هآرتس أيضا بأن حملة إسرائيلية أخرى -بتكليف من وزارة الخارجية- اقترحتها شركة شو فيث باي ووركس، المملوكة للمستشار الجمهوري تشاد شنيتغر، وهو ناشط إنجيلي مرتبط باليمين المسيحي.
وأوضحت أن ميزانية الحملة تتجاوز 3 ملايين دولار، سُدد عُشرها بالفعل، رغم أن العقد النهائي لم يُوقّع بعد.
وقالت إن نصف الملفات (الدعائية) المقدمة في سبتمبر/أيلول الماضي، تركز على الكنائس والمنظمات المسيحية في غرب الولايات المتحدة، لمواجهة تراجع الدعم لإسرائيل بين المسيحيين الإنجيليين.
وكشفت أن من العناصر الأساسية في حملة إسرائيل محاولتها التأثير على روبوتات الدردشة الذكية الشائعة التي انتشرت بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
وزادت أن هذه العملية مصممة ليس فقط للترويج للحملة على غوغل ومحركات بحث أخرى، بل أيضا لتوليد نتائج تأطيرية في محادثات "تشات جي بي تي" وأنظمة الحوار القائمة على الذكاء الاصطناعي.
وقد تكون هذه أول حالة موثقة علنا لمحاولة دولة تشكيل الخطاب من خلال أنظمة ذكاء اصطناعي توليدية مثل تشات جي بي تي وكلاود، مما يؤثر على كيفية تأطيرها للقضايا المتعلقة بإسرائيل، بحسب الصحيفة.
ومع ذلك -ووفقا للصحيفة- لم تتخل إسرائيل عن المنصات التقليدية، إذ كشف إعفاء حكومي من المناقصات أن إسرائيل أنفقت أكثر من 45 مليون دولار في النصف الثاني من 2025 على إعلانات إلكترونية منتظمة مع غوغل ويوتيوب وإكس.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
تحقيق: شبكات إماراتية تجند مرتزقة كولومبيين للقتال مع الدعم السريع في السودان
كشفت مؤسسة "The Sentry" الأمريكية، المتخصصة في تتبع شبكات تمويل العنف حول العالم، عن تورط شركات أمنية إماراتية وكولومبية وبنمية في إرسال مرتزقة إلى السودان لدعم قوات الدعم السريع المتهمة بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، مؤكدة أن الجهة الممولة الرئيسة لهذه العمليات هي رجل أعمال إماراتي يرتبط تجاريا بمسؤول حكومي رفيع في الإمارات.
ووفقا للتحقيق الذ نشرته المؤسسة تحت عنوان «مرتزقة في السودان مرتبطون بشريك تجاري لمسؤول رفيع في حكومة الإمارات»، فإن المرتزقة الكولومبيين المعروفين باسم "ذئاب الصحراء" انضموا إلى صفوف قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، حيث شاركوا في تدريب الأطفال والمشاركة في قتل المدنيين.
رجل أعمال إماراتي وشركات أمنية واجهة
حدد التحقيق هوية المورد الرئيس للمرتزقة بأنه محمد حمدان الزعابي، مالك شركة غلوبال سيكيورتي سيرفيسز غروب (GSSG)، التي تصف نفسها بأنها "المزود الأمني المسلح الوحيد لحكومة الإمارات".
وأشارت المؤسسة إلى أن الشركة أُسست عام 2016 على يد أحمد محمد الحميري، الأمين العام لديوان الرئاسة الإماراتية — وهو منصب يعادل رئيس موظفي البيت الأبيض في النظام الأمريكي — قبل أن ينقل الحميري ملكية الشركة بالكامل إلى الزعابي في عام 2017.
ويعد هذا الارتباط، بحسب التقرير، دليلا إضافيا على صلة الإمارات بمستويات رفيعة بقوات الدعم السريع. ويشرف الحميري على ديوان يرأسه حاليا الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، الذي يتهم بالوقوف وراء دعم أبوظبي للميليشيا السودانية.
كما يمتلك الزعابي والحميري حصصا ضخمة في شركات أمنية أخرى داخل الإمارات، بينها شركة “سكيورتي غارد ميدل إيست” التي بيعت عام 2023 مقابل 82 مليون دولار لشركة تابعة لمستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد.
شبكة تجنيد عابرة للقارات
أوضح التحقيق أن شركة "GSSG" تعاقدت عام 2024 مع شركة كولومبية تدعى "Agency for Security International (A4SI)"، لتجنيد مئات الجنود السابقين ونقلهم إلى السودان.
وتدار الشركة الكولومبية من قبل العقيد المتقاعد ألفارو كيخانو المقيم في الإمارات، والمسجلة باسم زوجته كلوديا أوليفيروس.
أما الرواتب والمستحقات المالية لهؤلاء المرتزقة، فتحوّل عبر شركة بنمية تدعى "Global Staffing S.A".، في ما وصفته "The Sentry" بشبكة مالية متشابكة تستخدم لتغطية حركة الأموال بين الأطراف المشاركة.
وأشار التحقيق إلى أن كيخانو مثل شركة "GSSG" في اتصالات سياسية بتشيلي عام 2024، ما يدل على امتداد نشاط الشركة إلى أمريكا اللاتينية.
تورط إماراتي ممنهج
ذكرت المؤسسة أن هذه الأنشطة تأتي ضمن نهج إماراتي أوسع يعتمد على توظيف الأجانب والمرتزقة في مهام عسكرية عبر شركات خاصة. وأوضحت أن عددا من المرتزقة الكولومبيين تلقوا تدريبات في أبوظبي، قبل أن يعاد نشرهم عبر قاعدة بوصاصو في الصومال إلى مناطق صراع أخرى، منها السودان.
وفي ايلول/سبتمبر الماضي٬ قدمت الحكومة السودانية شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي ضد الإمارات وشركات GSSG وA4SI، متهمة إياها بتمويل وتجنيد مقاتلين لصالح قوات الدعم السريع. وقد نفت أبوظبي الاتهامات، ووصفت الأدلة الواردة في التحقيق بأنها “مفبركة”.
توصيات وتحذيرات
دعت مؤسسة "ذا سنتشري" في ختام تقريرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة إلى فتح تحقيقات فورية في أنشطة كل من: ( محمد حمدان الزعابي - شركة GSSG - ألفارو كيخانو - كلوديا أوليفيروس - شركة A4SI الكولومبية - شركة Global Staffing S.A. البنمية)
كما طالبت بفرض عقوبات صارمة عليهم بموجب القوانين الخاصة بالسودان أو برامج العقوبات الدولية ذات الصلة، معتبرة أن تلك الأنشطة تقوض السلام والأمن والاستقرار في السودان.
ودعت المؤسسة المؤسسات المالية الدولية إلى تشديد الرقابة على تعاملات الشركات الأمنية الإماراتية، مؤكدة أن علاقة الزعابي الوثيقة بالحميري تشير إلى دعم محتمل من مستويات عليا داخل الحكومة الإماراتية لأنشطة قوات الدعم السريع.