أحمد بن سعود يشهد «قمة نظام هواوي البيئي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
شهد الشيخ أحمد بن سعود بن صقر القاسمي، رئيس اللجنة التنفيذية لهيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة، «قمة نظام هواوي البيئي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا 2025» التي تجمع في رأس الخيمة نخبة من كبار التنفيذيين والمستثمرين والمسؤولين من دولة الإمارات والصين ودول المنطقة.وأكد الشيخ أحمد بن سعود أن إمارة رأس الخيمة تمضي بخطى واثقة نحو ترسيخ مكانتها كوجهة للمستقبل، انطلاقاً من رؤية صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، القائمة على بناء اقتصاد متنوع وقوي، وبيئة أعمال محفّزة على الابتكار والاستثمار.
وأشار إلى أن استضافة رأس الخيمة جانباً رئيساً من فعاليات القمة تمثل محطة جديدة في مسار التعاون المثمر مع كبرى الشركات التكنولوجية العالمية، بما يعزز حضور الإمارة في مشهد الاقتصاد الرقمي العالمي، موضحاً أن رأس الخيمة تواصل تعزيز مكانتها كوجهة جاذبة للاستثمار والإبداع عبر تمكين قطاعات التكنولوجيا والاقتصاد المعرفي، بوصفها محركات رئيسة للنمو المستدام.
وأضاف الشيخ أحمد بن سعود أن الاستثمار في الابتكار وتوسيع الشراكات مع المؤسسات الدولية يمثلان ركائز أساسية في استراتيجية الإمارة المستقبلية، إذ تسعى رأس الخيمة إلى بناء شبكة تعاون عالمية تقوم على تبادل المعرفة ونقل الخبرات وتطوير حلول تكنولوجية رائدة تسهم في تعزيز تنافسية الإمارة وترسيخ مكانتها كمركز مزدهر للأعمال والابتكار في المنطقة.
وتستضيف الإمارة حتى 7 نوفمبر جانباً رئيساً من فعاليات القمة التي تُنظمها شركة «هواوي تكنولوجيز»، وتشمل عقد منتدى في مركز المؤتمرات بفندق دبل تري باي هيلتون جزيرة المرجان، وذلك ضمن برنامج القمة الممتد حتى 8 نوفمبر بين دبي ورأس الخيمة.
ويشارك في فعاليات القمة أكثر من 150 مستثمراً ورجل أعمال من الصين، يمثلون قطاعات التكنولوجيا، والسياحة، والخدمات المالية، والعقارات، والاتصالات، والتجارة الإلكترونية، إلى جانب ممثلين عن الجهات الحكومية والشركات الوطنية، بما يعكس المكانة المتنامية للإمارة كمنصة جاذبة للشراكات الاقتصادية والاستثمارية النوعية.
ويُركّز برنامج رأس الخيمة ضمن القمة على تعزيز التعاون الاقتصادي بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية، وتشجيع الاستثمارات في قطاعات الابتكار والتقنيات الحديثة، إلى جانب استعراض فرص الأعمال في الإمارة ومشروعاتها المستقبلية. كما يشمل البرنامج جلسات حوارية وورش عمل، وأنشطة ثقافية وتراثية تُبرز الهوية الإماراتية ومعالم رأس الخيمة الطبيعية والسياحية.
وتؤكد استضافة رأس الخيمة جانباً من هذه القمة الدولية رؤيتها الطموحة في بناء مستقبل قائم على التنوع الاقتصادي واستقطاب الاستثمارات النوعية، وترسيخ مكانتها كوجهة إقليمية وعالمية مزدهرة للأعمال، والسياحة، والابتكار، وجودة الحياة، والاستدامة. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أحمد بن سعود رأس الخیمة
إقرأ أيضاً:
خلفاء بلفور .. عود على بدء!
عندما أوشكت الحرب العالمية الأولى أن تُحسم، بدأت سيناريوهات تقسيم المنطقة وتقاسم النفوذ فيها تطرح نفسها على المنتصرين.
في العام 1916 وُقِّعت اتفاقية «سايكس – بيكو» بين بريطانيا وفرنسا لوراثة الإمبراطورية العثمانية الغاربة.
وفي 2 تشرين الثاني من العام التالي 1917 أصدر وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور وعداً يقضي بـ«إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين».
وفق عشرات الوثائق البريطانية، لم يتأسس «وعد بلفور» على أسطورة «العودة إلى أرض الميعاد»، لكنه وظّفها لمقتضى رؤية استراتيجية لمستقبل المنطقة كلها، ومصر في قلبها.
بعد أربع سنوات من إعلان «وعد بلفور» تلقى رئيس الوزراء البريطاني لويد جورج مذكرة من مدير العمليات في الشرق الأوسط الكولونيل ريتشارد مينرتز هاجن يقترح فيها «ضم سيناء إلى فلسطين حتى يكون ممكناً وضع حد فاصل».
توصل الجنرال الفرنسي نابليون بونابرت إلى هذه الفكرة الاستراتيجية – الحد الفاصل – أثناء حملته على مصر التي امتدت إلى بعض حواضر الشام، معتقداً أنها تحول دون بناء قوة عظمى مستقبلاً في هذه المنطقة من العالم.
«الفرنسيون يفكرون، والبريطانيون ينفذون». هذا قول شهير ينطبق هنا أكثر من أي مكان آخر.
بعد أكثر من قرن على «وعد بلفور» ما زال جوهره الاستراتيجي ماثلاً في المشاهد الدموية بأحاديث الشرق الأوسط الجديد.
