لن يعقِل إلا بفقش جمجمته.. المليشيات تهدد رئيس جناح حزب المؤتمر في صنعاء بتصفيته على غرار ما فعلته بـ«صالح»
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
عمّقت المطالبة بصرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين الخلاف مع شركاء الجماعة، خصوصاً قيادات حزب «المؤتمر الشعبي العام» الخاضعين في صنعاء، حيث تتهرب الجماعة من الاستجابة للمطالب، وتتكتم على أرقام الإيرادات التي تجنيها.
في هذا السياق هاجم رئيسُ مجلس الحكم الحوثي مهدي المشاط، رئيسَ حزب «المؤتمر الشعبي العام» (جناح صنعاء) القابع تحت سيطرة الجماعة صادق أمين أبو راس، على خلفية دعم القيادي المؤتمري المطاَلبة بالرواتب، ومعرفة مصير الموارد الضخمة التي تتحصلها الجماعة في مناطق سيطرتها.
ووصل استياء الجماعة الحوثية من مساندة أبو راس مطالب الموظفين إلى التهديد بتصفيته على غرار ما فعلته بالرئيس السابق علي عبد الله صالح في 2017، وفق ما جاء في تغريدة لأحد قادة الجماعة على منصة «إكس» (تويتر سابقاً).
وتابع بالقول :من غباء العفاشي انه دائما يعتقد ان انتهازيته تنفعه وانه قادر ان يضحك على الجميع وهو سلوك ونفسية يحملها العفشوش هنا وهناك ولن يعقل الا بفقش جمجمته ثم يتحول الى البكاء والعويل .هي قاعدة لا تتغير
ومع تصاعد الاحتجاجات الشعبية المطالِبة بدفع الرواتب، وصف رئيس المجلس الانقلابي، في كلمة ألقاها في عمران، رئيس «مؤتمر صنعاء» ومَن معه من الأكاديميين وأساتذة الجامعات والمعلمين والموظفين الحكوميين المطالبين بالرواتب بـ«الحمقى» و«الغوغائيين»، متهماً إياهم بالتماهي مع مَن سمّاهم «الأعداء».
تهديد بالقتل
هجوم المشاط ضد أبو راس سبقه تهديد بالقتل، وصدر عن قيادي آخر اسمه نصر الدين عامر يعمل رئيساً للنسخة الحوثية من وكالة أنباء «سبأ»، ملمحاً إلى «كسر جمجمته» بالطريقة نفسها التي قتلت بها جماعته الرئيس اليمني ورئيس الحزب السابق الراحل علي عبد الله صالح أواخر عام 2017.
وأقرّ رئيس المجلس الانقلابي بأن دفع الرواتب يعد من مسؤوليتهم بوصفهم سلطة انقلابية، لكنه سرعان ما تنصل من ذلك، واصفاً مَن يطالبون الجماعة بدفع الرواتب بـ«المزايدين» و«المرتزقة» زاعماً أنهم يسعون إلى خدمة ما سمّاه «العدوان».
وفي حين زعم القيادي الحوثي عدم توفر الإمكانات المالية لدى جماعته لصرف رواتب الموظفين، أبدى ناشطون يمنيون تساؤلاتهم عن مصير المليارات التي تجنيها الجماعة من الضرائب، والجمارك، والاتصالات، والزكاة، والإتاوات، والجبايات، وغيرها والتي عادة ما تخصصها للمجهود الحربي، ولمصلحة الأتباع، ولإقامة الفعاليات التعبوية.
وعلى صعيد استمرار التجاهل الحوثي المتعمد لمعاناة ملايين الموظفين بمناطق سيطرتهم، قال رئيس المجلس الأعلى للانقلابيين، إن من أهم أولويات جماعته في الوقت الحالي ليس صرف الرواتب وإنما مواصلة القتال، ومواجهة من سماهم «الأعداء»، وتسخير كل الإمكانات لمصلحة المقاتلين.
ووصف المشاط الأصوات اليمنية المطالبة بالرواتب بـ«العميلة». متهماً إياها بإثارة «الفتن والمؤامرات، والعمل لمصلحة المخططات الأميركية» على حد زعمه.
تهرب من الحلول
المشاط وصف الحلول المطروحة من قبل أعضاء في برلمان صنعاء، غير الشرعي، بأنها «هرطقات»، وأعلن أن سبب عدم إفصاح جماعته عن حجم الموارد التي تجنيها هو الخوف من تسرب الأرقام إلى لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي.
وكان رئيس جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء، صادق أمين أبو راس، الخاضع للميليشيات الحوثية، شنّ هجوماً لاذعاً ضد حكومة الانقلاب غير المعترف بها، لجهة تقصيرها في أداء مهامها وعدم دفع الرواتب.
وقال أبو راس: «إن من حق الموظفين مطالبة حكومة الانقلاب بدفع الرواتب؛ كونها سلطة أمر واقع»، مقترحاً على الميليشيات تسليم شيكات آجلة لكل موظف محروم من راتبه بوصف ذلك التزاماً من قبلها حال توافر الأموال أن تصرف لهم مرتباتهم جميعها دون نقصان.
