مخازن وسراديب سرية.. الحوثي يحصن أسلحته في جبال إب
تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT
كشف مصادر محلية في محافظة إب أن ميليشيا الحوثي شرعت خلال الأيام الماضية في إنشاء شبكة من الأنفاق العميقة داخل الجبال الواقعة بمديرية السياني جنوبي المحافظة، بهدف تحويلها إلى مخازن محصنة لأسلحتها ومنصات دعم لوجستي بعيدًا عن الاستهداف الجوي المحتمل.
وأوضحت المصادر أن الجماعة بدأت بنقل جزء كبير من أسلحتها من مخازن سابقة في صنعاء ومناطق أخرى إلى مواقع جديدة داخل تضاريس جبلية معقدة، خشية أن تكون مواقعها القديمة قد تم كشفها من قبل ما وصفته الجماعة بـ"العدو الإسرائيلي والأمريكي"، خصوصًا بعد سلسلة الغارات التي نفذتها الولايات المتحدة وإسرائيل خلال الأشهر الماضية واستهدفت مخازن سرية تابعة للحوثيين داخل صنعاء وفي أحياء سكنية.
وأشارت تقارير ميدانية إلى أن أعمال الحفر توسعت لتشمل مواقع حاكمة في جبل الحيزم وجبل عميد الداخل وتبّة جديدة في منطقة السبرة، في عملية توصف بأنها الأكبر منذ سنوات داخل نطاق جبلي يُعد شريانًا رئيسيًا لشبكات المياه الريفية، مؤكدين أن هذه الأنفاق تُجهّز لتكون مخازن للأسلحة والصواريخ والطائرات المسيّرة بالإضافة إلى مواضع إمداد لوجستي لدعم أي تصعيد مقبل، وبدائل استراتيجية عن المخازن السابقة التي تعرّضت للاستهداف.
وترافقت عمليات الحفر مع تشغيل معدات ثقيلة أدت إلى تخريب خطوط مائية تغذي عدداً من القرى المحيطة، كما أشارت المصادر إلى أن التحركات الحوثية تسببت بإتلاف خط البرك المائية الرئيسي المؤدي إلى سد الضُّوْعي في قرية ذي إشراق، وهو المصدر الحيوي الوحيد الذي يعتمد عليه الأهالي للحصول على مياه الشرب وري محاصيلهم الموسمية.
وأعرب السكان عن قلق بالغ من استمرار تحويل الجبال والمرتفعات المحيطة بمناطقهم إلى مواقع قتالية مغلقة، محذرين من أن أعمال الحفر قد تؤدي إلى انهيارات أرضية وتدمير شبكة المياه الريفية وتهديد السد المحلي بالتصدع، مما قد يحرم مئات الأسر من مصدرها الوحيد للمياه، واصفين المشهد بأنه عسكرة للموارد الحيوية دون أي ضمانات أو دراسات تراعي هشاشة البنية المائية للمنطقة.
وأكدت المصادر المحلية أن نقل الأسلحة إلى مواقع جديدة تحت الأرض وتوزيع الصواريخ والطائرات المسيّرة في أنفاق متعددة يعكس استعدادات الحوثيين لجولة صراع مقبلة، ويشير إلى اعتراف غير مباشر بوجود اختراقات استخباراتية طالت مواقعهم السابقة، كما تعكس هذه الخطوة محاولات الجماعة لإعادة بناء منظومتها العسكرية في وقت تتزايد فيه الضربات الجوية وتتصاعد الخلافات داخل مراكز قيادتها بعد فقدان عدد من القيادات خلال الأشهر الماضية، مما يزيد من هشاشة مواقعها السابقة ويعزز حاجتها لمخابئ آمنة لحماية ترسانتها العسكرية.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
خبير استراتيجي: بريطانيا ستظل قلعة مُحصنة لجماعة الإخوان رغم الضغط الأمريكي (فيديو)
قال الكاتب الصحفي محمد أبوشامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، إن العلاقة بين جماعة الإخوان والولايات المتحدة وبريطانيا تاريخية ومعقدة، حيث دعمت كلتا الدولتين الجماعة في مراحل مختلفة لتوظيفها في خدمة أهدافهما الاستعمارية، موضحًا أن هذه العلاقات الطويلة تجعل الحديث عن تفاصيل تعامل كل دولة مع الجماعة مرتبطًا بالسيادة وحسابات داخلية خاصة بها.
وأشار خلال تصريحاته على قناة "القاهرة الإخبارية" إلى أن النشاط الأوروبي لمحاصرة الجماعة، الذي انطلق مؤخرًا في فرنسا، قد يؤثر على دول أوروبية أخرى، لافتًا إلى تحرك النمسا وألمانيا ومناقشات داخل الاتحاد الأوروبي حول هذا الموضوع، مع وجود تدخل رئاسي في فرنسا في مايو الماضي نتيجة الاهتمام الكبير بالقضية.
وأكد أبوشامة أن بريطانيا ستظل لفترة من الزمن "قلعة محصنة" للإخوان، نظرًا للمصالح البريطانية والتفاهمات الطويلة الأمد مع الجماعة، موضحًا أن الضغط الأمريكي على بريطانيا في هذا الشأن سيكون من آخر الأمور التي تفكر فيها واشنطن، نظرًا للوظائف التي لعبتها الجماعة في خدمة أهداف الدولتين عبر عقود طويلة.