الإتاوات الحوثية تدفع مواطن لإحراق نفسه في صنعاء
تاريخ النشر: 3rd, December 2025 GMT
شهدت صنعاء حادثة مأساوية أقدم خلالها رجل على إحراق نفسه احتجاجًا على احتجاز ميليشيا الحوثي الإرهابية سيارته وطلبها مبالغ مالية باهظة لاستعادتها، في حادثة تعكس حجم المعاناة الإنسانية في مناطق سيطرة الجماعة.
وقالت مصادر محلية وإعلامية إن الرجل في منطقة باب اليمن صبّ البنزين على جسده قبل أن يشعل النار فيه، وتمكن بعض المارة من إخماد الحريق ونقله إلى مستشفى الثورة بحالة حرجة، وسط حالة من الصدمة والغضب بين السكان.
وتأتي هذه الحادثة في ظل أوضاع معيشية متدهورة يعيشها اليمنيون منذ سنوات، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والوقود والأدوية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الأساسية بصورة غير مسبوقة.
كما تصاعدت الجبايات والإتاوات التي تفرضها الميليشيات على المواطنين، بدءًا من الرسوم على المركبات والمحال التجارية وصولًا إلى الضرائب المفروضة على الرواتب والمرتبات التي تُنهب بالكامل منذ أكثر من عشر سنوات، وفق تقارير حقوقية محلية ودولية.
وتؤكد المنظمات الحقوقية أن هذه السياسات تزيد من معاناة المدنيين وتزيد من معدلات الفقر واليأس، حيث يضطر المواطنون إلى دفع مبالغ طائلة لقاء أبسط الخدمات أو لاستعادة ممتلكاتهم، بينما تستمر الميليشيات في نهب المرتبات الحكومية وموارد الدولة، ما يعكس هشاشة النظام الخدمي وانعدام الأمن الاقتصادي في مناطق سيطرة الجماعة.
وتستمر هذه الظروف في دفع اليمنيين إلى تصعيد احتجاجاتهم الفردية والجماعية، في ظل غياب أي إجراءات رسمية لمحاسبة الجماعة أو حماية المدنيين من الانتهاكات المستمرة.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
رشيدي:العراق بحاجة إلى بناء اقتصاد مستقل بعيداً عن نفوذ دول الجوار وسيطرة الميليشيات
آخر تحديث: 3 دجنبر 2025 - 2:10 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال المقرب من ممثل ترامب مارك سافايا المدعو رحيم رشيدي “مستر كورد”، استناداً إلى أحاديثه الخاصة واتصالاته المتواصلة مع مارك سافايا، والتي تشير إلى أن واشنطن تعمل على إعادة هيكلة حضورها في العراق عبر مقاربة تجمع بين حماية الاقتصاد، وتحصين البنى التحتية، ودعم السلطة الشرعية في مواجهة السلاح المنفلت.قال رشيدي في حديث صحفي، إن العراق “بحاجة ماسة إلى بناء اقتصاد مستقل بعيداً عن نفوذ دول الجوار وسيطرة الميليشيات”، مؤكداً أن استقرار الدولة يبدأ من حصر السلاح بيد المؤسسات الرسمية فقط، سواء عبر حلول سلمية أو إجراءات قانونية. ويشير إلى أن هذه الخلاصة ليست قراءة نظرية، بل نتيجة تقييم دبلوماسي–اقتصادي استمع إليه بشكل مباشر من سافايا، الذي يرى—وفق ما نقله رشيدي—أن العراق لن يتمكن من بناء اقتصاد فعّال دون بيئة آمنة ومركزية قرار واضحة.ويؤكد رشيدي، بناءً على معرفته الوثيقة بسافايا، أن الدور الذي يؤديه مبعوث الرئيس الأمريكي يتجاوز الطابع التقليدي للزيارات البروتوكولية، إذ ينقل عنه أن مهمة سافايا تتمحور حول “دعم العراق وإقليم كردستان في تحقيق مصالح اقتصادية واسعة، وبناء علاقات متوازنة مع بغداد وأربيل على حدّ سواء”. ويضيف أن سافايا يتمتع بـ”علاقة متينة مع الرئيس ترامب، ويستند إلى دعم قوي من منظومة دائرة الرئاسة الأمريكية”، ما يجعل تحركاته “منفّذة ضمن رؤية رئاسية مباشرة، وليست مجرد مبادرات دبلوماسية اعتيادية”. وبحسب المعطيات التي حصل عليها رشيدي من أحاديثه مع سافايا، فإن الأسبوع الجاري سيشهد “حراكاً دبلوماسياً لافتاً” في أربيل وبغداد، بالتزامن مع وصول السفير الأمريكي في تركيا والمبعوث الأمريكي الخاص في سوريا الذي يشغل منصب مساعد وزير الخارجية للمشاركة في افتتاح أكبر ممثلية وقنصلية أمريكية في العالم. ويصف رشيدي هذا الحدث بأنه “تأكيد علني على أن واشنطن تعيد تثبيت حضورها في العراق عبر بوابة الدبلوماسية الاقتصادية”.ويشير رشيدي إلى أن زيارة رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني إلى واشنطن، في أيار الماضي، كانت بحسب ما توصّل إليه من حديث مع سافايا—نقطة مفصلية فتحت الباب أمام وصول وفود اقتصادية أمريكية متتابعة إلى الإقليم، ضمن نهج أمريكي يقوم على “حماية الاقتصاد العراقي وتحصين البنى التحتية الحيوية بما يخدم المصالح المشتركة”. ويضيف أن هذا الإطار سيكون محور عمل سافايا خلال المرحلة المقبلة، مؤكداً أن هذه ليست توقعات، بل استنتاجات مبنية على حديث مباشر مع المبعوث الأمريكي، الذي يرى أن مسار تعزيز الاقتصاد العراقي يجب أن يترافق مع مسار آخر لا يقل أهمية: توحيد الصف بين بغداد وأربيل وتقوية مؤسسات الدولة على حساب نفوذ السلاح غير الشرعي.ويختتم رشيدي بالقول إن “واشنطن تسعى في هذه المرحلة الحساسة إلى إرساء مرحلة جديدة في إقليم كردستان، قوامها توحيد الصف وتعزيز التنسيق بين أربيل وبغداد، وبما يدعم سيادة العراق ويقوّي موقعه السياسي والاقتصادي”، مؤكداً أن هذه الرؤية “تمثل جوهر ما يتحدّث به سافايا في لقاءاته واتصالاته”.يبدو أن الأسابيع المقبلة ستكون اختباراً حقيقياً لقدرة العراق على الاستفادة من هذه اللحظة، وترجمة الانفتاح الدولي إلى مكاسب اقتصادية وسيادية، في ظل بيئة داخلية ما زالت تعاني من ثقل السلاح وتداخل النفوذ.