وطالب رئيس «مؤتمر صنعاء» حكومة الميليشيات بالشفافية، وتقديم شرح مفصل لليمنيين عن الموازنات والمبالغ المالية التي صرفت، وكيف تم صرفها، كاشفاً خلال كلمة ألقاها أخيراً في صنعاء بمناسبة الذكرى الـ41 لتأسيس الحزب، عن عجز حكومة الانقلاب، غير المعترف بها، عن توفير أدنى الخدمات لليمنيين الذين يجدون صعوبة بالغة في الحصول على لقمة العيش.
وعلى الرغم من مشاركة قيادات «مؤتمرية» في مجلس حكم الانقلاب الحوثي وحكومته، فإن وجودهم في مناصبهم وجود ديكوري، حيث يتحكم قادة الجماعة بكل شاردة وواردة، ولا يُسمح لهذه القيادات باتخاذ أي قرار فعلي في المؤسسات والجهات المعينين فيها.
وكان زعيم الجماعة الحوثية عبد الملك الحوثي في أحدث خطبه أقرّ بفساد جماعته، زاعماً أنه يعمل من أجل إحداث تغيير جذري، وهو الأمر الذي وصفه مراقبون بأنه «مجرد محاولة لإسكات الأصوات المتزايدة المناهضة لفساد الميليشيات».
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
تغطية قناة الجمهورية المتواطئ مع الانتقالي بحضرموت تُثير التندر وتذكر بإعلام عائلة صالح في إسقاط عمران وصنعاء
أثارت تغطية قناة الجمهورية المنحازة بشكل فج وفاضح للمجلس الانتقالي المنادي بالانفصال، للتوترات في محافظة حضرموت (شرق اليمن) سخرية واسعة بين أوساط اليمنيين على منصات التواصل الاجتماعي.
وبثت القناة خلال الساعات الماضية محتوىً داعماً للتحشيد العسكري للمجلس الانتقالي وجلبه قوات من عدن والضالع إلي هضبة حضرموت تحت غطاء "النخبة الحضرمية" بهدف السيطرة على مناطق النفط.
وتضمنت التغطية بشكل متكرر وصف "قوات حماية حضرموت"، التي أسسها عمرو بن حبريش وكيل محافظة حضرموت ورئيس حلف قبائل حضرموت، بالمليشيا قبل أن تعود مساء أمس الأحد وتحذف المحتوى المنحاز للانتقالي من منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأعاد توصيفها لقوات بن حبريش بـ"المليشيا" بالتذكير بوضع قوات طارق صالح التي تشكلت بذات الطريقة ولا تزال حتى اللحظة خارج سلطة وزارتي الدفاع والداخلية التابعة للحكومة المعترف بها دولياً وهو ما يجعلها تتشارك مع قوات بن حبريش ذات التوصيف من الناحية القانونية.
هذه التغطية ذكّرت اليمنيين أيضا بوسائل الإعلام الممولة من عائلة صالح حين سقطت محافظة عمران وبعدها العاصمة صنعاء، بيد مليشيا الحوثي، كما أعادت التذكير بدور صحيفة الأولى التي كان يرأسها محمد عايش حينها وهو الآن المدير العام لقناة الجمهورية التابعة لطارق صالح.
ويأتي تصاعد التوتر الأمني بمحافظة حضرموت بينما تقف الحكومة اليمنية المعترف بها، ومجلس القيادة الرئاسي موقف المتفرج دون أي موقف واضح أو خطوات حاسمة لاحتواء التصعيد في أكبر محافظات البلاد مساحةً وأهمها ثقلًا سياسيًا واقتصاديًا.
هذا الصمت الرسمي عزز المخاوف من انزلاق المحافظة الأكبر من حيث المساحة في اليمن نحو العنف والفوضى، خصوصًا وأن الموقف ذاته أدى إلى سقوط العاصمة صنعاء في قبضة الحوثيين عام 2014، ومن ثم سقوط مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد بيد المجلس الانتقالي في 2019م.
وفي الشأن ذاته قال الصحفي عدنان الشهاب، "مليشيا الإمارات في المخا تتضامن مع مليشيا الإمارات في حضرموت حفاظا على وحدة الصف الإماراتي في اليمن".
من جانبه قال الصحفي عبدالسلام قائد، "قناة الجمهورية تشتغل من قلبها لصالح عيدروس في قضية حضرموت، عملا بالتوجيهات العليا القادمة من أبوظبي".
من جهته كتب الناشط السياسي حمزة المقالح "في صنعاء وقف طارق وعمه مع الامامة وتابوا في 2 ديسمبر الله اعلم متى تكون توبته من الوقوف مع التشطير".
وأضاف "كل توبة بيحسبوها علينا ثورة".
في حين علق عمر الحميري بالقول "الحرس الجمهوري 2015، وحراس الجمهورية 2025، وجهان لعملة واحدة".
أما محمد عثمان فقال "المليشيات تساند بعضها، والجمهورية يتيمة بلا راية، وبصوت باهت لا يحرسه أحد".