في التفكير الاستراتيجي الغربي اقترن – ولا يزال – المصير الفلسطيني بالمصير العربي، وإبعاد الفلسطينيين عن أراضيهم بالتهجير القسري بمشروع سلخ سيناء عن مصر.
مصر في عين الاستهداف
قد تتراجع مستويات الخطر بدرجة أو أخرى، لكن يظل الاستهداف نفسه حاضراً دوماً.
أي كلام آخر تجهيلٌ بالتاريخ وتدليسٌ على الحقائق.
الكلام المتواتر عن شرق أوسط جديد يجد أصوله في الرؤية الاستراتيجية التي أسست لـ«وعد بلفور».
مشكلة خلفاء بلفور أنهم يفتقدون – بفداحة – الكفاءة التي كانت تملكها الإمبراطورية البريطانية في إحكام الرؤية والتنفيذ والالتفاف والخداع.
لم يعد ممكناً إعادة رسم خرائط الشرق الأوسط بالقلم والمسطرة
لم يعد ممكناً إعادة رسم خرائط الشرق الأوسط بالقلم والمسطرة على النحو الذي حصل في اتفاقية «سايكس – بيكو».
ورغم مضي أكثر من قرن على «وعد بلفور»، الذي وصفه جمال عبد الناصر بأنه «من لا يملك أعطى وعداً لمن لا يستحق»، فإن جوهره الاستراتيجي لا يزال حاضراً في غزة والضفة الغربية ولبنان وسورية واليمن وليبيا والسودان، بتحدياته ومخاطره فوق الخرائط العربية المتصدعة.
قد يُقال – بظاهر نص «وعد بلفور» – إن مفعوله انقضى، فقد أُنشئت الدولة العبرية منذ نحو 77 عاماً، لكنها لم تعيّن لنفسها حدوداً.
إنها مشروع دائم للتوسع والضم على حساب دول عربية مجاورة.
وقد يُقال إن «وعد بلفور» تضمن «أنه لا يمثل تحيزاً ضد الحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية الموجودة في فلسطين – قاصداً سكانها العرب».
غير أن تلك كانت محض مراوغة دبلوماسية بريطانية معتادة، فقد كان التحيز ضد كل حق عربي وفلسطيني مطلقاً، حتى وصل في الحرب الحالية على غزة إلى التواطؤ شبه المطلق مع أبشع حروب الإبادة في التاريخ الإنساني الحديث.
يستلفت الانتباه هنا ما بدر عن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أثناء إعلان اعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية، من تحميلها المسؤولية التاريخية عمّا حاق بالفلسطينيين، لكنه لم يُفصح عن مراجعة كاملة، ولا اعتذر بصورة واضحة.
جرت تلك الإشارات تحت ضغط التظاهرات والاحتجاجات المتواصلة في شوارع وميادين العاصمة لندن تضامناً مع الضحية الفلسطينية وتنديداً بحربي الإبادة والتجويع.
المعضلة الحقيقية الآن أن صوت «سلام القوة» يعلو فوق أي صوت آخر في الشرق الأوسط.
لا يوجد أفق سياسي في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب يفضي إلى دولة فلسطينية كاملة السيادة على الأراضي المحتلة منذ العام 1967، ولا أدنى استعداد أميركي أو إسرائيلي للقبول بها، رغم الاعترافات الدولية التي وصلت إلى زخم غير مسبوق أثناء الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
خسرت إسرائيل الحرب الأخلاقية كما حرب الصورة، وتدهورت مكانتها داخل الرأي العام الغربي الذي دأب على تأييدها ودعمها منذ تأسيسها بعد سنوات قليلة من نهاية الحرب العالمية الثانية.
كان ذلك بداعي التطهر الغربي من المآسي البشعة التي لحقت باليهود في المحارق النازية في سنوات تلك الحرب.
لم يكن اليهود وحدهم من تضرروا من المحارق النازية، فقد دفعت الإنسانية كلها أثماناً باهظة لأوهام التفوق العرقي.
استقطبت إسرائيل، بالدعاية الممنهجة، مشاعر قطاعات واسعة من الرأي العام الأوروبي، فهي دولة ديمقراطية وسط عالم عربي متخلف واستبدادي، تبني وتزرع وتأخذ ببعض الأساليب الاشتراكية في مستعمراتها الجماعية، من دون التفات إلى الطابع العنصري للدولة الوليدة وحمامات الدم التي ترتكبها بحق السكان الفلسطينيين.
في لحظة مكاشفة إنسانية بالحقائق، دمغت الأمم المتحدة الصهيونية بالعنصرية مثل الـ«أبارتهايد» في جنوب إفريقيا والنازية الألمانية والفاشية الإيطالية، لكنها ألغته في وقت لاحق بتخاذل عربي أنكر حقوقه قبل أن ينكرها عليه أحد.
الصورة اختلفت تماماً الآن، بقوة الرأي العام الإنساني في العواصم الغربية والأوروبية بالذات، الذي روعته مشاهد الحرب على غزة.
كانت التظاهرات والاحتجاجات التي عمّت الشوارع الأوروبية، وداخل الولايات المتحدة نفسها، داعية لمبادرة ترامب لوقف الحرب، أو لـ«هدنة مؤقتة وهشة» بمعنى أدق، إنقاذاً لإسرائيل من نفسها.
الحرب ما زالت مفتوحة على أخطر سيناريوهات خلفاء «بلفور».
أين العرب من ذلك كله؟
هذا هو السؤال الذي لا مهرب منه.
الأيام الفلسطينية